يأتي فصل الصيف ومعه العديد من الأمراض التي قد تصيب الطفل ومن أهمها وأكثرها خطورة هي النزلة المعوية، والنزلة المعوية هي مثلث ل ه ثلاث أضلاع.. القيء والإسهال والحمى، وقد يسبق أحدهما الآخر بساعات بسيطة لذلك يجب استشارة الطبيب فورا، وفي بعض الحالات الخطرة تبدأ الإصابة مكتملة الأضلاع وهي أخطرها وأقربها إلى الجفاف، ولنتعرف على الأعراض سويا.
الإسهال
عادة تكون طبيعة الإخراج عند كل طفل معروفة للأم، وتغير طبيعة إخراج الطفل التي تدعو إلى الاهتمام تكون على ثلاثة محاور:
- التغير الملحوظ في عدد مرات التبرز.
- التغير في نوعية براز الطفل لتصبح في صورة أقرب إلى السيولة.
- التغير في لون براز الطفل إذا تحول إلى اللون الأخضر أو الأبيض أو الأسود أو المخلوط بدم، هذا بالإضافة إلى وجود رائحة نفاذة للبراز، ولا يفوت الأم عادة أن تلاحظ أي محتويات غريبة في البراز مثل المخاط أو الدم أو الصديد.
وإن كان التعرض للميكروبات أو الفيروسات من أهم أسباب إصابة الأطفال بالإسهال علينا ألا نغفل الأسباب الأخرى للإسهال مثل:
- عدم الالتزام بنظام علمي في تغذية الطفل كما ونوعا.
- قد يكون الإسهال نتيجة حساسية من بعض أنواع الألياف، وفي هذه الحالة نلجأ إلى الألبان الخالية من مادتي اللاكتوز والسكروز، ويجب أن نلجأ في هذه الحالة إلى الطبيب المشرف على الطفل ليحدد نوع الحليب المناسب حسب رؤيته.
- في بعض الأحيان يكون الإسهال مصاحبا لاستعمال مضادات حيوية بإفراط وبشكل عشوائي، وفي هذه الحالات يكون الحل الوحيد لإيقاف الإسهال هو عدم الاسترسال في هذه المضادات.
- قد يكون الإسهال نتيجة أمراض أخرى مهمة، وأحد أعراضها مثل ارتفاع نسبة البولينا في الدم، أو عدم قدرة الأمعاء على الهضم والامتصاص، وأحيانا يصاحب الإسهال ارتباك وظائف الغدة الدرقية.
القيء
وهو أشد خطورة من الإسهال حيث إنه يجعل هناك صعوبة في تعويض الطفل عما يفقده من سوائل، ويؤدي القيء والإسهال إلى فقدان السوائل وارتفاع درجة الحرارة، ويؤدي أيضا إلى الجفاف وهو أخطر الأعراض. والجفاف هو أن يفقد الطفل نسبة من سوائل جسمه تؤثر في وظائف خلاياه وفي نسبة أملاحه، وقد يصل الجفاف إلى مرحلة إصابة الدم بالحموضة. ويؤثر الجفاف في الكلى، فنقص كمية البول الخاصة بالطفل يدل على قصور في الضغط، وبالتالي على التبول، والخطورة هي أن يتوقف التبول تماما، فيدل هذا على أن الكليتين دخلتا في دوامة الفشل، ويجب سرعة تدارك الموقف وإلا زادت البولينا في الدم، وتدخل حالة الطفل في دوامة المضاعفات التي يصعب إصلاحها.
ودخول الطفل في مرحلة الجفاف له أركان عديدة، وهو من التبعات المؤكدة لعدم الالتفات، وتبدأ الأم في ملاحظة الآتي:
- النقص الواضح في بنية الطفل.
- طلب الطفل غير العادي للسوائل خاصة الماء.
- التغير في شكل العينين في الطفل.
- فقدان الجلد لخاصية المطاطية إذ انه بدأ يفقد حيويته.
- فقدان الطفل للسوائل ومنها اللعاب في الفم.
- دخول الطفل في حالة من الهياج العصبي الشديد وعدم القدرة على النوم الهادئ الطبيعي.
- انتفاخ منطقة بطن الطفل.
- نقص أو فقدان الطفل لإدرار البول.
- وجود برودة ملحوظة في أطراف الطفل، وينتج ذلك عن الانخفاض الشديد في السوائل وضغط الدم مع ضعف بنية الطفل.
علاج الجفاف
إذا كان الجفاف بطيئا ومن دون مضاعفات شديدة فيمكن تداركه بمجرد نقل المحاليل. أما تأخر علاج الجفاف فيمكن أن يصل بالطفل إلى درجة من الهبوط أو النزيف الداخلي الذي يضطر الطبيب إلى نقل الدم لعلاج القصور الشديد في الدورة الدموية.
وفي النهاية لكي تتجنبي وطفلك الإصابة بهذه الأمراض يجب اتباع ما يلي:
- لا تعرضي طفلك لخطر الازدحام، إذ أن وجود عدد كبير من الأطفال في مكان ضيق وقليل التهوية يتسبب في سهولة وسرعة انتقال معظم الأمراض والحميات وانتشارها
- الاهتمام بالنظافة الشخصية إذ تعتبر أهم وسيلة للوقاية من أمراض الصيف ويكون ذلك بتعويد طفلك على غسل يديه ووجهه عدة مرات يوميا خاصة بعد عودته من اللعب خارج المنزل وقبل تناوله الطعام.
- استحمام الطفل يوميا فهي من أهم وسائل الوقاية من أمراض الصيف.
- تجنب البقاء تحت الشمس خاصة في أوقات الظهيرة الحارة والذي قد ينتج عنه حالات من ضربة الشمس.
- يجب حفظ الأطعمة بشكل جيد
- عدم أكل الأطعمة القديمة من اليوم السابق واكل الأطعمة بشكل فوري عند تحضيرها
- التأكد من تاريخ صلاحية المعلبات.
- التأكد من نظافة مياه الشرب.
د. عبير أنيس - استشاري الأطفال وحديثي الولادة الجزيرة : الطبية 26/4/1432هـ