يؤثر الصوم على الوظائف الحيوية والفسيولوجية لأعضاء الجسم كافه ومنها العيون وكون شهر رمضان الفضيل من الأشهر القمرية فانه من الممكن أن يزورنا في أي فصل من فصول السنة وما يتبعه من فترات صيام طويلة حوالي 16 ساعة أو في طقس حار كما جرى الحال في السنوات الأخيرة .
يتفاعل جسم الإنسان مع الامتناع عن الطعام والشراب بطرق نفسية وفسيولوجية مختلفة ويؤثر على وظائف كل من الكلى والقلب والجهاز الهضمي والبنكرياس والكبد والعيون ومن هنا احل الإسلام وشدد على جواز الإفطار في أمراض جسمانية معينه ( لاضرر ولا ضرار ) .
ومن أمراض العيون الأكثر شيوعا التي تؤثر على الصائم :
- ضغط العين : هو ضغط السائل الموجود في العين ويعتبر ارتفاعه من أهم المؤشرات ( الجلوكوما ) أو الزرق , يتراوح ضغط العين الطبيعي بين 10-20 ml زئبقي .
من الطبيعي أن يتذبذب ضغط العين خلال ساعات اليوم بحيث يكون عند اغلب الناس مرتفعا في فترتي الصباح والظهيرة .
إما بنسبة لتأثير الصيام على ضغط العين فأن اعتلالات الأملاح في بلازما الدم الناتج عن عدم شرب كمية من الماء والسوائل خلال فترة الصيام ومن ثمة تناوله بكميات كبيرة في فترات متقاربة تتراوح ما بين 6-8 ساعات فأن ذلك يؤدي إلى تقليل تركيز الأملاح في بلازما الدم من ما يعمل على زيادة رشوح السوائل إلى داخل العين وبالتالي ارتفاع في ضغط العين بحدود 8 ml زئبقي .
لذا ينصح لمريض الجلوكوما الالتزام بالعلاج بالاوقات المخصصة لضمان عدم ارتفاع ضغط العين , وشرب كميات من السوائل بفترات متباعدة , وزيارة طبيب العيون في حاله الشعور بأي أعراض مفاجئه .
- جفاف العين :
تغطي طبقه الدموع سطح العين وتعد خط الدفاع الأول ضد الملوثات والجراثيم الموجودة في الهواء , كما ان لها دور كبير في لتحسين حدة الإبصار .
تتكون طبقة الدموع في المجمل من الماء وبعض من البروتينات والدهون والأملاح وهي مماثله في تكوينها في تكوين بلازما الدم .
تعد التغيرات المصاحبة للصيام لفترات طويلة على الأملاح والبروتينات والكرسترول في الدم وقله الحصول عليها خلال ساعات الصيام فجميعها عوامل تؤدي لعدم وجود المكونات الأساسية لطبقة الدموع ف بتالي يؤدي من تقليل نوعية وكمية الدمع ويلاحظ تأثيرها الشخص من خلال عدم القدرة على التركيز مع تذبذب في حدة الإبصار والشعور بحرقه وجفاف العين مع احمرار خارجي .
وكون طبقة الدموع تحتوي على أجسام مضادة لجراثيم فأن التقليل في نوعيتها يزيد احتمالية حدوث التهابات في العين لذلك يوصى للأشخاص بشكل عام على استخدام قطرات الجفاف وبشكل خاص عند كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مرض الجفاف مسبقاً .
- مرض السكري :
يستطيع أغلبية الأشخاص المصابون بمرض السكري بصوم الشهر الفضيل دون حدوث أي مضاعفات او مشاكل على صحة الجسد لكن من الأفضل أن يتم ذلك بعد استشارة الطبيب لتأكد من انتظام مستوى السكر في الدم .
حيث من الممكن ان يتم تغير العلاج الموصوف للمريض من قبل الطبيب ليناسب مع الصيام بشهر رمضان .
يختلف تأثير الصيام على مرضى السكري ولا ينحصر تأثير الصيام على مريض السكري بأخذ العلاج المناسب فقط بل من الممكن أن يحدث انخفاض مستوى السكر بالدم أو جفاف من ما يؤثر على وظائف أعضاء الجسم كافه ومنها العين من حدوث غباش وزيادة احتمال ثأثير شبكية العين من مرض السكري .
لذا ينصح لمريض السكري القيام بفحص مستوى السكر بالدم خلال ساعات الصيام علما انه لا يعد من مفطرات الصيام بحيث لا ينخفض لمستويات خطير 70 او يرتفع بشكل خطير .
أما الأشخاص الذين يعانون من وجود أمراض مسبقة بالعين كاعتلال الشبكية السكري أو وجود الساد الأبيض أو جفاف العين فأن قيامهم بالصيام مع وجود مرض السكري لديهم يؤدي إلى احتمالية تطور هذه الإمراض لذا ينصح بالمتابعة لدى أخصائي العيون قبل البدء بالصيام لتأكد من السيطرة التامة على هذه الأمراض وتجنب تطورها .
لصيام فوائد جما على صحة الإنسان النفسية (الروحانية ) والجسدية ولها دور كبير في علاج كثير من المشاكل الصحية بحيث يعمل على تخفيف الوزن وحرق الدهون الزائدة حيث يقوم الكبد بحرق كمية عالية من الشحوم ,كما يعمل على تنشيط عضله القلب وتحسين الدورة الدموية وتخفيف من نسبة التجلطات كما أن الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة كبيرة للراحة، فالبنكرياس يفرز مادة الأنسولين الذي يحول السكر إلي مواد نشوية و دهنية تخزن في الأنسجة ، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب الأنسولين بالإرهاق والإعياء ومن ثم يعجز عن القيام بوظيفته ، فيتراكم السكر في الدم و تزيد نسبته في الدم تدريجيا , والصيام علاج فعال لحموضة المعدة , وتجديد الخلايا الجسمانية من خلال تجديد الجسم للخلايا الضعيفة بسبب قله الجهد على اجهزه الجسم .
الأفق للعيون
اختصاصي طب وجراحة العيون
د. قدري حجاوي
