متلازمة تكيس المبايض / د. نزيه الكيالي

 

متلازمة تكيس المبايض  

هو إضطراب في وظيفة المبايض  يؤدي إلى  الأعراض التالية :

-  إضطراب الدورة الشهرية والذي قد يأخد عدة صور قد  تتراوح  ما بين  الإنقطاع أو أن تأتي الدورة شحيحة كل بضعة أشهر .

-  عدم الإنجاب أو الصعوبة في الإنجاب .

-  إضطراب في الهرمونات المنظمة لعمل وظائف الجسم .

- السمنة وزيادة الوزن الغير طبيعية  مع صعوبة التخلص من هذه الزيادة .

- نمو غير طبيعي للشعر في أماكن متفرقة من الجسم وتساقطه من على الرأس .

  

- ظهور حب الشباب على الوجه والجسم  .                                                                                                    

 

* هذه الحالة قد يكون لها انعكاساتها ومضاعفاتها على الصحة على المدى البعيد ، و الأعراض هذه قد تتفاوت وقد تختلف من حالة لأخرى وقد تجتمع كلها أو بعضها  .

* أسباب حدوث التكيس

غير معروف على وجه التحديد وعادة تتكرر بين أفراد العائلة الواحدة

الأعراض تنشأ بسبب عدم توازن الهرمونات النظمة للدورة الشهرية ، التي تفرزها الغدة النخامية والتي يبدأ تأثيرها أعتبارآ من سن البلوغ  وهذا  يؤدي لتكوين حويصلات أسفل قشرة المبيض وتحيط في المبيض كالعقد في الرقبة .

النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة يكن لديهن منسوب أعلى من الطبيعي من الهرمونات الذكرية ( الأندروجين ) و أيضآ إرتفاع في منسوب هرمون ( الإنسولين ) المنظم لمنسوب السكر في الجسم بسبب مقاومة الجسم لهرمون الانسولين وضعف الإستجابة له .

هذا المنسوب المرتفع لهرمون ( ألإنسولين ) يؤدي لزيادة الوزن  ،  إضطراب الدورة الشهرية إرتفاع مستوى الهرمون الذكري وتأخر الإنجاب أو عدم القدرة على الإنجاب .

 

كيف يتم تشخيص هذه الحالة ؟

بداية من السيرة المرضية والإستفسار عن الأعراض السالفة الذكر ثم  بالفحص السريري حيث يبين وجود السمنة والزيادة  في  كتلة الجسم ، وجود حب الشباب ونمو غير طبيعي  للشعر في أماكن متفرقة من الجسم وربما إرتفاع في ضغط الدم الشرياني .

الفحوصات المخبرية قد تبين عدم توازن في الهرمونات وهذه الفحوصات يجب أن تجري في اليوم الثاني أو الثالث لنزول الدورة وقد تبين أيضآ إرتفاع منسوب السكر وكذلك  ارتفاع منسوب الدهنيات والكوليسترول

فحص الأمواج الصوتية – السونار حيث يظهر وجود التكيسات في المبايض بالإضافة الى تضخم المبايض .

           

                                                

طرق العلاج :

بداية على المريضة التي تعاني من هذه الحالة أن تتبع نظام حياة صحي بمعنى أن تزاول  الرياضة يوميآ بمعدل 30 دقيقة يوميآ .

كذلك تتبع نظام غذائي صحي بالإمتناع عن الحلويات والسكريات و الإقلاع من النشويات والدهنيات والإكثار من الخضار والفواكة.

 في كثير من الأحيان إنقاص الوزن  وأن تصبح كتلة الجسم أقرب إلى الطبيعي يؤدي إلى تحسن كثيرآ من الأعراض بما فيها  إنتظام الدورة  ، ويخفض من منسوب الأنسولين بحيث يسمح بحصول الإباضة طبيعي وبدون اللجوء للعقاقير .

استعمال الأدوية :

الخيارات هنا عديدة وتحددها طبيعة المشكلة التي نريد التعامل معها .

إن كانت المشكلة هي في عدم إنتظام الدورة الشهرية نلجأ لإعطاء حبوب ( البروجسترون ) لمدة أسبوع كل شهر حيث أن المرضى  في هذه الحالة يكونوا فقط تحت تأثير هرمون ( الإستتروجين ) بسبب عدم حصول الإباضه المنتظمة .

تجدر الإشارة هنا بأنه لا ضرورة الإستعمال هذه الحبوب شهريآ إذ لا ضرر من تأخر الدورة شهرين أو ثلاثة ولكن الضرر قد ينشأ  إن كان التأخير أكثر من ذلك ومستمر فهذا ينتج عنه سماكة كبيرة  لبطانة الرحم وحصول هذا على مدى سنين طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات جسيمة على الأقل علينا أن نعمل على أن يكون هنالك على الأفل ثلاث دورات في السنة ، أيضآ إستعمال حبوب منع الحمل لهذا الغرض هو خيار جيد .

أما بالنسبة للمرأة المتزوجة التي ترغب في الحمل فنلجأ لإعطاء عقاقير منشطة للإباضة والخيارات  هنا متعددة حسب طبيعة الحالة وخصوصيتها ، بالإضافة  لذلك ننصح المرضى باستعمال علاج منظم السكر ( جلوكوفاج )  فله فوائد عدة في هذه الحالات إذ أنه ينظم منسوب السكر وكذلك الإنسولين وبالتالي يساعد على انتظام الإباضة وكذلك الدورة الشهرية .

عملية التثقيب :

تجري هذه العملية من خلال المنظار حيث يتم بواسطة الكي إجراء ثقوب محدودة في قشرة المبيض .                                                       ينتج عن هذه العملية حصول إباضة طبيعية في أغلب الأحوال وتوازن في الهرمونات وتزداد وتتحسن الإستجابة لعقاقير تنشيط  الإباضة ،

 هذا الإجراء له محاذيره وأيضآ مخاطره وإن كانت محدوده وبالتالي يتم اللجوء لهذا الإجراء في حالات محدوده ووفق مواصفات معينة .

هل هنالك مضاعفات ومخاطر لتكيس المبايض على المدى البعيد ؟

نعم ، هنالك إحتمال لحصول مضاعفات على المدى البعيد خاصة إن لم تلتزم المريضة بمنهج صحي في حياتها وتغذيتها وتحافظ على وزنها هذه الحالة سوف تكون معرض للإصابة بمرض السكري والنسبة هنا حوالي 20% خاصة  إن كان لها أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض السكري وكانت تعاني من السمنة المفرطة كذلك تكون في هذه الحالة معرضه للإصابة بمرض إرتفاع ضغط الدم الشرياني أما بالنسبة لخطر الإصابة بمرض سرطان الرحم ، فقد يصيب نسبة بسيطة من النساء فوق سر الأربعين وبالذات عندما تكون الدورة الشهرية تحدث كل بضعة أشهر وخاصة أقل من ثلاث دورات في السنة وتستمر هكذا لسنوات طويلة ؛ والسبب في ذلك أن بطانة الرحم تكون فقط تحت تأثير هرمون الإستروجين بدون البروجستيرون .

أخيرآ أود أن أطمئن الآنسات والسيدات الذين يعانين من متلازمة تكيس المبايض أن نسبة الإصابة بهذه المضاعفات ضئيلة ومحدودة ويمكن تلافيها وتجنبها تمامآ بإتباع نمط حياة صحي في كافة المجالات والمحافظة على الوزن  ضمن الحدود الطبيعية للجسم بأن تكون كتلة الجسم  (BMI) دون الثلاثين .

هل يوجد شفاء أو علاج شافي لهذه الحالة ؟

مع الأسف لا يوجد علاج شافي وهذه الحالة تستمر مدى الحياة إنما تختلف أعراضها من حيث الشده أو النوعية  بين مرحلة  و أخرى من حياة المرأه ، إن استعمال الأدوية في هذه الحالة هو فقط للتعامل مع أعراض التكيس في حينة والتقليل من إنعكاساتها على الصحة العامة أود التأكيد هنا أن إتباع أسلوب حياة صحي من حيث  التغذية ومزاولة الرياضة بانتظام والحد من زيادة الوزن في كثير من الأحيان يغنينا عن  استعمال الأدوية  ، وكثير من النساء استطعن التحكم بكافة الأعراض الناشئة عن التكيس وكافة المضاعفات التي قد تنشأ عنه با للجوء لهذه الوسائل ودون استعمال أية أدوية ، حتى إن أدى الأمر لإستخدام أية أدوية فهي لن تغني عن إتباع أسلوب الحياة الصحي .

د. نزيه الكيالي

استشاري جراحة أمراض النسائية والتوليد والعقم

 

الانتقال لصفحة الدكتور نزيه الكيالي

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل