JMD قامت أسرة الدليل الشافي للطب والعلاج في الأردن بزيارة الى مركز أوكسي كير، هذا المركز الرائد في علاج اضطرابات التوحد لدى الأطفال، وقد التقينا بالدكتور أيمن المومني المدير الإداري لعيادة أوكسي كير لعلاج التوحد وأجرينا معه الحوار التالي:
بداية دكتور أيمن نرجو أن تعطينا نبذة عن المركز والعاملين به ؟
تأسست عيادة أوكسي كير عام 2009 في عمان/الأردن لغايات تقديم الخدمات الطبية العلاجية للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد (أطياف التوحد). تعتبر عيادة أوكسي كير أكبر تجمع في الشرق الأوسط لزملاء جمعية "دان" الأمريكية لعلاج التوحد، حيث يضم ثلاثة من زملاء الجمعية من بينهم طبيب ودكتور في علم الأدوية، حيث يعمل جميعهم كفريق واحد للإشراف على جميع الأطفال الذين يتم علاجهم لدينا، وذلك لإيماننا بأن بروتوكول "دان" هو بروتوكول علاجي متكامل يشتمل على العلاج بالأوكسجين المضغوط بالاضافة الى العلاجات والمكملات الغذائية والحمية الغذائية مما يستوجب اشراف طبي متكامل.
كيفك يمكنك أن تعرف مرض التوحد ؟
التوحد هو اضطراب نمائي يؤثر على قدرة الطفل على التواصل اللغوي والاجتماعي بالاضافة الى تأخر في اكتساب بعض المهارات. هناك عدد من الاضرابات التي يمكن شمولها تحت مظلة طيف التوحد، مثل التأخر النمائي وفرط النشاط والتوحد ومتلازمة أسبرجر. هذه الاضطرابات هي ليست تخلفاً عقلياً، كما أنها ليست مصحوبه بأي نوع من التشوهات الخلقية أو الإعاقات الجسدية. كما أنه لايمكن اعطاء وصف عام ينطبق على جميع أنواع اضطرابات طيف التوحد بما يتعلق بالأعراض.
هل يمكن تشخيص مريض التوحد ؟
نعم يمكن تشخيصة سريرياً بناءاً على الأعراض التي يعاني منها الطفل. كما يمكن اجراء العديد من الفحوصات المخبرية التي تبين مسارات التمثيل الغذائي التي يمكن أن تكون قد تأثرت نتيجة الاصابة بالمرض أو التي تؤدي الى ظهور بعض الأعراض المصاحبه له.
هل مرض التوحد أصبح ظاهرة ؟ "لماذا لم نسمع عنه من قبل "
نعم، لقد اصبحت هذه الاضطرابات ظاهرة عامة وعلى مستوى العالم. يجدر الذكر هنا أن نسبة الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات قد تجاوز 1% عند الأطفال الذكور (أي طفل من بين كل 100 طفل) و 0.25% عند الاناث (أي طفلة من بين كل 400 طفلة). اما بالنسبة لموضوع الكشف عنه فيعزى ذلك الى الانتشار الاوسع لهذا النوع من الاضطرابات وتطور أساليب تشخيصه والكشف عنه.
هل طفل التوحد يقارن بالأطفال العاديين ؟
يمكن للغالبية من الأطفال الذين يعانون من أطياف التوحد أن يعيشوا حياة شبه طبيعية في حال أنهم خضعوا للعلاج الطبي والتأهيلي اللازمين. حيث أن، وكما ذكرت سابقاً، هذه الاضطرابات لا تسبب تخلفاً عقلياً في الغالبية العظمى من الحالات، كما أنها ليست مصحوبه بأي نوع من التشوهات الخلقية أو الاعاقات الجسدية.
ما هو العلاج بالأوكسجين ؟
أجريت العديد من الأبحاث في السنوات الماضية للبحث عن طرق لعلاج مرض التوحد ، تبين هذه الأبحاث أن مرض التوحد عضوي فسيولوجي، كما تبين الأبحاث أن معظم الأطفال الذين يعانون من التوحد يعانون في ذات الوقت من نقص التروية (نقص الأوكسجين) في بعض مناطق الدماغ، مما ينتج عنه عدم قيامها بواجبها كما يجب وتكون النتيجة ظهور أعراض مثل التأخر بالكلام والتغير في السلوك والتأخر بالمقدرة الاستعابية للطفل وغيرها.
ومن هنا جاءت فكرة العلاج المتكامل الذي يشمل العلاج التأهيلي، ويضم العلاج الطبي العديد من الإجراءات والتي من ضمنها العلاج بالأوكسجين المضغوط (Hyperbaric Oxygen Therapy). والذي يعتمد على ايصال الأوكسجين إلى المناطق الدماغية التي تعاني من نقص في الأوكسجين. وهكذا يمكن تحسين الوضع الوظيفي لهذه الناطق، مما ينتج عنه تحسن الكثير من الأعراض التي قد يعاني منها الطفل المصاب بالتوحد.
ما هي الحميات الغذائية لمريض التوحد ؟
لا يمكن تعميم أي نوع من الحميات الغذائية (مثل حمية الجلاتين والحليب أو حمية الكربوهيدرات) التي يجب أن يخضع لها جميع الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات، ولكن تعتمد نوعية وطبيعة الحمية على الأعراض التي يعاني منها الطفل وعلى نتائج الفحوصات المخبرية.
هل يمكن أن يكون مرض التوحد وراثي ؟
لم يتم لغاية الآن تحديد جين معين أو خلل جيني معين مسئول عن مرض التوحد. لقد أصبح هذا المرض وباءاً عالمياً مما يصعب معه القول بانه مرض وراثي، حيث أنه يصعب أن يكون إنتشار أي مرض وراثي بهذه الطريقه وعلى مستوى العالم وفي جميع الأجناس البشرية.