معظم الأحيان تأخذ أطفالكم شعور الغيرة على حين غرة ; مما يسبب مشاكل بينهم.وهو أمر يستقبله كثير من الآباء والأمهات بغضب كبير يدفعهم لتأنيب ضمير صغارهم على أمل أن يتخلصوا من هذه المشاعر السلبية، ولكنهم في واقع الأمر يجهلون أهمية هذه المشاعر في بناء شخصية الطفل وذكائه الاجتماعي، وإعداده للعلاقات المستقبلية مع الآخرين.
ففي معظم البيوت، تبدأ قصة هذه المشاعر مع ولادة الطفل الثاني لأن الأخ الأكبر يظن أن وصول طفل جديد للأسرة سيفقده علاقته الخاصة والاستثنائية مع الأبوين، فيما يظن بعضهم أنه تم استبداله، أو تجاهله، أو إغفاله، وأنه لن يكون لديه فرصة للتفرد بأي شيء مجددًا، وهنا تنشأ الغيرة من المولود الجديد الذي بات يحظى بكل الاهتمام , أهمية أن يدعم الوالدان الطفل عند شعوره بالغيرة من أخيه وأن يستمعا له جيدًا، وأن يتجنبا أن يشعروه بالظلم أو الدونية، ليضمنا تطوير العلاقات الأخوية بشكل صحيح ومرور هذه المرحلة المهمة بأمان.وحتى يتمكن الوالدان من التعامل بشكل صحيح مع مشاعر الغيرة التي تنشأ بين أبنائهم ينبغي عليهما أولًا تجنب بعض السلوكيات الخاطئة التي تشعل الغيرة فيما بينهم ..
أسباب الغيرة بين الأبناء:
- التدليل الزائد للطفل
حينما يعتاد الوالدان على تدليل الابن بشكل زائد عن الحد فإنه يتسرب لديه شعور بأنه طفل لا مثيل له، لهذا فإنه مع قدوم المولود الجديد يكون لديه شعور بعدم الأمان وهو أمر قد يجعله يعاني من الاكتئاب إذا لم يحصل على ما يريد، بالإضافة إلى الشعور بالدونية عندما يكبر.
- السيطرة والحماية الزائدة للطفل
إن الإفراط في حماية الطفل ثم إعطائه فجأة مساحة واسعة للتحرك والانطلاق تحوله إلى شخصية خجولة ومحافظة، كذلك فإن سيطرة الأبوين الكاملة على الطفل مع وضع لوائح وقواعد صارمة له دون تفسيرها تفقده ثقته بنفسه وتشعره بإنه أقل جدارة من أشقائه وهو ما يدفعه للغيرة منهم.
- المقارنة بين الأبناء
يقع بعض الآباء والأمهات في فخ المقارنة بين أبنائهم من خلال إعطائهم أنشطة مماثلة ومقارنة نتائجهم، دون أن يأخذوا في اعتبارهم أن أحدهم أكثر موهبة من الآخر وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية عديدة مثل: إشعال نار الغيرة والمنافسة فيما بينهم، بالإضافة إلى انعدام ثقتهم بأنفسهم.
- الاهتمام بالطفل بناء على ترتيب ولادته
أحيانًا يمنح الوالدان المزيد من الاهتمام لأحد الأطفال بناء على ترتيب ميلاده، فعلى سبيل المثال يهتم بعض الآباء والأمهات بالطفل الأول وقد يفضلونه عن سائر الأبناء، بينما يعتني بعض الآباء والأمهات بالطفل الأصغر، لأنه يحتاج للمزيد من الرعاية والاهتمام من وجهة نظرهم، وهو ما يدفع الأبناء للغيرة من بعضهم بعضًا.
