JMD خلق الله الإنسان ووهبه العقل ونعم كثيرة، كالقدم مثلا، فمعظم الناس يستعملون أقدامهم للتنقل، وهي غالباً ما تكون مفيدة أيضاً لركل كرة، أو ركوب دراجة، أو الرقص، أو حتى السير على حبل مشدود. لكن في آسيا، لا تقتصر وظيفة الأقدام على إبقائنا منتصبين، ونقلنا من مكان إلى آخر بل إنها تنطوي على دلالات ثقافية مهمة.
في الهند، يعتبر لمس قدمي شخص آخر دليل احترام لمعرفته وخبرته، وعادة ما يلمس الناس أقدام المسنين والمعلمين والأهل للتعبير عن تقديرهم لهم. وتلعب الأقدام دوراً أيضاً في حفلات الزفاف الهندية. فخلال الأعراس الهندوسية في غرب الهند، يغسل والدا العروس قدمي العريس. وفي شرق الهند، تغمس العروس قدميها في مزيج من الحليب والصباغ الأحمر قبل دخول منزل العريس، تاركة آثار أقدام حمراء على الأرضية.
وتزين النساء الهندوسيات والمسلمات أقدامهن بالحناء قبل الزفاف، وتضع العرائس الهندوسيات خواتم حول أصابع أقدامهن بعد الزفاف، في إشارة إلى أنهن أصبحن متزوجات. أما في تايلاند، فالأمر معاكس، وتعتبر الأقدام مجرد وسيلة للتنقل. تقول سوشيترا شونغستيتفاتانا، مديرة مركز الدراسات التايلاندية في جامعة شولالونغكورن في بانكوك: إن تصويب القدمين نحو المسنين أو وضع الأقدام على طاولة أو الدوس على الكتب أمور تنم عن قلة احترام. وتضيف الأمر يعتبر من المحرمات في تايلاند منذ وقت طويل وما زال كذلك. وهو يظهر مدى حساسية الشعب التايلاندي.
وفي الماضي، كان اليابانيون يخلعون أحذيتهم ويسيرون حفاة داخل منازلهم. لماذا؟ يقول بعض الخبراء: إن استعمال حصائر تاتامي التي تعتبر قيمة ومقدسة هو أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التقليد. ويقول آخرون إن الأمر يعود إلى أسباب تتعلق بالنظافة في بلد حيث الرطوبة عالية نسبياً، وخلع الأحذية قد يبقي الأقدام جافة. ويطلب بعض سائقي السيارات اليابانيين حتى من الركاب خلع أحذيتهم، في حين أن الكثير من رجال الأعمال يستبدلون أحذيتهم بالأخفاف في المكاتب.
ومن الطبيعي جداً ترك الأحذية عند باب المطعم قبل دخوله!وطوال مئات السنين، كانت النساء في الصين مجبرات على الخضوع لعادة مؤلمة تقضي بربط أقدامهن لجعلها أصغر، وهو معيار أساسي من معايير الجمال والأهلية للزواج أيام الإمبراطورية الصينية. لكن هذه العادة الوحشية ألغيت عندما تسلم الشيوعيون الحكم في عام 1949. واليوم يتمحور اهتمام الصين بالأقدام حول التدليك.