الأمومة والطفولة

الخوف من الظلام والخوف من الابتعاد عن الأم والخوف من المدرسة والخوف من الأشباح أو "العفاريت" أمور طبيعية في حياة الطفل، لكن حجمها يختلف باختلاف طبيعة الطفل والأشخاص المحيطين به وطريقة تعاملهم معه.

والخبر الجيد هو أن الخوف مسألة إيجابية إذا نظرنا إليه كعلامة على نمو الطفل ودخوله لمراحل جديدة في الحياة. ويصنف الخبراء الخوف في حياة الطفل وفقا لمراحله العمرية. فمثلا يسيطر "الخوف من الانفصال" على الرضيع الذي يشعر بالحماية في وجود بالغين حوله ولا سيما الأم والأب. وعندما تضع الأم الطفل في سريره في غير موعد النوم مثلا وتبتعد عنه، فإن هذا يزيد من شعوره بالخوف الذي لا يجد وسيلة للتعبير عنه سوى الصراخ.

وهنا ينصح الخبراء وفقا لمجلة "إلترن" الألمانية، بحمل الطفل أو البقاء معه ولمسه بحنان إلى أن يهدأ. ويبدأ هذا النوع من الخوف مع الطفل منذ ولادته وتختلف فترة استمراره من طفل لآخر.

البيئة
وبعد بلوغ الطفل عدة أشهر يظهر الخوف من البيئة المحيطة، كالخوف من صوت الماء عند فتح الصنبور أو حتى الصوت المنبعث من تصفح الجريدة. ومن الضروري هنا إدراك الأم والأب أن هذا الخوف لدى الطفل سببه عدم معرفته بهذه الأشياء التي يتعامل معها للمرة الأولى في حياته. وعندما تدرك الأم هذا الأمر، فإن عليها الحرص على عدم مواجهة الطفل بأمور جديدة عليه بشكل متسارع، بل الحرص على وجود فترات هدوء بين الحين والآخر.

الغرباء
وبداية من الشهر الثامن يبدأ الخوف من الغرباء في الظهور على الطفل، الذي يستطيع في هذا السن التمييز بين الأقارب والأشخاص الذين يراهم بصفة مستمرة وبين الغرباء. وهذا ما يبرر صراخ الطفل المستمر عندما يحمله شخص غريب عنه يراه للمرة الأولى. ويمكن التعامل مع هذه المرحلة من خلال تقليص الدائرة التي تتعامل بشكل منتظم مع الطفل في البداية، وقصر الأمر على الجدة والخالة والصديقة المقربة مثلا، ثم توسيع هذه الدائرة بالتدريج.

الظلام
ومع بلوغ العام الثاني من العمر يبدأ الخوف من الظلام في الظهور لدى بعض الأطفال، خاصة وأن دخول الليل قد يعني الانفصال عن الأبوين والمبيت في غرفة منفصلة في هذا العمر. ويتسبب الخوف من الظلام أيضا في الكوابيس لدى الأطفال، وهنا ينصح الخبراء بالحرص على وجود مصدر للضوء في غرفة الطفل مع طمأنته دائما بوجودك بجواره عندما يستيقظ بسبب الكوابيس. ومن المهم أيضا جعل الطفل يعتاد على طقوس معينة قبل النوم، كالجلوس إلى جواره وقراءة قصة بسيطة له.

العفاريت
وبداية من العام الثالث من العمر، يدخل الطفل في مرحلة الخوف من اللص الذي سيقفز من النافذة أو من العفريت تحت السرير. ويبدأ الطفل في هذه المرحلة بالخلط بين ما يراه في التلفزيون أو ما يسمعه في الحكايات. ومن النصائح المهمة للأب والأم في هذه المرحلة، عدم السماح للطفل بمشاهدة الأفلام أو المشاهد المرعبة وكذلك تعزيز فكرة الرسم أو الحكي لدى الطفل ليجد طريقة يخرج بها مخاوفه.

دراسة جديده حول بكاء الطفل !!؟؟بكاء الطفل
بكاء الطفل المستمر والذي لا يتوقف يعرضة أكثر لتطوير اضطرابات السلوك في وقت لاحق، هذا ما بينته دراسة جديدة. ويقدر الباحثون أن اضطراب

السلوك يرتبط بقدرة ضبط النفس التي تتطور في مرحلة الطفولة.

 

بكاء الطفل والاستيقاظ ليلا هو شيء عادي لدى المواليد في الاشهر الاولى. لكن اذا استمر البكاء بشكل منتظم خلال السنة الاولى، فهذا قد يشير الى حدوث اضطرابات السلوك في المستقبل.

هذا ما وجده باحثون اوروبيين عندما حللوا 24 دراسة سابقة حول مشاكل النوم بكاء الاطفال المستمر ومشاكل الاكل. ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة Archive of Disease in Childhood، تبين ان الاطفال الذين بكوا كثيرا واستيقظوا في الليل بعد الاشهر الثلاثة الاولى كان لديهم احتمال اكبر بمرتين لتطوير مشاكل مثل ADHD (اضطراب نقص الانتباه، التركيز وفرط النشاط)، الاكتئاب، القلق، السلوك العدواني او الاضطرابات السلوكية عند وصولهم لسن الذهاب الى المدرسة.

هذا الاضطراب السلوكي الشائع جدا لدى هؤلاء الاطفال كان مرتبطا بعدم القدرة على ضبط النفس وعدم القدرة على تهدئة انفسهم او التصرف بشكل مناسب اكثر وذلك في المواقف الاجتماعية. "وجدنا علاقة قوية جدا بين بكاء الاطفال وبين اضطراب السلوك او ADHD، والتي هي مشاكل في ضبط النفس"، كما يقول الباحث ديتر فولك، استاذ في قسم علم النفس التنموي في جامعة وارويك في انجلترا.

كيف يمكن تفسير العلاقة بين نوبات بكاء الطفل والاكل الانتقائي في مرحلة الطفولة وبين اضطرابات السلوك؟ يقول فولك لا توجد معلومات اكيده عن هذه العلاقة، ولكن هناك بعض الاحتمالات. واحد منها هي ان البكاء والاستيقاظ في الليل هي اشارات اولى للمشكلات السلوكية المرتبطة بضبط النفس. كل طفل يستيقظ عدة مرات في الليل ويبكي احيانا، ولكن معظم الاطفال يتعلمون في النهاية تهدئة انفسهم والعودة مرة اخرى للنوم، ويفهمون ان الاهل لن ياتوا في كل مرة يبكون فيها.

ولكن اذا كان الاطفال الرضع يميلون مسبقا الى تطوير اضطرابات سلوكية، فقد لا يستطيعون تعلم كيفية السيطرة على انفسهم، ويستمروا في البكاء حتى بعد السنة الاولى من عمرهم.

بالاضافة الى ذلك، يقول فولك، بعض الاطفال يكونون معرضين اكثر من ناحية وراثية لمشاكل في تنظيم سلوكهم. حدد العلماء مؤخرا نسخة من الجين المتعلق بانتاجالدوبامين، والذي يؤثر على الحالة المزاجية والعواطف، فضلا عن الوظائف الحركية.

بدلا من ذلك، فمن الممكن ان يكون سلوك الوالدين هو الذي يسبب المشاكل في المستقبل. بدلا من السماح للاطفال بتعليم انفسهم الهدوء والعودة الى النوم فاحيانا ياتي الاهل ويهزونهم او يقطعونهم. وفقا لهذا الاحتمال، فان هؤلاء الاطفال يكون من الصعب عليهم التحكم في سلوكهم ومشاعرهم في المستقبل.

وفقا للنتائج، فليس كل طفل لديه نوبات من البكاء، الاستيقاظ المتكرر او اضطرابات في الاكل سوف يعاني من اضطرابات سلوكية. لدى واحد من كل خمسة اطفال تظهر هذه المشاكل، التي تعتبر شاذة بعد الاشهر الثلاثة الاولى. فولك يؤكد على ان هذا لا يتعلق بوتيرة البكاء، وانما بعدم قدرة الطفل على التوقف عنه.

لكن حتى لو كان طفلكم ضمن هذه الـ 20 ٪، فهذا لا يعني بالضرورة انه سيكون لديه اضطرابات سلوكية في المستقبل. ويقترح البحث انه اذا اكتشف الاهل هذه الاعراض في الاكل والنوم في مرحلة مبكرة، فيمكنهم ان يغيروا عادات الابوة والامومة لديهم كوسيلة لمساعدة الاطفال على تطوير المزيد من ضبط النفس، قبل ان تصبح المشاكل جدية اكثر.

بدلا من الاسراع لتهدئة الطفل كلما بكى، على سبيل المثال، يمكن للوالدين تعويد الطفل على روتين ما قبل النوم لمساعدته على النوم والنوم بشكل افضل. ترك الطفل وحده قبل النوم ايضا قد يساعد، هكذا يتعلم الطفل النوم من تلقاء نفسه.

ويضيف فولك ان هناك حاجة لدراسات اضافية لفحص اي اضطرابات في مرحلة مبكرة من الطفولة يمكن ان تؤثر على خطر الاصابة باضطراب السلوك في الطفولة. " اذا استطاع الاهل مساعدة الاطفال على ضبط النفس في وقت مبكر، وان يتعلموا التوقف عن البكاء والنوم من تلقاء انفسهم، فسوف يكون لهذا الامر تاثيرا شاملا في الحد من الاضطرابات السلوكية بين الاشخاص ".

حذرت عالمة القبالة الألمانية البروفيسورة‬ ‫كلاوديا هيلمرس من خطورة التدخين أثناء الحمل، إذ إنه يرفع خطر الإجهاض‬ ‫والولادة المبتسرة وحدوث تشوهات للجنين، وأيضاً خطر انخفاض وزن الطفل عند الولادة وإصابته في‬ ‫وقت لاحق بـالحساسية والبدانة.

‫ولتجنب هذه المخاطر، توصي هيلمرس الحوامل بالإقلاع عن التدخين، مع‬ ‫مراعاة تجنب الغرف التي يتم التدخين فيها لأن المواد الضارة‬ ‫المنبعثة من دخان التبغ تظل عالقة بالأثاث والستائر حتى بعد تهوية‬
‫الغرفة ثم تنتشر في الهواء من جديد.‬

حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال‬ ‫والمراهقين من هز الرضيع للتهدئة من روعه، إذ قد تُلحق هذه الطريقة‬ ‫الشائعة بالرضيع أضرارا جسدية وذهنية جسيمة تصل إلى حد الوفاة.‬ ‫‬

‫وأوضحت الرابطة أن الإصابة بما يعرف بمتلازمة الطفل المرتج (Shaken Baby Syndrome) التي تحدث نتيجة لهز رأس الرضيع في الأشهر الستة الأولى من‬ ‫عمره، ترجع إلى ضعف عضلات مؤخرة الرقبة بالنسبة للرأس الكبيرة.

فإذا تم‬ ‫هز رأس الرضيع جيئة وذهابا فقد تتمزق الأوعية الدموية بين السحايا‬ ‫اللينة والصلبة، مما ينجم عنه كدمات وتورمات بالدماغ.‬ بالإضافة إلى إمكانية حدوث نزيف بشبكية العين أو تلف الخلايا العصبية أو‬ ‫إصابة العمود الفقري، مما يهدد بتأخر النمو الحركي وصعوبات التحدث‬ ‫والإصابة بالعمى أو الشلل أو الصرع أو حتى الموت.‬

‫ولتهدئة صراخ الطفل، توصي الرابطة باستلقاء الطفل على ظهره في سريره‬ ‫وإغلاق باب الغرفة، مشيرة إلى ضرورة اللجوء إلى الطبيب في حال بكاء الطفل‬ ‫لمدة أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا أو إذا كان الطفل يبدو مريضا.

reference: aljazeera.net

يعد فرط نشاط الأطفال من المشاكل المزعجة ‫التي تسبب إرهاقاً شديداً للوالدين. ‫وعن كيفية التعامل معها قال المستشار التربوي الألماني ‫أولريك رايتسر زاكس إنه ينبغي على الوالدين إلقاء نظرة متفحصة على ‫الأنشطة التي يمارسها الطفل في فترة ما بعد الظهيرة.

وأوضح أنه أمام ‫شاشات التلفزيون أو الحاسوب لا يمكن تفريغ طاقة الأطفال الزائدة، ‫لذا فمن المهم أن يمارس الأطفال الأنشطة الحركية في الأماكن‫ المفتوحة من أجل تفريغ هذه الطاقة الزائدة.

وأضاف زاكس أنه من غير المفيد توجيه تعليمات إلى الأطفال من قبيل""التزم الهدوء الآن"، إذ إنها لا تساعده على فعل شيء ما، وإنما من ‫الأفضل تقديم مقترحات ملموسة إليه من قبيل "اجلس واقرأ كتاباً أو ارسم ‫لوحة لمدة عشر دقائق". 

ومن ناحية أخرى، يوصي زاكس الآباء بتقبل تأرجح أطفالهم على المقعد مثلاً ‫أثناء القيام بواجباتهم المدرسية أو تغيير وضعية جلوسهم كل بضع دقائق، ‫ما دام ذلك لا يؤثر على قيامهم بواجباتهم.

وفي حال شعور أحد الأبوين بفرط نشاط ملفت للنظر لدى طفلهما، فينبغي حينئذ ‫استشارة طبيب الأطفال.

المصدر : الألمانية

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل