تشخيص المختبر لأمراض الأعصاب / د. حسام أبو فرسخ

JMDالأعصاب هى التى تخذى العضلات الارادية واللاارادية كما أنها هى التى تغذى الاحساس بالألم واللمس والاهتزازات. ان كل عصب يغذى العضلات هو يخرج من الحبل الشوكى فى العمود الفقارى. ويغطى كل عصب مادة من الدهن المركب وتسمى المادة الميلانية . هذه المادة مهمة جدا لتوصيل الاشارات العصبية بكفاءة عالية وبسرعة كبيرة الى مناطق الأوامر.

هذه المادة تشابه فى عملها المادة البلاستيكية التى تغطى أسلاك النحاس الكهربائية. فكما ان كان هناك عطب فى المادة البلاستيكية المغطية لسلك النحاس فقد تتوقع ألا تصل الاشارة الكهربائية الى نهايتها مما قد يؤدى الى حدوث تماس كهربائى.وهكذا وظيفة المادة الميلانية بالنسبة للأعصاب. وأى خلل فى المادة الميلانية المغطية للأعصاب أو خلل فى المادة الحيوية فى صلب العصب يؤدى الى أمراض الأعصاب المختلفة.

أعراض أمراض الأعصاب:

فالأعراض التموقعة من أمراض الأعصاب أو اختلالها يتمثل فى الشعور فى واحدة أو أكثر من الأعراض التالية :

- ضعف فى عمل العضلات ويتمثل فى ضعف من الوقوف أو المشى. ويتميز هذا الضعف بأنه يكون فى البداية على فترات متقطعة ثم يزداد فى الحدة والمدة حتى يصيب المريض فى كل الأوقات. وذلك ان لم يعالج ويدرك فى البداية.

- ألام فى أطراف الجسم (اليدين أو الرجلين) لمدد زمنية مختلفة

- تنميل فى الأطراف

-فقد بعض أنواع الاحساس أو اختلافها فى بعض الأطراف

-احساس بألم حارق

-خدران بعض الأطراف

-الاهتزاز أو الرجفة التى تصيب الانسان خاصة عند المشى

- عدم قدرة على التنسيق فى عمل شى ما من الأعمال الدقيقة.

-وقد يشمل ضعف الأعصاب فى الأعصاب المغذية للأجهزية اللاارادية: فاضطرابات فى ألأعصاب المغذية لأجهزة الجسم قد يصيب مثلا المريض بهبوط فى الضغط عند الوقوف فجأة أويصاب المريض فى مشاكل فى المثانة البولية مما يؤدى الى عدم قدرته على التبول أو يصاب باسهال متكرر أو يصاب فى قلة العرق أو العجز الجنسى.

عادة ما تبدأ الأمور باحساس التنميل والخدران فى أطراف الأصابع ومن ثم تمتد الى اليد أو القدم ومن تم تشمل كل اليد أو الرجل. ويحس المريض بأن الاحساس يقل على اليدين والقدمين. وقد يكون المريض حساس أكثر من الللازم للألم. حتى ممكن ان يكون مجرد لمس الجلد يؤدى الى الم شديد فى الجلد.

أسباب أمراض الأعصاب:

هناك عدة أمراض تؤدى الى اختلال فى الأعصاب. وتكون هذه الأسباب اما لاختلال العصب نفسه أو لاختلال المادة الميلانية المغطية للعصب. ومن أهم هذه الأمراض:

1- أمراض الأعصاب المناعية: هناك مجموعة كبيرة جدا من الأمراض التى يبدأ بها الجسم بافراز محموعة من المضادات للغشاء الميلينى المغلف للأعصاب مما يؤدى الى تعطل أو ضعف الأعصاب عن الأداء بمهامها بطريقة مثلى. مما يؤدى بالتالى الى ضعف واختلال فى العضلات والأحساسيس. ولا يمكن الكشف عن مثل هذه الأمراض حتى يتم الفحص المخبرى لها بالطرق الحديثة.

2- مرض السكرى الغير منتظم: حيث يسبب مرض السكرى دخول السكر الى الأعصاب والارتباط بالغشاء الميلينى المغطى للأعصاب مما يؤدى الى تكسره وضعف عمل الأعصاب المغذية للعضلات الارادية.

3- المواد السامة والأدوية الضارة. هناك مجموعة كبيرة من الأدوية التى قد تضر الأعصاب. فان كان الانسان يعانى من أى ضعف فى الأعصاب فيجب أن يصرح للطبيب المختص بجميع الأدوية التى يتناولها المريضٍ. ومن هذه الأدوية بعض المضادات الحيوية بعض أدوية علاج مرض السل. بعض أدوية السرطان.بعض أدوية مخفض الكلوليسترول. بعض أدوية منظم ضربات القلب وبعض أدوية زرع الكلى .

4-الأمراض الوراثية : يجب أن يتم أخذ تفصيل السيرة الذاتية للعائلة لمعرفة ان كان المرض هو وراثىأم لا. تصيب الأعصاب التى تغذى الأوامر الحركية وأمراض وراثية أخرى تصيب الأعصاب التى تغطى الأوامرالحسية. وهناك مجموعة أخرى من الأمراض الوراثية التى تصيب الأعصاب التى تغذى الأوامر الحسية والحركية. بعض هذه الأمراض الوراثية تكون بصفة سائدة أى أنها تصيب الأب أو الأم مع الأبناء. بعضها يصيب الاولاد ولايصيب الأباء وذلك لكونها صفة متنحية وعندها يكون الأباء حاملين للمرض ولكن غير مصابين. كما أن هناك نوع من الأمراض يصيب الذكورفقط دون الاناث. كما تنقسم الأمراض الوراثية الى أمراض تصيب الغشاء الميلينى وأمراض تصيب أصل العصب.

5-نقص الفيتامينات خاصة فيتامين ب12 و ب6 وفايتامين e وكذلك نفص حامض الفوليك أسد.

6-مرض حساسية القمح والذى يعانى منه المريض من نقص فى امتصاص المواد الأساسية وتصيب الأعصاب حوالى 10% من المصابين بهذا المرض. وقد يؤدى ذلك الى فقدان للتوازن أو قلة للاحساس.

7- التهاب الكبد الوبائى c : حيث أن هذا المرض معروف ان صاحبه قد يعانى من اضطرابات فى الأعصاب وعادة ماتتمثل فى التنميل أوالخدران أو ضعف فى الاحساس. وقد يصاحبها آلام فى بعض الأحيان. ويحدث ذلك عند حوالى 20% من المصابين بهذا المرض.

8-المشروبات الكحولية: عادة تصيب من يكثر من تناول المشروبات الحكولية حيث أنه يصيب الأعصاب بقلة الاحساس والضعف الحركى وبقلة التوازن.

9-الأمراض السرطاينة: بعض الأورام السرطانية تفرز موادا فى الجسم قد تؤدىالى خلل فى عمل الأعصاب. ومن أشهر هذه الأورام هى الأورام التالية: سرطان الرئتين, سرطان الثدى سرطان الغدد الليمفاوية، سرطان المبيض ، سرطان الغدة الزعترية وسرطان الخصية. نسبة اصابة الأعصاب بهذه الأمراض تكون حوالى3%. حيث يشعر المريض بفقدان الحساس فى بعض الأطراف وفى آلام من النوع الحارق للجلد وفى فقدان الاتزان. معرفة مثل هذه الأعراض بوقت مبكر قد يؤدى الى اكتشاف الورم مبكرا وقد يؤدى المعرفة المبكرة لذلك الى اصلاح امور الأعصاب.

10- بعض الأمراض الجنسية ومنها مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز): يؤثر مرض الايدز على عدة مراحل فى الأعصاب. حيث يصيب المخ بخلل من عدة أماكن وكذلك يؤثر على الأعصاب ويؤدى الى تقشرات وخلل فى المادة المليانية المغلفة للأعصاب. وكذلك مرض الزهرى حيث أنه يصيب الأعصاب بالخلل.

11- أمراض مناعية مثل مرض الذئبة الحمراء.وأمراض الأوعية الدموية.

12- مرض البرص نتيجة الاصابة بجرثومة اللبروسى

13- الحوادث المؤسفة: بعض هذه الحوادث مثل حوادث السيارات، الأعيرة النارية، أو غيرها مما قد يؤدى الى قطع فى بعض الأعصاب وبالتالى الى تكسر أصل العصب ومن ثم موت العصب وفقدان الحركة أو الاحساس.

تشخيص ضعف الأعصاب:

1- الفحص السريرى لمعرفة نوعية الأعصاب المتأثرة

2- فحوصات الدم: وتشمل أمراض المناعة وألمواد المنتجة التى تكسر الأعصاب والمواد التى تنشا من الأورام. فحص الأمراض الوراثية فى الحالات المناسبة. فحص حساسية القمح وفحص نسبة الفيتامينات فى الدم خاصة ب12 و فيتامين E . فحوصات السكرى ومعرفة نسبة السكرى التراكمى. فحوصات الأمراض الجنسية،

3- فحص الأعصاب بواسطةجهاز سرعة العصب:والذى يعطينا فكرة عن نوع الخلل.

4- أخذ عينة من العصب:وفحص نسيجها لمعرفة نوع الاختلافات فى نوعية الأعصاب المتأثرة, ويشمل أيضا الفحص المجهرى للأعصاب لرؤية نوعية الأعصاب المصابة مما يعطى دلالة مهمة عن سبب الاصابة.

5- فحص الدم للمواد السامة أو الأدوية المؤثرة أو الكحول.

علاج أمراض الأعصاب:

يختلف العلاج باعتماد السبب. فان كان السبب هو وجود مضادات مناعية أعطيت المريض مواد توقف الجسم افراز مثل هذه الأمراض مع امكانية غسل الدم من هذه المضادات. أما ان كان السبب هو الأدوية أو السموم فهو بالتعرف على هذا السبب والابتعاد عنه, أما ان كان السبب هو نقص الفيتامنيات فيكون باعطاؤه الفيتامين الناقص. أما فى حالة الأمراض الوراثية فان شفاء المريض فى الوقت الحالى صعب المنال ولكن يمكن توقيف أو تبطىء تطور المرض فى بعض الحالات. ففى حالات أمراض الأعصاب التشخيص الدقيق والمخبرى هو أهم وأول مراحل العلاج.