JMD العلاقة الزوجية من أهم الجوانب في حياة مريض
القلب وأكثرها حساسية، وتأثر هذه العلاقة بسبب المرض قد تفسدها، ليس هذا وحسب، بل قد يزيد من مدى خطورة المرض نفسه، فقد أثبت بالدراسات أن توتر العلاقة الزوجية تتعب القلب وتجهده عن طريق إفراز هرمون الكورتزول الذي يزيد من إرتفاع ضغط الدم، كما يؤدي الى تحفيز الجهاز العصبي الذاتي sympathetic system الذي يؤدي الى إرتفاع ضغط وزيادة ضربات القلب .
إن الشخص المصاب بأمراض القلب يهتم جداً، دون أن يفصح على الأغلب بعلاقته الزوجية، وقد يكون خجلاً من طلب المساعدة والسؤال، حتى من طبيب القلب نفسه، لذا لا بد من أن يكون طبيب القلب على مستوى من الحكمة والخبرة لمعالجة المريض دون إغفال هذا الجانب، حتى ولو لم يبد المريض نفسه الإهتمام بهذا الجانب، على سبيل المثال يحاول الطبيب قدر الإمكان أن لا يصف لمريض إرتفاع ضغط الدم الأدوية الخافضة للضغط والمعروفة بأثارها السلبية على الإنتصاب عند فئة من الرجال.
وأن لا يصف علاجاً موسعاً للشرايين مثل النيتروجلسرين ومشتقاتة لمرضى شرايين القلب، إذ من المحتمل أن يحتاج هذا المريض للمقويات الجنسية مثل الفياغرا، والتي قد تعرض حياة المريض للخطر إذا تعاطاها مع ال Isoket ، كما ينبغي مراعاة عدم خفض الدم ضغط الدم لدرجات قد تؤدي الى عدم القدرة على الممارسة الجنسية، كما أن الإهتمام بهذا الجانب لا بد أن يكون، سواء كان المريض رجلاً او إمرأة، ففي كثير من الأحيان يغفل جانب المرأة فإن كانت هي المريضة فينصب الإهتمام على الحمل والولادة، بينما لا يتم التطرق للعلاقة الجنسية إطلاقاً، سواء كان في العيادة أو في البيت، لذا وبشكل عام لا بد من توعية الطرف الأخر في العلاقة لأخذ زمام الأمور، وذلك بتهيئة الجو المناسب ومراعاة الطرف المريض وتهيئته جسدياً وإعطاء الوضعية الأسهل للطرف المريض، ويفضل إقامة العلاقة بعد ساعتين او ثلاث ساعات من أخذ العلاج بشكل عام.
أما بالنسبة لمرض شرايين القلب المعتمدين على وضع الحبه تحت اللسان، فيفضل توقيت المعاشرة بعد أخذ الحبة بدقائق.
هذه نبذة سريعة وعامة لمرضى القلب أرجو أن يتشجع كل مريض بالسؤال عن هذا الجانب المهم في حياته لأن صحة القلب من صحة العلاقة الزوجية والعكس صحيح.
د. رائد العوايشة
استشاري امراض القلب والقسطرة
الانتقال لصفحة الدكتور رائد العوايشة
