JMD إن طبيعة المرأة تختلف عن الرجل تماماً، فهي دائماً في حالة تغير نتيجة إرتفاع وإنخفاض الهرمونات الأنثوية، ويتجلى هذا التغير خلال فترة الحمل والولادة، إذ خلال هذه الأشهر تحدث تغيرات في معظم أجهزة الجسم، إن لم يكن في الجسم كله، ومن أهم التغيرات هي في القلب والأوعية الدموية.
فخلال فترة الحمل هناك زيادة مضطردة في الوزن ناتجة في الغالب عن زيادة السوائل، وبرغم ذلك فإن ضغط الدم ينخفض بدل أن يرتفع بسبب التعديل في مستويات هرمونات الحمل التي تؤدي الى توسع الشرايين والأوردة الطرفية، هذه التغيرات بالإضافة الى عوامل أقل أهمية مثل الخوف والقلق الذي يزيد خلال فترة الحمل كلها، وقد تظهر بعض الأعراض الناتجة عن القلب مثل الخفقان او تسارع ضربات القلب، ويكون هذا طبيعياً في الغالب، ولكن من الضروري التأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى تسبب الخفقان، وأهمها عند المرأة الحامل فقر الدم او نقص الأملاح او إرتفاع ضغط الدم او وجود خلل في القلب قد لا يكون مكتشفاً عند المرأه، فيأتي الحمل ليكشف هذا الخلل مثل وجود ثقب بين الأذينيين او البطينيين او وجود تضيق او إرتجاع في صمامات القلب او ضعف في عضلة القلب.
إن مجمل التغيرات خلال الحمل تؤدي الى زيادة تدفق الدم بمعدل 40 الى 50% وزيادة في الحاجة للأوكسجين بنفس النسبة وهذا ما يسبب زيادة في سرعة التنفس وبالتالي قد يؤدي للشعور بضيق التنفس، والشعور بضيق التنفس المتزايد خلال الحمل يستدعي في المرأه الحامل ومن طبيبتها التي تتابع حملها أن تكون أكثر حرصاً، وينصح بالكشف لدى طبيب القلب ولو لمرة واحدة خلال الحمل. وذلك لعمل تخطيط للقلب وصورة صدى القلب لتوضيح وجود أي عيوب في القلب أو أي خلل في الصمامات .
كما ينصح بمتابعة الوزن والحرص على عدم زيادته أكثر من الطبيعي، والتركيز في الغذاء على البروتينات مثل الحليب ومشتقاته، البيض واللحم وكذلك الخضراوات والفواكه والتقليل من النشويات مثل الخبز والأرز وتجنب المشروبات الغازية والمنشطة والتقليل من القهوة والشاي. أيضاً ينصح بالمواظبة على صحة اللثة و الأسنان التي تطرأ عليها تغيرات خلال فترة الحمل قد تؤدي الى التهابها وإصابتها بالجراثيم التي قد تنتقل الى صمامات القلب ويؤدي الى التهابها خاصة إذا كانت هذه الصمامات مصابة بالروماتيزم او التليف سابقاً أو إذا كانت الصمامات صناعية. أيضاً لا بد من عمل فحوصات شاملة للدم والبول تتضمن قوة الدم وعلامات الإلتهاب خاصة إلتهاب البول والغدة الدرقية والسكر ومعالجة و متابعة أي خلل وبدقة خلال الحمل وذلك لسلامة كل من الأم والجنين.
أما عند الولادة فإن إنقباضات الرحم تؤدي للمزيد من الألم والقلق، وهذا قد يزيد العبء على القلب غير السليم مثل المصاب بتضييق الصمام، لذا فقد يكون من المناسب توسيع الصمام التاجي المتضيق بالبالون عن طريق القسطرة خلال أشهر الحمل، وهي طريقة آمنه للأم والجنين معاً. وقد يكون من المناسب جداً للحامل المصابة بالقلب أخذ إبرة الظهر لتخفيف الألام والعبئ على القلب، وتتم الولادة طبيعياً.
أما في بعض الحالات فلا بد من الولادة القيصرية لسلامة الأم والجنين وهذا يكون بقرار مشترك ومدروس من قبل طبيب القلب وطبيب النسائية والتوليد.
د. رائد العوايشة
أخصائي أمراض القلب والشرايين