JMD مرض السكري مرض لا يتوقف تأثيره السلبي عند عضو معين أو عند جهاز محدد بل ان تأثيره المرضي في حالة عدم التحكم في مستوى السكر في الدم يمتد إلى جميع أعضاء الجسم بلا استثناء وبلا انتقاء، فيشمل القلب وقدرته والكبد وفعاليته، ناهيك عن البصر الذي قد يضعفه والعظم الذي قد يوهنه، اضافة إلى الجلد الذي قد يفقده نضارته والكلى التي قد تقل بسببه فعاليتها، كما أننا لو تحدثنا عن علاقة مرض السكري بأمراض القلب لوجدنا أن مرض السكري لا يقتصر تأثيره على القلب فقط أو على الشرايين فقط بل ان تأثيره يصل إلى الجهاز الدوري بأكمله وسنتطرق هنا لبعض هذه التأثيرات السلبية لهذا المرض الذي اتسع انتشاره بشكل كبير في الآونة الأخيرة بين مواطنينا في الخليج العربي خاصة وفي العالم العربي عامة.
ارتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري:
إن ارتفاع ضغط الدم عند مرضى السكري من علامات تأثر الكلية بهذا المرض عاكساً بذلك عدم مقدرة الكلى على القيام بوظائفها، وذلك أن مرض السكري يؤثر على وحدات التنقية بالكلية ويزيد من تدهورها والذي يؤدي بدوره إلى زيادة ضغط الدم الذي يؤثر على الكلى، وهذا يعني أن هناك دائرة مغلقة متبادلة لا تكسر إلا بالتحكم الدقيق بمستوى السكر في الدم وكذلك المراقبة الدقيقة لضغط الدم، وينصح دوما بألا يزيد ضغط الدم الانبساطي عن 80 ملم زئبقي ولايزيد ضغط الدم الانقباضي عن 120 ملم زئبقي، وهنا يجب التنويه أن بعض العلاجات الخافضة للضغط قد تكون مصاحبة لبعض المشكلات الصحية خاصة عند مرضى السكري، فمثلاً مدرات البول قد تعمل على ارتفاع مستوى السكر بالدم وتجعل التحكم به صعباً نوعا ما، كما أن مثبطات بيتا ربما تؤدي إلى انخفاض السكر في الدم وذلك عن طريق منع تصنيع السكر عند الحاجة إليه، وكذلك بعض المدرات ومثبطات بيتا قد يرفعان من نسبة الدهون في الدم، لذا كانت مراجعة الطبيب المعالج من أهم طرق الوقاية من المضاعفات وأيضا من مضاعفات العلاج.
تصلب الشرايين الدموية والسكري :
يعتبر مريض السكري أكثر عرضة للاصابة بتصلب الشرايين من الأشخاص الطبيعيين، ٍويرجع ذلك لأسباب عديدة منها ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث أمراض الشرايين التاجية، ووجود عوامل الخطورة الأخرى مثل التدخين والسمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الفيبرينوجين وعوامل التجلط الأخرى في الدم وأيضا ارتفاع نسبة الدهون وخاصة الكوليسترول التي تقوم بدور هام في تلف الأنسجة المبطنة لشرايين الدم.
الذبحة الصدرية الصامتة والسكري:
تحدث الذبحة الصدرية في بعض مرضى السكري بدون شعور بالألم في منطقة منتصف الصدر وسبب هذه الظاهرة قد يكون غير واضح تماماً ولكن قد يربطها بعض العلماء لاحتمال وجود أعصاب تالفة بسبب مرض السكري والتي لايمكنها نقل إشارات الألم من القلب إلى الجهاز العصبي. وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن مرض السكري قد يؤدي إلى تلف أعصاب القلب التي تقوم بتنظيم حركته وخاصة في مرضى السكري الذين ظهرت عليهم علامات تلف الأعصاب الطرفية في الرجلين واليدين . وتلف أعصاب القلب قد يؤدي إلى اضطراب نبضات القلب وكذلك ضعف حركة عضلة القلب ونقص كمية الدم المندفعة للجسم.
اعتلال عضلة القلب والسكري
تتأثر عضلة القلب بمرض السكري فهي معرضة للتلف والفشل الوظيفي لأسباب عدة منها ارتفاع نسبة السكر في الدم مما قد يؤدي إلى تلف الشرايين الدقيقة والتعرض لارتفاع ضغط الدم وكذلك التعرض للإصابة بتصلب الشرايين القلبية واحتمال وجود مواد متراكمة بين ألياف عضلة القلب مما قد تضعف من كفاءتها.
شرايين شبكية العين والسكري :
يؤثر مرض السكري على العين بأكملها بما في ذلك شبكية العين وأوعيتها فهو يؤدي إلى عتامة العدسة ويعرف ذلك بالماء الأبيض وزيادة الضغط بالعين ويعرف ذلك بالجلاكوما وزيادة نمو الأوعية الدموية الدقيقة في قاع العين مؤديا إلى ترسبات وترشحات دموية فيها. وقد يؤدي ذلك إلى ضعف البصر أو فقدانه لا سمح الله.
الأوعية الفرعية والسكري :
وقد يؤثر مرض السكري على الأوعية الفرعية وليس فقط الأوعية الرئيسية فإذا أصاب التصلب شرايين القدمين مثلا فإنها تضيق وتنخفض كمية الدم المتجهة إليها، ويؤدى ذلك إلى ألم في عضلات الساق أثناء السير وقد يزول بالوقوف أو الراحة وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى الاصابة بما يعرف بالغرغارينا والذي قد يؤدي لا سمح الله إلى الحاجة إلى بترها أو بتر جزء منها.
إن هذه التأثيرات السلبية لمرض السكري يمكن تفاديها وذلك بتغيير نمط الحياة واتباع التعليمات والارشادات الصحية اللازمة والمداومة على زيارة الطبيب والتحكم في مستوى السكر في الدم والمحافظة على ضغط دم مقبول واتباع الحمية الغذائية والالتزام بالتمرين الرياضي ولا يكون ذلك إلا بالعزيمة والارادة الدائمة.