نستطيع اليوم تحديد جنس المولود الذي نراه أمامنا من لون البطانيَّة، التي تغطيه. 
فمن المعروف لدى الجميع أنَّ اللون الوردي للبنات، والأزرق للأولاد. فما أن تعرف الأم نوع المولود حتى تهرع لشراء جميع مستلزماته بأحد اللونين على حسب جنسه. ولكن لماذا؟ ألم نتساءل يوماً عن الأصل وراء نسب كل من هذين اللونين لتحديد الجنس بشكل دامغ، ولماذا هذا التمييز في اللون حسب جنس الطفل؟
تابعي معنا التحقيق التالي لتتعرفي على تاريخ اختيار اللون الوردي للبنات والأزرق للأولاد.
الأبيض للبنات والأولاد
تقول الكاتبة جو بواتي مؤلفة كتاب (Pink and Blue: Telling the Boys from the Girls in America) قديماً لم يكن هناك تصنيف لوني حسب جنس المولود، فقد كانت ملابس الأولاد والبنات عبارة عن فساتين بيضاء، لأنَّ هذه أسهل طريقة لتبييض الملابس وتنظيف بقع الأطفال، وذلك حتى يبلغ الطفل عمر 6 أو 7 سنوات ثم يلبس ما يحلو له من ألوان تتناسب وطبيعة ملابس أسرته.
الوردي للأولاد والأزرق للبنات
وبحسب موقع Smithsonian.com فإنَّ مسألة ربط ألوان الباستيل مع الأطفال بدأ في منتصف القرن التاسع عشر، لكن بشكل معكوس، ففي عام 1918 كانت شركات تصنيع الملابس تختار الوردي للأولاد؛ لأنَّه لون أكثر جرأة وقوى بينما الأزرق الهادئ يناسب الفتيات. وكان هناك اتجاه آخر سائد في نفس الفترة وهو تصنيف ملابس الأطفال حسب لون بشرتهم وعيونهم.
الوردي لون الأنوثة
وفي عام 1940 كان الإتجاه السائد هو تصنيف الألوان حسب الجنس (الوردي للذكور، والأزرق للإناث)، لكن بعد إنتهاء الحرب العالميَّة الثانية وعودة الرجال لساحات العمل وتفرغ النساء لتربية أطفالهنَّ بدأت المتاجر تنتج خطوط أزياء باللون الوردي خاصة بالنساء. وفي عام 1947 أعلن المصمم كرستيان ديور عن إنتاج خط أزياء مثالي للنساء بعد الحرب وكانت أنثويَّة باللون الوردي، وهنا ترسخ الأعتقاد بأنَّ الوردي هو لون الأنوثة.
عودة الألوان بشكل محايد
في الستينات حاولت حركات تحرير المرأة وضع حدٍّ لهذا التمييز اللوني حسب الجنس، وكان المنطق الذي يستندون إليه أنَّه لا يوجد سبب بيولوجي يحدِّد ما اللون الذي يرتديه كل جنس، ولا يجب تربية الأولاد على التفرقة العنصريَّة حسب اللون والجنس. هذه الحركات كان لها صدى على المتاجر فبدأت تقلل من فكرة عرض الملابس الورديَّة للبنات وعادت مرَّة أخرى الملابس بشكل محايد لا تفرق بين الجنسين.
أحداث ما قبل الولادة
وفي الثمانينات وبسبب المال، وهو الأمر الأكثر نفوذاً في العالم، عاد اللون الأزرق للأولاد والوردي للفتيات، فمع ظهور إمكانيَّة تحديد جنس الطفل قبل الولادة حاولت المتاجر أن تستفيد من ذلك بعمل بضائع محدَّدة موجهة نحو الفتيات أو الأولاد، ونظراً لأنَّ كثيراً من الأزواج كان لديهم أكثر من طفل فكانوا يحرصون على التمييز بين ملابس الأولاد والبنات.
reference:sayidaty.net
