طفلي صائم / اخصائية التغذية ميسر مقبل

JMD قد يقلق بعض الأمهات على صحة أطفالهم الذين يبدون حماسة تجاه محاولات الصيام في رمضان، أسوة بوالديهم و أشقائهم الكبار، فتراهم قد عزموا أمرهم على الصيام على الرغم من صغر أعمارهم، و غضاضة أجسامهم.

 

 

وقد يسمح بعض الآباء والأمهات لأطفالهم بالصيام طوال شهر رمضان ليعتادوا على أداء العبادات، وهذا شيء جيد. و لكننا نود تنبيههم إلى مسائل هامة، متعلقة بأجسام الأطفال الغضة، و التي لا بد من مراعاتها لضمان عدم تأثر صحة الطفل خلال تلك الفترة.

ما هو العمر المناسب للأطفال للبدء بالصيام؟

يختلف الناس في صيام الأطفال في تحديد السن المناسب للصوم و ليس هناك فيما أعلم سن محددة شرعا لهذا الغرض, ولكن ينصح بتعويد الاطفال على الصيام منذ السابعة وأن يكون هذا الصيام بالتدريج . حيث  يمنع الطفل من الطعام والشراب لمدة 3 ساعات من العصر وحتى غروب الشمس ويتم ذلك مرتين فى الاسبوع .

وعند وصول الطفل سن التاسعة يمكن أن يصوم من الصباح وحتى آذان العصر ويكون ذلك يوما بعد يوم , وفى سن العاشرة يدرب الطفل على صيام 3 أيام كل أسبوع صيام كامل حتى المغرب , وفى العام التالى يكون الطفل قادر على صيام الشهر الكريم و الوالدين و بالأخص الأم هي التي تستطيع أن تختار الوقت المناسب لطفلها مراعية في ذلك الأمور التالية :

السن : فلا تجازف في دعوة طفلها إلى ما دون السبع أو العشر
-الصحة: أن تراعي حالته الصحية من حيث القوام و
البنية فقد يكون الطفل في مثل هذا السن ضعيف البنية قليل الصحة و العكس صحيح
- -مراقبة
الطفل طيلة النهار مع توفير الراحة اللازمة له
-و الجميل في ذلك كله عند إتمام
يومه الأول كاملا أن تعد له حفلة عائلية تكون تذكارا بأول صوم ليوم كامل له تخلد ذكراه بالصور و الأناشيد و الأهازيج و يلبس فيه حلة جميلة تزيده فرحا و ابتهاجا ..

ونكون قد قمنا بغرس حب هذه العبادة في نفوس أطفالنا بأفضل الأساليب ، فلا نلزم في غير وقت اللزوم و لا نهمل حتي إذا شب على ترك الصيام كان عليه عسيرا حين يصل سن البلوغ..

هل يؤثر الصيام سلبيا على صحة الطفل؟

يجب أن نعلم بأن قدرة الأطفال الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية - على الصيام - تتفاوت تبعا للعديد من العوامل مثل: بنية الطفل نفسه، و حالته الصحية، و نوع الفصل من السنة الذي جاء فيه رمضان. فصيام رمضان خلال فصل الصيف يترافق و نقص السوائل في أيام الحر، مما قد يعرض الطفل للجفاف. كما أن قدوم رمضان في أيام البرد القارص، يزيد من حاجة الطفل إلى تناول الطعام و الاستعداد للصيام بتناول وجبة سحور جيدة، وذلك نتيجة لارتفاع معدل الاستقلاب في الجسم خلال تلك الفترة بسبب البرد. و تزامن قدوم رمضان مع بدء العام الدراسي، يعرض الطفل لبذل جهد ليس بالقليل خلال ساعات النهار منذ الصباح وحتى الظهيرة.

و يجب انتباه أولياء الأمور لأية علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير عند الطفل مثل ارتجاف الأطراف، أو بدء تأثر إدراكه (الوعي) لما حوله، وهنا يتوجب "تفطير" الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية مثل صدمة نقص السكر.

كما أن علامات إصابة الطفل بالجفاف تشير إلى ضرورة إعطاء الطفل السوائل، و إقناعه بأنه سيستأنف الصيام في اليوم التالي.

متى نمنع ىالطفل من الصيام؟

هناك أطفالاً يعانون أمراضاً مزمنة وهؤلاء لا يحق لهم الدخول في تجربة الصيام إطلاقاً؛ لأن تأثير الصيام عليهم سيكون خطيراً.

و نحذر من السماح للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة (مثل مرضى الربو، و أمراض الكلى المزمنة و التهاباتها المتكررة، التي تحتاج إلى سوائل باستمرار، و أمراض الدم المزمنة مثل التلاسيميا و فقر الدم المنجلي و بعض أمراض الدم الأخرى، و أمراض القلب التي تحتاج إلى علاج بانتظام, و مرض السكري و أمراض أخرى يحددها الطبيب كالأمراض الخبيثة و الأمراض الحادة المفاجئة التي تحتاج إلى علاجات خاصة وكمية سوائل كافية للجسم) كل هؤلاء نحذرهم من الصيام طوال ساعات النهار، إذ قد يصابوا بالجفاف بسبب نقص السوائل، فيؤثر ذلك في حالتهم الصحية.

الاحتياجات الغذائية للطفل الصائم.

يجب تعجيل الافطار للطفل مع تأخير السحور والاكثار من تناول السوائل، مع عدم تقديم أطباق كثيرة للطفل على مائدة الافطار حتى لايصاب بالتخمة وينتابه شعور بالكسل مع الاعتدال فى استهلاك السكريات المركزة, ويجب أن تحتوى وجبة الافطار للطفل على نسبة عالية من الكربوهيدرات (مثل الرز و الخبز و البطاطا) لتزويد جسم الطفل بالطاقة لكى تساعده على التحصيل الدراسى الجيد، وأيضا البروتينات لانها مهمة لبناء عضلات الطفل وتحمية من إصابه بوهن العضلات بعد طول فترة الصيام ويستحب استخدام الدهون غير المشبعة (الزيوت النباتية) فى طعام الطفل .

أما الحلويات فيمكن تقديمها للطفل بعد 4 ساعات من تناول وجبة الافطار ويحبذ وضع المكسرات عليها خصوصا اذا كان الطفل نحيف لانها تحتوى على نسبة عالية من البروتينات والاملاح والفيتامينات.

وأن تكون وجبة السحور غنية بالمواد النشوية حتى تمد الطفل بالطاقة و النشاط فترة النهار، و تحافظ على مستوى السكر في الدم، و تحميه من أعراض الصداع و الإرهاق. كما يجب أن تحتوي على الحليب أو مشتقاته لإعطاء الطفل احتياجاته الأساسية من الكالسيوم .و أيضا يجب أن تحتوي على البيض والفول والسلطة الخضراء بالاضافة الى ملعقتى عسل و يجب الإقلال من المخللات و الأغذية الغنية بالدهون و الحلويات في وجبة السحور، لأنها تزيد من إحساس الطفل بالعطش في الصيام.

عادات ونصائح غذائية للطفل في فترة الصيام.

* يجب أن نذكر بان الصيام يعد فرصة ذهبية للبدء في العادات الغذائية الصحية، و التعود عليها من قبل جميع أفراد الأسرة، وذلك لأنهم يجتمعون على الوجبات الغذائية في وقت واحد، وهنا يأتي دور رب الأسرة في تعليم الأبناء و توعيتهم بخصوص آداب الطعام و الغذاء الصحي، بالإضافة إلى تقليل اعتمادهم على الأغذية السريعة و الجاهزة و المصنعة.

* وجوب تقديم وجبة إفطار متوازنة، تحتوي على النشويات و البروتينات و الدهون غير المعقدة و الفواكه و الخضراوات، بحيث تمنح الطفل كافة احتياجاته الغذائية.

* تشجيع الطفل الصائم على تناول الفواكه، و شرب الماء أو العصائر خلال الفترة ما بين وجبة الإفطار و صلاة التراويح و النوم إلى وقت السحور، لتعويض ما فقده من فيتامينات و سوائل خلال يوم طويل و حافل. ولا مانع من استخدام أقراص الفيتامينات لتوفير احتياجات الطفل من هذه العناصر الهامة إذا كان ذلك ضروريا.

* أما الأطفال المصابين بالسمنة أو ممن يعانون من زيادة في الوزن، فيملكون الفرصة للتقليل من أوزانهم خلال فترة الصيام، ولا يتم ذلك إلا عند التنبه إلى عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار، معوضين بذلك ما فاتهم من الوجبات في وجبة واحدة

* ومن العادات المحببة ما يعرف عندنا في بلاد الشام "بصوم العصفورة" حيث يصوم الطفل من الفجر وحتى آذان الظهر، ليتناول الطعام و الشراب طوال فترة ما قبل العصر، ومن ثم يستكمل الصيام حتى المغرب، و يجتمع مع أفراد العائلة وهو يشعر بأنه قد صام كالكبار، فاستحق على ذلك الجلوس إلى المائدة الرمضانية معهم.

* و ننصح الأمهات بضرورة ضبط نشاط الطفل في أثناء ساعات الصيام، فيقلع تماما عن الأنشطة البدنية العنيفة (مثل الجري و لعب الكرة و غيرها) التي تزيد من إحساسه بالعطش و الجوع نتيجة ازدياد حاجة الجسم إلى الماء و السعرات الحرارية لمواجهة هذا المجهود العضلي الزائد. و التركيز بدلا من ذلك على شغل وقت الطفل بألعاب مسلية، و أنشطة هادئة تعتمد على المجهود العقلي كألعاب الكمبيوتر و القراءة و مشاهدة التليفزيون

* عدم السماح للطفل بصيام الأيام التي لم يتناول في ليلتها طعام السحور، إذ لا بد من الحرص على تناول السحور بحسب ما جاء في السنة النبوية المطهرة، وذلك قبل الفجر، و ليس بتأخير وجبة العشاء، ومن ثم احتسابها سحورا، كما يحدث في بعض الأسر، إذ أن ذلك سيزيد من طول الفترة الزمنية التي يمتنع الطفل خلالها عن الطعام و شرب السوائل، لتصل في بعض الحالات إلى نحو عشرين ساعة، مما قد يتسبب بإجهاد الطفل و تأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف، أو نقص حاد في مستوى السكر.

* عدم السماح للطفل الذي يقل عمره عن عشرة أعوام بصيام شهر رمضان كاملا، فالهدف من السماح للأطفال بالصيام هو التدرج معهم ليعتادوا على أداء الفروض و القيام بالعبادات وليس إسقاط الفريضة، لأن بعض الاطفال قد لا يجدون في أنفسهم القدرة على القيام بهذا الأمر، إلا أنهم يصرون على استكمال الصيام كنوع من الغيرة و التقليد، و حتى لا ينعتهم أقرانهم و إخوانهم الأكبر منهم بأنهم من "المفطرين". لذا لا بد من توجيههم بشكل سليم، و السماح لهم بصيام بعض أجزاء اليوم، أو بعض أيام الشهر.

* وأخيرا، وحتى نحقق الطريقة المثلى لتناول طعام الإفطار بالنسبة للطفل الصائم، فإننا ننصح بالتدرج في تقديم الأطباق له، وهذا ينطبق على الصغار و الكبار، ولكنه في الصغار أكيد، ولا يجوز تركه ليقوم بتناول كامل الوجبة دفعة واحدة، فقد ينتهي ذلك بتعرضه لاضطرابات معوية.

الانتقال لصفحة اخصائية التغذية ميسر مقبل

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل