إذا كنتِ ترغبين في إجراء بعض التعديلات على ديكور غرفة طفلك الصغير، فعليكِ أولًا معرفة تأثير الألوان التي ستختارينها للحوائط أو الديكورات الداخلية على مزاج طفلك وسلوكه وحالته النفسية. فهل لاحظتِ من قبل مثلًا زيادة نشاط طفلك السلوكي أو حدته أو إصابته بالأرق وعدم الراحة عند الوجود في غرفة معينة لفترات طويلة؟ هل التفتِ لألوان الطلاء واللون الغالب في ديكورات هذه الغرفة؟أيضًا العكس، هل لاحظتِ خلود طفلك للنوم سريعًا في هدوء وسلام، أو زيادة قدرته على التركيز في المذاكرة أو اللعب، أو حتى تناول الطعام والاستماع لكِ في إحدى غرف المنزل عن الأخرى؟ كل ذلك لا يحدث هباءً بل إن تأثير كل لون من ألوان غرف منزلك يؤثر على طفلك وعليكِ أنتِ أيضًا بشكل ملحوظ، لذلك فإن خبراء علم النفس أوضحوا مدى تأثير كل لون من الألوان المتعارف عليها في ديكورات وطلاء المنزل، وأين يصبح استخدامه مثاليًّا، وعلى العكس متى يُستخدم بشكل خاطئ فيفقد خواصه الجيدة.
ما الألوان التي تؤثر على زيادة أو نقصان تركيز طفلك ومزاجه؟
أوضحت بعض الدراسات أن الألوان النارية أو الجريئة المتداخلة معًا بدرجات صارخة وحادة في ديكورات مفعمة بالحركة مثل الدوائر والخطوط والأشكال الهندسية، لا تساعد أبدًا على زيادة تركيز طفلك، بل تدفعه أكثر للتشتت وعدم الراحة وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة، بالإضافة على تأثيرها الواضح في سلوكياته كزيادة الحركة والعنف والسهر و التوتر مع إجهاد النظام العصبي للطفل فيزداد في الصراخ والصوت العالي والبكاء غير المبرر .
وعلى رأس هذه الألوان اللون الأحمر الصارخ والأصفر المستردة أو الجريء، وكذلك إحدى درجات اللون الأخضر الزرعي إذا مُزجت مع لون من الألوان السابقة. على الرغم من أن الألوان السابق ذكرها إذا استخدمت في غرف الطعام أو المعيشة مثلًا بشكل منفصل ومُزجت مع ألوان باردة كالأبيض والبيج، فإن تأثيرها سيكون عظيمًا كفاتح للشهية ومصدر للطاقة والسرور والبهجة والاتساع في الأماكن الصغيرة والحث على الإبداع. لكن لا ينصح بها في غرف الأطفال سواء للرضع أو في مرحلة المدرسة وما قبلها.
ما الألوان التي يُنصح باستخدامها في غرف الأطفال؟
اللون البرتقالي الهادئ، والأزرق بدرجاته الدافئة، مع الأخضر المضاف له الكثير من الأبيض، وكذلك اللون الوردي وبالطبع الأبيض. فجميع هذه الألوان يُنصح باستخدامها بدرجات هادئة مثل درجات ألوان "الباستيل" الترابية، حيث تبعث الطاقة والسرور والراحة والسكون في غرفة طفلك، وتزيد من قدرته على التركيز والإبداع وتحسن سلوكه المفرط وكذلك نمط نومه.
فدرجة اللون الأخضر الهادئة تعمل كمهدئ للأطفال الصغار، بينما الأزرق الدافئ يستخدم لتقليل القلق والتوتر والإجهاد، لذلك ترونه مستخدمًا بكثرة في المستشفيات وغرف الأطفال الرضع، إذ يساعد على الشعور بالسكون والنوم الهادئ وراحة الذهن والعين وتقليل نوبات الغضب والصراخ.
أما اللون الأبيض فيعطي إحساسًا بالوسع والسكون والشعور بالاطمئنان لدى الصغار، ويعمل اللون الوردي كمهدئ وباعث على الراحة والشعور بالانتعاش أيضًا.
بشكل عام ينصحك خبراء الألوان بعدم مزج أكثر من لونين في غرفة طفلك مهما كان حجمها، وبالأخص المساحات الصغيرة، على أن يكون أحد اللونين محايدًا دون أي ديكورات أو نقوش ورسومات. واحرصي كذلك على تجنب النقوش الكثيرة المتداخلة بشكل مزعج للعين والأعصاب، ويفضل في غرف الأطفال استخدام حائط واحد فقط أو جزء منه لعمل نقشة أو رسمة بسيطة ومتشابهة كالخطوط العرضية أو الطولية العريضة.
وأخيرًا، لا تنسي أن توزيع قطع الأثاث في غرفة طفلك وتجنب الاذدحام بها قدر الإمكان مع التهوية الجيدة ودخول ضوء الشمس ووجود إضاءة مسائية كافية وموزعة جيدة بالغرفة، كل ذلك يؤثر على مزاجه وتركيزه وحالته النفسية، لذلك تجنبي الكثير من مشاكل طفلك السلوكية بدءًا من لون طلاء غرفته.
supermama