قال باحثون بريطانيون إنهم استخدموا تقنية جديدة لتعديل الجينات كأداة لتعطيل عمل أحد الجينات في أجنة عمرها بضعة أيام، لاختبار قدرة هذا الأسلوب على فك شفرة وظائف جينية مهمة في النمو الإنساني المبكر.
واعتمد الباحثون في الدراسة التي نشروا نتائجها في دورية "نيتشر" (Nature) العلمية على تقنية تدعى "كريسبر- كاس 9" تعمل مثل مقص للجزيئات يتيح التخلص من الأجزاء غير المرغوب فيها من الطاقم الجيني البشري الكامل "الجينوم" لتحل محلها أجزاء جديدة من الحمض النووي الوراثي.
وقرر فريق البحث البريطاني استخدام التقنية لتعطيل إنتاج أحد الجينات الرئيسية لبروتين يسمى "أو. سي. تي4" الذي يصبح نشطا في الأيام الأولى لنمو الجنين البشري.
وأمضى العلماء أكثر من عام في تحسين التقنيات المختلفة باستخدام أجنة الفئران وخلايا جذعية من أجنة بشرية في المختبرات قبل بدء العمل على الأجنة البشرية. وأوضح الباحثون البريطانيون أن تجاربهم ستزيد فهم الطبيعة البيولوجية للنمو الإنساني المبكر.
يذكر أن محاولات عدة أجريت سابقا لاستخدام تقنية "كريسبر-كاس 9" لإصلاح العيوب الجينية، منها البحوث التي قامت بها فرق في الصين عام 2015 لإصلاح العيوب الجينية التي تسبب أمراض الدم.
لكن تلك البحوث لم تتمكن من إصلاح كافة الخلايا المصابة، لذا كانت الأجنة التي عولجت عبارة عن خليط من الخلايا المريضة والسليمة، كما أدت تلك البحوث إلى حصول طفرات في التسلسل الجيني.
وفي أبريل/نيسان الماضي استخدم فريق بحث دولي من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذه التقنية لتعديل جينات لأجنة بشرية بهدف تصحيح طفرة مسببة للأمراض، مما يحول دون انتقال مرض قلبي مميت وتوريثه إلى الأجيال المقبلة.
ورأى فريق البحث الدولي أن هذا الإنجاز يفتح الباب لإمكانية منع توريث عشرات الآلاف من الأمراض من جيل إلى جيل مثل سرطان الثدي والتليف الكيسي الذي يصيب العديد من أعضاء الجسم كالرئتين والجهاز الهضمي وغيرها.
reference:aljazeera.net