يتمحور علم الجنس حول الصحّة الجنسيّة بمجالاتها وأبعادها المتعدّدة. هناك ثلاثة مجالات للممارسة المهنيّة في علم الجنس: الأبحاث، تعليم التربية الجنسيّةّ، والممارسة السريريّة.
ويُدرس علم الجنس في الجامعات، وإن كان هذا الإطار يختلف من دولة إلى أخرى. ففي بعض الدول الأوروبيّة، يجب أن يكون الشخص طبيباً لكي يصبح لاحقاً اختصاصياً في الصحّة الجنسيّة. أمّا في الولايات المتحدة الأميركية فإن الاختصاصيّ (طبيب نفسيّ، معالج نفسيّ، اختصاصيّ في علم الإنسان/أنثروبولوجيّ) الذي يتخصّص في دراسة علم الجنس، يمكنه أن يصبح اختصاصياً في الصحّة الجنسيّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الجامعات التي تمنح شهادة الإجازة و/أو الماجستير في علم الجنس، محدود في العالم. وللحصول على شهادة اختصاصيّ في الصحّة الجنسيّة، ينبغي على الأقلّ الحصول على إجازة جامعيّة في علم الجنس.
بعد الحصول على هذه الشهادة، يصبح الاختصاصيّ مؤهلاً للعمل في مجال تدريس علم الجنس، وذلك إمّا من خلال تصميم برامج تعليميّة للأشخاص الذين يتلقّون التدريب في مجال التربية الجنسيّة، أو للمنظّمات الحكوميّة وغير الحكوميّة التي تعمل في مجالات ذات صلة. إلّا أن بعض الاختصاصيّين في علم الجنس العاملين في مجال تدريس التربيّة الجنسيّة، قد يحصلون على ماجستير في علم الجنس بغية تعميق المعلومات خلال دراستهم الجامعيّة وتطوير معرفتهم.
ومع ذلك، لكي يصبح المرء اختصاصياً سريرياً في مجال الصحّة الجنسيّة، يتوجّب عليه الحصول على الماجستير في الإرشاد الجنسيّ. فمن خلال التخصّص في الاضطرابات والمشاكل الجنسيّة، يصبح الاختصاصي الجهة الأكثر كفاءة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جنسيّة. وفي بعض الحالات، وخصوصاً في الغرب، يتم إجراء جلسات علاج جماعيّ للأشخاص الذين يعانون المشكلة نفسها.
توجد مقاربات عدّة للعلاج في علم الجنس، ويعتمد الاختصاصيّون في هذا المجال عادةً واحدة أو أكثر من هذه المقاربات.
المقاربات المُعتمدة في علم الجنس
هناك خمس مقاربات معتمدة في علم الجنس:
المقاربة الإدراكيّة - السلوكيّة –
L'approche cognitivo-comportementale
مقاربة التحليل النفسيّ الجنسيّ –
La sexoanalyse
المقاربة الإنسانيّة- الوجوديّة –
L'approche humaniste-existentielle
المقاربة الجسديّة- الجنسيّة –
L'approche sexo-corporelle
المقاربة الجهازيّة(المجموعيّة) – التفاعليّة –
L'approche systémique et interactionnelle
المقاربة الإدراكيّة - السلوكيّة
تعمل المقاربة الإدراكيّة - السلوكيّة من جهة على تحديد الاعتقادات والتصوّرات الخاطئة المرتبطة بالمشكلات والاضطرابات الجنسيّة ومواجهتها، ومن جهة أخرى على تحديد السلوكيات الجنسيّة التي تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات والاضطرابات، ومن ثمّ معالجتها. تحتاج هذه المقاربة إلى فترة زمنيّة قصيرة نسبيّاً لتحقيق نتائج ملموسة بسبب تجاهلها للأسباب الكامنة في اللاوعي للاضطراب أو المشكلة الجنسيّة. إلّا أنّها فعّالة على نحو خاص بالنسبة للصعوبات أو المشكلات التي طرأت في حياة الشخص أو الثنائي مقارنة بالمشاكل القائمة منذ زمن بعيد.
مقاربة التحليل النفسيّ الجنسيّ
يعمل التحليل النفسيّ الجنسيّ على حلّ المشكلة الجنسيّة من خلال السعي إلى فهمها عبر اللاوعي الجنسيّ للفرد. فهو تالياً مقاربة تحليليّة تشجّع الشخص المعنيّ على الوعي لذاته وللصراعات والمشكلات الداخليّة الكامنّة في اللاوعي غير المحلولة المتجذّرة في مسيرته الشخصيّة وتحديد الصراعات التي أدّت إلى خلق المشكلة التي يعانيها. وتعتبر هذه المقاربة الأكثر فاعليّة بالنسبة إلى المشكلات الموجودة منذ زمن طويل أو حتى القائمة دائماً أو تلك التي تظهر بشكل متكرّر في بعض الحالات والظروف المحدّدة.
المقاربة الإنسانيّة – الوجوديّة
تساعد المقاربة الإنسانيّة الوجوديّة الشخص الذي يعاني مشكلة جنسيّة في فهم هذه المشكلة من خلال ما يعيشه على صعيد هويّته كرجل أو امرأة. تتمحور هذه المقاربة بشكل خاص على المكان والزمان الحاليين - (هنا والآن) - وتهتم بسلوكيّات الشخص ومشاعره وانفعالاته وحاجاته. وهي مقاربة على الأمد المتوسط أو الطويل تشجّع الشخص على الوعي لمسيرته الذاتيّة والواقع الذي يعيشه كرجل أو كامرأة.
المقاربة الجسديّة- الجنسيّة
تعتبر المقاربة الجسديّة- الجنسيّة أن المشاكل الجنسيّة مرتبطة بانفعالات ومشاعر في اللاوعي انعكست لاحقاً على الجسد من خلال اضطرابات جسديّة. تسمح هذه المقاربة بالتالي بمعالجة بعض المشاكل الجنسيّة وتطوير قدرة أفضل على المتعة الجنسيّة من خلال تمارين متعلّقة بالوضعيات تشجّع معرفة الجسد والمشاعر والإنفعالات في اللاوعي إضافة إلى المعنى الرمزيّ للمشكلة التي يعانيها.
المقاربة المجموعيّة – التفاعليّة
تتوجّه المقاربة المجموعيّة – التفاعليّة خصوصاً إلى الثنائي. وتعتبر أن المشاكل الجنسيّة التي ظهرت خلال حياة الثنائي ناجمة غالباً عن طريقة تفاعل كل طرف في الثنائي مع الآخر. وبالتالي، حتى لو كان أحد الشريكين يعاني وحده من مشكلة جنسيّة، إلا أنّ الشريكين يوحّدان جهودهما لحل المشكلة والتمتّع بحياة جنسيّة تتميّز بقدر أكبر من الانسجام والرضى.
على الرغم من أن كلّ من هذه المقاربات المذكورة أعلاه تندرج في إطار نظريّ وفي طريقة تدخّل خاصة بكلّ منها ومختلفة عن الإطار وطريقة التدخل المعتمدة في المقاربات الأخرى، إلّا أنّ اختصاصيين عديدين في علم الجنس يتمكنّون من دمج عدة مقاربات في ممارستهم ما يسمح لهم بالاستجابة بشكل أفضل لحاجات كل الأشخاص الذين يقصدونهم لحل مشاكلهم الجنسيّة.
من يحتاج إلى الاستعانة باختصاصيّ في الصحّة الجنسيّة؟
الأفراد والثنائي الذين يعانون مشكلة في حياتهم الجنسيّة والذين يرغبون في فهم طبيعة هذه المشكلة والأسباب الكامنة وراءها، وفي تفكيكها وإيجاد حلّ لها وذلك للشعور بالراحة مع الذات والرضى في الحياة الجنسيّة.
في ما يلي بعض من هذه المشاكل والاضطرابات:
لدى الرجل:
صعوبة في الانتصاب أو في المحافظة على الانتصاب؛
القذف السريع أو المتأخر أو عدم القذف؛
نقص الرغبة أو غيابها؛
عدم الإحساس بالمتعة خلال ممارسة الجنس و/أو خلال القذف.
لدى المرأة:
نقص الرغبة أو غيابها؛
عدم الإحساس بالمتعة خلال ممارسة الجنس؛
نقص الترطيب المهبليّ؛
الألم عند الإيلاج؛
صعوبة في الوصول إلى الرعشة.
لدى الرجل والمرأة:
معاناة في الحياة الجنسيّة على إثر اعتداء جنسيّ أو سفاح القربى؛
هوامّات جنسيّة مُربكة ومُحيّرة؛
ممارسة أفعال جنسيّة تعتبر محرّمة (اشتهاء الأطفال- الرغبة الجنسيّة تجاه الأطفال)، التلذذ والاستمتاع باختلاس النظر أو مشاهدة الآخرين؛ حب الاستعراء واستعراض الجسد؛
القهر الجنسيّ أو الإدمان على الجنس؛
تساؤلات حول الميل الجنسيّ: التباس أو تناقض، عدم الارتياح وعدم تقبّل المثليّة الجنسيّة أو الغيريّة الجنسيّة (الرغبة الجنسيّة بالجنس الآخر) وخوف الشخص من أن يصبح مثليّاً أو غيريّاً بعد أحلام أو هوّامات مُعاكسة لميله الجنسيّ الحاليّ؛
تساؤلات حول الهويّة الجنسيّة و/أو الرغبة في التحوّل إلى الجنس الآخر.
على صعيد الثنائيّ:
اختلافات على صعيد الرغبة الجنسيّة؛
حياة جنسيّة غير مُرضية بعد ظهور مشكلة جنسيّة موجودة لدى أحد الشريكين؛
عدم التوافق حول أنواع الأنشطة الجنسيّة التي يرغب الثنائي في ممارستها؛
تعديلات ضرورية للتكيّف مع مرض أصاب أحد الشريكين؛
صعوبة في ممارسة حميميّة عاطفيّة و/أو حميميّة جنسيّة في إطار الثنائيّ.
annahar.com