بينت دراسة حديثة نشرت نتائجها في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين عانت أمهاتهم من السكري في بداية مرحلة الحمل يواجهون خطراً أكبر للإصابة باضطرابات مرتبطة بالتوحد.
وقام الباحثون من مراكز "كايزر برماننت" الطبية في كاليفورنيا في دراستهم التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال أوف ذي أميريكان ميديكل أسوسييشن"، بتحليل الملفات الطبية الإلكترونية لأكثر من332 ألف طفل من أصول إثنية متنوعة مولودين في الأسابيع 28 إلى 44 من الحمل في جنوب ولاية كاليفورنيا بين العامين 1995 و2009.
وتابع الباحثون هؤلاء الأطفال على مدى 5 سنوات ونصف في المعدل، ولاحظوا أن الذين كانت أمهاتهم يعانين السكري خلال فترة الحمل قبل الأسبوع الـ26 واجهوا خطراً أكبر بنسبة 63% في الإصابة باضطرابات مرتبطة بالتوحد مقارنة مع باقي الأطفال الذين شملتهم الدراسة.
وأشارت آني شيانغ من مركز البحث والتقييم في مراكز "كايزر برماننت" الصحية إلى أن "تعرض الجنين لارتفاع مستوى السكر في الدم لدى الأم يمكن أن يكون له آثار مستدامة على النمو وحسن عمل أعضاء الطفل".
لكنها لفتت إلى أن "معرفة ما إذا كان السكري لدى الوالدة يمكن أن يعوق نمو الدماغ لدى الجنين، ويزيد خطر الإصابة باضطرابات التوحد أقل وضوحا".
وأوضحت الباحثة أن هذه الدراسة القائمة على الملاحظة أظهرت رابطا بين السكري لدى الأم خلال فترة الحمل وإصابة الطفل بالتوحد، لكنها لم تثبت ذلك.
كذلك، أشارت هذه الدراسة إلى أن الأطفال الذين عانت أمهاتهم من السكري بعد 26 أسبوعا من الحمل لم يواجهوا خطرا أكبر للإصابة بالتوحد بالمقارنة مع الأطفال الذين لم تكن أمهاتهم مصابات بالسكري قبل الحمل أو خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
وخلص معدو الدراسة أيضا إلى أن هذه النتائج قد تدعو إلى الاعتقاد بضرورة إجراء كشف مبكر للتوحد لدى الأطفال المولودين من أمهات عانين السكري قبل الأسبوع الـ 26 من الحمل.