العجز الجنسي له درجات متنوعة ، و أغلب مشاكل العجز الجنسي المرتبطة بالعادة السرية تكون عائدة في الأساس لبعض السلوكيات الخاطئة التي تترافق مع العادة السرية مما يؤدي لحدوث خلل يمنع الفرد سواء ذكر أو انثى من الاداء بشكل طبيعي اثناء العلاقة الزوجية الطبيعية ، كما يؤثر على قدرته على الشعور بالاستثارة و الوصول للذروة . و يرجع هذا لعاملين أساسيين : أولاً : مشاهدة المواد الإباحية : غالباً ما يعتمد الشخص الممارس للعادة السرية على مشاهدة مواد إباحية في شكل صور أو أفلام من أجل الحصول على الاستثارة الجنسية التي يبتغيها . و هذا الأمر ظل لفترة طويلة لا يمثل مشكلة من الناحية العلمية الطبية ، حتى ظهر مؤخراً تقرير في مجلة PsychologyToday المتخصصة في الأبحاث العلمية الخاصة بالطب النفسي و قد كان العنوان صادم بعض الشئ للأطباء المتخصصين في الصحة الجنسية : حيث كان العنوان : Porn-Induced Sexual Dysfunction: A Growing Problem و ترجمته العربية : الخلل الجنسي الناتج من المواد الإباحية : مشكلة تزداد . و قد تحدثت هذه الدراسة عن احتمالات جديدة تطرحها النتائج البحثية تشير إلى أن الأشخاص المدمنين على مشاهدة الأفلام الإباحية قد ظهر لديهم مشاكل كبيرة في الحصول على انتصاب طبيعي عند عمل علاقة مباشرة مع شخص من الجنس الأخر . و قد تم إرجاع هذه المشكلة بشكل أساسي إلى أن كثرة مشاهدة الأفلام الإباحية جعلت توقعات هؤلاء المشاهدين غير واقعية في العملية الجنسية الطبيعية ، مما جعل وصولهم للاستثارة أثناء العلاقة الحقيقية صعب للغاية . و لكن من حسن الحظ أن هذه الحالة وجدت قابلة للعلاج من خلال الامتناع عن مشاهدة الأفلام الإباحية لعدة أشهر بما يساعد المخ على العودة للوضع الطبيعي مرة أخرى ، و إن كانت هذه المرحلة لا تخلو من بعض الأعراض الشبيهة بالتوقف عن التدخين مثل الأرق و العصبية و فقدان الرغبة الجنسية مؤقتاً . إذن : العادة السرية قد تسبب مشاكل مستقبلية في قدرة الشخص على عمل علاقة جنسية طبيعية ، و ليس ذلك بسبب فعل الاستمناء في حد ذاته ، و لكن بسبب مشاهدة المواد الإباحية بكثرة كأحد لوازم الاستمناء ، و علاج هذه سوف يتطلب عدة أشهر . ثانياً : التحولات النفسية و العصبية المصاحبة للعادة السرية : ممارسة فعل فردي بهدف الحصول على الاستثارة و الإشباع الجنسي يختلف عن العلاقة الجنسية الطبيعية التي تحدث بين طرفين ، لذا فإن ممارسة العادة السرية بإسراف تتسبب في مشكلتين أساسيتين بهذا الخصوص : 1 – الشخص الذي يمارس العادة السرية بكثرة يجد نفسه أثناء العلاقة الزوجية مصاب بتوتر شديد و ربما إحراج لأنه معتاد على أن تحدث العملية الجنسية له بشكل ذاتي دون وجود شريك أخر ، و هذا التوتر قد يؤثر سلبياً قدرة الرجل على الأداء بشكل طبيعي في العلاقة الزوجية ، كما قد يؤثر سلبياً على فشل وصول المرأة لذروة الإشباع الجنسي التي اعتادت الوصول لها بممارسة العادة السرية . 2 – الشخص الذي يمارس العادة السرية يعتاد في كثير من الأحيان على إنهاء الأمر بشكل سريع ، مما يؤدي لحدوث تحولات في المسار العصبي الطبيعي لعملية الاستثارة الجنسية ، و هذا ما ينتج عنه مع الوقت و الإسراف في ممارسة الاستمناء بهذه الطريقة مشكلة القذف السريع . أذن : العادة السرية تسبب اضطراب في التهيؤ النفسي و العصبي للشخص عندما يحين وقت العلاقة الزوجية الطبيعية ، و يتمثل ذلك بشكل أساسي في التوتر و الشد العصبي أثناء العلاقة الزوجية بجانب سرعة القذف . و هكذا يتضح لنا كيف أن نظرة أوسع تكشف الأضرار الحقيقة للعادة السرية .
reference dailymedicalinfo.com