بالرغم من صغر حجم الكلى "150 جرام" إلا أن لها وظائف هامة وهي، تنقية 200 لتر من الدم يوميا، وضبط ضغط الدم في الجسم إضافة إلى المساعدة في إنتاج كريات الدم الحمراء والمحافظة على سلامة وصحة العظام في الجسم. وبما أنها تعمل بمثابة الفلتر لجسم الإنسان نجدها تخلص الجسم من السموم. ويقتل مرض الكلى المصاب به بشكل صامت بمن فيهم الأطفال المعرضون للإصابة به في سن مبكرة، إن لم يتم الكشف عنه وتقديم العلاج في الوقت المناسب.
محطة تصفية المياه
توضح الدكتورة عبير عليان- أخصائية الكلى للأطفال: تعتبر الكلى من الأعضاء الحيوية في الجسم وهي جهاز أشبه في عمله بمحطة تصفية المياه. وتوجد الكليتان على طرفي العمود الفقري أسفل منتصف الظهر تقريبا، وتشبه الكلية حبة الفاصوليا وتزن حوالي 150 جراما، ومن العجيب أن المرء يحتاج من كل حجم الكليتين "للسبع فقط" أي أن 1/7 حجم الكلية الواحدة يمكنه أن يؤدي عملهما معا. وتحتوي كلا الكليتين على مليون خلية شديدة التخصص في وظائفها، ويمر الدم المحمل بالغذاء والنفايات في هذه الخلايا المتخصصة، ومن خلال عملية معقدة تدخل فيها أجزاء متعددة من الكلى تتم "فلترة" بعض الكيمائيات (وليست كلها سامة)، مع إعادة امتصاص المغذيات التى يحتاجها الجسم مثل: الجلوكوز والفيتامينات والأملاح المعدنية، والأحماض الأمينية، وإعادتها للدم مرة أخرى، أما الجزء المتبقي الذي يحتوي على نفايات وسموم فيدخل في تكوين البول ويخزن في المثانة إلى حين التخلص منه، من خلال عملية التبول. ويصاب الاطفال بأمراض الكلى المختلفة كما يصاب بها البالغون، ولو أن أسبابها عند الاطفال تختلف عما تكون عليه لدى الكبار.
وظائف الكلى
وتبين الدكتورة عليان: تقوم الكلى بوظائف فسيولوجية عدة هي:
· التخلص من المواد السامة وتنقية الدم. إذ أن نتيجة عملية الهضم وتمثيل المواد الغذائية تؤدي إلى تراكم المواد التي تسمم الجسم مثل مادة البولينا urea حيث تقوم الكلية بإفرازها مذابة في البول.
· الحفاظ على توازن الماء والأملاح في الجسم فإذا زاد أو نقص أحدها عن الحد المعين حدث المرض وأحياناً الموت.
· المحافظة على كون الدم متعادلاً بين الحموضة والقلوية (7.4 = PH).
الوظائف الهرمونية للكلى
· فرز هرمون الرينين Renin الذي يتحكم بمواد موجودة في الدم فيحولها إلى النوع النشط وذلك لزيادة ضغط الدم إذا قل.
· فرز مواد البروستاجلاندين التي تخفض ضغط الدم إذا زاد.
· فرز مادة تحول فيتامين (د) الخامل إلى فيتامين د النشط الذي له أهمية كبرى في ترسب الكالسيوم في العظام، وعدم وجوده يسبب لين في العظام والكساح للمريض.
· فرز مادة الإريثروبيوتين Erythropoietin التي لها دور هام في تنشيط نخاع العظم ليقوم بتكوين المزيد من كريات الدم الحمراء.
أمراض الكلى
وعن الأمراض التي تصيب الكلى؛ تشير الدكتورة عليان:
· التهابات المسالك البولية.
· التبول اللإرادي عند الاطفال "النهاري والليلي".
· المثانة العصبية.
· تهريب الزلال وأمراض متلازمة النفروز.
· الالتهابات الكلوية المناعية.
· أمراض الحصى.
· أمراض الحموضة وتهريب الاملاح.
· القصور الكلوي الحاد والمزمن.
· التشوهات الخلقية للكلى والمسالك البولية.
· "الارتداد البولي، انسداد حوض الكلى، تضيق الحالب، صمام الاحليل الخلفي". وغيرها من الأمراض.
أسباب أمراض الكلى
وتشير الدكتورة عليان: من الأسباب التي تؤدي الى امراض الكلى في الاطفال:
1- الامراض الوراثية الناجمة عن نقص بعض الانزيمات والتي ينتج عنها ترسبات الاملاح في الكلى، وتكثر الاصابة بهذه الامراض في دول الخليج بسبب تزاوج الاقارب مما ينتج عنه وجود أكثر من طفل مصاب في العائلة الواحدة.
2- التشوهات الخلقية التي تصيب الكلى والجهاز البولي مثل الانسداد او التكيس مما ينتج عنه ضغط على انسجة الكلى وفقدان عملها تدريجياً.
3- التهابات البول المتكررة وعدم معالجتها وتشخيصها من قبل أطباء الاطفال بصورة صحيحة، وقد اثبتت الدراسات ان 15-20% من اسباب الإصابة بالفشل الكلوي تكون ناتجة عن إهمال علا ج التهابات البول عند الاطفال اقل من 5 سنوات.
4- إصابة الكلى بالأمراض المناعية المختلفة كمرض الذئبة الحمراء وأمراض المتلازمة الكلوية.
5- حصى الكلى.
أعراض الأمراض
وعن الأعراض التي تشير لوجود أمراض الكلى؛ تؤكد الدكتورة عليان: نلحظ تغير في كمية ولون البول، بالإضافة إلى وجود دم أو رغوة في البول، وزلال بالبول، وتورم حول العينين أو القدمين أو الجسم وشحوب عام وفقدان الشهية، ضعف في النشاط، وألام في البطن والخاصرة، وإرتفاع ضغط الدم، والتهابات البول. وتشوهات خلقيه بالمسالك البولية: "القيله السحائية" فتحة في أسفل الظهر متصلة بسائل النخاع الشوكي. وتضخم الكلى عند الجنين". ومن أعراض إلتهابات المسالك البولية: "تغير في لون ورائحة البول. حرقة وآلام عند التبول. تقطع أو حصر للبول. وجود رغوة او دم في البول". ومن أعراض التبول اللاإرادي: كثرة عدد مرات التبول. ألم في أسفل البطن او الخاصرة. إرتفاع درجة الحرارة. ومن أعراض الحصى عند الأطفال: "المغص الكلوي، الألم في الخاصرة، دم في البول، استفراغ. ومن اسباب الحصوات: " قلة السوائل مع زيادة تركيز البول. زيادة الاملاح عبر مصافي الكلى. اختلال بعض أنزيمات الكلى او الكبد (أمراض وراثية). التهابات بولية. تشوهات خلقية.
إحصائيات الإصابة بالمرض
وعن نسب إصابة الأطفال بأمراض الكلى تبين الدكتورة عليان: تشكل التشوهات الخلقية للكلى والمسالك البولية "20-30% من تشوهات الخلقية للجنين. و30-50% من اسباب الفشل الكلوي المزمن عند الاطفال. و0.3-% 1.6من المواليد". ومن أمثلة التشوهات الخلقية: (ضمور الكلية، صغر حجم الكلية، وجود اكياس في الكلى، خلق كلية واحدة، ارتداد البولي، صمام الاحليل الخلفي، انسداد حوض الكلى، التصاق الكليتين، انقسام الكلية لحالبين). كما أن أكثر سبب للإلتهابات البكتيرية عند الأطفال هو (إلتهاب المسالك البولية) وتتراوح نسبته بين 7.8% للإناث و1.6% للذكور، وتنقسم إلى التهابات المسالك البولية العلوية (الكلوية)، والالتهابات السفلية للمثانة ومجرى البول. ويشكل الإرتداد البولي نسبة25%- 45% من أسباب إلتهابات المسالك البولية. وتضيف الدكتورة عليان: يقسم التبول اللاإرادي إلى "التبول النهاري والتبول الليلي" ويقسم الأخير إلى "أولي أو ثانوي". وهناك عوامل وراثية تلعب دور في حدوث التبول اللارادي الليلي "55% الأب، 36% الأم، 40% الاخوة، 77% الأبوين". وتبلغ نسبة الأطفال الذين يعانوا من التبول الليلي " عمر الخمس سنوات (23%)، وتنخفض عند عمر سبع سنوات لتصل 10 %، و4% عند عشرسنوات العشر سنوات تصبح النسبة 4 %). وتبلغ نسبة حدوث الحصى عند الأطفال الذكور أكثر من الإناث وتصل إلى 2.5%.
نصائح لتجنب الإصابة بأمراض الكلى
تنصح الدكتورة عليان: بالإمكان تجنب الإصابة بأمراض الكلى وذلك من خلال:
· شرب كمية كافية من الماء وتختلف حسب العمر والوزن" في عمر الرضاعة، وبعد الشهر الرابع أو السادس قليلًا من الماء بعد كل وجبة أو بعد كل رضعة. في عمر السنة والسنتين، قدمي له نصف كوب من الماء كل ساعتين أو ثلاثة حسب درجة حرارة الجو وحسب نشاطه. قدمي له الماء بعد خروجه في الشمس والحر أو بعد فترة من اللعب والتمرين. كلما كبر طفلك زيدي من مقدار الماء الذي تقدمينه له وبوصوله لعمر العاشرة وأكبر يمكن أن يتناول كما يتناول الكبار ما لا يقل عن ثمانية أكواب ماء في اليوم في الأجواء العادية لتزيد في فصل الصيف إلى عشرة أكواب.
· قدمي لطفلك كثيرًا من الفواكه والخضراوات وعوديه على تناولها بين الوجبات وفي شكل أطباق السلاطة لأنها تعد مصدرًا هامًا للماء وللألياف وهي مفيدة لجسمه وصحته.
· التأكد من عدم إصابة الطفل بفقر الدم “الأنيميا" لأنه يعتبر أحد العوامل المسببة لأمراض الكلى.
· الحرص على ممارسة الطفل للنشاط الجسدي للتقليل من نسبة الدهون في الدم. لأن ارتفاع نسبة الدهون في الدم يتسبب في تدهور الوظائف الكلوية.
· فحص مستوى السكر في الدم بانتظام. ذلك أن فحص مستويات السكر في الدم بانتظام ومعادلتها من قبل الطبيب المختص تقلل من الضرر الحاصل للكلى أو تمنعه تماماً.
· تعليم الطفل على العادات البولية الصحيحة.
· مراقبة الأهل لبول الطفل.
· نشر التوعية.
الطفل ومراحل الفشل الكلوي النهائي...
· أخيرا إذا وصل الطفل لمراحل الفشل الكلوي النهائي فإنه يمكن إستخدام طريقتين للغسيل الكلوي، اما غسيل الدم وهو الاكثر شيوعاً في البالغين فهو لا يناسب الاطفال لأنه يؤدي الى مشاكل في وضع القسطرة بسبب صغر حجم اوردتهم، وكذلك يؤدي الى التأخر الدراسي بسبب إحضار الطفل الى المستشفى لإجراء الغسيل 3 ايام في الاسبوع لمدة 4 ساعات في كل مرة تقريباً، فالطريقة الاخرى المفضلة للغسيل هي الغسيل البريتوني المنزلي، و يتم عن طريق وضع انبوب صغير في تجويف البطن، و يتم توصيل الطفل بماكينة الغسيل التي لا يزيد حجمها عن حجم جهاز الفيديو ويتم الغسيل لمدة 10 ساعات في الليل أثناء النوم ثم يفصل الجهاز، ويستطيع الطفل ممارسة حياته العادية والذهاب للمدرسة في الصباح .
د. عبير عليان
إستشارية أمراض كلى الأطفال