تفسير الأحلام بين الوهم والحقيقة/بقلم الدكتور ايمن

JMD أن تعبير الرؤيا من أشرف العلوم التي يجب أن ينبري لها طلاب علم أكفاء وأصحاب فكر وورع وعفة ونفوس صادقة تقية مخلصة لا تبيع دنياها بعرض من الدنيا فلا يجوز فيها الكذب ولا التحريف ولا المجاملة والتزيف ولما أنتشر ذلك واستشرى بالمجتمعات أصاب الناس يأس من المعبرين وعزفوا عنهم ولم ولجأوا إلى أهل العلم وطلابه

 من أهل الصلاح والورع  ليكونوا لهم منارة ووتركا لما يروجه أهل الباطل من أوهام وأباطيل فيتخلصلوا من ذلك التلفيق والأكاذيب التي يرددها  كثيرا من الأدعياء الذين ينسبون أنفسهم لأهل العلم ولا سيما علم التعبير ومما آذاني ما سمعته من البعض أن ليس لهذا العلم أصلا وذلك سبب عدم تأصيله من السلف الصالح وأنه رجم من الغيب وما تعبير الرؤيا إلا وسيلة من وسائل النصب والإحتيال واكل مال الناس بالباطل ونعذر الكثير منهم بعدما رأينا الإنتشار الواسع في الفضائيات وغيرها من وسائل الأعلام لمن يسم نفسه بالقدرة على التفسير وهو لا يعرف كيف يقرأ كتاب الله قراءة صحيحا بغير لحن جلي بل ولا خفي فأنى يكون له باعا في ذلك وهو عالة على طلاب العلم.

ولقد كانت الرؤيا ولا زالت في العصور المتقدمة والمتأخرة موضع جد واهتمام لدى أصحابها

وإذا نظرت إلى القرآن وجدت أن الله تعالى قد قص فيه شيئاً من ذلك وكأنه سبحانه يدعونا إلى الاهتمام بها وبتعبيرها.

قال الله تعالى في سورة يوسف: ( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ).

قال الإمام الطبري رحمه الله:

يقول تعالى ذكره: قال الملأ الذين سألهم ملك مصر عن تعبير رؤيا: رؤياك هذه (أَضْغَاثُ أَحْلامٍ) يعنون أنها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها.

وهي جمع ضغث و (الضغث) أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المختلطة التي لا تأويل لها و (الأحلام) جمع (حلم) وهو ما لم يصدق من الرؤيا (تفسير الطبري 16/118)

وقال ابن كثير رحمه الله:

( أَضْغَاثُ أَحْلامٍ ) أي أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه ( وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ).

أي لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة تأويلها وهو تعبيره (تفسير ابن كثير 2/480).

كما أكد هذه الأهمية حرص النبي صلى الله عليه وسلم بتأويل الرؤيا وأهتم بها فكان إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه بوجهه فقال: (هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا) رواه البخاري 12/457

أو قال: (من رأى منكم رؤيا فليقصها أعبرها له) رواه مسلم 35/15

وهذا الحرص منه مع نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم أن دل يدل على أهمية تعبير الرؤيا في زماننا لانقطاع الوحي ولحاجتنا للمبشرات .

قال أبو الدرداء رضي الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن قول الله عز وجل {لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة} يونس/64

قال صلى الله عليه وسلم:(ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت, هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له ) رواه الترمذي وصححه الألباني 1845

وقال صلى الله عليه وسلم :(إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب) متفق عليه.

.(رسالة القواعد الحسنى ص4 د/عبد الله بن محمد السدحان بتصرف)

 

ولكن ينبغي علينا هنا أن نشير إلى فقر المعبرين مع حاجات الناس لما في البشرى من نذر ووعظ وبشارات  حيث نرى أن الجهل يسود من يقوم بذلك وقل من نجده له الخبرة الكافية والدراية بالتعبير حيث يستخدم عبارات قصيرة محفوظة لا تروي عطش الظمأى ولا تهدي الحيارى وتهدأ من روع الخائفين مما صرف كثير من الناس عن تعبيرها وآيس من الثقة بمن يقوم بها.

وقد استعرضت من هذا الكثير وغيرها مما سيأتي ذكره بموضعه من كتابي دلالة الأنام على ما يفسر به الأحلام والذي سيصدر قريبا إن شاء الله تعالى .

 بقلم اليسد: د أيمن أحمد عبد العزيز

خبير في علاج الطب الصيني و العلاج في القران وطب الاعشاب

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل