أطباء الجلدية بين علم الأمراض الجلدية وعلم التجميل/د. ابراهيم مسك

JMDعلى اثر انعقاد المؤتمر الرابع للأمراض الجلديه والتناسليه في عمان سنة 2004 كتبت مقالا تحت عنوان(الجديد والخوف من وعلى الجيل الجديد)عن مشاهداتي في المؤتمر وتوجه الجيل الجديد من الشباب الاطباء في هذا الاختصاص اللحاق بالتطورات السريعه بالاجهزه الطبيه المعروضه من قبل شركات التي اغلبها تجميليه للجلد

ابتداء من الصنفره الى ازالة الشعر الى حقن الجلد في اماكن مختلفه عبر ابر لمواد متعدده لا يُعرف مضاعفاتها المستقبليه نظرا لما تدرّه هذه الاجراءات في العيادات الجديده او مراكز التجميل التي انتشرت في اماكن مختلفه في الأردن ومن قبل أُناس ليس لديهم اي شهادات تُذكر بممارسة هذه الاجراءات.

 

فمثلا ازالة شعرتين من وجه شاب او شابه او حقن ابره تحت الجلد تُدر دخلاً يزيد عن الكشف على عشرة مرضى او متابعة مريض داخل مستشفى لمدة اسبوعين, اذا لماذا التعب والغوص في قراءة المراجع الطبيه لمعرفة مرض يستدعي الرجوع الى الكتب والمتابعة ما دامت هذه الاجراءات توفر الدخل المطلوب ويزيد , وبعد خمس سنوات من تاريخ نشري للمقال لاحظت ما توقعته في حينه على أثر انعقاد المؤتمر السابع للأمراض الجلديه في عمّان وبحضور مجموعه من كبار الأطباء والعلماء على المستوى العالمي واذكر منهم البروفيسور Lotti رئيس الاكاديميه العالميه والايطاليه و رئيس جامعة فلورنس في ايطاليا لإلقاء محاضراته عن اخر ما توصل اليه العلم وهذا يُحسب للجمعيه وبنفس الوقت تم عرض مجموعه من الاجهزه الجديده التجميليه حيث كان هنالك صالتين احداهما للمحاضرات العلميه والاخرى لعرض الاجهزه , واثناء محاضرة البروفيسور Lotti لم يتجاوز عدد الاطباء الحضور عدد اصابع اليد وقليل جدا من الشباب الاطباء بينما كانت صالة عرض الاجهزه مزدحمه ولا مكان لموطئ قدم نظرا للإقبال الشديد على هذا الفرع التجميلي المربح ماديا, وخوفي هنا اذا استمر الحال على هذا المنوال ومع مرور السنين في المستقبل لن نجد طبيب يعالج طفل اذا تعرض لمرض جلدي يحتاج الى إلمام بالعلم لمعالجته.

لأن طبيب الجلدية هو بداية طبيب باطني يشخص امراض ويعالجها يركض وراء تحصيل العلم للمعرفه الطبيه كما كان في السابق والأن هذا لم يجدي نفعا ولم يُطعم خبزا وكما هو حاصل في صالونات التجميل والعيادات التجميليه ترى عليها الازدحام اكثر من غيرها, ولماذا تعب الرأس والغوص في المراجع الطبيه قد يقول قائل لماذا هذا التشاؤم ؟ انني مع كل جديد في العلم والطب ومع كل مرجع طبي ومع كل مقاله علميه جديده لكن هذا هو الواقع ولا نخفي الطرف عما هو حاصل الان وكل ما انقله هو مشاهدات من المؤتمرات وليس ضربا من الخيال وبنفس الوقت بيننا من الشباب والشابات من نفتخر بهم وبعلمهم سواء في مدينة الحسين الطبيه او في الجامعه الاردنيه يجارون العلم بشقّيه وقد شاهدت ذلك في المؤتمر الاخير حيث قدمو محاضرات علميه على مستوى عالٍ نفتخر بهم وهم قلة للأسف . وهذا جرس إنذار نعلقه قبل فوات الأوان  .

د/ابراهيم   مسك

مستشار أمراض جلدية و تناسلية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الانتقال لصفحة الدكتور ابراهيم مسك

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل