الصداقة هي إحدى القيم النبيلة في حياتنا، وإذا كنا وُفقنا في إيجاد أصدقاء أوفياء في حياتنا، فبطبيعة الحال نتمنى لأبنائنا أن يجدوا الصديق الحق والوفي كي يصحبهم إلى بر السلامة وليس العكس. فالصديق له تأثير كبير على صديقه سواء من الناحية الأخلاقية أو الدراسية أو الاجتماعية، ومن المهم أن يكون للابن أصدقاء يتواصل معهم ويشاركهم مخاوفه وما يقلقه، وقضاء أوقات ممتعة معهم حتى لا يشعر بالعزلة والوحدة.
ونتيجة لأنه من الصعب جدًّا التحكم أو التأثير على اختيارات المراهقين أو من يقاربون على هذه المرحلة العمرية، فكان من الضروري أن نوجه لكِ بعض النصائح حول كيفية اختيار أصدقاء أبنائك والتي ستجدينها مفصلة في هذا المقال فتابعينا.
تمثل مرحلة المراهقة مرحلة انتقالية في حياة الفرد، ويبدأ ارتباطه يقل تدريجيًّا بالأسرة ويرغب في تكوين صداقات بنفسه، ولكن هذا الأمر يختلف حسب شخصية الابن والابنة، فهناك أبناء ذوو شخصية قوية ما يجعلهم قادرين على التأقلم مع المجتمع وتكوين صداقات دون الحاجة إلى مساعدة، وهناك نوع آخر من الأبناء الذين يغلب عليهم صفة الخجل أو يميلون إلى الوحدة، لذا يجدون صعوبة بالغة في تكوين صدقات أو الانخراط مع أصدقاء في مثل أعمارهم.
- راقبي أصدقاء أبنائك وسلوكياتهم عن بعد ووجهيهم إذا ما شعرتِ بعدم الراحة تجاه أحد منهم، مع الحرص على عدم إجبارهم على التواصل مع أصدقائهم أو التفاعل معهم بطريقتكِ أنتِ وليست طريقتهم.
- قدمي لأبنائك معايير عامة عن الأخلاق والسلوكيات، بحيث يختارون على ضوئها صديقًا مهذبًا يتناسب مع الصفات والقيم التي تربوا عليها وكذلك مستوى ثقافتهم وأخلاقهم.
- احرصي أنتِ وزوجكِ على مصاحبة أبنائكما والاهتمام بمعالجة الاختلافات في الرأي بالحوار والمناقشة، حتى تتوصلا إلى حل وسط.
- شجعيهم على التحاور معكِ ومع والدهم، حتى يكون أحدكما منبعًا لأسرارهم الذي يلجأون إليه إذا لزم الأمر دون الحاجة إلى اللجوء للآخرين.
- ادعي أصدقائهم إلى تناول العشاء أو وجبة خفيفة في منزلكم، حتى تتعرفي عليهم وتصدري حكمك الصحيح عليهم.
- اجعلي أبناءك يشاركون في أحد معسكرات الكشافة أو البعثات المدرسية أو فرق الألعاب الرياضية في ناديهم، فبالطبع سيقابلون هناك زملاء في مثل أعمارهم وقد يشتركون في الميول والتوجهات نفسها.
- كوني صداقات مع أولياء أمور هؤلاء الأصدقاء، لأن ذلك سيساعدكِ كثيرًا على تكوين رأي صائب حول أبنائهم، ومن يمكنه أن يكون صديقًا لهم ومن يجب أن يبتعد عنهم.
- كوني أنتِ وزوجكِ قدوة لأبنائكما بصداقاتكما، وسيكون الأمر جيدًا إذا ما أصبح أبناء أصدقائك أصدقاءً لأبنائك.
- تدخلي على الفور ولكن بصورة غير مباشرة إذا لاحظتِ أن هناك صداقات سيئة لأبنائك قد تقودهم إلى ارتكاب سلوكيات خاطئة أو الانحراف، مثل توعيتهم بالسلوكيات الخاطئة وعرضها أمامهم بشكل مفصل حتى يتمكنوا من التفكير وإصدار قرار صحيح.
إن الصداقة تفتح على أبنائك أبوابًا من الاختلاط مع أشخاص ذوي ثقافات مختلفة، وهذا يساعدهم على أن يكون لهم عالمهم الخاص في تعلم خبرات الحياة، ولكن تذكري دائمًا مقولة "الصاحب ساحب" ومن هنا يجب عليكِ كأم أن يكون دورك توجيهيًّا لهم عند اختيار أصدقائهم، مع الحرص على التدخل في حال شعرتِ أن هذا الصديق يشكل خطرًا عليهم.
.supermama