القرنية هي الجزء الشفاف ذات الشكل البيضاوي التي تقع في مقدمه العين، و تعتبر مع طبقة الدمع المغطية لها الجزء الأهم في الإبصار التي تعمل على تجميع الضوء وتركيزه على شبكية العين وأي اضطراب يصيب القرنية يؤدي إلى انخفاض شديد في حدة الإبصار او العمى الكامل في حالات معينة.
- مع تغير القرنية من شكلها البيضاوي إلى المخروطي وانبعاجها الذي يؤدي إلى تشوه الصورة البصرية والى انخفاض تتابعي في قوه الإبصار.
تعد القرنية المخروطية من الأمراض التي لا يوجد مسبب رئيسي لها (Idiopathic)، في حين اثبتت الدراسات أن هنالك عوامل مساعدة للاصابة بالمرض من أهمها العوامل الوراثية؛ حيث أن من الشائع ملاحظة المرض عند أكثر من فرد بالعائلة، و ان لم يكونوا متأثرين ظاهريا فان من الممكن أن يكونوا حاملين للمرض.
- كما يعزى أن تحسس العين و الرمد الربيعي المؤدي إلى الحكة المستمرة للعين يعمل على تغيير في تحدب القرنية إلى الشكل المخروطي.
يبدأ تشخيص المرض عن طريق الفحص الاكلينكي و التصوير الطبوغرافي لسطح القرنية لدى الأطفال من ثماني أعوام، مع تزايد وتفاقم في سن المراهقة من عمر ستة عشر الى عمر خمسة وعشرون عاما مع أن الدراسات الحديثة تؤكد استمرارية تغير تحدب القرنية لما فوق 35 عاما.
هنالك عدة أعراض يشعر بها المصاب بالقرنية المخروطية منها:
1- هل تشعر بعدم استقرار في مقاس نظارتك مع عدم الراحة؟
2- هل تعاني من تشتت الاضاءة المقابلة وانارات المركبات ليلا مع وجود هالات حول الأشياء؟
3- هل تلاحظ تناقص سريع في حدة الإبصار؟
4- هل تواجه صعوبة بالرؤية حتى مع النظارة الطبية؟
5- هل تواجه صعوبة بارتداء العدسات اللاصقة؟
يبدأ علاج القرنية المخروطية بوقاية الأشخاص المصابين بالرمد الربيعي من خلال إعطاء العلاجات و التراكيب الدوائية للحد من حك العين و الالتهابات المتكررة والهجمات التحسسية.
- أما عند تشخيص المصاب بالقرنية المخروطية؛ فيختلف العلاج بناء على مقدار انبعاج وتغير شكل القرنية التي تحدد مستوى ودرجه المرض:
في المراحل الاولى من المرض كان العلاج في السابق باستخدام العدسات اللاصقة الصلبة و انتظار تطور المرض إلى حين حدوث عتامة في القرنية ومن ثم زراعة قرنية من شخص متبرع له.
- أثبتت نتائج الدراسات والأبحاث الحديثة في هذا الصدد المنفعة الطبية لتقوية القرنية؛ فقد أصبح إجراء تثبيت القرنية حجر الأساس في علاج هذه المرض.
- تثبيت القرنية الذي يتم عن طريق إزالة خلايا سطح القرنية و من ثم إشباع القرنية بفتامين ب2؛ لحماية الأجزاء الداخلية مع تسليط الاشعة فوق البنفسجية لمدة زمنية معينة تعمل على مضاعفة الروابط الكيميائية الموجودة بين ألياف القرنية التي تعمل على تصليبها والحد من انبعاجها. ومن الممكن إقران عمليه التصليب مع تخلص المريض من نظاراته الطبية في حال اكتشاف المرض في مراحله الاولية.
أما في المرحلة المتوسطة من المرض يكون العلاج ما بين ارتداء العدسات اللاصقة الصلبة وزراعة الحلقات المصححة لحدة الإبصار.
الحالات الشديدة او المتقدمة يكون الخيار العلاجي الوحيد بزراعة القرنية و التعرض للمشاكل الناتجة عن رفض الجسم للقرنية المتبرع بها والآثار الجانبية للادوية المستخدمة.
لذا يعد التشخيص المبكر والعلاج الفوري العامل الأساسي في الوقاية والعلاج للمرض، وأفضل وسيلة للحد من زراعة القرنيات.
الأفق للعيون
أخصائي طب وجراحة العيون
د. قدري حجاوي