الأمومة والطفولة

الثقة بالنفس

إنّ الثقة من الصفات من أكثرِ الصفات المهمّة في شخصيّة الإنسان، ويرجع السبب للقوة التي تمنحُها للإنسان، فهي تكاد أن تكون مركز ومصدر القوة الداخليّة، فعندما يكون الإنسان واثقاً بنفسه سيكون قادراً على تحقيق الأهداف التي يريدها، وتحقيق النجاح الباهر في الحياة، وعلى المستوى الاجتماعيّ سيكون الإنسان قادراً على تكوين علاقات كثيرة وبناء العديد من الصداقات؛ وذلك بسبب ثقته بقدراته مما يجذب الناسَ إليه.

 

يجب على الوالدين البدْءُ في تعليم أطفالهم كيفيّة الثقة بالنفس وتعزيزها لديهم منذ الصغر، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام طرق بسيطة ومناسبة للأطفال، وتراعي العمر العقليّ لديهم.

تعزيز الثقة بنفس الطفل

فيما يلي عدّة نصائح تساعد في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وبناء شخصيّة قويّة، منها:

-معالجة الخجل عند الطفل، فغالباً ما يعاني الأطفال من صفة الخجل، وتعدّ من أخطر الصفات التي تُهدّد مستقبل الإنسان، وقد اعتبرها علم الطب النفسيّ أحدَ الأمراض النفسيّة الخطيرة؛ وذلك لتأثيرها الكبير في شخصية الإنسان، فعند ملاحظة وجود هذه الصفة لدى الطفل يجب العمل على تخليصه منها، وذلك من خلال اتّباع عدّة أساليب منها: مناقشته، وشرح أساليب التعامل مع الناس دون الشعور بالخجل أو الحرج.

-السماح له بالجلوس في جلسات الكبار من الأقارب والأصدقاء؛ حتّى يتمكّن من تعلّم أساليب الحوار، فالطفل مقلّد ماهر لما يراه حوله.

-السماح له بإبداء رأيه والتظاهر بالإعجاب الشديد بما عرضه من أفكار، وعدم نبذه وإشعاره بأنّ ما قاله خاطىء، وغير مناسب للموضوع المطروح.

-إشراكه في الأعمال التطوعيّة في مدينته؛ فذلك يساعدُ على تنمية مشاعر حب الخير لديه والثقة بقدراته، كما يساعده في التعرّف على أصدقاء جدد.

-إشراكه في نوادي التعليم الصيفيّة، كنوادي تعليم القرآن الكريم؛ وذلك لزيادة المهارات التي يمتلكها، فعندما يشعر الطفل بامتلاكه العديد من المهارات سيصبح أكثر ثقة بنفسه.

-تطوير المهارات الفرديّة لديه، فإذا كان يحبّ الرسم يجب وضعه في مراكز لتعليم الرسم؛ لتنمية وتطوير هذه المهارة.

-مراقبة علاقته بأصدقائه عن بعد، ومعرفة ما إذا كان أحدُ الأصدقاء يسبّب له الإزعاج، كبعض الأصدقاء المتنمّرين الذين يلجأون لاستخدام العنف مع الآخرين من أجل الحصول على ما يرغبون، ومثل هؤلاء الأشخاص قادرون على إفساء شخصيّة بعض الأطفال.

-استشارة اختصاصيّ أو طبيب نفسيّ في حالِ عدم استجابة الطفل للأمور السابقة، وفي حالِ مبالغة الطفل في الخجل من التعامل مع الناس والأصدقاء بشكل مباشر.

mawdoo3.com

 

 الأمومة

ترتبط الأمّ بطفلها من اللحظة الأولى التي تحتضنه فيها، وعندما يبدأ الطفل بالنموّ فإنّه يُدرك مدى حاجته لأمّه فيتعلق بها، ولحرص الأمّ الدائم على طفلها فهي تسعى باستمرار للتعرّف على كلّ ما هو جديد في مجالات التربية، سواء الصحية أو النفسية أوالسلوكية، كما أنّها تفرح عندما يكتسب طفلها عاداتٍ حسنة. سنعرض في هذا المقال مجموعةً من الأمور التي تتعلّق بتربية واهتمام الأم بصغيرها.




حقوق الطفل

الاستعداد للإنجاب؛ حيث إنّه يجب على الأم أن تكون قادرةً على تحمّل مسؤولية وجود طفلٍ في حياتها، وقادرةً على تنظيم وقتها بين العمل والمنزل، لأنّ هذا الطفل بحاجة لأمّه فهي تحلّ مشاكله وتلعب معه، خاصّة أن وجود طفلٍ في البيت يعني أن تزيد الأعباء والمسؤوليات وتقلّ القدرة على التنزّه والقيام بأنشطة ترفيهيّة خاصّة بالأم.

زرع الحب في نفس الطفل؛ حيث إنّه من الضروري أن يشعر الطفل بحبّ وحنان أمّه عليه فتخبره بمدى حبّها له وامتنانها لوجوده في حياتها، ويجب أن تترك له المساحة التي يُعبّر فيها عن رأيه ومشاعره بصوت عالٍ، وذلك حتى ينشأ الطفل قويّ الشخصية ولديه ثقة بنفسه وبمن حوله.

العناية بالطفل: من الضروري الاعتناء بالطفل من ناحية النظافة الشخصيّة وغيرها ، كما يجب على الأم أن تزرع في طفلها حبّ النظافة، وأن تقضي بعض الوقت معه وذلك للتحدث عن الأشياء التي يحبّها ويكرهها، وذلك حتى تشجعّه على الاستمرار بعمل ما يحبّ وتكتشف ميوله واهتماماته، ومن الضروري تحفيز الطفل بالهدايا خاصّةً عند القيام بسلوكٍ جيّد أو التخلّص من سلوك سيئ أو عند اتقانه لمهارة معين؛ وذلك لتنمية ذكائه.

تجنّب العقاب جسدياً عند القيام بسلوك خاطئ، واستعمال الأساليب الحديثة التي لا تحبطه، ولا تجعله منطوياً على نفسه، فيُمكن عقابه من خلال منعه لمدة ساعة من متابعة برامج الأطفال التي يحبّها، أو تركه على كرسيّ العقاب لمدة معيّنة، مع ضرورة أن يفهم الطفل سبب العقاب.


التواصل البصريّ والجسديّ مع الطفل؛ وتُعتبر هذه من أهمّ الأمور أثناء التعامل مع الطفل، فعلى الأم عندما تتحدث مع صغيرها أن تنظر في عينيه وتتحدث معه، وأن تتواصل معه جسدياً من خلال التربيت على كتفه أو لمس يده أو رأسه، وتحتضنه وتُقبّله قبل النوم وتُخبره بأنّها تحبّه.


الخروج في نزهة قصيرة؛ يمكن للأمّ أن تصطحب طفلها في نزهةٍ قصيرةٍ في مكان قريب من المنزل، وذلك لقضاء الوقت معاً واللعب والتأمّل، كما يمكنها أن تعلّم الطفل العديد من الأشياء.


حقوق الأم


لقد حمى الله سبحانه وتعالى حق المرأة في الإسلام، وأمر الرجل أن يرفق بها، وذلك لدورها الكبير في تربية الأولاد وإعداد المجتمعات، وفي الحاضر نلُاحظ أنّ الأمّ تعمل خارج البيت أيضاً، الأمر الذي يشكّل عبئاً كبيراً عليها؛ حيث إنّها تكون مسؤولة عن بيتها وعن عملها، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة توفير عمل يُناسب قدراتها الجسديّة، كما يجب على الرجل أن يحترم رغبتها ويُقدَّر دورها في بناء المجتمع؛ حيث إنّ المجتمع يعتمد في تكوينه على أسرةٍ ناجحةٍ، ومتفاهمة يعيش أفرادها بحبٍّ وتعاون.


mawdoo3.com


 

 

الأم هي المدرسة الأولى في حياة الطفل، لذا كرمها الله سبحانه وتعالى وجعل منزلتها وبرها أعلى وأسمى من جميع الارتباطات الاجتماعية الأخرى لما لها من دور عظيم في إعداد وتنشئة أجيال المستقبل، وتسعد الأم عندما يحين وقت استقبال وليدها وقد أصبح متكاملا للخروج إلى الحياة، وعلى عاتق الأم تقع أكبر المسؤوليات في إعداد الطفل وتوجيهه فنجد الطفل منذ ولادته ملتصقا بها، وهي بحكم عاطفة الأمومة تمنحه مشاعر الدفء والحنان، وقد تمر من خلال مراحل التربية بالعديد من المواقف التي تجتاز بعضها بنجاح، بينما يتعثر بعضها الآخر فتواجه الكثير من المصاعب.

ويشعر الطفل بأمه منذ اللحظات الأولى لميلاده، حيث يشم رائحتها ويتعرف عليها، ولابد أن تعلم كل أم أن جميع الخبرات التي يتعرض لها طفلها خلال الأشهر الأولى من عمره يكون لها أكبر الأثر في نفسه، كما يؤكد علماء النفس أن هناك وقتا أمثل للتعلم والنمو، وعلى الأم أن تدرك الوقت المناسب الذي يكون فيه طفلها في حالة استجابة تامة، فالطفل يتعلم الكلام لأن الأم تكلمه، ويتعلم التفكير لأن الأم تعطي له اختيارات وبدائل وفرص تمكنه من التفكير فيها، والطفل يتعلم من أمه الكلام واللعب، ويشعر بها سواء كانت غاضبة أو سعيدة، لذا يجب أن يترك الطفل ليتعرف على البيئة المحيطة به، وليدرك تباين الأصوات بنفسه، ولابد أن تنتبه الأم لنمو طفلها عقليا خلال الأشهر الستة الأولى من حياته حتى يكتسب الخبرات المختلفة، كما أن التحدث للطفل بصوت حنون والنظر إليه يشعره بنبرات صوت أمه وهو أمر مهم للغاية .

الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه

وبالرغم من أن تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأم والأب، إلا أن الأم تضطلع بالنصيب الأوفر من هذه المسؤولية، والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل، بل تتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج، فالحالة الصحية والنفسية للأم والتي تتشكل قبل الزواج لها أثرها على تربية الطفل، وكذلك مستوى ثقافة الأم المتصل بجانب الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل، ثم مرحلة الجنين وهي من المراحل الهامة في حياة الطفل، وقد ثبت علميا بأن الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه، حيث يؤكد أحد علماء النفس الإنجليز أنه اكتشف في مستشفى للولادة، أن الجنين يصاب بالذعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى يكرهها مثل الموسيقى الصاخبة والتي تجعله يرفضها احتجاجا، أما الموسيقى الهادئة الناعمة فتجعله كرائد فضاء يسبح طافيا بسلاسة في أرجاء البطن كأنما يسعى لمزيد من الالتقاط، ثم تأتي مرحلة ما بعد الولادة وتصبح الأم مسؤولة منذ اللحظة الأولى لميلاد الطفل عن إشباع حاجاته إلى الغذاء والنظافة والحنان، وتوفير الأمان لهذا المولود.وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية، إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان ونتيجة لقصور ثقافة الأم في مجال رعاية الأطفال نجد الكثير من الآثار السلبية على الأطفال صحياً، فالأم لا تدري قواعد الصحة وتغذية الأطفال مما يتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية ذلك لأن الأم نظرا لقصور ثقافتها تلجأ إلى الطرق البدائية في التعامل مع هذه الأمراض، ناهيك عما يتعرض له الطفل من سوء صحته النفسية كنتيجة للممارسات التربوية الخاطئة.

الحماية الزائدة للطفل تضر بشخصيته أكثر مما تفييده

والطفل بمثابة الرادار الذي يلتقط كل ما يدور حوله، فإن كانت الأم صادقة أمينة خلوقة كريمة شجاعة عفيفة، نشأ ابنها على هذه الأخلاق الحميدة، والعكس نجده إذا كانت الأم تتصف بسمات عكس السمات السابقة، لأن الطفل مهما كان استعداده طيبا ومهما كانت فطرته نقية طاهرة سليمة صافية فإنه ما لم يوجه التوجيه السليم وما لم يجد القدوة والنموذج الموجه الصالح فإنه بلا شك سينحرف إلى الجانب السلبي من جانب شخصيته، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”، وقد وضع الإمام الغزالي العناصر التالية لتربية الطفل تربية إسلامية ومنها: تعليم الطفل قراءة القرآن الكريم وأمور الشرع وسيرة الأنبياء والصالحين، وتعويده على طاعة والديه وإكرامهما، وطاعة واحترام معلميه ومن هم أكبر منه سنا، وحفظ الطفل من قرناء السوء لأن الطباع والعادات تنتقل بالمحاكاة، أيضا الثناء على الطفل إذا قام بفعل حميد، فالواجب أن يثنى عليه ويمدح علانية، أما إذا صدر منه فعل قبيح فيلام عليه بسر لا يحط قدره بين أقرانه لأن اعتياد الطفل على اللوم الكثير يقلل من اهتمامه واكتراثه به، وتعويد الطفل على التواضع وتعويده على الصبر فلا يبكي إذا ضرب ولا يلجأ إلى المراوغة والصراخ.

كذلك منع الطفل عن الشتم والسب وهذر القول وتحذيره وتخويفه من ارتكاب المعاصي كالسرقة والخيانة والكسب الحرام، ومن الواجب السماح للولد باللعب والتريض بعد انصرافه من الكتاب (الروضة أو المدرسة)، وتحبيبه في الحركة الرياضية التي لا تشغله عن القيام بواجباته الدينية والدنيوية، وبالتالي واجب على الوالدين العناية بتربية الطفل منذ اليوم الأول من حياته وذلك لأن نفسه صفية بيضاء فكل ما ينقش عليه يترك أثره فالواجب أن تكون مرضعته امرأة صالحة وذات دين.

ومع مراحل عمر الطفل يبدأ في التعرف على العالم من حوله، فيبدأ بالسؤال والمعرفة لكل ما يحيط به، ساعيا إلى التعرف على كل ما لا يعلمه أو تستدركه حواسه أو مداركه، هنا قد تلجأ بعض الأمهات إلى طبيعة التربية القديمة في نظرية عدم الخوض في الحديث أو التوسع في المعلومة المطلوبة لتضع كل حملها في هذه المسؤولية على المعلم والمدرسة، وهناك أمور لا يمكن متابعتها داخل الأسرة من قبل الأم فقط أو الوالدين وإنما بمشاركتهما سويا، ولكن بعض الأمور تتطلب الخوض فيها مع الأبناء، فنجد الأم الواعية المدركة لمراحل النمو وطبيعة التغيرات الجسمية والنفسية والشخصية في تكوين النفس البشرية تعيش هذه المراحل مع أبنائها بما يتطلب منها التوضيح والتنويه عنها بمساعدة الأب أو الاخوة والأخوات أو حتى المعلمين والمعلمات داخل الروضة أو المدرسة حسب طبيعة المواقف التي تعتريها، فتصل بذلك من خلال التوجيه السليم بمركبها إلى بر الأمان والسلام، وتوضح كل ما كان غريبا أو حديثا وذلك يستلزم أولا أن تتمتع الأم بشخصية محورية من الثقافة وسعة الإطلاع والأفق لتحتوي الفرد من الأبناء بما يتلاءم وتكوين شخصيته وبيئته الأسرية والاجتماعية، وعلى الأم أيضا أن تعلم طفلها أن يحكي لها كل شيء يدور في حياته، كأن يحكي لها ماذا حدث له منذ أن ذهب إلى الحضانة في الصباح إلى أن عاد إلي البيت، ولعل المغزى من هذا يتمثل في كونه يصبح أكثر قربا من والدته وتعلم طفلها الاعتماد على الذات وتحمل مسؤولية معظم احتياجاته الشخصية (كالرعاية الذاتية) وترتيب غرفة نومه ونظافتها، وعلى الأم أن تدرك أن الحماية الزائدة للطفل تضر بشخصيته أكثر مما تفيده، كما يجب على الأم أن تشجع ابنها في مرحلة لاحقة على اتخاذ القرارات المناسبة، وكلما زاد قدر المسؤولية التي تلقى بها الأم على كاهل طفلها كلما كان الابن أكثر قدرة على تحمل المسؤولية مستقبلا.

أهمية التواصل مع الأبناء ينمي العلاقة مع الوالدين ويمتن روابطها

ومع تطور متغيرات الحياة العصرية في المجتمعات العربية ونزول الأم إلى سوق العمل، ومكوثها خارج بيتها أكثر من تواجدها داخله، وحتى إن حدث العكس واستطاعت الأم أن تقيم توازنا بين وقتي العمل والمنزل، نجد أن الالتزامات المنزلية من شراء للطعام وطهيه، وغسل للملابس وكيها، ونظافة المنزل، وتلبية المطالب والاحتياجات المنزلية للزوج والأبناء يستهلك كل رصيد يومها فتذهب للنوم وقد أنهكها التعب وبلغ منها الإرهاق مبلغه هذا إذا لم توكل كافة الأعباء إلى الخادمة والاتكال عليها كليا في كافة الأمور، وأغلب الأمهات العاملات لا يجدن الوقت الكافي للحديث أو حتى الاستماع إلى أبنائهن، وأغلبهن يشعرن بالتقصير وتأنيب الضمير تجاه أبنائهن.

والنموذج الآخر للأم تلك التي قررت عدم الخروج للعمل، وذلك لتتمكن من التفرغ لأبنائها وبيتها سواء أكان هذا القرار عن رضا وقناعة أم قد فرض عليها، فهي تكرس حياتها لأبنائها ومع ذلك قد تشعر ببعد أبنائها عنها، والسبب في ذلك فقدان التواصل الصحيح مع الأبناء.

وعدم التواصل مع الأبناء قضية تزداد آثارها السلبية في أيامنا هذه نتيجة لاعتبارات كثيرة منها الانتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من الفضائيات إلى شبكات التواصل الاجتماعي على مختلف وسائله بالإضافة إلى انشغال الوالدين في الأمور الحياتية أو عدم مبالاة الآباء نتيجة لانخفاض مستوى الوعي بحجم المخاطر الناتجة عن عدم التواصل الأسري، وكلما اتسعت المسافة بين الوالدين وأبنائهم داخل الأسرة زادت المشاكل والآثار السلبية على هؤلاء الأبناء وللحد من هذه المشكلات يجب على الوالدين إيجاد الوقت الكافي للتواصل مع أبنائهم والحوار والتشاور معهم بأسلوب صحيح يعزز علاقة الأبناء بأبويهم وينمي العلاقة ويمتن روابطها وبذلك تكون أسرة صالحة بكامل المعاني.

اليوم سننتقل الى جانب اخر من السلوكيان التى يجب ان نعلمها لاطفالنا وهى الاداب 

ومشكله تعليم الاداب ان الام تبذل فيها مجهود كبير وكثيرا ما تلح على الطفل فى الطلب لسماع 

الحديث والطاعه والاستجابه لما تقوله الام .ومن هذه اللاداب : اداب الطعام والشراب , اداب المجلس , الاحترام ,
واداب الطريق . واليوم سوف نتحدث عن اهم الاداب التى تعلمها الام والتى يبدأ تعليمها من الداخل ( اى من داخل الاسره )


أولا : أداب الطعام




واداب الطعام اداب اسلاميه وقد حثنا رسولنا الكريم على ذلك .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بنى سمى الله وكل بيمينك وكل مما يليك 

ويجب ان نعود الطفل على التسميه قبل البدء فى تناول الطعام وكثيرا ما نجد ان الطفل فى مراحله الاولى فى السنتين او فى مرحله بدايه الكلام ينظر الى امه ويقول بسم الله على انه ينبهها انه قد تعلم شىء جديد اكتسبه منها, ولذلك يجب ان نشجع الطفل على ذلك .


وكثيرا ما يأخذ الطفل الشىء بشماله سواء اكل او كوب ليشرب منه ولذلك نقول له لا باليمين ومره بعد مره يعتاد هو تلقائيا على استخدام اليمين.


والاطفال فى مرحله الطفوله وخاصه فى مرحله الاربع والخمس سنوات وهى بدايه مرحله الاعتماد على أنفسهم فى الاكل وتعويد الام لطفلها على ذلك فلا يستطيع ادراك ذلك السلوك فى البدايه لذلك وجب على الام دائما ان توجهه لذلك (حبيبى سمى الله كل مما يليك وحافظ على نظافتك وانت تأكل ) دائما التشجيع

عن عائشه قالت: قال رسول الله : إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإذا نسي أن يذكر الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره. رواه أبو داود والترمذي.



ولا يجب على الام ان تبالغ فى كميه الاكل المقدمه للطفل ولا تسمح له ان يأكل اكثر من طاقته وان يترك مجال للشراب والتنفس . كما ان الاسراف فى الاكل يسبب السمنه ويؤثر سلبا على الطفل من صغره .

قال الله تعالى: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف.


-- هناك اطفال تهرب من اداء الواجبات بالاكل وهذا سلوك خاطىء لانه يؤدى ايضا الى سمنه .


--بعض الاطفال يعتادوا الاكل امام التلفاز ايضا وهذا سلوك خاطىء لان له جانبان وكلاهما سىء 

1- ان الطفل ينشغل بالتلفاز والبرنامج المقدم ولا يأكل .
2- ان يسرف فى الاكل دون ان يشعر ويصاب بسمنه مفرطه وتعانى منها الاسره فيما بعد.

-- عدم الحديث اثتاء تناول الطعام الا بأدب وعدم اصدار الاصوات الغير لائقه , واطلاق الضحكات.

-- يجب علينا ان نعود الطفل عدم ذم الاطعمه او الاستهزاء بنوع منها ويجب المحافظه على النعمه.

وعلينا ان نوضح له ان هناك اطفال فقراء لا يجدوا ما يأكلونه ولا يفى حاجتهم .

عن أبي هريرةرضى الله عنه قال : ما عاب رسول الله طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. متفق عليه.

--يجب عدم التفخ فى الاكل وقد ثبت علميا ان النفخ فى الطعام يخرج الكثير من الميكروبات فيه ويكون الجو نشط لها . 



-- يجب وضع موعد للغذاء تجتمع فيه الاسره حول المائده حتى يسود جو الموده والالفه بين الاسره وبعضها واحترام هذا الموعد يكون ضروره قدر المستطاع.

-- عدم الحديث اثتاء تناول الطعام الا بأدب وعدم اصدار الاصوات الغير لائقه .كما يمكن تبادل الحديث مع رب الاسره بود لزياده الالفه بين الاسره.

-- يجب ان نعلم الطفل الا يتحدث وفمه مملوء بالطعام لانه سلوك مقزز ومؤذى للاخرين .

-- عند الشرب يجب التعود على ان نتناول الشراب على 3 مرات . وهذه سنه عن نبينا الكريم وقد توصل العلماء الى فائده تناول الشراب على مراحل وافضليته عن تناوله مره واحده .


ثانيا : الاحترام 

 

والاحترام سلوك مهم جدا ان نعلمه لاطفالنا بكل انواعه واشكاله وايضا يبدأ من الاسره 

احتراما لصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير ولقد تربينا على ذلك ولكن للاسف مع التطور والتقدم التكنولوجى ظهر عكس ذلك فأصبحت هذه الاشياء تقليديه وفيها عدم مبالاه .

فلم يعد الصغير يحترم الكبير ولكم للاسف يخرج الفاظ مبتذله كما يسمعها من التلفاز 

ولذلك على الام العبء الاكبر فى تعديل هذا السلوك السىئ وتحويله الى سلوك ايجابى وتوضح له ان ذلك خطأ وعليه ان يحترم الكبير .

كما اننا يجب ان نوضح للكبير ان عليه ان يحب اخيه الصغير وعليه تعديل سلوكه اذا صدر منه شىء خاطىء بتوضيح ذلك منه بدون تعنيف .

-- ان نزرع فى اطفالنا ان الشخص الكبير له احترامه ويجب علينا ان نساعده ان احتاج المساعده .

وهذا التموذج يراه الطفل فى تعامل الابوين مع الجد والجده والاحسان لهما وبرهما .

واذا كان يجلس فى المواصلات وراى رجل كبير فعليه ان يقوم له ويجلسه لان هذا من مكارم الاخلاق وخصال حسنه. 

-- وللاسف افتقدنا هذه الصفه ايضا بنسبه كبيره .فقلما نجد ذلك يحدث ولكن الخير فى وفى امتى الى يوم القيامه .

-- احترام الاولاد للاب وألام شىء ضرورى ويجب مصادقه اولادنا والعطف عليهم واظهار الحب لهم ولكن مع وجود الاحترام وعدم رفع الصوت على الابوين مهما كان .

  • وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً{23} الاسراء



-- تعويد الطفل الاستماع الى الاكبر سنا وعدم مقاطعه حديثه الا باذن . فهذا ينمى الاحترام داخله .

ومن مكارم الاخلاق الاسلاميه انه عند وجود شخص اكبر سنا او مقاما او علما فلا نبدأ الاكل الااذا بدأ هو احتراما للسن وتقديرا لمقامه 

عن حذيفة قال: كما إذا حضرنا مع رسول الله لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده رواه مسلم.

وهذا سلوك مشترك بين اداب الطعام واحترام الكبير .

lakii.com

ما هو اكتئاب الحمل؟

سمعنا كثيراً عن اكتئاب ما بعد الولادة، لكن ماذا عن اكتئاب الحمل، ماهي أعراضه وما هو الوقت الذي تكون الحامل فيه أكثر عرضة للإصابة به، وهل يمكن تجنبه ، وهل له تأثيرات سلبية على الجنين، هذا ما سنكتشفه في هذا المقال المبسط عن اكتئاب الحمل؟!

 

من المؤكد أن أحد أسعد لحظات المرأة هي تلك اللحظة التي تتأكد فيها من خبر حملها، لكن ما يحدث أحياناً بعد فترة يخالف هذا الشعور، كأن تبدأ مشاعر الحزن في التسلل إليك، تشعرين بخيبة أمل كبيرة، بالوحدة، ومع مرور الوقت يتحول استيائك من هذا الوضع إلى اكتئاب، رغم اللحظات التي تكونين فيها غير راضية عن مشاعرك السلبية تلك.

 

ومن المؤسف قولنا بأن واحدة من كل 10 نساء تعانين من اكتئاب الحمل، ومع أن الكثيرات يحاولن إخفاء ما يشعرن به كونه شعور مستهجن أثناء هذه الفترات السعيدة، إلا أن ما سأخبرك به عن نتائج هذا الاكتئاب سيدعوك سيدتي إذا كنت تعانين من اكتئاب الحمل للمسارعة في البحث عن طريقة فورية للتخلص منه.

 

ليس هناك مجموعة محددة من الأعراض التي تؤكد إصابتك بالاكتئاب، فهذا يختلف من سيدة إلى أخرى، فقد تبدأ عند البعض بانخفاض معنويات مستمر، بينما تشعر أخريات بتعكر المزاج وميل دائم إلى البكاء، وشعور بعدم وجود نافع من التواجد في هذه الحياة، والرغبة في الانتحار، وكل ذلك بالطبع يؤثر جسدياً ونفسياً عليك سيدتي والذي بدوره سينعكس على تصرفاتك، وفيما يلي بعض الأعراض التي قد تظهر عليك إن كنت تعانين من الاكتئاب:

 

  • عدم القدرة على التركيز.
  • القلق.
  • النزق، والانفعالية الشديدة.
  • مشاكل في النوم.
  • الإرهاق.
  • الرغبة الدائمة في تناول الطعام، أو عدم الرغبة في تناوله مطلقاً.
  • الإحساس بخسارة المتعة في كل شيء.
  • حزن متواصل.

 

وهنا سيدتي يطرح السؤال الجوهري، ما الذي يسبب حالة الاكتئاب هذه، وهل لها حقاً مسببات مادية غير تلك التي تتعلق بالتغيرات الهرمونية، والإجابة هي أجل، فكان يعتقد أن هرمونات الحمل لها دور وقائي ضد الاكتئاب، ففترة الحمل تعد من أسعد الأوقات التي تمر فيها عادة النساء، لكن مع مرور الوقت لوحظ وبشكل متزايد أن الضغوط والتوتر الخاص بالحمل وفكرة رعاية الطفل يمكن أن تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في هذه الأوقات.

 

قد تكون هناك جوانب في حياتك لا تسير على ما يرام، هذا أيضاً يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ومما يعزز ذلك أيضاً نذكر:

 

  • الضغوط اليومية والتوتر.
  • مشاكل اقتصادية.
  • مشاكل في الحمل مع الخوف من التعرض للإجهاض وخاصة إذا مررت بتجربة سابقة تعرضت فيها للإجهاض.
  • التعرض للإساءة حيث تعمل ذاكرة الحامل على استرجاع ذكريات ومشاهد من أحداث تعرضت لها في الماضي بسبب تغير جسمك الخارج عن سيطرتك.
  • إصابة سابقة بالاكتئاب لديك أو لدى أحد من أفراد أسرتك.

 

في حال كنت تعانين من اكتئاب الحمل فعليك سيدتي بالتحدث إلى طبيبتك، التي بدورها ستقدم لك المساعدة والمشورة، كما يمكنك أن تقومي ببعض الخطوات التي تعزز ثقتك بنفسك وربما تعيد التوازن النفسي إليك كممارسة اليوغا أو الالتحاق بمجموعة لممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالنساء الحوامل.

عليك أن تأخذي الأمور ببساطة، وأن تبتعدي قدر الإمكان عن مصادر التوتر والضغوط داخل المنزل وخارجه، وحاولي أن تركزي تفكيرك على الطفل ومدى سعادتك بقدومه صحيح البنية إلى هذه الحياة.

 

اكتئاب الحمل ليس من الأمور التي يمكنك التغاضي عنها، فإذا شعرت سيدتي بأنك بحاجة إلى المساعدة فلا تترددي وخاصة في حال راودتك أفكار عن الانتحار أو عن أي تصرف قد يؤدي إلى أذيتك أو أذية طفلك.

 

وأخيراً أحب لو أنوه أنه إلى الآن لم يوجد ارتباط بين اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة، فليس عليك سيدتي أن تقلقي بخصوص هذا الشأن، وتذكري بأن طلب المساعدة لا يعتبر دليل ضعف بل يدل على أنك أم واعية تقدر تصرفاتها وتسعى لأن تكون وطفلها بأحسن حال في المستقبل، فلما لا تعملين على بناء شبكة دعم من الآن كزوجك وصديقاتك وشقيقاتك أولئك الذين يمكنهم أن يدعموك ويتواجدوا معك عند ولادة طفلك إذا لزم الأمر.




todaywomenhealth.com

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل