JMD قطري، مجهول الاسم وعمره 49 سنة، دخل منذ أكثر من 3 أسابيع في صراع مع فيروسأكدت منظمة الصحة العالمية بأنه ليس من عائلة حاصد الأرواح الشهير، فيروس "سارس" الذي لو لم يتمكنوا من كبح شهيته على الانتشار حين ظهر لأول مرة قبل 9 سنوات وقتل 800 انسان، لاستمر يقتل إلى الآن.
لكن المنظمة قالت في بيان لها أمس إن الفيروس "جديد" وهو من عائلة فيروسات عريقة يسمونها " كورونا" وشبيهة لجهة الأعراض بسارس متى استفحل الواحد منها أصبح أشد شراسة، لكن المولود الجديد يحمل خصائص غير موجودة لا في سارس ولا في كورونا، أي أنه مجهول تقريبا، وقد شعر به المريض القطري وهو في الدوحة. بدأ بالتهاب حاد في رئتيه رافقه فشل كلوي سريع وارتفاع بالحرارة وضيق بالتنفس بعد عودته من زيارة قام بها الى السعودية في 29 يوليو/تموز الماضي، حيث أمضى فترة أدى خلالها مناسك العمرة بنهاية رمضان، بحسب ما راجعت "العربية.نت" قصته من مصادر قطرية وبريطانية، وحين اعتلت صحته في الدوحة استشار طبيبا في 3 الشهر الجاري.
ولأن الطبيب وجد بأن الحبوب التي وصفها لم تكن سوى حبات حصى في مواجهة "أباتشي" أمريكية، فقد أوصى ذويه بعد 4 أيام من علاج بلا جدوى بأن يتم نقله الى "مستشفى حمد العام" في الدوحة، وهناك عالجوه 4 أيام أخرى عجزوا خلالها ولو عن تحسين حالته التي اعتلت أكثر، لذلك نقلوه في 11 الجاري بطائرة اسعاف الى لندن.
رئة اصطناعية تمد الدم بمسببات الحياة
وفي لندن عزلوه في محجر تابع لهيئة الحماية الصحية القريب مقرها 13 كيلومترا من وسط المدينة، وهناك راحوا يدرسون حالته ويحاولون علاجه، ثم نقلوه بعدها الى حيث ما يزال يصارع الفيروس الى الآن في مستشفى هو بين الأقدم في بريطانيا وتأسس منذ 800 عام.
وبحسب ما أكده متحدث باسم مستشفى "غايز أند سانت توماس" فإن القطري بحالة حرجة، ويخضع لعلاج مكثف، استخدم الأطباء في معظم مراحله أسلوبا يختصرونه باسم Ecmo بالانجليزية، وهو "تنفس اصطناعي" بدل رئته التي انتهكها الفيروس الى درجة فقدت معها القدرة على مده بأهم مسببات استمرار الحياة، وهو الأوكسيجين للدم.
وكان أطباء المستشفى أجروا فحوصات مخبرية اكتشفوا معها بأن البرعم فيروسي جديد وسبق لقطر أن أرسلت عينات منه لفحصها في بريطانيا وهولندا حين كان تحت العلاج في الدوحة، واتضح من الفحوصات أن مواصفاته وأعراض ما يسببه شبيهة بنسبة 95 % بنظيرة لها ظهرت لأول مرة في أوائل العام الجاري على شخص واحد فقط، تلاه ثان وثالث، ممن تمكن الفيروس منهم جميعا في السعودية، ومن دون أن يكون لأي منهم علاقة أو صلة بالآخر.
ذلك الشخص الأول كان سعوديا وقضى بمرض التهابي مزمن، بأعراض شبيهة تماما بما يحدث حاليا مع القطري، إلا أن التحقيق بأسباب وفاته ما زال مستمرا للتأكد من أنه قضى فعلا ضحية الفيروس الجديد وليس بسواه، وبعده في يونيو/حزيران الماضي توفي سعودي ثان بأعراض شبيهة تماما، وهو من محافظة جدة وعمره 60 عاما.
رذاذ يخرج معه الفيروس بالسعال ليعدي وينتشر
وأول ما فعلته منظمة الصحة العالمية كإشارة تحذير منها هو توزيعها لمعلومات اطلعت عليها "العربية.نت" في كيف تتأزم الأمراض الالتهابية وتنتشر بالعدوى من شخص الى آخر، مع أنه لا تأكيدات بأن الفيروس الجديد انتقل بعدوى عادية، وقالت ان الفيروسات الالتهابية تتسلل عادة الى الجهاز التنفسي فتمكث من يومين الى 7 أيام ليتحول الشخص من بعدها إلى مريض يعدي سواه.
وتنتشر العدوى من حيث لا يشعر بها أحد، لأنها تبدأ برذاذ يخرج غير مرئي تقريبا من جهاز المريض التنفسي أثناء السعال، وحين يبلغ أنف أو فم أو عيني الشخص السليم، فإن ما فيه من فيروسات تتسلل الى أعضائه، أو ربما يلمس السليم غرضا لوثه المعتل برذاذه التنفسي فيقع فريسة فيروسات تكوّمت بالملايين في المكان من دون رؤيتها بالعين المجردة.
وبقي سؤالان محيّران: لماذا لم تصل العدوى الى أفراد عائلات المصابين الثلاثة، أو الى من قام بفحصهم وبمحاولة علاجهم المبدئي في عيادات ومستشفيات قطر والسعودية، أو إلى من كان له اتصال عابر بهم في دورة الحياة اليومية قبل ظهور عوارض المرض عليهم بعد أيام من اصابتهم بالفيروس؟
أما السؤال الثاني فبدأت تتناقله الألسنة في مواقع التواصل، وبعيدا عن نظريات المؤامرة: أليس غريبا أن يتمكن هذا الفيروس من مواطني قطر والسعودية فقط ؟ ألا يقيم في البلدين أفراد من معظم الجنسيات تقريبا؟
reference: alarabiya.net