JMD ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم وفي الأردن خاصة إذ إنه من الملاحظ ازدياد انتشاره في فئة الشباب ، وهذا قد يعود لعدة أسباب أهمها طبيعة غذائنا فهو ليس زائد الملح فحسب بل هو مالح تماماً مثل الزيتون ، الجبنة البيضاء ، الزعتر ، الفلافل ، الجميد ، التسالي ، بزر البطيخ ، بزر القرع، وغيرها ، وكذلك طبيعة الشخصية إذ تزداد نسبة الشخصية المتحفزة والعصبية في الأردن وهذه الاسباب تؤدي لارتفاع ضغط الدم .
ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع ضغط الدم إذا اكتشف في بداياته فيمكن معالجته والتخلي عن أخذ الأدوية تماماً .
أما إذا استمر الارتفاع فإنه يؤدي لمجموعة تغيرات في الجسم هرمونية وعصبية وشريانيه وكلويه ، هذه التغيرات تسمى بمتلازمة التوتر الشرياني لذلك قد تصعب السيطره على ضغط الدم بدواء واحد وقد يحتاج المريض لأخذ العديد من الأدوية .
وفي حالة حاجته لثلاثة أنواع من أدوية ضغط الدم أو أكثر ففي هذه الحالة يسمى ضغط الدم بضغط الدم المعاند أو العنيد للمعالجة مع الأخذ بعين الاعتبار الالتزام بأخذ الدواء والالتزام بالحميه .
إن ارتفاع ضغط الدم أو ضغط الدم العنيد مشكلة حقيقية فهو العامل الرئيسي في حدوث السكته الدماغيه والنزيف في الدماغ ، وعجز القلب وتصلب الشرايين والجلطات القلبية والفشل الكلوي واعتلال شبكية العين وغيرها .
إن ترويض ضغط الدم العنيد يستلزم بداية اتباع نفس الخطوات المستخدمه للسيطره على جميع أنواع الضغط وهي كالآتي :
- تغيير نمط الحياة وهذا يعني الانتباه للغذاء بأن يكون شبه خالي من الملح،يقول الكثير من المرضى الذين تصعب السيطره على ارتفاع الضغط دمهم : إنهم لا يضيفون ملحا على طعامهم وهم لا يدركون أن أكلهم مالح أصلاً وكما ذكرت سابقاً من المهم التنويه الى أن الأطعمة الجاهزه وأطعمة المطاعم تكون مليئه بالملح لتحسين طعمها وزيادة حفظها لذلك يفضل أكل الطعام المحضر في المنزل .
- تغيير نمط الحياة بالمواظبه على الرياضه وتخفيف الوزن إذ إن كل كيلو غرام نزول في الوزن يؤدي في الأغلب نزول في الضغط الإنقباضي بمقدار درجتين والإنبساطي بدرجه واحده .
- تنظيم النوم والتقليل من شرب المنبهات وخاصة التي تحتوي على الكافيين بكثرة كالمشروبات المنشطة والمشروبات الغازية والشاي والقهوه .
- الإلتزام بأخذ الأدوية المخفضة لضغط الدم وعدم توقيفها أو تقليلها إلا بأمر الطبيب .
- الإبتعاد عن الأدوية التي قد ترفع الضغط مثل المسكنات من مجموعة NSAID أو الكرتزون أو حبوب منع الحمل .
في حالة معاندة الضغط لجميع هذه الوسائل وبعد التأكد بالفحوصات من عدم وجود أسباب ثانوية لإرتفاع ضغط الدم مثل إعتلال الغدد الصماء أو إحتباس التنفس خلال النوم فإن الحل المتوفر هو زيادة جرعات وأنواع أدوية ضغط الدم والتي قد تصل أحياناً لسبعة أو ثمانية أو تسعة أصناف فقط لترويض هذا الضغط المعاند ومن فترة بسيطة تم اكتشاف طريقه حديثه لمعالجة ارتفاع ضغط الدم المعاند وهي بكي الشريان الكلوي للكليتين ومبدأ هذه الطريقة هو فصل العصب المغذي للكلية اليمنى واليسرى عن طريق رفع درجة الحرارة في نقاط محددة من داخل الشريان الكلوي بواسطة قسطار الكي ( Radio frequency ablation ) والمشجع لهذه الطريقة هي بساطتها فهي قسطرة مثل القسطرة العادية المتبعة لشرايين القلب فيكون المريض واعياً تماماً ويتم إدخال القسطار عن طريق شريان الفخذ والوصول إلى الشريان الكلوي وعمل الكي من داخل الشريان وتستغرق هذه القسطره والكي تقريباً ساعه واحده فقط .
ومما يشجع على عمل هذه الطريقه هو قلة مشاكلها إذ إنها تماماً مثل القسطرة العادية وقد أظهرت الدراسات نتائج جيدة لهذه الطريقة والمشجع أيضاً هو النتائج للحالات التي قمنا بعملها في الاردن كانت مبدئياً أفضل من غيرها فعلى سبيل المثال أول حالتين عولجتا بهذه الطريقه في المستشفى الإسلامي كانت النتيجة ملحوظة منذ اليوم الأول فقد نزل الضغط من 180/120 إلى 100/50 وبذلك قمنا بتخفيف علاجات وأدوية الضغط منذ اليوم الأول .
وكما قال العلامة ابن المنظور في بيت من الشعر :
وقد يُعجِزُ الدَّاءُ الدَّواءَ مِن امرِىء ٍ *** ويشفيه من داء به الكي والفصدُ
وبهذا يثبت الطب الحديث مصداق الحكمة البليغة :
" آخر الطب الكي "
وأخيراً أضرع إلى الله أن يشفي جميع المرضى ، وأن يرزقهم الإرادة القوية لكبح جماح النفس في الشهوات التي تخل بموازين صحتهم وسعادتهم .
د. رائد ابراهيم العوايشة
استشاري امراض القلب والقسطرة
المستشفى الاسلامي
الانتقال لصفحة الدكتور رائد العوايشة
انضم لصفحة الدكتور رائد على الفيس بوك