JMD الـولادة Labour and delivery
* إعداد العقل والجسم لعملية الولادة.
Getting ready physically and mentally for the delivery process
*أعراض بدء الولادة.
Signs of labour
*مراحل الولادة الطبيعية.
Stages of normal labour and delivery
*تخفيف الألم خلال الولادة.
Pain relief in labour
*تحريض الولادة والولادة غير الطبيعية.
Induction of labour, cesarean section and instrumental delivery
*النفاس وفحص ما بعد الولادة.
Puerperium and post partum check up
الولادة عملية مشتركة بين الدماغ والجسم يشارك فيها عقلك كما يشارك فيها جسمك‘ ولكي تتم بيسر وسهولة يجب ان يكون التناغم والإنسجام كاملا بين الطرفين أي العقل والجسم. ومن أجل أن يتحقق هذا الإنسجام لابد أن نتعرف على كيفية عمل كل منهما.
وظائف الدماغ وكيف يؤديها: دماغ الإنسان هو الأكثر والأشد تعقيدا اطلاقا على هذه الأرض. بالمقارنة مع هذا التعقيد فأنه أكثر الكومبيوترات تعقيدا يبدو وكأنه لعبة أطفال. وسوف ترى كيف نستطيع أن نعد هذا الدماغ الرائع والمعقد لعملية الولادة. لكي نتمكن من تحقيق هذا الهدف, دعنا نرى كيف يعمل هذا الدماغ بصورة مبسطة.
ان السطح الخارجي للدماغ يسمى القشرة وهذه المنطقة هي التي تصلها رسائل الإثارة المختلفة من انحاء الجسم ومنها يصدر الدماغ اوامره لمختلف انحاء الجسم او المنطقة الواقعة في مقدمة الدماغ هي الجزء المفكر في الدماغ وفيها تقع الذاكرة وتخزن المعلومات. وفي الدماغ ايضا مراكز متخصصة لكل وظيفته الخاصة. ويتحكم الدماغ في جميع تصرفاتنا وقد يتصرف وفق فكرة معينه او بناء على رسالة تلقاها من الجسم وتتفرع من الدماغ أعصاب لسائر الجسم تحمل الرسائل والاوامر المختلفه من وإلى الدماغ بشكل متواصل ومستمر من كافة أجزاء وأعضاء الجسم كالعيون والأذن والأنف والفم. وكذلك الأعضاء الداخلية. عندما تصل الرسالة من الجسم إلى الدماغ يحلل الدماغ هذه الرسالة ويقرر بعدها طبيعة العمل ورد الفعل ويرسل عبر الأعصاب رسالةالى الأعضاء لكي تؤدي العمل المطلوب ليصل الدماغ في اي لحظة من اللحطات آلاف الرسائل من كافة أعضاء الجسم و الحواس وبذلك يكون على معرفة تامه بأوضاع الجسم. ولكنه في نفس الوقت يقوم بنوع من الإختيار والتصنيف بين هذه الرسائل وبالتالي لكي يستطيع أن يعطي اولويه للمهم والمستعجل من هذه الرسائل ويتعامل معها فورا. بينما الأقل أهمية يكون على دراية به ولكن لا ينصب عليه. ولنأخذ مثلا على ذلك‘ إنك جالسه على كنبة في بيتك تشاهدين فيلما في التلفزيون بكل شغف واهتمام. واثناء المشاهدة يشعر جسمك بعدم الراحة والتعب كأن يؤلمك ظهرك فتجدين أنك غيرت وضع جلوسك بدون تفكير كثير وبدون أن يتأثر تركيزك في متابعة الفيلم. ولنأخذ مثلا آخر‘ أثناء نومك مازالت أذنك تستقبل الأصوات وتبعث بها برسائل الى الدماغ ولكن الدماغ ينحيها جانبا ولا يتعامل معها وتستمرين في نومك بدون إزعاج ولكن هناك أصوات يميز الدماغ أهميتها ويرسل لك رسالة لكي تستيقظي فورا وتتعاملي معها كأن تسمع الأم صوت بكاء طفلها أو أن يكون هنالك صوت غير طبيعي وحالة طارئة.
ولنرى كيف يمكن لقوة التركيز والمقدرة على التمييز والتصنيف عند الدماغ ان تفيدك عند الولادة. لنأخذ مثلا سيدة تجهل كل شي على الولادة وتتوقع أن تكون الولادة عملية مؤلمة.فمثل هذه السيدة عندما تبتدىء معها الولادة تكون في حالة شديدة من الخوف والذعر ويصبح كل تفكيرها وحواسها مركزا على الطلق‘ فتشعر بالألم مع كل طلقة. لقد استبعدت كل المؤثرات والرسائل الأخرى من الجسم وركزت فقط على مؤثر الألم وبالتالي فإن الألم الذي تشعر به شغل كل حيز تفكيرها واهتمامها ولذلك أصبح مبالغاً وشديداً.
ولنأخذ الآن مثلا سيدة أخرى على إطلاع ومعرفة بظروف الولادة انها تعلم بأنها مقدمة على عملا جاد وأن عليها أن تقوم بعمل شاق ولكنها بدل أن تركز وتحصر تفكيرها بالرحم وآلاآم الطلق اختارت أن تركز بالدرجة الأولى على تنفسها خلال الطلق أو على مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب مثلا. فالدماغ في هذه الحالة لا يعطي المؤثرات والرسائل التي تصله من الرحم الأفضلية الأولى أنه يحيط علما بها ولكن بدرجة أقل من المؤثرات الأخرى وبذلك يكون إحساسك بها أقل وليس للدرجة التي تكون فيها شديدة ومؤلمة دون احتمال. فالعقل مشغول والعقل الذي تملأه رسائل وافكار كثيرة يقلل من أهمية الرسائل التي تصله من الرحم ويقلل من أهمية الطلق ويبعد عنه اي تفكير بالألم.
ان الكثير مما تعرفه سيداتنا عن الولادة قد توارثته عبر الأجيال وفي أغلبه غير صحيح ومبني على الخرافة. لقد سمعن ممن سبقتهن بأن الولادة صعبة وان عليها ان تتوقع الآلام والصعاب وبذلك أصبحت الولادة مقرونة بالالم واصبحت كذلك راسخة في اللاشعور بالإضافة الى ذلك فإن الخوف والتوتر يقلل من مقدرة الدماغ على التعامل مع الألم ويصبح الإحساس بالألم شديداً ومبالغاً.
وبالمقابل فإذا كانت السيدة على علم وإطلاع واستقت معلوماتها من مصادرها الصحيحة ولم تترك نفسها فريسة للخوف والمجهول لأنها تعلم بأنه لا بد من الطلق لكي تتم الولادة ولكي ترى جنينها الذي حملته تسعة شهور. فكلما اشتد الطلق كلما توسع عنق الرحم واقتربت اللحظة التي طالما انتظرتها فالطلق اذن مصدر فرح وسعادة لأنه سوف يحقق لها الحلم الذي طالما تاقت إليه, وانه عليها الانتظار لكي تتم الولادة ولكن في هذه الأثناء سوف تشغل نفسها بأمور أخرى بعيدا عن الرحم والطلق. سوف تركز على عملية التنفس فجسمها يقوم بعمل شاق ويحتاج إلى المزيد من الأوكسجين وكذلك طفلها والتنفس العميق سوف يزودها وطفلها بالأوكسجين الذي تحتاجه ومن هنا فإن الدماغ سوف يحجب أي مؤثرات أو رسائل من الرحم تشير إلى الألم ويقلل من أهميتها وبذلك فإن هذه السيدة لن تشعر بأن الولادة معاناة أو أنها مرت بتجربة قاسية ومؤلمة بل على العكس سوف تغمرها السعادة لأنها حققت إنجازاً رائعاً.
عضلات الجسم وكيف تؤدي وظيفتها: خلال الولادة سوف يتوجب عليك أن تستعملي عضلات معينة في جسمك ولذلك فأنه ن المفيد أن تتعرفي كيف تعمل العضلات في الجسم وما هي العضلات التي يتوجب عليك استعمالها وكيف يمكنك أن تستعمليها على أفضل وجه وكيف يمكنك التحكم فيها.
يوجد في جسم الإنسان عضلات تسمى بالعضلات الإرادية وهذه العضلات تكون تحت سيطرة الدماغ يرسل إشارة إلى عضلة معينة وهذه العضلة عندئذ تنقبض وتؤدي العمل الذي يأمرها به وبعد أن تنتهي المهمة تعود هذه العضلة إلى الانبساط أو الاسترخاء فلو وضعت يدك اليمنى على عضد ذراعك الأيسر ثم رفعت ذراعك الأيسر لشعرت بأن عضلة العضد قد انقبضت وسوف يخبرك الدماغ بأن العضد عندك في حالة انقباض ولكنك في نفس الوقت لا تشعرين بأي ألم. فكما ترين فإن الانقباض العضلي لا يصاحبه بالضرورة ألم.
هنالك عضلات أخرى في الجسم لا يمكنك السيطرة عليها وتسمى العضلات غير الإرادية مثل عضلة القلب وكذلك عضلات الأوعية الدموية, وهذه العضلات تتأثر بالانفعالات مثل الخوف والاضطراب فنرى مثلا أن سرعة القلب تزداد في هذه الأحوال أو أنك أصبحت شاحبة اللون لأن عضلة الأوعية الدموية قد انقبضت وسريان الدم قد تأثر. عضلة الأمعاء أيضا مثل آخر على العضلات غير الإرادية وتعمل بانتظام دون أن يكون لك السيطرة عليها ولكن ماذا يحدث إن كنت تعانين من توتر أو قلق. فسوف تشعرين بعسر الهضم ومغص وربما إسهال لأن عضلة الأمعاء في هذه الحالة أصابها تشنج مما ينتج عنه نقص كمية الدم والأوكسجين الذي يصل إليها وبالتالي نتج عنه انقباضها المؤلم الذي شعرت به. فالعضلات إذن بحاجة للأوكسجين لكي تؤدي عملها على الوجه الصحيح. وكلما عملت العضلات اكثر كلما ازدادت حاجتها أكثر إلى الدم والأوكسجين.
فالخوف والتوتر والاضطراب يؤدي إلى نقص الدم والأوكسجين الذي يصل العضلة وبالتالي عندما تنقبض هذه العضلة لكي تؤدي عملها يصبح انقباضها مؤلما وهذا ما قد يحصل لك عند الولادة. فعضلة الرحم لا يصلها ما تحتاجه من الدم والأوكسجين ويصبح انقباضها وتقلصها مؤلما عندما تسيطر عليك مشاعر الخوف والتوتر.
هنالك أمر آخر عليك أن تتعلميه عن عضلات جسمك وهو كيف تستطيعين أن تبسطي العضلة أي تجعليها في وضع الاسترخاء. والعضلات التي تعنينا هنا في موضوع الولادة هي عضلات أسفل الحوض. ولكن عليك أولا أن تتعرفي على هذه العضلات وكيف تجدينها. إن الحوض عند منطقة العضلات يشبه الجردل بدون قاع وبدل القاع يوجد عضلات, هي عضلات أسفل الحوض وهذه العضلات تلعب دورا كبيرا في عملية الولادة. وإذا كانت منقبضة سوف يجد طفلك صعوبة في الخروج. اجلسي على مقعد وقدماك على الأرض. الآن اضغطي ردفيك وفخذيك معا تماما كما لو كان هناك دبوس في الكرسي نخزك فجأة وتريدين النهوض, سوف تشعرين بأن العضلات في أسفل جسمك قد انقبضت بشدة هذه هي عضلات اسفل الحوض. الآن بعد أن تحسستها وتعرفت عليها تعلمي كيف تسيطرين عليها بان تقلصيها وتبسطيها عدة مرات في اليوم.
ولنحاول الآن أن نتعرف على الرحم. انه عبارة عن عضلة كبيرة تشبه الأجاص. ولو تخيلت بالونا منفوخا ولكن ليس بالكامل وبداخله كرة تنس صغيرة ثم بدأت تضغطين على البالون باتجاه فتحته ولنسمي هذا الجزء من البالون برقبة البالون ماذا سيحصل. إن رقبة البالون سوف تتمدد بالهواء وتختفي تدريجيا وبعد ذلك لن يتبقى منها سوى جزء صغير كالحلقة. وإذا ضغطت أكثر من ذلك فسوف تفتح هذه الحلقة وتخرج كرة التنس إلى الخارج. إن هذا المثل يشبه إلى حد بعيد ما يحدث خلال عملية الولادة. فالبالون هو الرحم وعنق البالون هو عنق الرحم وأما كرة التنس فهي الجنين.
ففي بداية الولادة يبدأ عنق الرحم بالتمدد إلى أن يزول تماما مع الرحم ثم يبدأ بالتوسع إلى أن يكتمل ويخرج رأس الجنين من خلاله وعند هذه المرحلة يبدأ الرحم بدفع الجنين إلى الخارج وهنا يبدأ دورك لكي تساعدي في ولادة طفلك, بأن تبدأي بالشد والدفع إلى الأسفل مستعينة بعضلات بطنك والحجاب الحاجز.
الحجاب الحاجز:
عبارة عن عضلة تشبه صفحة كبيرة تفصل ما بين التجويف البطني وتجويف الصدر وهي التي تساعدنا على التنفس, عندما ينخفض الحجاب الحاجز يندفع الهواء إلى الرئتين وعندما يرتفع فأنه يطرد الهواء من الرئتين إلى الخارج. تخيلي انك تنفخين على شمعة على بعد 30 سم أمامك. راقبي تسلسل الأحداث في هذه العملية, سوف تشعرين بان الحجاب الحاجز عندك بدأ بدفع الهواء من رئتيك إلى أن يخرج كل الهواء ثم تبدأ عضلات بطنك بالانقباض. كرري هذه العملية لكي تستوعبي تسلسل الأحداث ثم بعد ذلك كرري هذه العملية وفي نفس الوقت قلصي عضلات اسفل الحوض. عندما تبدأ عضلات بطنك بالانقباض ابسطي عضلات اسفل الحوض. كرري هذا التمرين باستمرار لكي تكتسبي السيطرة الكاملة على انقباض هذه العضلات وانبساطها لأن هذا سوف يساعدك عندما تقرب ساعة الولادة.
الآن وقد عرفنا كيف تعمل عضلات الجسم علينا أن نعرف كيف يمكن أن نساعدها لكي تعمل بكفاءة. أن ذلك يكون بالدرجة الأولى بان نزودها بالكمية الكافية من الأوكسجين وذلك عن طريق التنفس.
إن التنفس العميق مهم جداً وله فوائده العديدة لك ولطفلك:
1. انه يزود طفلك بما يحتاجه من الأوكسجين خلال مراحل الولادة. تذكري بأن الولادة ليست فقط عمل شاق لك وحدك, إنها أيضا كذلك لطفلك. وكلما ازداد الجهد الذي يبذله الإنسان كلما ازدادت حاجته للأوكسجين.
2. التنفس يعطي عضلة الرحم ما تحتاجه من الأوكسجين لكي تؤدي عملها باقتدار وكفاءة وتخفف حدة آلام الطلق.
3. لكي تحافظي على عقلك مشغولا برسالة التنفس وتكون لها الأولوية عمن عداها من رسائل وبالتالي تقل أهمية وقوة الرسائل المنبعثة من الرحم. فيضعف إحساسك وشعورك بآلام الطلق وبالتالي تتمكنين من التحكم والسيطرة على نفسك خلال مراحل الولادة وتحافظين على هدوئك.
خذي نفسا عميقا من خلال الأنف واملئي صدرك بالهواء. اجعلي عضلات بطنك تنقبض أولا ثم الحجاب الحاجز وأخيرا عضلات الصدر. احبسي الهواء في صدرك لثوان ثم أخرجيه من فمك ببطء شديد. ركزي كل تفكيرك وحواسك على عملية التنفس هذه, راقبي صدرك أثناء تنفسك وهو يعلو ويهبط واجعلي تفكيرك محصورا في هذه العملية. واظبي على ممارسة هذا التمرين طوال اشهر الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة لكي يصبح عادة متأصلة عندك تستطيعين أن توظفيها لمصلحتك عند الولادة. أليس هذا كل ما يفعله الواحد منا في الحياة العادية لكي يكبح جماحه ويسيطر على نفسه عندما يستفزه أحد, يأخذ نفسا عميقا وبطيئا. أن ذلك يؤدي الهدف عند الولادة رغم بساطة الفكرة.
لعله من المناسب أن نتذكر مرة ثانية تمرينين آخرين هما على درجة كبيرة من الأهمية:
أولا) تمرين التحكم بعضلات أسفل الحوض:
1. اجلسي على كرسي وقدماك منبسطتان على الأرض أو استلقي على سريرك وضعي مخدة تحت الركبتين.
2. شدي وقلصي عضلات الردفين والفخذين كما شرحت سابقا.
3. الآن ابسطي هذه العضلات وتخيلي بأن رأس طفلك بدأ بالبزوغ إلى الخارج. كرري هذا التمرين عدة مرات يوميا.
ثانيا) تمرين النفخ على الشمعة:
1. بينما أنت مستلقية كما في التمرين السابق, خذي نفسا عميقا, زمي الشفتين وانفخي أمامك وكأنك تريدين أن تطفئي شمعة.
2. راقبي جيدا تسلسل الخطوات عندما تقومين بهذا التمرين, الحجاب الحاجز يتقلص ويخرج الهواء من الصدر, عضلات البطن تنقبض وتنسحب إلى الداخل ثم تشعرين وكأن حوضك قد مال قليلا إلى الأمام.
بعد أن مارست كلا من التمرينين السابقين على حدة. مارسيهما الآن معا ولكن عندما تشعرين بتقلص عضلات البطن وأنت تنفخين الهواء ابسطي عضلات اسفل الحوض في نفس اللحظة. سوف يساعدك هذان التمرينان في ولادة طفلك إلى حد كبير, واظبي على ممارستهما خلال اشهر الحمل.
الولادة الطبيعية:
التحضير لحدث الكبير: لا تدعي الأحداث تفاجئك وتؤخذي على حين غرة. اعدي إلى كل ما تحتاجين إليه قبل موعد ولادتك بأسابيع. وضعي حاجياتك الشخصية التي قد تحتاجين إليها في المستشفى بالإضافة إلى ملابس طفلك في حقيبة صغيرة. اعملي على أن تكون أمورك مرتبة ومنسقة فقد تبدأ عندك الولادة في أي وقت من الليل اوالنهار.
أعراض بدء الولادة:
بدء الولادة يشخص عادة بوجود واحد أو أكثر من العلامات الثلاثة التالية:
1. انقباضات الرحم المنتظمة أو ما يعرف بالطلق: تكون هده الانقباضات في البداية بسيطة وتأتي على فترات متباعدة ربما كل خمسة عشرة أو عشرين دقيقة ومع مرور الوقت تزداد شدتها بحيث تدوم لفترة أطول وتأتي على فترات متقاربة كل خمس دقائق أو أقل. تبدأ هده الآلام في الظهر وتمتد إلى اسفل البطن ويزول الألم بانتهاء الطلق.
آلام الطلق هذه يجب تمييزها عن التقلصات والانقباضات التي تحصل عادة في الرحم خلال الحمل وتزداد شدتها في الأسابيع الأخيرة في الحمل. وهو ما يدعى بالطلق الكاذب. وهذه التقلصات تكون عادة أسفل البطن وتأتي على فترات متباعدة وغير منتظمة وتستمر لفترة وجيزة ثم تزول ولا تزداد شدتها تدريجيا مثل الطلق الحقيقي, والذي في حالة ابتدائه لا يتوقف إلا بإتمام عملية الولادة.
2. انفجار جيب المياه أو ما يعرف بانفجار (مية الرأس) : عند دخول الجنين حوض الأم فان جزء من السائل الامنيوسي ينحشر أمام راس اجنين في أسفل الرحم ويكون ما يعرف بجيب المياه وهدا الجيب ينفجر عادة خلال الولادة مع زيادة ضغط الرأس ولكن أحيانا ينفجر مع بداية الولادة أو حتى قبل بداية الطلق. تشعرين بتدفق مستمر لسائل عديم اللون والرائحة يبلل ملابسك أو فراشك في هده الحالة عليك الاتصال فورا بطبيبك وخاصة إذا كان السائل متسخا أو يميل إلى الاخضرار.
3. نزول العلامة : مع ابتداء الولادة وابتداء توسع عنق الرحم ينزل ما يسمى بالعلامة وهي عبارة عن كمية من المخاط كان يقوم بدور السدادة لعنق الرحم خلال الحمل.
عندما تتأكدين من حالة الولادة ويصبح الطلق منتظما بمعدل كل خمس إلى عشر دقائق توجهي إلى المستشفى.
يتم فحصك في المستشفى لتأكد من حالة الولادة وحالة الجنين ويتم إجراء فحص مهبلي للتأكد من مدى توسع عنق الرحم وبعد ذلك تتم إجراءات دخولك للمستشفى.
مراحل الولادة:
الولادة تتكون من ثلاث مراحل, المرحلة الأولى تبدأ مع بداية الطلق المنتظم لغاية توسع عنق الرحم الكامل. وهذا يعادل 10 سم أو بالتعبير الدارج بالأصابع خمسة أصابع. هذه المرحلة قد تستغرق من ساعة إلى اثني عشر ساعة. وفي أحيان قليلة اكثر من ذلك ولا تتم الولادة الطبيعية قبل اكتمال هذه المرحلة. أما المرحلة الثانية فتبدأ مع توسع عنق الرحم الكامل وتنتهي بولادة الجنين, وتستغرق في المتوسط نصف ساعة والمرحلة الثالثة عبارة عن ولادة المشيمة وتستغرق حوالي عشرة دقائق.
المرحلة الأولى :
لقد ابتدأت الولادة وهذا اليوم الذي انتظرته طويلا ورحمك الآن ينقبض ويتقلص بانتظام. في البداية يكون الطلق خفيفا وتأتي الطلقة كل 15 دقيقة وتدوم عشرين ثانية. ومع تقدم الولادة يصبح الطلق اشد و أقوى ويقل الفاصل الزمني بين الطلقة والأخرى وعندما تقترب المرحلة الأولى من نهايتها يأتي الطلق كل دقيقتين وتدوم الطلقة ستين ثانية.تستطيعين أن تتابعي نظام الطلق عندك إذا وضعت يدك على البطن وتحسست الرحم. سوف تشعرين بأن الرحم طري, وفي حالة استرخاء, ولكن بعد قليل سوف تشعرين بأن الرحم بدأ يتقلص ويصبح صلبا. هذه الصلابة تستمر لفترة وجيزة ثم تدريجيا يزول الانقباض والتقلص ويعود الرحم مرة ثانية طريا ومسترخيا. عندما ينقبض الرحم ويتقلص فأنه يدفع رأس الجنين باتجاه العنق كما انه يسحب عنق الرحم لأعلى مما يؤدي بالتالي إلى توسعه التدريجي ويصبح اقل سمكا. وكلما ازدادت شدة الطلق أصبحت الطلقة تأتي بسرعة تلو الأخرى كلما ازدادت سرعة توسع عنق الرحم.في البداية عندما يكون الطلق خفيفا ومتباعدا لن تجدي صعوبة في التحكم بنفسك والتكيف مع الطلق ولكن عندما يصبح الطلق شديدا ومتسارعا ويصبح مؤلما بالنسبة لك فسوف يصف لك الطبيب إبرة مخدرة تخفف إحساسك بالأم وتساعدك على التحكم بنفسك.
ولكنك إذا نظرت للجانب المشرق فأنه شيء لربما يدعو إلى البهجة, ويساعدك على التحكم بنفسك أن تعلمي بأنه كلما ازدادت شدة الطلق كلما ازدادت سرعة توسع الرحم وبالتالي اقتربت الولادة. وعندها سوف تتطلعين بلهفة وشوق إلى الطلقة التالية لكي تعجل باقتراب الولادة وفي هذه الحالة سوف تتكيفين مع الطلق بصورة افضل. ومما يساعدك أيضا على التكيف أن تركزي خلال الطلق على تنفسك بدل أن تركزي تفكيرك على الطلق. تنفسي بعمق وببطء وركزي تفكيرك على عملية التنفس هذه كلما ابتدأت الطلقة والى أن تنتهي.
املئي صدرك بالهواء واحبسي نفسك بضع لحظات ثم اخرجي الهواء ببطء. كرري هذه العملية خلال الطلق. عدا عن أن عملية التنفس هذه تساعدك على التحكم بنفسك وتساعدك على الاسترخاء وتخفف من إحساسك بآلام الطلق فأنها أيضا تزودك وطفلك بأكبر قدر من الأوكسجين, فالولادة مجهود كبير وجسمك بحاجة إلى كمية اكبر من الأوكسجين كي يؤدي هذا المجهود بفعالية وكفاءة. ومن المفيد لك ولطفلك ان تكوني في هذه المرحلة شبه جالسة في سريرك وتضعي مخدتين خلف ظهرك أو أن تكوني مستلقية على جنبك وليس على ظهرك.
خلال تقدم الولادة في هذه المرحلة سوف يتم فحصك داخليا على فترات لمعرفة تقدم الولادة عندك ومعرفة مدى توسع عنق الرحم وسوف يخبرك الطبيب عما أحرزته من تقدم.
المرحلة الثانية :
عندما يكتمل توسع عنق الرحم يبدأ الرحم بدفع الجنين إلى الخارج ويبدأ راس الجنين مساره ورحلته في مجرى الولادة في طريقه إلى خارج الرحم. لكي تكتمل هذه العملية بسرعة ويسر فان الرحم بحاجة إلى مساعدتك. عليك أن تساعدي في دفع طفلك إلى الخارج وسوف يخبرك طبيبك متى تقومي بالدفع إلي الأسفل كي تساعدي في ولادة طفلك.
عندما تدخلين في المرحلة الثانية من الولادة سوف تشعرين بأن شدة الطلق قد ازدادت ولكي تستمري في التحكم بنفسك في هذه المرحلة فأن تنفسك مع الطلق سوف يتحول إلى تنفس سريع وضحل وكأنك تلهثين بدل التنفس العميق والبطيء الذي كنت تمارسينه قبل هذه المرحلة. فقط أعلى صدرك الذي يتحرك الآن في عملية التنفس هذه ولكن عندما تزول الطلقة يجب أن يعود تنفسك إلى التنفس العميق والمنتظم. املأي صدرك بالهواء وتنهدي بعمق مع نهاية كل طلقة.
عندما يصبح رأس الجنين على وشك أن يكمل رحلته في مجرى الولادة سوف تشعرين برغبة في التبرز ورغبة شديدة لديك بالشد والدفع إلى الأسفل. لقد حانت اللحظة الحاسمة فأنت على وشك الولادة, وعما قليل سوف ترين طفلك والذي طالما تقت إلى رؤيته طوال التسعة شهور الماضية سوف يخبرك الطبيب أو القابلة عن التوقيت المناسب لكي تدفعي إلى الأسفل. تنفسي نفسا عميقا مرة واثنتين مع بداية الطلقة واملئي صدرك بالهواء وأخرجيه وفي المرة الثالثة خذي نفسا عميقا واكتمي نفسك واغلقي فمك, وفي نفس الوقت ارفعي رأسك قليلا وضعي ذقنك على صدرك دافعة بكتفيك إلى الأمام والأسفل وأيضا اثني ركبتيك وضعيهم فوق بطنك ثم ضعي يديك اسفل الفخذين خلف الركبتين. اشفطي عضلات بطنك إلى الداخل وكأنك تنفخين على شمعة ثم ادفعي إلى الأسفل بكل ما لديك من قوة وعزم لكي تدفعي طفلك إلى الخارج واستمري بالدفع لأطول مدة ممكنة وكأن لديك إمساك شديد. إذا شعرت بالتعب وانك لا تستطيعين الاستمرار فلا بأس, اخرجي الهواء من صدرك ثم تنفسي نفسا عميقا وعاودي عملية الدفع واستمري هكذا إلى أن تزول الطلقة نهائيا. عندها تستطيعين أن تستريحي قليلا بانتظار مجيء الطلقة التالية. كرري هذه العملية مع كل طلقة إلى أن تكتمل عملية ولادة طفلك.
عندما يبدأ رأس الجنين بالخروج من المهبل يجب أن تكون عملية الخروج هذه ببطء ولذلك سوف يطلب منك الطبيب أن تلهثي مع الطلق وألا تدفعي إلى الأسفل كي يسلك خروج الرأس بلطف من المهبل ومن عضلات أسفل الحوض. تذكري تمرين التحكم بعضلات أسفل الحوض وحاولي الآن عند هذه المرحلة من الولادة أن تبسطي هذه العضلات كي تسهلي ولادة رأس طفلك. هنا قد يلجأ الطبيب لعمل جرح توسيع للتسليك لراس الجنين. بعد أن تحقن الأنسجة بالبنج الموضعي وعادة فإن بضع غرز في الجرح بعد انتهاء الولادة كفيلة بأن تضع الأنسجة في مكانها وفي خلال بضع أيام يلتئم الجرح بالكامل وسوف يزودك طبيبك بالتعليمات المناسبة للعناية بجرح التوسيع هذا.
بعد أن تتم ولادة رأس الجنين يتبعه الكتفان ثم الجذع وأخيرا الأطراف السفلى. لقد أكتملت عملية ولادة طفلك ولكنه مازال مرتبطا بالمشيمة في داخل رحمك من خلال الحبل السري. تستطيعين أن تريه الآن. أن لونه ازرق قليلا لكنه سوف يتحول الى اللون الزهري عندما يبدأ بالبكاء ولكن أطرافه سوف تبقى مائلة إلى الزرقة لبعض الوقت. أيضا سوف يكون مغطى بمادة دهنية بيضاء وبعض الدم. انه دمك انت من الرحم ومجرى الولادة.
انك تسمعين بكاء طفلك الآن يالها من لحظة رائعة حقا تستطيعين ان تهنئي نفسك على هذا الانجاز بعد كل هذه الشهور. لقد قمت بعمل شاق ولكنه حقا عمل رائع ويستحق العناء الذي بذلته. أنها متعة الحياة التي لاتعادلها متعة.
المرحلة الثالثة:
سوف يضع الطبيب الان مربط على الحبل السري ثم يقوم بقطعه ومنذ هذه اللحظة يبدأ الطفل تنفسه المستقل عنك ويبدأ رحلته في الحياة ويؤخذ لتنظيفه ولفه بفوطة نظيفة ويوضع بعد ذلك في سريره في غرفة الاطفال حديثي الولادة.
مازالت المشيمة في داخل الرحم, سوف تعطين مع ولادة طفلك ابر تؤدي إلى انقباض الرحم وبالتالي إغلاق الأوعية الدموية التي كانت تغذي المشيمة ومنع النزيف. بعد دقائق من ولادة طفلك تنفصل المشيمة عن جدار الرحم ويتم توليدها وبهذا تكون عملية الولادة قد اكتملت وخرج طفلك إلى الحياة خارج الرحم سليما معافى. ألف مبروك.
تخفيف الألم خلال الولادة:
تشعر الحامل بالألم الصادر عن الرحم نتيجة الطلق في اسفل البطن وكذلك الظهر ويمتد أيضا إلى منطقة الردفين والفخذين. وقد يكون الألم أكثر شدة في أحد هذه المناطق عنه في المناطق الأخرى.
أما في المرحلة الثانية من الولادة مرحلة نزول الجنين في مجرى الولادة فانه نتيجة الشد والتمدد والتوسع الذي يتعرض له مجرى الولادة ومنطقة العجان فان الألم يمتد إلى هذه المنطقة بالإضافة إلى الألم الصادر عن الرحم. تتفاوت عموما مقدرة الإنسان على تحمل الألم, وينطبق هذا التفاوت على الحامل أثناء الولادة. وهناك عوامل عديدة تؤثر على مقدرة الحامل في تحمل الآم الطلق والولادة ولعل الخوف من المجهول والقلق والتوتر من أهم هذه العوامل. ولابد من اخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند اختيار الوسيلة المناسبة لتخفيف الألم أن كنا نريد الحصول على افضل النتائج.
عمليا نرى أن افضل النتائج يتم تحقيقها عندما تكون الحامل على وعي أدراك تام بماهية الولادة وتطوراتها وكذلك عندما تكون الثقة تامة بينها وبين طبيبها وطاقم المستشفى الذي سوف يشرف على ولادتها. فهذه كلها عوامل تؤدي إلى الراحة النفسية عند الحامل وتخفف من عوامل القلق والتوتر وتزيد من ثقتها بنفسها وبإمكانيتها وبالتالي ترفع من مقدرة وكفاءة جسمها على تحمل الألم.
من المهم جدا التخفيف عن الحامل خلال الولادة وان يتوفر لها أقصى درجات الراحة. فتخفيف الألم أثناء الولادة وان كان هدفا نبيلا ومشروعا بحد ذاته إلا انه ينطوي على فائدة جمة للام وطفلها. فالألم ينهك الأم جسديا ونفسيا كما أن شدة الإحساس بالألم تؤثر على الجهاز العصبي عند الأم, وتزداد إفرازات هذا الجهاز من الهرمونات التي لها تأثير مباشر على الأوعية الدموية لديها ونتيجة لهذا التأثير تضعف الدورة الدموية في الرحم والمشيمة مما يقلل كمية الأوكسجين الذي يصل إلى الجنين في الوقت الذي هو أحوج فيه إلى اكبر كمية منه, مما يترتب عليه أثار سلبية ومضاعفات على الجنين. وهنالك الكثير من الأدلة العلمية التي تشير إلى الارتفاع في منسوب هذه الهرمونات بسبب الألم والخوف والتوتر يؤدي الى إطالة مدة الولادة.
بقي أن أشير هنا إلى أهمية التوقيت المناسب في إعطاء الأدوية والعقاقير المخففة للألم حيث أن إعطائها متأخر بعدما يصل الألم اشده ويفعل مفعولة في إضعاف الحالة النفسية والمعنوية للحامل يقلل من فعالية هذه العقاقير. ولذلك لا تترددي في إن تطلبي من طبيبك في أن يصف لك ما يساعدك للتغلب على الألم حالما تبدئين بالشعور به ولا تنتظري إلى حين أن يصبح مؤلما وشديدا وبذلك تحافظي على سكينتك وهدوئك طوال مراحل الولادة.
الوسائل المتاحة لتخفيف الألم:
أولا: المؤثرات النفسية:
أن مدى تأثرنا بالألم وكذلك ردود فعلنا تجاهه يتأثر إلى حد بعيد بالعوامل النفسية. فالملاحظات السلبية من الأقارب والأصدقاء عن الولادة لها تأثير كبير على حالتك النفسية وبالتالي على سلوكك وردود فعلك خلال الولادة. اسألي طبيبك عن كل ما يجول بخاطرك ولا تلتفتي لكل ما يقال ويشاع من حولك. إن تهيئة الحامل نفسيا لعملية الولادة يحتاج إلى وقت وجهد كما انه يستدعي تعاونا تاما ومخلصا بينك وبين طبيبك وطاقم المستشفى الذي سوف يشرف على ولادتك.
إن أولى الخطوات على طريق تدعيم وبناء الجوانب النفسية الإيجابية تكون بحصولك على كل المعلومات اللازمة والصحيحة فنقص المعلومات والمعلومات الخاطئة والمبتورة تؤدي بك إلى حالة التوتر والخوف وهذا سوف يقلل من مقدرتك نفسيا وجسمانيا على تحمل الألم ويزيد من معاناتك.
المؤثرات النفسية عموما تعتمد على ما يلي:
1. الإيحاء وبناء ردود الفعل الإيجابية: تعودي على تحسس انقباضات رحمك خلال الحمل ورددي بينك وبين نفسك: إن رحمي ينقبض الآن ولا اشعر بألم, فقط اشعر بتقلص. رددي هذا خلال طلق الولادة, فقد اعتاد عقلك على فكرة ان الطلق وانقباض الرحم غير مؤلم وبالتالي فلن تشعري بأي ألم.
2. تحويل تفكيرك وانتباهك عن الطلق والتركيز على التنفس العميق, شهيق وزفير خلال الطلق.راقبي صدرك يصعد وينخفض مع عملية التنفس هذه وبذلك تبقين عقلك مشغولا بعيد عن الطلق ونتيجة لذلك لا يعطي عقلك الرسائل المنبعثة عن الرحم صفة أولوية ويقل إحساسك بآلام الطلق.
3. كوني لديك خلال الحمل موقفا بناء وإيجابيا من الولادة بالاطلاع والمعرفة. فالولادة إنجاز رائع ومصدر سعادة لك لكي تحققي حلم الأمومة عندك وتتمتعي بمشاهدة طفلك. إنها انتصار تفاخري به.
ثانيا: استعمال الأدوية و العقاقير :
إن الهدف من استعمال هذه الأدوية هو تخفيف الألم وإزالة الرهبة والتوتر بدون أن يؤثر ذلك على درجة الوعي عند الحامل حيث تبقى الحامل بكامل وعيها ومتجاوبة و متعاونة مع الطاقم المشرف على ولادتها وتعطى هذه الأدوية عن طريق الحقن بالعضل أو الوريد.
من أكثر العقاقير المستعملة في هذا المجال عقار يدعى بثدين وكذلك المورفين وهو عقار مخدر و مهدئ ويسبب إحساسا بالدوخة والاسترخاء وغالبا ما يؤدي هذا العقار إذا أيعطي وحده إلى الإحساس بالغثيان وربما القيء ولذلك يضاف له عادة دواء آخر لمنع هذا التأثير الجانبي ومن الفوائد الإضافية للأدوية التي تعطى مع البثدين او المورفين , انها تزيد من فعاليته كما أنها تساعد على التغلب على حالة الرهبة والاضطراب النفسي والتوتر عند الحامل.
ثالثا : استنشاق الغاز عن طريق الكمامة:
هذا عبارة عن غاز مضغوط في اسطوانة يدعى غاز النيتروز وممزوج مع غاز الأوكسجين بنسبة 50% وهو مسكن فعال جدا يضاف إلى ذلك أن استنشاق الأوكسجين الممزوج معه له فائدة للأم والجنين خلال الولادة. تستنشق الأم الكمامة فقط خلال الطلق من لحظة ابتداء الطلق لحين انتهائها وتنحى الكمامة جانبا عند انتهاء الطلقة. وعملية الاستنشاق هذه تلعب دورا مساعدا في تخفيف الألم بالإضافة إلى المفعول المسكن للغاز إذ أن التركيز على الكمامة خلال الطلق يقلل من التركيز على الطلق وبالتالي يساعد على التخفيف من الألم. واستعمال الكمامة مفيد خلال مراحل الولادة جميعها وخاصة عند نهاية المرحلة الأولى وخلال المرحلة الثانية.
رابعا : التخدير الموضعي:
يتم إجراء هذا التخدير لإكمال عملية الولادة حيث يتم تخدير منطقة اسفل المهبل والعجان بحقن مادة التخدير حول هذه المنطقة وحول الأعصاب التي تغذيها وبذلك يتمكن الطبيب من إجراء عملية الولادة وإجراء جرح التوسيع وخياطته وكذلك من استعمال الملقط أو الشفاطة في الولادة بأقل قدر ممكن من الألم.
خامسا : التخدير القطني:
هذه طريقة ممتازة للتخدير حيثما تتوفر الإمكانيات لإجرائها. إذ أنها تزيل الألم تماما خلال عملية الطلق والولادة وكذلك يمكن إجراء العملية القيصرية إذا لزم الأمر بواسطة هذا التخدير وتكون الأم في كامل وعيها وبذلك لا تحرم من الاستمتاع باللحظة الرائعة ألا وهي مشاهدة طفلها وسماع صراخه لحظة ولادته.
يتم هذا التخدير عن طريق إدخال قسطرة خاصة في منطقة معينة من العمود الفقري وتحقن مادة التخدير بواسطة هذه القسطرة مما يؤدي إلى تخدير كافة الأعصاب التي تغذي الرحم ومجرى الولادة وهذا يؤدي إلى تخدير كامل ومستمر طوال عملية الولادة وتكون الأم بكامل وعيها ولكنها تشعر بخدران في الجزء السفلي من جسمها ولهذه الوسيلة في التخدير فائدتها في بعض الحالات المرضية المصاحبة للحمل وأيضا في بعض مضاعفات الحمل.
سادسا : التخدير العام:
هذه عادة وسيلة التخدير من اجل إجراء العملية القيصرية وفي حال اللجوء إليها من اجل الولادة فان الطبيب عادة ما يلجأ إلى توليد الجنين بالملقط لأن الأم في هذه الحالة تكون غير قادرة على المساعدة في إكمال ولادة طفلها بالدفع والشد المطلوبين. وقد يحتاج الطبيب للجوء إلى هذه الوسيلة أيضا من أجل التعامل مع بعض مضاعفات الولادة الطارئة مثل انحباس المشيمة ونزيف ما بعد الولادة. ولقد اصبح التخدير العام في أيامنا هذه على درجة كبيرة من الأمان بفضل العقاقير الحديثة والتقنية المتطورة ولكن أهم مشكلة تكتنف إعطاء التخدير العام للحامل انه يعطى عادة بصورة طارئة ومستعجلة وبدون تحضير وإعداد مسبقين تفرضه في ذلك ظروف الولادة. ويكمن الخطر هنا في أن يتسبب التخدير العام في احدث قيء عند الحامل وما قد ينتج عن ذلك احتمال نزول بعض محتويات المعدة من طعام وعصارة المعدة في الرئتين مما قد يتسبب عنه التهاب رئوي شديدة وخطير وهنا تكمن أهمية امتناع الحامل عن الطعام والشراب طوال مراحل الولادة لكي تجنب نفسها هذا الخطر, إذ إن كل حامل في حالة ولادة معرضة لان تحتاج تخدير عام في أية مرحلة من مراحل الولادة.
تحريض الولادة :
لأسباب عديدة منها ما هو لمصلحة الأم ومنها ما هو لمصلحة الجنين أو لمصلحة كليهما معا فقد يقرر الطبيب إجراء تحريض الولادة. كأن يكون هناك ارتفاع في ضغط الدم عند الأم أو تسمم حمل أو أن تكون الأم تعاني من مرض السكري أو أن تكون قد تعدت موعد ولادتها أو أن يكون هنالك قصور في نمو الجنين داخل الرحم. فهناك قائمة طويلة في الواقع من الأسباب الموجبة لهذا الإجراء.
عندما يقرر الطبيب إجراء تحريض ولادة فانك تدخلين المستشفى من غير أن يكون الطلق قد ابتدأ , ويلجأ الطبيب إلى خيار من اثنين لتنشيط الطلق عندك. وعندما يبتدأ الطلق عندك يتشابه وضعك إلى حد كبير مع أي سيدة أخري دخلت المستشفى في حالة طلق وولادة. وما تبقى فهو عامل الزمن والانتظار إلى أن يكتمل توسع عنق الرحم لكي تتم الولادة.
1. تحريض الولادة باستعمال تحاميل البروستاجلاندين, تكون هذه على شكل حبوب توضع في مدخل عنق الرحم وتعمل على تليين وتوسيع عنق الرحم, وغالبا ما تؤدي إلى تنشيطه. وبدء الطلق ويكون في هذه الحالة كما لو انه طلق طبيعي.وقد تحتاجين الى اكثر من تحميله واحده حسب استجابة جسمك ,حيث يتم وضع تحميله كل ست ساعات الى ان تتم الاستجابه المطلوبه .
2. باستخدام هرمون السنتوسينون : وهو هرمون صناعي يشبه الى حد بعيد الهرمون الذي يفرزه جسمك لتنشيط الرحم لكي يبدأ الطلق. ويعطى هذا الهرمون عادة خلال الوريد مع محلول الجلوكوز. وأحيانا فان هذا المحلول يجري من خلال جهاز لكي ينظم ويحدد الجرعة التي تعطى لك. قبل البدء في إعطاء هذا المحلول , يتم فحصك داخليا وخلال هذا الفحص يتم فجر جيب المياه. وهذا الإجراء مع محلول الجلوكوز والسنتوسينون يساعد في بدء الطلق بأسرع وقت ممكن ويوسع عنق الرحم في أقصر وقت ممكن.
هنالك جهاز آخر قد تصادفينه خلال ولادتك, هذا الجهاز يستعمل لمراقبة الطلق وكذلك نبض الجنين خلال عملية الطلق والولادة.حيث توضع قطعة معدنيه على البطن وهذه القطعة موصلة بسلك إلى الجهاز المذكور وأيضا من خلال قطعة معدنية أخرى شبيهة بالأولى وموصلة بالجهاز لكي تسجل الطلق.
الولادة غير الطبيعية :
هنالك أسباب عديدة منها ما هو متعلق بالحمل أو بصحة الأم أو الجنين تستدعي من الطبيب التدخل لإكمال ولادة الجنين.
العملية القيصرية :
الاسباب الموجبة للعملية القيصرية قد تكون متكررة وفي هذه الحالة تكون الولادة في كل حمل بعملية قيصرية, او غير متكررة وفي هذه الحالة يمكن للسيدة ان تلد ولادة طبيعية في المرات القادمة ما لم يطرأ امر خلال الحمل او الولادة ويستدعي اجراء عملية قيصرية. ومن الأمثلة على الحالة الأولى ضيق الحوض عند الام أو ان تكون الام قد اجرت عمليتين قيصريتين أو اكثر. أما الأمثلة على الحالة الثانية فهي المجيء المتقدم للمشيمة أي ان تكون المشيمة في اسفل الرحم متقدمة على رأس الجنين. أو أن تجهد الأم، أو يتعب الجنين كما يبدوا من معدل نبض الجنين و انتظامه خلال مرحلة المخاض و قبل التوسع الكامل لعنق الرحم
و تدل الإحصائيات المختلفة على ان حوالي 10-15% من السيدات الحوامل سوف يلدن بعملية قيصرية و من المهم جدا للسيدة التي تلد بعملية قيصرية أن تأخذ الحيطة الكاملة بعد الولادة ضد الحمل اذ يجب الا يحصل الحمل على الأقل لمدة سنة كاملة لسلامة و صحة الام.
الولادة بالمشفط (Vacuum) أو الملقط (Forceps) :
في هذه الحالة تكون السيدة قد أنهت المرحلة الأولى من الولادة(المخاض) كاملة أي أن عنق الرحم قد توسع بالكامل و لكن هنالك من الأسباب ما يستدعي توليد الجنين بأسرع وقت ممكن.
من الأسباب الموجبة لذلك ما له علاقة بصحة آلام كأن تكون ألام قد أنهكت في المرحلة الأولى من الولادة أو تكون مثلا تعاني من مرض في القلب أو ارتفاع ضغط الدم ومنها ماله علاقة بالجنين كأن يجهد الجنين كما يستدل على ذلك من خلال نبضه.
عادة الولادة بهاتين الطريقتين تترك علامة على رأس الجنين و خاصة الولادة بالمشفط. هذه العلامة تزول خلال 48 ساعة من الولادة و ليس لها آثار ضارة على صحة الجنين.
فترة النفاس
تتميز فترة النفاس بأمرين رئيسين:
أولا:نزول الدم و الإفرازات من مجرى الولادة.
وثانيا: جريان الحليب و بدأ الرضاعة.
تمتد فترة النفاس لمدة ستة أسابيع بعد الولادة وهي فترة مهمة لك و لطفلك. إن جسمك يحتاج هذه المدة لكي يعود إلى وضعه قبل الحمل و الولادة.حيث تمر أعضاء الجسم بعملية تغير عكسية لتلك التي مرت بها عند ابتداء الحمل، فالوزن الذي بلغ وزنه حوالي الكيلو و كان يملأ تجويف البطن عند نهاية الحمل يصل إلى مستوى السرة بعد الولادة مباشرة و بعد ذلك بأسبوعين ينكمش حجمه لدرجة لا تستطيعين تحسسه في البطن فقد عاد ألان إلى منطقة الحوض مع نهاية الأسابيع الستة يكون الرحم قد عاد إلى حجمه و وضعه قبل الحمل و هنا يصبح وزنه حوالي 60غم و كذلك أنسجة و عضلات مجرى الولادة تعود إلى وضعها قبل الحمل بعد هذه الأسابيع. أن فترة النفاس كذلك هي فترة تكييف للام لكي تتعود على طفلها وعلى كيفية رعايته و العناية به. و أيضا كي تتأقلم في بيتها ومع آسرتها في ظل هذا الوضع الجديد بعد انضمام عضو جديد للأسرة. إن حصولك على قسط وافر من الراحة خلال هذه الفترة و كذلك العناية بتغذيتك و العودة إلى مزوالة أنشطتك المعتادة في اقرب فرصة بما في ذلك تأدية التمارين الرياضية سوف يساعدك على التكيف و التأقلم و التغلب على العقبات و المصاعب التي تعترضك.
إن الحركة ومزاولة الأنشطة المعتادة في اقرب فرصة بعد الولادة لا تقتصر فائدتها على الناحيه الجسديه والمعنويه وانما ايضا تقلل من فرصة حدوث المضاعفات الصحيه في هذه المرحله واخطرها جلطات
الاورده والرئه حيث ان قلة الحركة وملازمة السرير بعد الولادة خاصة ان كانت الولادة بعمليه قيصريه تلعب دورا رئيسيا في حدوثها. من المظاهر السائدة الأخرى السائدة والمميزة لهذه الفترة خاصة في الأيام و الأسابيع الأولى لفتره النفاس ما يعرف بالام الخوالف وهي عباره عن الآم أسفل البطن والمغص الذي يحدث بعد الولادة ويكون على أشده في الأيام الأولى خاصة عند البدء في الرضاعة حيث يشبه الآم الطلق والولادة وذلك بسبب الانقباض والتقلص الحاصل في الرحم لكي يمنع حدوث النزف بعد الولادة ويستمر الرحم في الانقباض والتقلص إلى أن يعود إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل عند نهاية فتره النفاس .
نزول الدم من مجرى الولادة :
تكون كمية الدم في الأيام الأولى التي تلي الولادة غزيره ولكن ليس لدرجة النزيف . وتشبه الى حد ما الدوره الشهريه الغزيره بعد ذلك تتناقص كمية الدم هذة بالتدريج الى ان تصبح مثل دم نهاية الدوره ويستمر نزول الدم هكذا لمدة اسبوع تقريباً يتحول بعدها الى افراز بني لمدة عشرة أيام اخرى ثم يتحول الى سائل أصفر يميل لونه الى الاخضر والذي قد يستمر الى نهاية مدة النفاس .
إدرار الحليب والرضاعة:
ينمو الثدي ويكبر خلال الحمل بتأثير هرمونات الحمل وتنمو وتزداد الغدد التي تنتج الحليب وكذلك القنوات التي يمر خلالها الحليب من هذه الغدد الى الحلمة . وقد يصل الثدي عند نهاية الحمل الى ضعف حجمه . هذه التغييرات تهيئ الثدي لعمليه الرضاعة مستقبلاً . بعد الولاده مباشرة يزول تأثير هرمونات الحمل علىا لثدي ويبدأ تأثير هرمون الحليب وتبدأ الغدد عمليه انتاج الحليب . وبعد بضعه ايام من الولاده يبدأ الحليب بالجريان ، ففي اليوم الاول بعد الولاده يفرز الثدي مع الرضاعه كمية ضئيلة من الحليب وتزداد هذه الكميه بالتدريج فتصل الى حوالي 500سم3 في اليوم السادس وعندما تصبح الرضاعة مستمرة ومنتظمة تصل هذه الكميه الى 800سم3 وقد تزيد عن ذلك . ومن العوامل المهمة التي تساعد في سرعة ادرارا الحليب بدء الرضاعة في اقرب فرصة ممكنه بعد الولاده والاكثار من شرب السوائل بكافة انواعها . فالأم بامكانها ان ترضع طفلها بعد حوالي 8 ساعات من الولادة وهذا أيضا له فائدته للطفل فالأفراز الذي يخرج من الثدي في هذا الوقت ويدعى اللبا له فوائده الجمة للطفل . فعدا عن فائدته الغذائية الجيدة بسبب احتوائه على نسبه عالية من البروتين فهو يحمي الطفل أيضا من الأمراض لأنه يحوي الأجسام المضادة للامراض الموجودة لدى الأم وبذلك ينقل المناعة التي لدى الأم الى طفلها . ان حليب الام هوا لغذاء الطبيعي للطفل فعدا عن انه غير مكلف ومتوفر دائماً فهو يحمي الطفل من الأمراض ويزيد من مناعته ويقوي عاطفة الأمومه ومن ارتباط الطفل بأمه وهناك فارق كبير بين حليب الأم وحليب البقر الذي يصنع منه حليب الأطفال وهذا الفارق يجعل القيمة الغذائية لحليب الإنسان اعلى كما ان هضمه أسهل ومن المستحيل صناعه حليب يماثل حليب الإنسان . فهو ماده غذائيه متكامله تكفي لاحتياجات الطفل في الأشهر الأولى من عمره . والرضاعة لها فائدتها للأم كذلك اذا انها تقلل من فرصة حصول الحمل بدرجه كبيرة كما انها تساعد في عودة الرحم الى وضعه الطبيعي في فتره اقصر . اذ ان عملية الرضاعة تثير الاعصاب الموجوده في الحلمه وهذة الاعصاب عندئذ ترسل برساله الى الغدةا لنخاميه في الدماغ والتي تقوم بافراز هرمون خاص يعمل على انقباض غدد الحليب في الثدي لكي يخرج منها الحليب وتتم عمليه الرضاعه . ومن الوظائف الاخرى لهذا الهرمون انه يؤدي الى انقباض عضلة الرحم ايضا ولهذا السبب تشعر المرضع بالام اسفل البطن مع الرضاعة .
ولكن ماهي العوامل التي تؤثر في كمية ونوعية الحليب ؟
ان عملية الرضاعة نفسها تلعب الدور الرئيسي في استمرار ادرار الحليب اذا انه من خلال هذه العملية تستثار الاعصاب الموجوده في الحلمه وهذه بدورها تقوم بإرسال رسالة الى الغده النخامية في الدماغ والتي تقوم بافراز هرمون الحليب الذي يؤثر على غدد الحليب في الثدي لكي تقوم بافراز الحليب وكلما كانت عمليه الرضاعه هذه منتظمه ومتكرره ولفترات ممتده كلما ازداد انتاج الحليب ومن العوامل الاخرى المؤثره كذلك ان تكثر الام من شرب كافة انواع السوائل بما في ذلك الحليب وان تنال قسطاًوافراً من الراحة كما ان الحاله النفسيه والعاطفية للأم تلعب دوراً مهما في ادرار الحليب فالقلق والاضطراب النفسي والعاطفي يقلل من كمية الحليب وقد يؤدي الى توقفه.
ولابد من الأشارة هنا الى ان الكثير من الأدويه التي قد تتناولها الام تمر من خلال الحليب الى طفلها وبعض هذه الادويه قد يكون لها تأثيرات عكسية على الطفل . ولذلك على المرضع تجنب استعمال أية أدويه من غير استشارة طبيبها .
الفطـام:
قد لاتستطيع الأم لسبب او لأخر ان ترضع او قد لا ترغب في ذلك ولكي توقف إدرار الحليب في هذه الحالة عليها ان توقف الرضاعة كلياً وان تمتنع عن القيام بتعصير الثديين لتفريغهم من الحليب وفي نفس الوقت ترتدي باستمرار حمالة للصدر بحيث تكون ضاغطة على الصدر وتقلل من شرب السوائل لبضعة ايام وهذه الاجراءات كفيلة بأن توقف ادرار الحليب خلال بضعة ايام في أغلب الحالات .
عودة الدورة الشهرية : تعود الدورة الشهرية في حالة عدم وجود الرضاعة خلال ست الى ثمانية أسابيع بعد الولادة ولكن في وجود الرضاعة فقد لا تعود طوال مدة الرضاعة أو قد تعود ولكن بدون انتظام وقد تنتظم وكل هذه الاحتمالات طبيعية واحتمال الحمل مع الرضاعة يكون أقوى حال عودة الدورة الشهرية .
مشاكل ومضاعفات فترة النفاس :
العناية بجرح التوسيع :
اعملي على إجراء مغاطس ماء دافيء أربع أو خمس مرات يومياً ولمدة خمس دقائق في المرة الواحدة فهذا يبقي على جرحك نظيفاً ويساعد في سرعة التئام جرحك كما انه يخفف من الألم الصادر عن الجرح وعادة يتم التئام الجرح في مدة أسبوع وقد يصف لك طبيبك بعض العلاجات لكي تساعد على التئامه.
النزيف بعد الولادة :
حصول النزيف في فترة النفاس أمر غير طبيعي وقد ينشاء بسبب وجود بقايا من المشيمة في داخل الرحم أو بسبب التهابات وإذا ما حصل لك ذلك استلقي في سريرك وبادري فوراَ بالاتصال مع طبيبك .
احتقان والتهاب الثديين :
أحيانا تواجة الأم صعوبة في أرضاع طفلها في الأيام الأولى بعد الولادة مما ينتج عنة تحجر الحليب واحتقان الثديين اعمدي الى وضع كمادات ماء ساخن على صدرك ثم أشفطي الحليب بواسطة شفاطة واستمري في هذة العملية الى ان يصبح صدرك طرياً وعاودي بعد ذلك ارضاع طفلك أما إذا كان هناك تشقق في الحلمة او التهاب في الثدي وفي هذه الحاله يكون الثدي مصدر الم شديد وخاصة عند اللمس كما يكون صلباً ومحمراً ودافئاً ويصاحب هذة الأعراض ارتفاع في درجة الحرارة والقشعريرة مع أحساس بالانهاك والصداع وهذة الحالة تحصل عادة بعد الأسبوع الأول من الولادة فعليك باستشارة طبيبك حافظي دائما على الحلمة نظفيها ولاتدعي الحليب يجف عليها فيشققها نظفي الحلمة باستمرار باستعمال فوطة ماء دافئ .
حمى النفاس :
هذه واحدة من مضاعفات الحمل الخطيرة وهي نتيجة لاصابة الرحم ومجرى الولادة بالميكروبات. وقد تتسبب في مضاعفات على الام قد تكون خطيرة احيانا من بينها حصول نزف رحمي شديد في الأسابيع الأولى بعد الولادة
حمى النفاس عادة تحصل في الأسبوعيين او الثلاثة الأوائل بعد الولادة . وتشعر السيدة المصابة بحمى النفاس بصداع وانهاك شديدين والام اسفل البطن مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة وقد تصاحبها حصول رعشة في سائر الجسم . وتصبح الافرازات الخارجة من الرحم ومجرى الولادة شديدة ورائحتها كريهة
عليك باستشارة طبيبك فورا في حالة حصول مثل هذه الأعراض او التوجه الى قسم الطوارىء في اقرب مستشفى.
فحص بعد الولادة :
يجري هذا الفحص عادة بعد الولادة بستة أسابيع والهدف منه التأكد و الأطمئنان على الصحة العامة للمراه . وبأن الحمل لم ينتج عنه مضاعفات مرضية او عضوية وأخيراً للاطمئنان بأن الأعضاء التناسلية قد عادت إلى وضعها قبل الحمل وان كان هناك جرح سواء جرح عملية قيصرية أو جرح توسيع للتأكد بأن الجرح قد التأم بشكل جيد . ويشمل هذا الفحص إجراء كشف عام بما في ذلك قياس ضغط الدم وفحص الثديين ثم فحص مهبلي للتأكد من حالة و وضع الرحم وعنق الرحم والمبايض . وكذلك حالة المهبل من حيث وجود ارتخاء أو هبوط من تأثير الحمل والولادة و وجود التهابات او عدمه . وخلال هذا الفحص يقوم الطبيب بأخذ مسحة من عنق الرحم او ما يعرف بأسم ( Pap. Smear) وهذا يعتبر جزاءاً مهماَ وضروريا لفحص العام لكل سيدة ويجب ان يتم أجراءه كل سنتين ويظهر هذا الفحص وجود أي تحول غير طبيعي في الخلايا او وجود خلايا سرطانية او التهابات . بعد ذلك فقد يطلب منك الطبيب اجراء فحص دم وفحص بول . يناقش معك طبيبك خلال هذة الزيارة الطريقة التي تنوين إتباعها لتنظيم الحمل بعد أن يكون قد عرض عليك بإيجاز الطرق المتوفرة لك وبين لك فوائدها وأعراضها الجانبية واذا كان خيارك وضع لولب فإن هذه الزيارة هي الوقت المناسب لوضع اللولب . اما ان كان خيارك حبوب منع الحمل فسوف يقوم طبيبك بوصف الحبوب المناسبة لك خلال هذة الزيارة . لا يشترط مجيء الدورة وانتظامها لكي يحصل الحمل . والرضاعة تقلل من فرصة الحمل ولكنها لا تمنع الحمل . الرضاعة تؤثر على الدورة الشهرية في عدة صور فقد تنتظم الدورة الشهرية بعد الأربعين وقد تأتي على فترات متباعدة وقد لا تأتي طوال مدة الرضاعة كل هذه الاحتمالات طبيعية ولكن القاعدة العامة هو ان احتمال الحمل بعد الاربعين وارد سواء انتظمت الدورة الشهرية أم لا . فإن كنت ترغبين في تأجيل الحمل فعليك بأخذ الاحتياطات المناسبة ولا تتركي الأمور للصدفة .
طـرق و وسـائل تـنـظيم الـحـمـل
طرق و وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة : لقد لجأ الإنسان منذ بداية التاريخ المكتوب لتنظيم نسله لإدراكه أهمية تنظيم النسل ولجأ لتحقيق ذلك إلى أساليب بدائية عديدة .
أن تسمية تنظيم الحمل بتنظيم الأسرة لهو تعبير بليغ وله مدلوله العميق فتنظيم الحمل له تأثيره المباشر على صحة المراة من حيث إن الحمل والرضاعة عبء على صحة المرأة وبالتالي ينصح بتباعد الأحمال كحد أدنى سنتين لكي تستعيد المرأة صحتها ولياقتها هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى لكي تعطي طفلها حقه من الرعاية والعناية إضافة لذلك فأن المرأة التي تتمتع بصحة جيدة تستطيع إن تضطلع بمهام أسرتها وبيتها بشكل أفضل فالأسرة ككل لها مصلحة وارتباط بتنظيم الحمل فليس الهدف فقط صحة المرأة بحد ذاتها وإنما سعادة الأسرة ككل
طرق ووسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة : هناك عدة عوامل تلعب دورها عند اختيار وسيلة منع الحمل منها مثلاً مدى فعالية طريقه معينة مقارنة بغيرها . وما إذا كان الهدف فقط مباعدة الأحمال أم إن هناك ما يستدعي عدم حصول الحمل سواء لدواعي صحية أم غيرها وأيا كانت الأسباب فمن المهم والضروري إن تكون الوسيلة على درجة كافية من الفعالية . من العوامل الأخرى المؤثرة أيضا الإعراض الجانبية أو المضاعفات التي قد تنشأ عند استعمال طريقة معينة وكذلك مدى استعداد المرأة للالتزام بهذة الطريقة او تلك . ان قناعة المرأة وثقتها في الوسيلة التي سوف تستعملها عامل مهم وضروري . والطبيب فقط يقوم بدور الناصح ويعرض على المرأة الوسائل المتاحة والتي تستطيع استعمالها وكذلك اعطاءها المعلومات الكافية عن كل وسيلة والخيار النهائي هو للمرأه .
القذف الخارجي :
من أكثر الطرق بدائية وأكثرها اقدمية وتعتمد على أن ينسحب الرجل قبل حصول القذف وهذة طريقة لايعتمد عليها وفرصة حصول الحمل باستعمال هذة الطريقة تصل الى الثلاثين في المائة لأنه أحياناً ينزل جزء من السائل المنوي فبل حصول القذف بالاضافة الى ماقدر ينتج عن هذة الطريقة من اضطرابات نفسية وعاطفية .
استعمال وسائل العزل : من أهم هذه الوسائل
التلبيسة للرجل :
وهو مايشبة الكيس من المطاط وهو يستعمل منذ مئات السنين ويستعملة الرجل عند الجماع وهو على درجة جيدة من الفعالية ولكن نسبة الحمل باستعمال هذة الطريقة تصل الى 10% والسبب يعود غالباً الى عدم ارتداء الكيس من بداية عملية الجماع او انفجار الكيس خلال الجماع . ولكنة عموما وسيلة جيدة لمنع الحمل اذا كان الالتزام باستعماله دقيقاً وخاصة للسيدات اللواتي لايرغبن او لسبب من الاسباب لايستطعن استعمال الحبوب او اللولب وميزته بأنه ليس له اية اعراض جانبية او مضاعفات على الجسم سواء للرجل او المرأة.
الحجاب او الغطاء :
ويتكون من المطاط على شكل قبعة صغيرة ومثبت على حلقة معدنية وهو طريقة جيدة وفعالة لمنع الحمل اذا استعمل بالشكل الصحيح . وهو ذو مقاسات مختلفة ليتناسب حجمه مع حجم المهبل . و المبداء الذي يعتمد علية هو انه يغطي عنق الرحم وسقف المهبل ويمنع الحيوانات المنوية من الدخول لعنق الرحم ويوضع الحجاب قبل عملية الجماع ولكن يجب ان لا ينزع قبل مضي ثماني ساعات على الجماع على الأقل . وهذة الطريقة مناسبة للسيدة التي لاترغب او لاتستطيع استعمال اللولب او حبوب منع الحمل . ويجب في البداية ان يضع الطبيب الحجاب لكي يحدد الحجم المناسب والذي يتناسب مع حجم المهبل وان يوضح كيفية استعمال الحجاب وتصل نسبة الحمل باستعمال هذه الطريقة حوالي 10% ولكن من الممكن زيادة فعاليته اذا استعملت المواد الكيماوية القاتلة للحيوانات المنوية مع الحجاب في نفس الوقت مثل التحاميل و الرغاوي المهبلية .
تنظيم الحمل بواسطة
فترة الأمان وذلك عن طريق الاستعانة بعلامات ومظاهر التبويض عند المراءة :
تعتمد هذه الطريقه على مبداء ان المده مابين نزول البويضه ومجيء الدورة الشهرية تقريباَ ثابته وهي حوالي اسبوعين بغض النظر عن طول اوقصر الدورة الشهريه, فسيدة متوسط دورتها الشهرية ثلاثون يوماً يكون موعد التبويض المتوقع لديها في اليوم السادس عشر للدورة ولو اخذنا بعين الاعتبار الاختلاف الطبيعي في موعد التبويض ما بين دورة واخرى فقد يسبق هذا الموعد بيوم او قد يتاخر يوم وايضا لو اخذنا بعين الاعتبار كذلك ان الحيونات المنوية تبقى بعد الجماع داخل الجهاز التناسلي للمراة ولديها المقدره على التلقيح مدة 72 ساعة وكذلك البويضه تبقى صالحه للتلقيح مدة 24 ساعة بعدالتبويض,لوجدنا ان فترة الامتناع في المثل المذكور اعلاه تمتد من اليوم التاسع للدوره الى اليوم السابع عشر. ان التبويض المتوقع في المثل المذكور اعلاه هو مابين الايام 12_16 من الدورة . واذا اضفنا لذلك ان البويضه تبقى صالحة مدة 24 ساعة بعد التبويض لوجدنا ان فترة الإخصاب في المثل المذكور اعلاه تمتد من اليوم التاسع للدوره الى اليوم السابع عشر وبالتالي يجب الامتناع عن الجماع خلال هذه الفتره . من المعلوم ان هرمون التبويض والمسمى بهرمون البروجسترون والذي يفرزه المبيض عند نزول البويضة ينتج عنه ارتفاع بسيط في درجة حرارة المرأه يوازي النصف درجة . وتبقى درجة الحرارة مرتفعه حوالي هذا المعدل الى حين مجيء الدورة الشهرية فتنخفض ثانية . فلو دأبت المرأة على قياس درجة حرارتها يومياً في الصباح عند النهوض من النوم وقبل مزاولة أي عمل لأمكنها تحديد يوم التبويض بدقة بالإضافة الى قياس درجة الحرارة فالمرأة تستطيع أيضا تحديد وقت نزول البويضة عن طريق الفحص الذاتي لمخاط عنق الرحم والذي بدورة يتأثر بالتغييرات الحاصلة في جسم المرأة بتأثير التبويض . فبعد ان كان المهبل جافاَ عند الانتهاء من الدورة يزداد إحساس المرأة بالرطوبة مع الأيام ومع نزول البويضة تصبح الإفرازات المهبلية على أشدها ويصبح الإفراز مخاطياَ لزجاَ شفافاَ ومطاطياَ يشبه بياض البيض وتمتد فترة الإخصاب بالاستعانة بالإفرازات من بداية الإحساس بالرطوبة ولغاية مابعد وصول الإفرازات أشدها بثلاثة ايام وتصل نسبة الحمل اذا اتبعت هذه الطريقة بدقة أي ان يقتصر الجماع على فترة الأمان 5%
اللولب:
هذه واحدة من أكثر الطرق شيوعاَ في العالم لتنظيم الحمل حيث أنها لا تحتاج إلى مواظبة ومتابعة مستمرة في الاستعمال فاللولب يبقى بعد تركيبة خمس سنوات وأحيانا أكثر ان وجود اللولب في داخل الرحم يمنع إنغراس البويضة الملقحة في جدار الرحم وبذلك يمنع الحمل . وهو عبارة عن قطعة صغيرة من البلاستيك وفي بعض الأنواع يلف سلك من النحاس أو النحاس مع الفضة على البلاستيك ليزيد من فعاليته واللولب هو الخيار الثاني بعد الحبوب ان كانت السيدة لا ترغب في استعمال الحبوب او كان لديها ما يمنع صحياً من استعمالها . ولكن ليس كل سيدة تستطيع استعمال هذة الطريقة فوجود الياف في الرحم او الاضطراب الشديد في الدورة الشهرية مثلا او وجود الالتهابات في الأنابيب والمبايض يحول دون استعمال هذه الطريقة كذلك لاينصح باستعمالها لسيدة لم تنجب بعد أطفالاً ويؤدي اللولب الى حدوث بعض من الأعراض الجانبية عند حوالي 20% من السيدات واهم هذه الأعراض تكون على شكل اضطراب الدورة حيث تصبح غزيرة و أحيانا على شكل نزيف وقد تضطرب مواعيدها وكذلك قد يصاحب الدورة آلام شديدة كما إن اللولب قد يكون عامل مساعد في حصول الالتهابات الداخلية عليك باستشارة طبيبك فوراً عند حصول أي من هذه المضاعفات مما قد يستلزم عندها ازاله اللولب .
حبوب منع الحمل :
هذه اكثر طرق منع الحمل انتشاراً واستعمالاً في العالم . وهي تعطي مناعة اكيدة ضد الحمل تكاد تكون100% اذا استعملت بالشكل الصحيح وذلك من خلال تأثيرها على المبايض بالدرجة الأولى اذ انها تمنع التبويض . تستعمل الحبوب يومياً اعتباراً من اليوم الخامس من بدء الدورة ولمدة 21 يوماً الى ان ينتهي الشريط وبعد بضعة ايام من انتهاءه تبدا دوره شهريه اخرى من اليوم الخامس لنزول الدورة ابتدائي شريطاً جديداً وهكذا كل شهر وطوال الاشهر والسنين التي ترغبين بتأجيل الحمل خلالها .
احياناً قد ينزل بعض الدم خلال الشهر اثناء تناول الحبوب وخاصة في الاشهر الأولى من الاستعمال استمري بتناول الحبوب في مواعيدها وسوف يتوقف نزول الدم كما ان حبوب منع الحمل على درجة عالية من الفاعلية فهي ايضاً على نفس الدرجة من الامان خاصة اذا كانت المرأة تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من امراض مثل الاصابة بجلطات الاوردة اوارتفاع ضغط الدم او امراض الدم او الكبد او السكري فان استعمال حبوب منع الحمل ليس له مضاعفات على الصحه العامه وان كان في بعض الاحيان ينتج عنه بعض الاعراض الجانبيه كزيادة الوزن وتوتر الاعصاب والصداع والم في الثديين وكذلك احساس بالغثيان من ناحية ثانية فان الحبوب لها فوائد اخرى جانبية بالاضافه لمنع الحمل مثل تنظيم الدورة الشهرية ومنع نزيف الدورة وآلامها التي تحصل عند بعض النساء احيانا .
الابره طويلة المفعول :
تعطى هذة الابرة في العضل ويدوم مفعولها لمدة ثلاثة اشهر وهي تمنع التبويض عند المراءه خلال هذه المده وقد تكون بديلا عن الحبوب ولكن تنقطع الدوره تماما مدة استعمالها ومن عيوبها انها قد تسبب نزول متقطع وغير منتظم للدم كما ان التبويض قد لايعود بعد شهور طويلة بعد انتهاء تأثيرها وكذلك الدورة الشهرية .
التعقيـــم :
التعقيم للمرأة :
يتم التعقيم بواسطة عملية اما عن طريق شق صغير في البطن او عن طريق المنظار وعادة تستطيع السيدة مغادرة المستشفى في نفس اليوم او اليوم التالي ويتم في هذه العمليه قطع مواسير فالوب وبذلك تصبح السيدة غير قادرة على الإنجاب نهائياً وهذه طريقه ليس لها مضار او اثار على المرأة سواء من الناحية الجسدية او الفيلسوجيه كما انه ليس لها تأثير على العلاقة الزوجية .
التعقيم للرجل :
هذه عملية سهلة وبسيطة ولكنها فعالة تماماً وقد تتم تحت البنج الموضعي حيث يتم قطع الماسوره التي تمر خلالها الحيوانات المنوية وهي وسلة قطعية ودائمة لمنع الحمل وليس لها أية اعراض او تأثيرات جانبية على النواحي الاخرى للعلاقة الزوجية .
