JMD قبل ان نتطرق الى طرق المعالجة علينا ان نشخص الحالة ومعرفة السبب. وقد تكلمنا في المقالات السابقة عن الاسباب وكيفية تشخيصها واليوم سوف ابين طرق المعالجة عند المرأة والرجل.
بالنسبة للمرأة:
1. اذا كان السبب هو نقص في الهرمونات وهو ناتج عن خلل في افرازات الغدة النخامية لهذه الهرمونات فيكون العلاج هو اعطاء الهرمونات بديلة تساعد على تحفيز الاباضة وتكوين بويضات للمساعدة على الحمل.
2. اما اذا كان هناك ضعف بالاباضة وكثيرا ما يكون نتيجة تكيس المبايض فانه يمكن معالجة ذلك بواسطة العلاج الهرموني لتحريض الاباضة وباستعمال جهاز الموجات فوق الصوتية يمكن التحكم في وقت الاباضة لتكون امكانية الاخصاب في الوقت المناسب اكبر. ان المتابعة بواسطة هذا الجهاز الـUltrasound يتم بواسطة فحص حجم البويضة وفي الوقت الذي يصبح فيه عدد البويضات وحجمها مناسبا تعطي هرمون اخر لتساعد على انزال البويضة في وقت محدد لتحديد موعد الجماع او لتحديد الوقت والساعة المناسبة لتحديد موعد عملية الحقن الصناعي داخل الرحم.
التلقيح الصناعي داخل الرحم فهو كثير ما تسمع به المرأة كأحدى الطرق المساعدة على الانجاب فهو عبارة عن نقل الحيوانات المنوية بعد تنقيتها وتركيزها في المختبر. وهنا يتم وقت الاباضة الذي نحدده كما ذكرت عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية، يتم بعدها حقن السائل المنوي داخل الرحم عن طريق عنق الرحم بواسطة انبوب صغير، انها عملية صغيرة ولا داعي للخوف.
اما دواعي استعمال هذه الطريقة:
1. عدم انتظام عملية التبويض عند المرأة وخصوصا تكيس المبايض.
2. او في مرض البطانة الرحمية التي تكلمت عنه.
3. او عن وجود خلل بسيط في السائل المنوي اما بالعدد او الحركة او الشكل او اللزوجة.
4. او عن وجود اجسام مضادة في عنق الرحم.
5. عند عدم تمكننا من وجود سبب واضح للعقم.
اما بالنسبة العلاج الجراحي فقد ذكرت في المقالة السابقة عن اهمية قنوات فالوب وشددت على اهمية كونهما مفتوحتين وسليمتين وعدم وجود التصاقات حولهما وعن اهمية وجود بطانة الرحم سليمة وخالية من اي التصاقات او لحميات او اورام ليفية.
فالتدخل الجراحي ضروري في حالة وجود التصاقات بسيطة تؤخر التقاط البويضة من قبل اهداب قناة فالوب. الافضل هنا استعمال المنظار البطني لاذابة هذه الالتصاقات بدل التدخل عن طريق فتح البطن، اما اذا وجدت التصاقات او لحميات داخل التجويف الرحمي فان التدخل يكون باستعمال المنظار الرحمي وهو جهاز يتيح لنا النظر الى داخل الرحم مباشرة.
اما اذا كانت قناتا فالوب مسدودتين او تالفتين او كانت الالتصاقات كبيرة وسميكة لدرجة يصعب ازالتها، فانه من واجبنا ان نفكر باسداء النصيحة للزوجين للخضوع الى برامج اطفال الانابيب او الاخصاب خارج الجسم وهذا موضوع يحتاج الى الكثير وسنتكلم عليه المقالة القادمة.
بالنسبة للرجل:
قلنا ان فحص السائل المنوي وفحص الهرمونات مثل FSH, LH, PRL, Test. لهم الاهمية القصوى في تحديد مدى قدرة الرجل على الانجاب.
فلنبدأ بالعلاج الطبي: اذا كان هناك خللا في عدد او حركة او شكل الحيوانات المنوية فان دور العلاج الطبي (اعني بواسطة الادوية) وللاسف دور محدود فلم تثبت الابحاث نتائج ايجابية عند المعالجة بالهرمونات او بادوية اخرى. هناك حالة واحدة يمكن الاستفادة منها عند وجود نقص في افراز هذه الهرمونات، طبعا علينا ان لا نهمل باعطاء المضادات الحيوية في حالات التهابات الجهاز التناسلي.
هناك دور للعلاج الجراحي عند الرجل ومن ضمنها اجراء عملية لاصلاح دوالي الخصية. كما قلت من قبل فان مدى نجاح عملية الدوالي في تحسين العدد ونوعية الحيوانات المنوية لا زالت غير مشجعة، وعلي ان اشير هنا الى ان الكثير من الرجال الذين انجبوا مصابين بدوالي الخصية وهذا يدل على ان العملية بحد ذاتها ليست ضرورية في كثير من الحالات.
في حالة انسداد الحبل المنوي او انسداد البربخ فهناك عمليات جراحية دقيقة تجرى لاعادة التوصيل لكن للاسف نجاحها محدود. فعلينا ان نعرف ان التطور الكبير الذي حصل بالنسبة لعقم الرجال هو استطاعتنا بسحب الحيوانات المنوية من البربخ او من الخصية واجراء عملية الحقن المجهري للبويضة في حالات عدم وجود حيوان منوي في السائل، فبواسطة هذه الطريقة استطعنا ان نصل الى حلول لمعظم المشاكل الخاصة بالرجل.
فهكذا نرى ان طرق المعالجة عند الرجل او المرأة اصبحت في متناول اليد وتحول العديد من جوانب العقم المجهولة الى واقع يمكن التعامل معه بسهولة اكبر.
الدكتور نبيل ترزي
مدير مركز الإخصاب والوراثة
المركز العربي الطبي