أطفال الأنابيب هي إحدى طرق علاج العقم أو حالات تأخر الحمل الطبيعي لدى الأزواج، فعندما لا يستطيع الزوجان الإنجاب لفترة طويلة؛ ويكون عند أحدهما مشكلة تمنعهم من الإنجاب بطريقة طبيعية؛ فتكون هذه العملية علاجاً لهذه الحالات ولحدوث الحمل بإذن الله. وقد سُجِّلت أول عملية لأطفال الأنابيب في التاريخ في عام 1976م لسيدة بريطانية؛ أنجبت طفلتها بهذه الطريقة. ومن دواعي اللجوء إلى اطفال الأنابيب؛ هو حدوث حالات عقم سواء لدى المرأة أو لدى الرجل، وتكون عند المرأة سواء انسداد في القنوات ومن أهمها قناتي فالوب؛ أو وجود تشوُّهات في المبيضين أو أحمدهما؛ مما يمنع إخراج بويضة ناضجة قادرة على التخصيب أو لوجود مشاكل في الرحم. وبالنسبة للرجل؛ فتكون الأمور الخاصة بالعقم تتمحور حول الحيوانات المنوية، سواء من قوتها أو شكلها أو رجوعها، وقد تكون غير قادرة على الوصول إلى البويضة بسبب ضعفٍ في سرعتها.
وسُمِّيت هذه الطريقة بـ "أطفال الأنابيب"؛ لأن الإخصاب يحصل خارج الرحم في أنبوب اختبار، ثم بعد أن تتم عملية الإخصاب وتبدأ البويضة بالإنقسام تُعاد إلى رحم المرأة خلال خمسة أيام من تلقيحها. فتتم عملية الإخصاب خارج الرحم في أجواء مماثلة لتلك التي توجد داخل قناة فالوب، وتتم عن طريق سحب البويضات من المرأة بإبرة اختبار ووضعها في الأنبوب؛ ثم أخذ عينة من السائل المنوي للرجل ووضعها في نفس الأنبوب، ثم تترك العملية للإنتقاء الطبيعي من البويضة للحيوان المنوي الأقوى على اختراق غِشائها ليقوم بعملية التلقيح.
تبدأ هذه العملية بإجراء اختبارات على كِلا الزوجين لمعرفة السبب الحقيق وراء تأخر عملية الإنجاب، ثم يقوم الطبيب المُعالج بإعطاء الزوجة لأدوية لتنشيط عمل المبيضين؛ مما يؤدي إلى زيادة أعداد البويضات التي يُنتِجها المبيض من أجل الحصول على عدد أكبير منها. يتم جمع البويضات في أنابيب اختبار وبعدها يأخذ الطبيب السائل المنوي من الرجل ويتم وضعه في أنابيب الإختبار خلال مدة لا تتجاوز النصف ساعة من وقت إعطاء العينة، ويتم صرف هذا الوقت في تنقية العينة وإزالة الشوائب منها. وبعد أن يتم الإخصاب داخل الأنبوب؛ يُتابع الطبيب عملية انقسام البويضة المُخصَّبة ليتأكد من أن انقساماتها طبيعية وأنها تتاقلم مع المحيط الموجودة به.
قديماً كان يتم إرجاع الأجنة إلى رحم الزوجة بعد مرور خمسة أيام على وجودها في أنبوب الإختبار، ولكن لِما لهذه المدة الزمنية من آثار ومضاعفات قد تؤثر سلباً على الأجنة من ناحية الإنقسامات التي قد تؤدي إلى تشوُّهات في الجنين؛ فقد أصبح العلماء حالياً قادرين على تحديد البويضة المخصَّبة الأكثر ملاءمة لإعادتها إلى الرحم عن طريق مراقبة جميع الأجنة وموعد بدء الإنقسام الخليوي الأول؛ ثم عن عدد الإنقسامات اللاحقة وسلامتها، فيستطيع الطبيب أن يُحدد أي الأجنة هي الأفضل لإعادتها بعد يومين من إجراء التلقيح داخل الأنبوب.