JMD عند الحديث عن دوالي الساقين فإننا غالبا ما نتحدث عن الشكل الجمالي للساقين حيث النتوآت والتوسعات الوريدية والتجلطات السطحية وتغير لون الجلد والأوعية الدموية من لون وردي إلى لون قاتم ثم الى أسود.
يعرف هذا المرض على أنه توسع في الأوردة الدموية السطحية التي توجد تحت الجلد مباشرة خاصة في الساقين و الناتجة في معظم الأحيان عن سوء صمامات هذه الأوردة أو في الأوردة الأصلية أو بين الأوردة الواصلة بين هذه الأوردة السطحية المسماة بالثواقب مع سير الدم عكسيا. وحدوث هذا التوسع يؤدي إلى القصور الوظيفي لهذه الأوردة مع حدوث اضطرابات في الدورة الدموية في الأوردة. حيث ركود الدم فيها يؤدي إلى إنسداد جزئي أو كلي ويحدث زيادة وتمدد في حجمها وتولد أوعية دموية جديدة ومتواصلة وحدوث تصلبات و تخثر الدم داخلها.
اما أعراض هذا المرض فهي المعاناة المتواصلة من الألم بالساقين (بطة الرجل) مع الشعور بحرقة وتنميل متواصل ومصاحب أحيانا بنمنمة بشكل حرق و تورم بالساق. هذا وفي بعض الأحيان تأزم هذه الأعراض يؤدي إلى تحرقات و نزيف في الساقين أو التهابات وأمراض جلدية اخرى مثل الأكزيما.
أسباب حدوث هذا المرض تعود إلى أن الأوعية الدموية بذاتها تكون ضعيفة ومرنة في جدران الأوردة وتتوسع على أقل سبب، إضافة إلى العامل الوراثي الذي له دور فعال في هذا المرض، وطبيعة العمل، حيث إن العاملين الواقفين على الرجلين أو الجالسين لفترات طويلة، معرضين لحدوث هذا المرض، مثل الذين يعملون في الكوافير، مطاعم، بائعين .... الخ. وتناول بعض الأدوية الهرمونية، حيث تحدث ضعفا في جدران الأوردة، إضافة إلى أسباب اخرى مثل السمنة المفرطة والأورام الضاغطة على الأوعية الدموية، التعرض للحرارة والشمس خاصة في ساعات الحرارة العالية، أو الاستحمام بالماء الساخن. ناهيك عن وجود أسباب خاصة بالمرأة مثل الكعب العالي، المشدات، الأحزمة، بناطيل الجينز، والجوارب الضيقة، كل هذه العوامل تساعد على ظهور الإعراض لمرضى لدوالي إضافة إلى وجود عوامل اخرى مسببة للدوالي، مثل تناول حبوب منع الحمل والحمل عند النساء
يشخص المرض من خلال المظهر الخارجي للدوالي بحيث توجد نتوآت أو تغير في لون الجلد أو الأعراض التي يعاني منها المريض، ويقوم الطبيب بعمل تاريخ مرضي يتبعه فحص سريري ثم عند الحاجة يقوم بعمل فحوصات مخبريه وإشعاعيه، حيث يتم تصوير الأوعية الدموية أو بواسطة التصوير الملون للأوعية الدموية حيث يبين مدى إصابتها أو سلامتها وتبين كذلك الطرق العلاجية لها.
طرق العلاج
يعالج المرض أولا وقبل كل شي بمعرفة سبب ظهور هذا المرض وتجنبه ثم تشخيص الأسباب والعلاج، إضافة إلى معالجات دوائية منظمة لدوران الدم الوريدي ومقويات الأوردة حيث هي محدودة الفائدة.
ويوصى باستخدام الجوارب الطبية الضاغطة كعامل وقائي لأعراض كثيرة للدوالي خاصة للحوامل أو الذين يعملون ساعات طويلة واقفين على أرجلهم.
من أهم الطرق العلاجية والوقائية الآن هو العلاج بواسطة الإبر، حيث يتم حقن الدوالي بواسطة سائل أو رغوة تعمل على تصلب هذه الأوعية السطحية وتنشيفها، وتعتبر هذه الطريقة الفضلى والمستعملة في أوروبا وأمريكا وذلل لنتائجها المفضلة ولقلة الكلفة ولعدم وجود أعراض جانبية لها إذا أعطيت بالشكل الصحيح وبواسطة طبيب متخصص وذي خبرة عالية في هذا المجال حيث يتم علاج الأوردة الصغيرة والشعرية ( العنكبوتية ) ثم متوسطة الحجم وبعض الأوردة الكبيرة في حالات خاصة. هناك بعض أنواع الدوالي خاصة الشعيرات الصغيرة (العنكبوتية) تعالج بواسطة الليزر حيث يعمل ذلك على رفع درجة الحرارة في الأوردة المراد علاجها وإغلاقها وذلك بواسطة إشعاعات كهرومغناطسية حيث يتم التخلص منها كاملا، وهناك أنواع كثيرة من الليزر مثل ليزر غاز ثاني أكسيد الكربون، أو الأرغون، أو ليزر الأشعة الحمراء أو الأمواج فوق البنفسجية. يجب معرفة بأن هذه الطرق العلاجية سواء بالحقن العلاجية أو الليزر تتم بواسطة جلسات في العيادة دون الحاجة إلى إدخال في المستشفى. ويرجع المريض إلى عمله أومنزله دون تعطيل وليس له أي أعراض جانبية أو آثأر سلبية للمريض. هناك طرق علاجية أخرى مثل العلاج بالتبريد وطرق مختلفة أخرى حسب الحالة المرضية
تبقى هناك العملية الجراحية في حالات معينة (الأوردة الغليظة ) حيث تجري باستئصال الوريد الصافي الأنسي عن طريق إجراء شقين صغيرين 2 سم كل شق في منطقة الكعب وآخر في أعلى الفخذ وسحب الوريد بواسطة إدخال سلك بلاستيكي أو معدني ثم ربط الأوردة الجانبية الثاقبة أو حقنها بواسطة مادة تصلب الأوردة.
بنهاية هذا المقال ننصح مرضى الدوالي والمرأة خاصة بعدم الخجل من استشارة الطبيب الاختصاصي، في حين وجود أيه أعراض أو ظهور أوعيه دمويه سطحيه وعليها العمل بنصائح الطبيب وعدم الاكتراث بما يتناقل من السنة الصديقات والجارات برجوع الدوالي بعد العلاج لأنه ان عولج ذلك بالشكل الصحيح وذهبت المريضة الى عيادة الطبيب الاختصاصي ذي الخبرة العالية في هذا المجال وعمل الفحوصات اللازمة لتجنب اخطار كثيرة منها بعض الأحيان تؤدي إلى أمراض نفسية وجسمانية وهذه الطريقة التي تحافظ على جمال ساقيها وعلى صحتها وعليها العمل على نصائح طبيبها خوفا من الندم.
كما يجب دراسة الأسباب التي تدعو لظهور هذا المرض حيث إن كانت طبيعة عمل المريض الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة عليه بالمشي والحركة وعمل التمارين الرياضية، السباحة ركوب الدراجة، رفع الساقين (مستلقيا) أعلى من الرأس من 10 إلى 15 سم عدة دقائق وعدة مرات يوميا وبالنسبة إلى النساء تجنب الكعب العالي، المشدات، الملابس الضيقة، الأحزمة ...... الخ.
عند الحمل يجب إجراء الفحوصات اللازمة، استعمال الكلسات الطبية الخاصة حيث تنشط دفع الدم بواسطة الضغط الخارجي على الأوردة ورجوع الدم الى القلب. إضافة إلى هذه النصائح يجب أن يكون هناك عوامل وقائية أخرى منها مراعاة طبيعة الغذاء خاصة المؤدية الى السمنة والأغذية المسببة الى الإمساك والانتفاخ في البطن. ثم على المريض الابتعاد عن الحمامات الشمسية الطويلة حيث ينصح باستعمال الدهون الواقية من أشعة الشمس، وفي حالة الاستحمام بالماء الساخن وضع الماء البارد على الساقين في نهاية الحمام. يجب تجنب الجلوس بثني الرجل أو التربع لفترات طويلة مما يعمل على حصر الدم في هذه الأوعية. في حالة المرضى المقعدين وملازمي الفراش لفترات طويلة، العمل على رفع السرير عند القدمين اعلي من الرأس بوضع مخدة مع عمل تدليك وحركة الى الرجلين والقدمين.
د. علي سليمان العتوم
أخصائي الجراحة العامة والجهاز الهضمي