ماذا نقول لشخصٍ يتعرض إلى أزماتٍ نفسية؟
ربما من المجدي أن ندعوه إلى التفكير بالنقاط التالية:
- محاولة قبول المشاكل كواقعٍ من صلب الحياة. فالاكتئاب الغامض أو الخفي قد يصيب أياً كان. نحتاج عموماً إلى الإلمام بالاكتئاب. يحدث الاكتئاب عند وجود خللٍ ما في تركيز النواقل العصبية. تعالج الأدويةُ المضادةُ للاكتئاب اضطرابَ النواقلِ هذا. تماماً كما تعطى المكملات الغذائية الحاوية على الحديد وحمض الفوليك لمعالجة بعض حالات فقر الدم. وعند معالجة الخلل يستعيد الدماغ وظائفه الطبيعية...
- ليس ثمة ما يخجل في زيارة الطبيب النفسي بحدِّ ذاته. فهو متمرسٌ بمعالجة الاضطرابات النفسية. ولا يخوضُ تاريخَ شخصٍ ما قبل تحسن حالته النفسية إلى الدرجة الكافية. فلا جدوى من الخوض بتاريخ المريض خلال أزمته النفسية. يقرأ الطبيبُ خلال خوضه الماضي ما بين السطور، ليُعَلِّمَ مريضَهُ كيفيةَ التعاملِ مع الخوف والوحدة والقلق وغيرها...
- المرضى العقليُّون هم ضحايا. ولا تنفع الإرادة بمفردها في شفاء المرء عادةً. مثل أيِّ مصابٍ بمرضٍ مزمنٍ ما كالسكري وغيره، يحتاج المريض النفسي إلى المرافقة التخصصية وإلى المعالجة الدوائية المناسبة.
يساعد الطبيبُ مريضَه على حل مسائله العالقة التي تعيق مسيرته. لا ينبغي أن يجد الطبيب حلولاً تناسب المشاكل في مطلق الأحوال، إنما عليه أن يُعَلِّمَ مريضه كيفية حل مشاكله بنفسه! على سبيل المثال، إذا صادفت صديقتي في الطريق ولم تُحَيِّينِي، فقد يتبادر إلى ذهني أنها باتت تكرهني! وقد أقلق بشأنها وأمضي وقتي متسائلاً عن موقفها مني! هل كفت عن محبتي؟ هل تحب غيري؟ هل أسأت إليها حتى تطورت الأمور بهذا الاتجاه؟ هل ...
ما دور الطبيب النفسي هاهنا؟ إنه يعرض على مريضه كل الاحتمالات الممكنة ليمنحه إدراكاً أوسع. ثم يحض مريضه على تبني الاحتمال الإيجابي. ففي مثالنا السابق يوفر الطبيب على مريضه هدر طاقاته في دوامة الأسئلة الفارغة، ويقنعه بتبني فكرة أن صديقته لم تره وحسب.