سن النضج / د. عبدالرؤوف رياض

JMD سن النضج...سن الإياس...وليس سن اليأس

يعد ما بعد الأربعين منعطفا مهما في حياة المرأة، وهي سنوات قد تشهد تغيرات فسيولوجية مهمة. وإذا كنا قد عرفنا هذه سابقا بسن (اليأس)، فالعلماء الآن يرفضون تلك التسمية جملة وتفصيلا، ويرون أنها مجرد مرحلة من التغيير لا ترتبط بالضرورة بأمراض أو فقدان لبعض من أوجه الحياة أو مباهجها وتسمى بمرحلة النضج بدلا من اليأس.

وإنما هي مرحلة تحتاج إلى إدراك ووعي وتفهم، وربما قد تحتاج لبعض والهرمونات البديلة والتي يمكن للأطباء المختصين وصفها وتقييم الحاجة إلى استخدامها. في تلك المرحلة يبدأ إفراز المبيضين لهرمون الإستروجين في التناقص تدريجيا، وتدخل المرأة في مرحلتين: مرحلة ما قبل التغيير Pre-menopause وسن التغيير Menopause.

سن النضج، كمفهوم، هو تلك النقطة الحرجة من حياة المرأة عندما تتوقف الدورة الطمثية (الشهرية) بشكل كامل، منهيةً قدرة المرأة على الإنجاب. ويعتبر المرحلة النهائية لعملية حيوية تتجلى بنقص في إفراز الهرمونات الأنثوية من المبيض. وفي حقيقة الأمر تبدأ هذه العملية الحيوية قبل عدة سنوات من توقف الدورة الشهرية، وتدعى هذه الفترة بمرحلة "ما قبل سن النضج". ويعتبر سن النضج كاملاً عندما يمضي على انقطاع الدورة الشهرية أكثر من سنة، ويحدث هذا في سن الخمسين غالبا ولكن قد يتأخر عند البعض حتى 51. وعادة ما يختلف العمر الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية بين امرأة وأخرى، تماما مثل الاختلاف المُشاهد في بدء الدورة الطمثية في مرحلة البلوغ.

مراحل سن النضج:

تتألف فترة سن النضج من ثلاث مراحل. وفي السابق كان شائعا بين الناس أن فترة سن النضج هي فترة توقف الدورة الشهرية غير مدركين لأهمية المرحلة الأولى والثالثة، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن تتالي المراحل الثلاث وببطء ضروري جدا لتأقلم المرأة مع الواقع الجديد دون عقبات تذكر.. وهذه المراحل هي:

  • · مرحلة ما قبل توقف الدورة الشهرية: وتنجم عن نقص نسبي وتدريجي بعدد الجريبات في المبايض وما يتبعه من نقص بإفراز هرمون الاستروجين. وتتميز هذه المرحلة بعدم انتظام الدورة الشهرية، وقصر وقتها أو طولها، وقلة دم الدورة أو غزارته، وذلك لعدة سنوات قبل المرحلة التالية. وتبدأ فيها أعراض نقص الأستروجين مثل الهبات الحرارية.
  • · مرحلة توقف الدورة الشهرية: وتنجم عن توقف المبيضين عن إفراز هرمون الاستروجين نظرا لندرة الجريبات وعدم استجابتها، وتعتبر السيدة  قد وصلت بالفعل إلى هذه المرحلة عندما تتوقف الدورة عنها لمدة عام كامل وبشكل متواصل.
  • · مرحلة ما بعد توقف الدورة الشهرية: وتنجم عن استمرار توقف إفراز الأستروجين المبيضي ومحاولة جسم المرأة المعاوضة الهرمونية بواسطة الاستروجين المفرز من غدة الكظر وعادة تكون أعراض سن اليأس في بداية هذه المرحلة حادة وفي نهايتها تتلاشى تدريجيا وقد تزول أو قد تحتاج لمعالجة عند البعض.
  • ·

هرموني الاستروجين والبروجسترون:

بسبب قلة عدد البويضات وقلة استجابتها لهرمونات الغدة النخامية، ينخفض إنتاج الهرمونات الجنسية في المبيض في منتصف الثلاثينات، وفي نهاية الأربعينات تتسارع هذه العملية وتتأرجح مستوى الهرمونات الجنسية في الدم بشدة، مسببة عدم انتظام في الدورة الطمثية مصحوبة بنزوف غزيرة غير متوقعة. وعندما تصل المرأة أوائل أو منتصف الخمسينات تتوقف الدورة الطمثية نهائياً. وتتمثل الهرمونات الجنسية هنا في كل من:

  • · الإستروجين: لا يتوقف إنتاج الإستروجين بشكل كامل؛ حيث يتم إنتاج نوع آخر من الإستروجين في النسيج الشحمي بمساعدة الغدة الكظرية، هذا الشكل من الإستروجين المنتج في الأنسجة الشحمية أقل فعالية من الإستروجين المنتج في المبيض، وزيد إنتاجه مع تقدم العمر ومع كمية المخزون الشحمي الموجود في الجسم أي عند النساء ذوات الوزن الزائد.
  • · البروجسترون: هو الهرمون الجنسي الثاني المفرز من المبيض، ويؤثر على بطانة الرحم في النصف الثاني من الدورة الطمثية؛ حيث تتسمك بطانة الرحم وتصبح أكثر غزارة بالأوعية الدموية وأشد قابلية لإيواء البيضة الملقحة. حيث وجود البروجستيرون يقلل من غزارة الدورة  وإذا لم يحصل إلقاح فإن مستوى البروجسترون في الدم يهبط، مما يؤدي إلى انسلاخ بطانة الرحم وسقوطها نهائيا. أحيانا تغيب الدورة الطمثية دون أن يكون بالضرورة هناك حملا، وقد يكون السبب عدم وجود كميات مفرزة من البروجسترون كافية لإنسلاخ بطانة الرحم في حين قد يبقى مستوى الإستروجين عالياً. عادة تتأرجح مستويات الهرمونات الجنسية في الدم في سن ما قبل الأنقطاع ؛ حيث تكون مرّة مرتفعة وأخرى منخفضة ، ولا يكون يكون الانخفاض في هذه المستويات متجانساً دائما. إن التغير الحاصل في وظيفة المبيض الإفرازية أثناء سن النضج له تأثير سلبي على بقية الغدد في الجسم، حيث تعرف هذه الغدد بمجموعها بالجهاز الغدي. وهذا الجهاز الغدي يدخل ويتحكم في عمليات النمو والاستقلاب والإنتاج التناسلي. وكذلك يؤثر هذا النقص على معظم الأنسجة في الجسم، خاصة الثدي، المهبل، العظم، الأوعية الدموية، السيبيل الهضمي، السبيل التناسلي والجلد والمثانة والمخ.

الأعراض السريرية المرافقة:

يعتبر سن النضج تجربة ذاتية، بعض النساء تلاحظ تأثيراً خفيفاً على الجسم أو المزاج، بينما البعض الآخر يعانين من تأثيرات مزعجة ومعطلة للحياة :  مثل الهبّات الساخنة (من أكثر الأعراض شيوعاً المرافقة) والتعرق والأرق وقلة النوم وتقلب المزاج وفرط الأحساس والميل للبكاء.

  • · تغيرات في الدورة الشهرية:

إضطرابات في الدورة الشهرية قبل الانقطاع النهائي. قد تنقطع الدورة الشهرية عن بعض السيدات فجأة، لكن في الغالب يكون الأمر تدريجياً. فتتقدم أو تتأخر الدورة عن موعدها، كذلك تزداد أو تقل غزارتها عن المعتاد.

  • · الهبّات الساخنة:

تعتبر الهبّات الساخنة من أكثر الأعراض شيوعاً المرافقة لسن النضج ، حيث تصيب أكثر من 60% من النساء في سن النضج. تشعر المرأة بالهبات الساخنة على شكل إحساس حراري مفاجىء في القسم العلوي من الجسم أو في كل الجسم. يتوهج العنق والوجه، وقد يترافق بتبقعات حمراء على الصدر، والظهر، والساعدين. أحياناً يعقب التوهج فترة من التعرق الغزير يتلوها قشعريرة باردة عندما تبدأ درجة حرارة الجسم تتكيف من جديد. تستمر الهبات الساخنة لبضع دقائق وأحيانا تستمر لأكثر من 30 دقيقة.

تحدث الهبّات الساخنة بشكل متقطع وقبل بضعة سنوات من انقطاع الدورة الشهرية، ومع تقدم العمر تتناقص شدة وتواتر الهجمات. 80% من النساء المصابات بالهبّات الساخنة تستمر الهجمات لسنتين أو أقل، بينما نسبة قليلة قد تستمر الهبّات الساخنة لأكثر من 5 سنوات. تحدث الهبّات الساخنة في أي وقت من اليوم (ولكن معظمها يكون في الليل)، وقد تكون خفيفة غير مزعجة للمرأة، أو شديدة لدرجة تجبر المرأة على الاستيقاظ، لهذا قد تشكو المرأة من الأرق وعدم القدرة على النوم. ويبدو أن الهبات الساخنة تحدث كنتيجة مباشرة لانخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، واستجابة لهذا الانخفاض يتأثر مركز التحكم بالحرارة بالمخ ، مؤدية إلى اضطراب في الميزان الحراري للجسم. إن المعالجة الهرمونية تخفف من شدة وتواتر الهبات الساخنة في معظم الحالات.. وللتخفيف منها يمكنك أيضا:

-الجلوس والنوم في مكان بارد مكيف.

-ارتداء ملابس من القطن الخالص، واستعمال أغطية سرير أيضا مصنوعة من القطن الخالص.

-عدم التعرض للأماكن الساخنة

  • · التغيرات الطارئة في المهبل والمسالك البولية:

مع تقدم العمر تصبح جدران المهبل رقيقة وجافة وأقل مرونة وأكثر احتمالا للإصابة بالإلتهاب. هذه التغيرات تجعل عملية الجماع الجنسي غير مريحة وأحياناً مؤلمة. بعض النساء تجد راحةً عند استخدام المُطريات المهبلية، ويفضل استخدام الأنواع المنحلة بالماء لأنها تقلل من فرصة الإصابة بالالتهاب. كما يستحسن تجنب استعمال المراهم المهبلية الملينة ذات الاشتقاق البترولي، حيث لدى معظم النساء حساسية اتجاه المشتقات البترولية وقد تحدث التهابات وتهيج بالمهبل.

في نفس الوقت تتعرض الأنسجة في الجهاز البولي لمجموعة من التبدلات، تاركة النساء في معظم الأحيان أكثر عرضة للإصابة بالسلس البولي، ولا سيما إذا ترافقت مع التهاب بولي أو التمارين والتدريبات الرياضية، السعال، الضحك ورفع الأوزان الثقيلة أو أي نوع من الحركات المشابهة التي تزيد الضغط داخل المثانة قد تؤدي إلى خروج كميات صغيرة من البول. من المهم حقاً أن نعلم أن السلس البولي وعلى الرغم من أنه ليس اختلاطاً لتقدم العمر إلا أنه يُعتبر مرضاً طبيعياً قابلا للعلاج. كذالك بسبب قلة الأستروجين تتأثر المثانة وتكثر الأصابة بالتهابات البول.

  • · هشاشة العظام Osteoporosis: يساعد ألأستروجين بترسب الكالسيوم فى العظم. بعد انقطاع الاستروجين يتناقص الكالسيوم من العظم وتصبح عملية البناء في العظم ضعيفة فتصبح المرأة اكثر عرضة للاصابة بهشاشة العظام. يعتقد الكثير ان الألم فى العظم يعنى الهشاشة أو يدل عليها فهذا من الأعتقادات الخاطئة. حيث تتم الهشاشة بصمت حتى مرحلة الكسر ولذلك يسمى بالمرض الصامت.

بعد سن 70 سنة وجد أن 25% من النساء في هذا السن مصابات بكسور الفقرات و15% بكسور الحوض و15% بكسور في الرسغ.

ووجد أن المرأة ذات البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من المرأة ذات البشرة الداكنة. وكذلك المرأة النحيلة الجسم أكثر عرضة لهشاشة العظام من المرأة المصابة بالسمنة، والتدخين من العوامل التي تؤثر على التمثيل الغذائي لهرمون الاستروجين وتزيد من فرصة التعرض لهشاشة العظام في سن النضج.

  • · أمراض القلب الوعائية:

معظم الناس يتصورون أن الرجل المسن وزائد الوزن أكثر الأشخاص مرشحاً للإصابة بأمراض القلب الوعائية. وفي الحقيقة يشكّل الرجال نصف القصة. تعتبر أمراض القلب الوعائية المرض القاتل الأول عند النساء ومسؤولة عن 50% من الوفيات لدى النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين.

يُقصد بأمراض القلب الوعائية تلك الاضطرابات التي تصيب القلب والجهاز الوعائي الدوراني وتتضمن تسمك الشرايين أو ما يعرف بالتصلب العصيدي، ارتفاع الضغط الشرياني، الخناق الصدري والسكتة. ولأسباب غير معروفة يساعد الإستروجين في حماية المرأة من الإصابة بأمراض القلب الوعائية خلال فترة نشاط المبايض. ويبقى الأمر صحيحاً حتى بوجود عوامل الخطورة التي تؤهب الرجال للإصابة وتتضمن هذه العوامل التدخين، ارتفاع الكوليسترول في الدم، قصة عائلية لأمراض قلبية، وتبقى هذه الحماية عابرة ومؤقتة. بعد سن النضج تزداد الإصابات القلبية الوعائية، ومع تقدم العمر يزداد خطر الإصابة، ولكن ما يبعث على التفاؤل أنه يُمكن إنقاص من معدل الإصابة القلبية الوعائية من خلال التشخيص المبكر وتغير نمط الحياة وتطبيق المعالجة المُعيضة بالهرمونات (ضمن حدود).

  • · الأعراض النفسية:

تتمثل الأعراض النفسية المصاحبة لفترة التحول بعد انقطاع الطمث في صعوبة اتخاذ القرارات وفقدان الثقة والقلق والنسيان وصعوبة التركيز والإحساس بالتهميش، وهذه المشاكل النفسية تصل إلى قمتها مباشرة قبل متوسط عمر انقطاع الطمث، حيث تكون المرأة في حالة نفسية سيئة، كما أن مشاكل الجنس ومصاعب النوم تتزايد بشكل ملموس. وتعاني 25 إلى 50 في المئة من النساء من الشكوى النفسية خلال هذه المرحلة. والمرأة ذات التاريخ العائلي في الاضطرابات النفسية تعاني أكثر من غيرها من المشاكل النفسية.

تدبير سن النضج:

أولا: الأغذية المتوازنة:

تختلف المتطلبات الغذائية من شخص لآخر، ويزداد هذا الاختلاف مع تقدم العمر. تحتاج المرأة في مرحلة ما قبل سن النضج بشكل طبيعي إلى 1000 ملغ في اليوم من الكالسيوم، وتُجمع معظم الدراسات الطبية أن المرأة بعد سن النضج تحتاج لـ 1500 ملغ من الكالسيوم في اليوم في حال عدم تطبيق المعالجة الهرمونية، و1000 ملغ من الكالسيوم في اليوم إذا كانت مُقترنة بالمعالجة الهرمونية المُعيضة. أهم الأغذية التي تحوي على الكالسيوم بتراكيز عالية تشمل الحليب ومشتقاته والأسماك والخضروات ذوات الأوراق الخضراء. وتعتبر المُحضرات الدوائية الحاوية على كربونات الكالسيوم من أكثر أنواع الكالسيوم امتصاصاً في الجسم.

وكذلك يلعب فيتامين D دوراً مهماً في امتصاص الكالسيوم وفي عملية التشكل العظمي، حيث أظهرت الدراسات أن النساء في سن النضج والمصابات بهشاشة العظام لدى تناول فيتامين D لفترة 3 سنوات فإن معدل حدوث الكسور العظمية في الفقرات الظهرية تنقص بشكل مهم. إن تناول فيتامين د بجرعات عالية يسبّب حصيات كلوية وإمساك وآلام بطنية، خاصة عند النساء اللواتي لديهن مشكلة كلوية سابقة. تُوصى النساء بشكل عام باستخدام الإرشادات الغذائية الصحية التالية:

* من المفضل اختيار الأغذية ذات الدسم المنخفض، خاصة الكولستيرول والدسم المُشبع.

* استهلاك كميات وافرة من الخضار والفواكه، خاصة الغنية بفيتامين A و،D وفضلا عن ذلك تعتبر الخضار والفواكه مصدراً غنياً للعناصر المعدنية والألياف، والتي تساعد في الحفاظ على حركية الأمعاء وقد تنقص من نسبة وقوعات سرطان القولون.

* تجنّب تناول الأغذية والمعلبات المُدخّنة والأطعمة المملّحة، فقد يتفاقم الضغط الشرياني ويصبح اختلاطاً خطيراً لدى تناول الأطعمة الغنية بالأملاح.

* تجنب تناول الأطعمة والمشروبات الحاوية على سكاكر اصطناعية. السكاكر الاصطناعية لا تملك طاقة حرورية وقد تؤدي إلى زيادة الوزن. مع تقدم العمر تنقص متطلبات الجسم من الطاقة نتيجة لانخفاض الفعالية الفيزيائية وفقدان كتلة الجسم العضلية. إن زيادة الفعالية الفيزيائية تُزيد من حاجة الجسم للطاقة وتساعد في النهاية في التقليل من زيادة الوزن. وتحدث زيادة في الوزن عند النساء ما بعد سن الإياس وقد يعود السبب جزئياً إلى نقص في مستوى الأستروجين.

ثانيا: التمارين الرياضية:

تعتبر التمارين الرياضية مهمة جداً في حياة المرأة، خاصة عندما تتقدم في العمر. التمارين المنتظمة تفيد القلب والعظام وتساعد في تنظيم الوزن وتسهم في بناء الحس الذاتي السليم، وتُحسّن من الحالة المزاجية للمرأة. بغياب التمارين الرياضية المنتظمة تصبح المرأة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب الإكليلية والسمنة وارتفاع الضغط الشرياني وتخلخل العظام

ووجد انه قد يقلل الهبات الحرارية.

ثالثا: المعالجة الهرمونية المُعيضة:

بدأ الأطباء حاليا في استخدام المعالجة الهرمونية المعيضة لمكافحة الأعراض المرافقة الناجمة عن انخفاض مستوى الإستروجين في الجسم. يقوم مبدأ المعالجة على إعطاء الهرمونات المعيضة بالإستروجين. توصف الهرمونات المعيضة على شكل حبوب أو لصقات جلدية أو سائل هلامي يدعك على الجلد.، وعلى الرغم أن المراهم المهبلية والرقعات الجلدية تستخدم في بعض الأحيان، يُعتقد أن المعالجة الهرمونية المعيضة تُساعد في الوقاية من التأثيرات المُدمّرة لأمراض القلب وتخلخل العظام حيث تعتبر أمراضاً صعبة العلاج ومُكلفة لدى حدوثها.

إن التأثيرات القلبية والوعائية للبروجسترون ما زالت غير معروفة. وكما أن استخدام المعالجة الهرمونية المعيضة لتدبير أعراض سن  النضج تشكل نقطة طبية مثيرة للجدل وتبقى مدى فعالية وأمان هذه المعالجة على المدى الطويل من الاهتمامات العُظمى لدى الأطباء والنساء على حدّ سواء. لا توجد حالياً معطيات كافية تدل على أن المعالجة الهرمونية المعيضة تُعتبر الخيار الأمثل لكل النساء، على الرغم من وجود دراسات جادة تسعى جاهدةً لإلقاء الضوء على بعض التساؤلات المطروحة، لكن يبدو أنها تحتاج لبضع سنوات حتى تصل إلى إجابات صريحة ودقيقة.

وعادة ينصح الأطباء النساء التماس جانب الحذر عند تطبيق المعالجة الهرمونية المُعيضة، خاصة اللواتي لديهن خطر عالٍ في تطوير أمراض الدم التخثرية، والسّمنة والدوالي المريئية الشديدة، والتدخين، وتاريخ سابق لأمراض دموية خثرية تضع المرأة في مجموعة النساء ذوات الخطر العالي عند استخدام المعالجة الهرمونية. وكذلك وجود تاريخ سابق لأمراض الحويصل الصفراوي (المرارة) قد يمنع من تطبيق المعالجة الهرمونية، حيث تزداد نسبة حدوث الحصيات الصفراوية لدى استخدام الإستروجين فى السنة الاولى. وبشكل عام نستطيع أن نُجمل التأثيرات الخاصّة للمعالجة الهرمونية – الإيجابية والسلبية - بما يلي:

الإ يجابيات:

ينقص خطر حدوث تخلخل العظام.

تخفف أعراض الهبات الساخنة.

يقلل الشعور بالأرق ويتحسن النوم.

يقلل من التقلبات المزاجية.

يحسن من الحالة النفسية والمزاجية.

أما سلبياتها:

زيادة خطر وقوع أمراض القلب الوعائية والحوادث الدماغية خاصة فى السنة الأولى من

الاستعمال لمن لديها القابلية بالاصابة.

قد تحمل المعالجة الهرمونية خطرا عند النساء اللواتي لديهن اضطرابات دموية خثرية.

يزداد خطر الإصابة بسرطان الرحم، خاصة سرطان باطن الرحم اذا استخدم الأستروجين بدون البروجستيرون.

قد يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة عند الاستخدام لفترة طويلة من الزمن أكثر من 4 سنوات.

حديثا لوحظ ايضا زيادة نسبة الاصابة بسرطان المبيض. تزول هذه الزيادة بزوال المسبب أي ايقاف العلاج الهرمونى.

تأثيرات جانبية مزعجة؛ مثل الانتفاخ البطني والهيوجية.

عوامل اجتماعية وثقافية:

هناك دلائل قوية على أهمية العوامل الثقافية في تحديد نوعية استجابة المرأة لمرحلة التحول، فقد أظهرت الدراسات أنه في الهند وإفريقيا والدول العربية تظهر على النساء أعراض قليلة مع انقطاع الطمث لا تتعدى تغير الدورة الطمثية، لأن النساء يتعاملن بشكل عادي مع توقف الطمث، على اعتبار أنه لا يحظى بنظرة سلبية، ولا ينظر إليه على أنه كارثة. بالإضافة إلى تمتع المرأة العربية بمنظومة القيم والتعاليم الدينية التي تحميها من الانكسار النفسي في هذه الفترة.

ويعتبر موقف المرأة من توقف الطمث وتجاربها السابقة وشخصيتها من العوامل التي تؤثر في رد فعلها تجاه انقطاع الطمث، وفي المجتمعات الغربية تنظر المرأة سلبيا إلى انقطاع الطمث، بحكم المفاهيم السائدة لديهم، سواء كان ذلك مرتبطا بتقدم السن أو فقدان السمات الاجتماعية المرغوبة كالشباب والجمال.

ومهم ألا نغفل مرور الزمن. ومفروض أن تنظر المرأة إلى انقطاع الطمث كإشارة لتتأكد من صحتها الجسدية وخلوها من الأمراض المرتبطة بتقدم السن، كضغط الدم المرتفع، والسكري، واضطرابات القلب والشرايين، وفي ضوئها تجري التكيفات الضرورية في نظام الأكل والرياضة ونمط الحياة الذي تتبعه.

التغيير الأهم ربما يأتي من عزم المرأة على كسب السعادة والتمتع بالحياة.

وأخيرا.. سن النضج ليس حالة مرضية حتى ترتعد منه بعض النساء، بل هو مرحلة انتقالية طبيعية بيولوجية، مثلها مثل البلوغ، والمراهقة، والحمل، والولادة.. واليأس في الإنجاب حقيقة يجب أن نتعامل معها ونتفهمها في حدودها، وهي ليست مقصورة على النساء فقط، بل إنها تحدث ايضا للرجال، وإن كان حدوث سن اليأس في الرجال يتم ببطء شديد.

الفحوصات التى ينصح بها للاهتمام بالصحة فى تلك الفترة:

زيارة الطبيب المختص دوريا (على الأقل مرة بالسنة أو عند الضرورة).

القيام بفحص الثدي الذاتي عند الاستحمام مرة كل شهر وإجراء فحص الثدي بالأشعة بعد سن الاربعين.

إجراء الفحص النسائي وأخذ عينة من عنق الرحم كل بضعة سنوات.

قياس الدهون فى الدم.

ملاحظة ضغط الدم ومعدل سكر الدم.

المراجعة والتحضير: د.عبدالرؤوف رياض 0799632753

MD, CHSOG, JBOG, CABOG, MRCOG 1(UK),

ALSO instructor (USA)

الانتقال لصفحة الدكتور عبدالرؤوف رياض

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل