أكثر ما يخيف أفراد الأسرة في مجتمعاتنا عندما يظهر لدى فرد من أفرادها ظاهرة " مرض عقلي " أو " اضطراب نفسي " ، مما يسبب بلبلة لدى الأسرة وخوف شديد والسؤال " أين نذهب " ؟؟ّ!
والاجابة هي أنه إذا كانت حالة الفرد في الاسرة تدل على سلوكات عدوانية أو غير طبيعية أو اعتقادات فكرية خاطئة كما تدل على تطرف شديد وعدم توازن بالسلوك مع عدم وجود تفسير لهذه الظاهرة ، في هذه الحالة نلجأ فورا الى طبيب الأمراض العقلية "" Psychiatrist والذي سمي خطأ ب " طبيب الأمراض النفسية "
أما إذا كانت حالة الفرد في الاسرة تدل على حالة اضطراب مثل ( حزن ، قهر ، غضب ، توتر شديد ، انسحاب ، قلق ، أرق " عدم نوم " ) وتعرف الأسرة جيدا أن هذا الفرد تعرض لحدث بيئي صعب : ترمّل ، طلاق ، انفصال ، قسوة أب ، قسوة أم ، هجرة أو حرب وغيرها من أحداث الحياة الضاغطة نلجأ فوراُ الى المعالج النفسي أو المرشد النفسي "Psychologist "
" وأهم شيء في هذه الحالة عدم التعرض الى الدواء إطلاقا .
فالفرق واضح وجلي ؛ فالمرض العقلي يكون بسبب مرض عضوي فيزيولوجي بالدماغ . أما الاضطراب النفسي فيكون بسبب أحداث بيئية ضاغطة أرهقت الفرد ولم يعد يحتملها أو يجد لها الحلول .
وكان علماء المسلمين وأهمهم الغزالي أول من اكتشف الفروق ووضحها وقسم أن لدى الفرد ثلاثة أنواع من الصحة :
- الصحة الجسمية
- الصحة العقلية
- الصحة النفسية
ومما يجب توضيحه أن ظاهرة الاضطراب النفسي على مستوى المجتمعات العالمية تكون بنسبة 80-85% بين الأفراد ، بينما المرض العقلي تكون نسبته 1-2% بين الأفراد .
إذن عزيزي القارئ / ــة نحن في مجتمعاتنا بأمسّ الحاجة الى التوعية والتثقيف بالكامل بأننا كثيرا ما نتعرض في حياتنا لأحداث ضاغطة عندها لا خجل ولا خوف ولا اضطراب فنبحث عن المعالج النفسي " " Psychologist كي يأخذ بيدنا الى الراحة والهدوء والأمان النفسي.
مركز الشعاع للإستشارات النفسية والتربوبة
بإشراف المستشارة النفسي والأسرية
الدكتورة دلال العلمي