قديمًا، كان هناك اعتقاد خاطئ بأن الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل، خاصة إذا لم تأتِ الدورة الشهرية للأم بعد انتهاء النفاس وهو ما يُسمى بالـرضاعة نظيفة، فتبدأ الأم في ممارسة حياتها الطبيعية دون استخدام وسيلة لمنع الحمل، ثم تفاجأ بأنها قد أصبحت حاملًا مرة أخرى قبل أن تسترد عافيتها وصحتها بعد رحلة الحمل والولادة الأولى.
تُعد حبوب منع الحمل من أفضل وسائل منع الحمل وأكثرها أمانًا، ولكن يشعر كثير من الأمهات بالقلق حول استخدامها خلال فترة الرضاعة الطبيعية، خوفًا من تأثيرها على الطفل الرضيع حتى ولو بنسبة بسيطة، ولكن هل هذا صحيح؟ هل يمكن أن تؤثر حبوب منع الحمل على الطفل الرضيع؟ أم أنه يمكن للأم استخدامها بأمان خلال فترة الرضاعة دون قلق؟ هذا ما تجيبكِ عنه "سوبرماما" في السطور التالية.
هل تؤثر حبوب منع الحمل على الرضاعة الطبيعية؟
هناك أنواع مختلفة من حبوب منع الحمل، وفي الواقع فإن جميع الأنواع لا يمكن أن تنتقل أي من مكوناتها عبر حليب الرضاعة إلى الطفل الرضيع، ولكن هناك بعض الأنواع التي تؤثر على إفراز هرمون البرولاكتين في جسم الأم المرضعة، وهو الهرمون المسؤول عن إدرار حليب الرضاعة، ما يؤدي إلى انخفاض الحليب لدى الأم المرضعة وعدم كفايته لسد احتياجات الطفل.
إذا كنتِ أمًا مرضعة، عليكِ إخبار طبيبكِ بالأمر، حتى يصف لكِ نوعية حبوب منع الحمل المناسبة للرضاعة، وإليكِ أنواع حبوب منع الحمل المناسبة للرضاعة وغير المناسبة لها، والفرق بين كل منها.
1. حبوب منع الحمل المركبة:
تحتوي حبوب منع الحمل المركبة على كل من هرموني الإستروجين والبروجستيرون، وهي أقوى تأثيرًا في منع الحمل. ولكن لا ينصح الأطباء باستخدامها خلال فترة الرضاعة الطبيعية، إذ يعمل هرمون الإستروجين الموجود بها على تقليل كمية الحليب التي ينتجها الثدي، وقد يؤدي إلى إيقاف إدرار الحليب تمامًا في حالة الاستمرار في تناوله لفترة طويلة.
2. حبوب منع الحمل المصغرة:
تحتوي حبوب منع الحمل المصغرة على هرمون البروجستيرون فقط، وهي أقل قوة مقارنة بالحبوب المركبة، إذ يجب الالتزام بتناولها يوميًا في الموعد نفسه دون تأخير حتى لا تقل فعاليتها، لكنها الخيار الأمثل لمنع الحمل لدى الأم المرضعة.
يعيب هذا النوع من الحبوب أن فعاليته تقل بعد مرور 6 إلى 9 أشهر من الولادة، لذا يجب استبدالها بنوع أقوى تأثيرًا بعد مرور 6 أشهر، إذ إنها لا تمنع التبويض، بل تعمل على تغيير خصائص عنق الرحم بحيث لا يسمح بمرور الحيوانات المنوية من خلاله إلى الرحم ومن ثم الوصول إلى البويضة.
الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل:
توجد بعض الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل، إذ قد تسبب بعض الأعراض المزعجة مثل اضطراب المزاج والشعور بالغثيان وزيادة الوزن وتورم الثديين، ولكن تختلف طبيعة الأعراض وقوتها من امرأة إلى أخرى، ولكنها في النهاية قد تكون أنسب وسائل منع الحمل المتاحة للأم وفقًا لحالتها وظروف حياتها.
وأخيرًا، إذا كنتِ لا ترغبين في حدوث حمل خلال فترة الرضاعة، اسألي طبيبكِ عن وسيلة منع الحمل المناسبة لكِ، واتبعي تعليماته بدقة. ولا تتناولي أي نوع من حبوب منع الحمل دون استشارته أولًا، فهو أدرى شخص بحالتكِ والأنسب لكِ.
supermama.me