سمعنا كثيراً عن اكتئاب ما بعد الولادة، لكن ماذا عن اكتئاب الحمل، ماهي أعراضه وما هو الوقت الذي تكون الحامل فيه أكثر عرضة للإصابة به، وهل يمكن تجنبه ، وهل له تأثيرات سلبية على الجنين، هذا ما سنكتشفه في هذا المقال المبسط عن اكتئاب الحمل؟!
من المؤكد أن أحد أسعد لحظات المرأة هي تلك اللحظة التي تتأكد فيها من خبر حملها، لكن ما يحدث أحياناً بعد فترة يخالف هذا الشعور، كأن تبدأ مشاعر الحزن في التسلل إليك، تشعرين بخيبة أمل كبيرة، بالوحدة، ومع مرور الوقت يتحول استيائك من هذا الوضع إلى اكتئاب، رغم اللحظات التي تكونين فيها غير راضية عن مشاعرك السلبية تلك.
ومن المؤسف قولنا بأن واحدة من كل 10 نساء تعانين من اكتئاب الحمل، ومع أن الكثيرات يحاولن إخفاء ما يشعرن به كونه شعور مستهجن أثناء هذه الفترات السعيدة، إلا أن ما سأخبرك به عن نتائج هذا الاكتئاب سيدعوك سيدتي إذا كنت تعانين من اكتئاب الحمل للمسارعة في البحث عن طريقة فورية للتخلص منه.
ليس هناك مجموعة محددة من الأعراض التي تؤكد إصابتك بالاكتئاب، فهذا يختلف من سيدة إلى أخرى، فقد تبدأ عند البعض بانخفاض معنويات مستمر، بينما تشعر أخريات بتعكر المزاج وميل دائم إلى البكاء، وشعور بعدم وجود نافع من التواجد في هذه الحياة، والرغبة في الانتحار، وكل ذلك بالطبع يؤثر جسدياً ونفسياً عليك سيدتي والذي بدوره سينعكس على تصرفاتك، وفيما يلي بعض الأعراض التي قد تظهر عليك إن كنت تعانين من الاكتئاب:
- عدم القدرة على التركيز.
- القلق.
- النزق، والانفعالية الشديدة.
- مشاكل في النوم.
- الإرهاق.
- الرغبة الدائمة في تناول الطعام، أو عدم الرغبة في تناوله مطلقاً.
- الإحساس بخسارة المتعة في كل شيء.
- حزن متواصل.
وهنا سيدتي يطرح السؤال الجوهري، ما الذي يسبب حالة الاكتئاب هذه، وهل لها حقاً مسببات مادية غير تلك التي تتعلق بالتغيرات الهرمونية، والإجابة هي أجل، فكان يعتقد أن هرمونات الحمل لها دور وقائي ضد الاكتئاب، ففترة الحمل تعد من أسعد الأوقات التي تمر فيها عادة النساء، لكن مع مرور الوقت لوحظ وبشكل متزايد أن الضغوط والتوتر الخاص بالحمل وفكرة رعاية الطفل يمكن أن تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في هذه الأوقات.
قد تكون هناك جوانب في حياتك لا تسير على ما يرام، هذا أيضاً يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ومما يعزز ذلك أيضاً نذكر:
- الضغوط اليومية والتوتر.
- مشاكل اقتصادية.
- مشاكل في الحمل مع الخوف من التعرض للإجهاض وخاصة إذا مررت بتجربة سابقة تعرضت فيها للإجهاض.
- التعرض للإساءة حيث تعمل ذاكرة الحامل على استرجاع ذكريات ومشاهد من أحداث تعرضت لها في الماضي بسبب تغير جسمك الخارج عن سيطرتك.
- إصابة سابقة بالاكتئاب لديك أو لدى أحد من أفراد أسرتك.
في حال كنت تعانين من اكتئاب الحمل فعليك سيدتي بالتحدث إلى طبيبتك، التي بدورها ستقدم لك المساعدة والمشورة، كما يمكنك أن تقومي ببعض الخطوات التي تعزز ثقتك بنفسك وربما تعيد التوازن النفسي إليك كممارسة اليوغا أو الالتحاق بمجموعة لممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالنساء الحوامل.
عليك أن تأخذي الأمور ببساطة، وأن تبتعدي قدر الإمكان عن مصادر التوتر والضغوط داخل المنزل وخارجه، وحاولي أن تركزي تفكيرك على الطفل ومدى سعادتك بقدومه صحيح البنية إلى هذه الحياة.
اكتئاب الحمل ليس من الأمور التي يمكنك التغاضي عنها، فإذا شعرت سيدتي بأنك بحاجة إلى المساعدة فلا تترددي وخاصة في حال راودتك أفكار عن الانتحار أو عن أي تصرف قد يؤدي إلى أذيتك أو أذية طفلك.
وأخيراً أحب لو أنوه أنه إلى الآن لم يوجد ارتباط بين اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة، فليس عليك سيدتي أن تقلقي بخصوص هذا الشأن، وتذكري بأن طلب المساعدة لا يعتبر دليل ضعف بل يدل على أنك أم واعية تقدر تصرفاتها وتسعى لأن تكون وطفلها بأحسن حال في المستقبل، فلما لا تعملين على بناء شبكة دعم من الآن كزوجك وصديقاتك وشقيقاتك أولئك الذين يمكنهم أن يدعموك ويتواجدوا معك عند ولادة طفلك إذا لزم الأمر.
todaywomenhealth.com