تجمع السائل الليمفاوي في الطرف العلوي / د. يوسف سرحان

JMD تجمع السائل الليمفاوي في الطرف العلوي

(Lymphedema)

يعد هذا أحد المضاعفات الشائعة بعد معالجة سرطان الثدي بواسطة الجراحة و/أو الاشعة العلاجية  وهو يصيب حوالي خمسة ملايين مريضة في الولايات المتحده الامريكية وحدها . ويحدث نتيجة إصابة الجهاز الليمفاوي في الطرف العلوي مما يجعله غير قادر على إمتصاص وتصريف السائل الليمفاوي الغني بالبروتين والماء وخلايا الدم والبلازما ،

مما يؤدي إلى تجمع السائل داخل الانسجة فيزيد حجم الطرف وتتليف الانسجة ويحدث مضاعفات عصبية وزيادة في معدل العدوى بالالتهابات والإنتانات إذا لم تتم تشخيصها ومعالجتها في مراحلها الأولى علماً بأن ظهور هذه الحالة تلون بعد العلاج مباشرة أو قد تتأخر سنوات عديده.

الاســـــــــــبـــــــــــاب :

تنقسم إلى سببين رئيسيين هما :

1- أسباب أولية   : نتيجة أسباب خلقية ووراثية ( وهي ليست موضوع هذه المقالة )

2- أسباب ثانوية  : نتيجة جراحة أو أشعة أو إصابة أو التهابات أو ضغط على الجهاز الليمفاوي من السرطان نفسة .  ويعتبر علاج سرطان الثدي بالجراحة أو الاشعة العلاجية أو كلاهما من أهم الاسباب المعروفة لهذا النوع من تجمع السائل الليمفاوي .

درجـــة الـــشـــدّة :

هناك أكثر من طريقة لتحديد شدة المرض ولكن بصفة عامة تنقسم إلى ثلاث درجات هي :

1- الدرجة صفر  :  ويكون هناك فقط شعور المريضة بثقل في الذراع ولكن لايوجد فرق واضح في

الحجم وهذه المرحلة هي أفضل وقت لتطبيق إجراءات الوقاية .

2- الدرجة الاولى : وهي الدرجة التي يعطي فيها العلاج نتائج جيده حيث أن التورم بسيط والانسجة  رخوة ولايوجد تليّف في الانسجة ، وتتميز بأن رفع الذراع إلى الأعلى لمدة طويلة يؤدي إلى إختفاء التورم كاملاً بصورة مؤقته .

3- الدرجة الثانية  : وهي الدرجة التي لايمكن أن تؤدي رفع الذراع إلى الأعلى ألى إختفاء التورم حيث هناك تليّف  في الأنسجة وفي هذه الدرجة يكون الطرف معرضاً للاصابة والعدوى بالالتهابات الجرثومية والمضاعفات بشكل كبير وإن كان العلاج مايزال قادراً  على تحسين الوضع وتقليل المضاعفات .

العوامل التي تزيد من إحتمالية حدوث تجمع السائل :

- الجراحة التي تشمل منطقة الإبط لأستئصال الغدد الليمفاوية

- الأشعة العلاجية لمنطقة الأبط

- الوزن الزائد للمريضة والسمنة

- العمر  : حيث وجد أن المريضات من الاعمار الأقل من 60 عاماً معرضات للأصابة بدرجة أكبر من المريضات الأكبر من 60 عاماً

- إلتهاب الجرح بعد الجراحة وتأخر شفائه

- المجهود العضلي : مع أن الجهد العضلي الشديد الذي يصل إلى حد إرهاق العضلات يعتبر من أسباب زيادة الاصابة إلا ان دراسات عديده أثبتت أن التمارين الرياضية العلاجية خفيفة ومتدرجة الشدّه هي من أسباب الوقاية من الاصابة .

التشخيص والتقييم :

تشخص الحالة بسهولة عن طريق شعور المريضة بثقل في الذراع وزيادة في الحجم ويمكن تقييم درجة زيادة الحجم بعدّة طرق بأخذ قياسات للطرفين العلويين على نقاط محدده حيث تعتبر الحالة صحيحة إذا كان فرق الحجم أكثر من 2سم أو أكثر من 10% من محيط الذراع عند نقطة القياس مقارنة مع الطرف السليم. ولكن من المهم جداً أن يتم التأكد من عدم وجود أسباب أخرى لزيادة الحجم مثل جلطات الاوعية الدموية أو الالتهابات الجرثومية أو عودة الإصابة بالسرطان .

العلاج :

أفضل العلاج في هذه الحالة هو الوقاية . وأفضل الوقاية هو الذي يبدأ قبل العملية الجراحية حيث من المهم تثقيف المريض عن هذه المضاعفات المحتملة وطرق التعامل معها قبل حدوثها ومبكراً عند حدوثها .

وحيث أن الذراع معرضة للأصابة والعدوى بدرجة عالية فمن المهم جداً أخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من هذه الاحتمالية وذلك بعدم لبس أي ملابس ضيقة أو لبس المجوهرات والخواتم والساعة في الطرف المصاب . وعدم التعرض للحرارة أو البرودة الشديده ولبس القفازات الواقية عند أستعمال اليد ، ووضع الكريمات الواقية من الشمس ولسع الحشرات والمرطبة للجلد . وكذلك التنبيه على الطاقم الطبي والتمريض بعدم أخذ عينات الدم أو قياس الضغط من الطرف المصاب .

كذلك هناك احتياطي إضافي خاص وهو أنه عند السفر بالطائرة يجب لبس المشد الواقي وذلك لأن اختلاف الضغط الجوي داخل كابينة الطائرة قد يسبب ظهور التورم أو زيادته . كذلك من طرق الوقاية الناجحة ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المتدرجة .

أما العلاج عند حدوث هذه المضاعفة فيكون بمراجعة أختصاصي له دراية جيده في مثل هذه الحالات ومركزاً للتأهيل والعلاج الطبيعي له خبره في التعامل مع هذه الحالات لكون العلاج له خصوصية .

وينقسم العلاج إلى مرحلتين :

1- مرحلة العلاج المكثف : وتستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حيث يفضل أن تكون الجلسات يومية وتتكون من أربعة إجراءات علاجية وتسمى ( العلاج المتكامل ) وهي :

- العناية بالجلد والأظافر

- المساج الليمفاوي اليدوي

- الأربطة وأجهزة الشفط والضغط

- التمارين العلاجية المتخصصة

ولعمل هذا العلاج تحتاج المعالجة الطبيعية أن تكون قد تدربت تدريباً خاصاً على هذا النوع من العلاج وفريق طبي قادر على الأشراف وتحديد الحالات التي تنطبق عليها شروط العلاج . وهذه الطريقة قادره على تقليل حجم التورم بنسبة تصل إلى 60% .

2- مرحلة المحافظة على التحسن :

عند وصول حجم الطرف المصاب إلى درجة تحسن ثابتة تبدأ مرحلة المحافظة على التحسن وهذا يتطلب برنامجاً يومياً من التمارين والارشادات البيتية التي تستمر طيلة العمر حيث من المعروف والثابث أن الاهمال في اتباع ذلك يؤدي إلى عودة التورم . ولهذا تنصح المريضة أن تحافظ على مراجعاتها الدورية مع فريقها الطبي المعالج لمراقبة حالتها والتدخل عند الحاجة .

وبصفة عامة لايوجد أدوية لها مفعول إيجابي مثبت كما أن دور الجراحة في العلاج محدود جداً وفي حالات قليلة معينة وتجرى في مراكز متخصصة . كذلك هناك بعض الطرق الواعده في العلاج مثل أستعمال الاوكسجين المضغوط وأنواع من العلاج بالليزر ولكن ماتزال الدراسات والنتائج أولية في هذا المجال .

في النهاية من المهم جداً أن تتفهم المريضة أهمية الوقاية من الأصابة وسرعة العلاج عند الأصابة والمثابره في المحافظة على التحسن لما لهذا من أثار أيجابية على المستوى الجسدي والجمالي والنفسي ونوعية الحياه .

الدكــتــور يـوســف ســرحـان

أسـتشـاري الـطـب الـطبيـعـي والـتـأهـيـل

أسـتشـاري جـراحـة الـعـظـام والـمـفـاصـل

مـدير الـمركز الـدولي لـلـطب الـطبيعي والتأهيل

مـــــستـــشــفى أبــن الــهــيــثــم

 

الانتقال لصفحة المركز الدولي للطب الطبيعي والتأهيل

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل