تعد ظفرة العين من أمراض العيون الشائعة في بلادنا العربية، لكثرة التعرض لأشعة الشمس ويكون اكتشافه في أحيان كبيرة صدفة عن طريق الفحص الدوري للعين، كونه لا يؤدي في مراحله الأولى إلى أعراض قوية ولا يؤثر على الرؤية.
يمكن تعريف الظفر بأنه نمو زائد في ملتحمة العين؛ وهي الغلاف الخارجي والطبقة الأولى المغطية لطبقة الصلبة (بياض في العين)، الذي ما يكون عادة على شكل مثلث بحيث يكون رأسه باتجاه القرنية؛ الجزء الأمامي الشفاف في العين، الذي يمكن أن يصل لحدود قرنية العين أو يتخطاها ويمتد داخل القرنية.
ويعد التعرض لأشعة الشمس المباشرة والبيئة الجافة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة العين بالطفرة ونموها، لذا تكثر الإصابة فيه بين الرجال أكثر من النساء، كونهم يتعرضون للشمس بطريقة أكبر وفقا لطبيعة العمل، وتزداد نسبة المصابين به مع تقدم العمر، وبخاصة ما بين 20-40 للسبب نفسه.
وتقوم أشعة الشمس وبخاصة الأشعة فوق البنفسجية (UV-B) بتغيير التركيب الطبيعي اللين والدقيق لملتحمة العين وتدمير الكولاجين فيها، وتعمل على تحويلها إلى ألياف صلبة تنمو بالحجم، وتمتد باتجاه القرنية.
ويعاني الشخص المصاب بظفرة العين في بداية الأمر من الشعور بوجود جسم غريب داخل العين والشعور بحكة مستمرة مع تدميع مستمر في إحدى العينين أو كلتيهما كونه عادة مرضا يصيب كلتا العينين، ولكن من الممكن أن يكون متطورا متفاقما في عين أكثر من الأخرى.
مع ازدياد حجم الظفر وامتداده أكثر باتجاه مركز القرنية، فإنه يبدأ بتأثير على قوة الإبصار وتقليلها بطريقتين؛ الأولى عن طريق إحداث شد على قرنية العين، ما يؤدي لحدوث الاستجماتزم البؤرية وازدياده بشكل تدريجي.
ثانيا يمكن أن ينمو الظفر بشكل يؤدي إلى وصوله إلى مركز القرنية وحجب الرؤية على العين وإضعافها.
تقسم الظفرة من ناحية الحجم إلى ثلاث درجات:
- الدرجة الأولى: وهي عندما يكون الظفر في مراحله الأولية ولا يتجاوز حدود القرنية، ويتم اكتشافها عن طريق الصدفة أو وجود أعراض بسيطة كالاحمرار الخارجي للعين والتدميع المستمر.
- الدرجة الثانية: وتحدث عندما ينمو الظفر بطريقة تتخطى فيها حدود القرنية ويزداد حجمه على سطح القرنية، ولكن لمسافة قليلة (أقل من 3 مم) وعندها يعاني المريض من تأثير النظر (استجماتزم) والتهابات العين المتكررة.
- الدرجة الثالثة: التي تتمثل بنمو الظفر لأكثر من 3 مم من حدود القرنية ووصوله أو اقترابه من مركز القرنية، وعندها ينخفض النظر بطريقة ملحوظة وتزداد أعراض التدميع والاحمرار، ويصبح الظفر واضحا بالعين المجردة بدون فحص ويؤثر على الناحية الجمالية للعين.
يعتمد علاج ظفرة العين على عوامل عدة أهمها درجة الظفرة ومدى تأثيرها على المصاب به وطبيعة الشخص المصاب فيه من ناحية العمر وبيئة العمل.
في الدرجات الخفيفة لظفرة العين، يتم العلاج عادة عن طريق إعطاء علاجات مخففة لأعراض التدميع والاحمرار كقطرات الترطيب والقطرات المضادة للتحسس.
أما في حالة تأثير الظفرة على وضوح الرؤية، فإنه لا بد من إجراء جراحة، وذلك لإزالة الظفرة ومنع ازدياد حجمها وإعادة الرؤية لوضعها الطبيعي وضمان عدم تأثير الناحية الجمالية بالكامل وترك الصلبة؛ الطبقة الموجود تحت الملتحمة مكشوفة بحيث تلتئم العين من تلقاء نفسها.
تعتبر هذه الطريقة الأسهل والأسرع، إلا أن نسبة رجوع الظفرة بعد إزالتها بهذه الطريقة قد تتجاوز الـ25 %، لأن الظفرة قد تعود لتغطية المنطقة المكشوفة، خصوصا إذا كانت مهنة الشخص تقتضي التعرض المستمر لأشعة الشمس المباشرة أو كان في متوسط العمر، لذا لا ينصح بإجرائها لعمر الشباب كما تفضل لكبار العمر أو الأشخاص الذين لا يتعرضون باستمرار للشمس.
لذا فإنه وعند وجود احتمالية رجوع للظفرة بسبب العوامل المذكورة، فإنه يفضل إجراء عملية إزالة الظفرة وخياطة رقعة مكان الظفر المزال لمنع رجوعه.
يتم أخذ الرقعة من نفس عين المريض، من المنطقة العلوية للملتحمة، أو من الغلاف الامنوي (Amniotic membrane)، وهو الغشاء الذي يحيط الجنين بعد ولادته، كونه شبيها لحد كبير بطبيعة ملتحمة العين وتتم خياطتها مكان الظفر المزال بخيوط تذوب بشكل تلقائي ولا يستوجب إزالة الغرز بعد ذلك.
تقل نسبة رجوع الظفرة بعد إجراء الإزالة بهذه الطريقة لنسب تتراوح بين 1 % و5 % مع ضرورة عدم التعرض للشمس واستخدام النظارات الشمسية.
وهناك بعض الحالات المستعصية والتي يرجع فيها الظفر حتى بعد إزالته مع زراعه رقعة، وهنا يقوم الطبيب بإعادة عملية إزالة الظفر مع استخدام مواد كيماوية مثل (MMC ,FU)، للقضاء على جميع خلايا الظفر المتبقية والتي إذا تركت، فإنها تقضي بعودة الظفر مرة أخرى.
في حالة إجراء العملية، فإنها تجرى تحت التخدير الموضعي (قطرات)، وتتم تغطية العين لمدة 24 ساعة ومن ثم يكون المريض بحاجة لراحة لمدة تتراوح من يومين لغاية الأسبوع، بسبب وجود احمرار في العين بعد إزالة الظفرة والشعور بوجود جرح في العين، إلا أنه مع استخدام العلاجات ومسكنات الألم، فإن هذه الإعراض لا تستمر طويلا وتقل إلى حد كبير بعد الأسبوع الأول من العملية.
كما أوصى الدين الإسلامي الحنيف، فإن الوقاية خير من العلاج، وبالتالي فإن الإجراءات الآتية تساعد على منع إصابة الشخص بظفر العين أو تأخير تطوره في حالة وجوده أصلا:
- استخدام النظارة الشمسية التي تحمي العين حماية كاملة من الأشعة الشمسية.
- التقليل من التعرض المباشر للأشعة الشمسية وخاصة في وقت الظهيرة.
- تجنب التعرض للغبار والأتربة.
- استخدام قطرات مرطبة في حال جفاف العين.
الأفق للعيون
أخصائي طب وجراحة العيون
د. قدري حجاوي