هناك العديد من المسائل المتعلقة بالرغبة الجنسية لغير المتزوجين من الجنسين، والتي نادراً ما يتم مناقشتها بأسلوب علمي، بعيداً عن الدخول في الأحكام الدينية لمثل هذه المسائل، والتي يجب أن تلقى الاهتمام العلمي لتوضيح الحقائق لفئة الشباب والشابات، حتى لا تلجأ للحصول على معلومات مغلوطة من مصادر غير متخصصة.
وترى استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف، أنه من الطبيعي جداً الشعور بالإثارة الجنسية أثناء مرحلة البلوغ والتي تساعد الجسم والمشاعر على النضوج للوصول إلى مرحلة الاستعداد الجسدي والنفسي والعاطفي للزواج، ولعل أهم المشكلات التي يواجهها الشباب، هي العادة السرية، وأيضاً كيفية التنفيس عن الرغبة الجنسيةوالممارسة للشباب غير المتزوجين، وهي مشكلة يعاني منها عدد كبير جداً من الشباب ليس فقط الذكور و إنما الإناث أيضاً، في كيفية التعامل مع الاحتياجات الفسيولوجية الجنسية في مرحلة المراهقة والشباب ما قبل الزواج.
وموضوع المتعة الجنسية يتضمن مسألتين هامتين:
- الأولى: تتعلق بالمرحلة العمرية للانسان ومدى النضج الجنسي ودرجة التعود على هذه الطريقة للإشباع الجنسي .
- الثانية: تتعلق بتوفر الشريك لممارسة العلاقة الحميمة والتي تؤدي الى الحصول على الإشباع الجنسي للطرفين.
أما المسألة الاولى والمتعلقة بعمر الشخص ومفهوم المتعة الجسدية لديه، فقد وجدت الدراسات التي أجريت على بعض الأطفال في عمر الثالثة إلى الخامسة أن الطفل إذا تعرض للمس الأعضاء التناسلية لديه في هذه المرحلة قد يؤدي الى الشعور بالمتعة (دون ارتباط جنسي) وهو ما يعرف باللغة الانجليزية (( Pleasurable play )).
ثم يبدأ هذا الشعور بالمتعة لدى الطفل في التحول الى الاهتمامات الأخرى مثل الألعاب، الرياضة، الموسيقى (بعد سن السادسة) وتستمر هذه الإهتمامات إلى مرحلة البلوغ حيث يبدأ في التعرف على الإثارة الجنسية الحقيقية كالإنسان الراشد ولكن بدرجة أكثر نتيجة الإستجابة للقفزة في مستوى الهرمونات الجنسية، وتستمر هذه الحالة الطبيعية لعدة سنوات حتى تتحول إلى مرحلة العلاقة الحميمة مع الزوجة أو ما يعرف بالجماع.
وأما المسألة الثانية، فنجد من الممارسات الشائعة في هذه المرحلة بين الشباب و أيضاً الشابات هي ممارسة (العادة السرية) لتفريغ هذه الشحنات الجنسية وقد يتساءل البعض هل الزواج المبكر يعتبر حلاً لمثل هذه الحالة؟
الإجابة بإختصار لا يمكن أن يكون الهدف الرئيسي للزواج في هذه العمر هو إرضاء الرغبة الجنسية على حساب المسؤوليات والأعباء الاخرى المرتبطة بالزواج.
إذن ما هو الحل؟
سؤال يصعب الإجابة عليه بعيداً عن المنظومة الشاملة للإنسان سواء كان شاباً أو شابة، والمعتقدات الدينية التي تدعو للطهارة والرقي والزواج لمن استطاع، ومن الناحية العلمية قد يكون الإعتدال في الممارسة الحميمة الذاتية أحد الحلول المؤقتة خاصة اذا أوضحنا بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة بها.
وأحد أهم الأضرار التي تصيب الرجل و أيضا المرأة ولكن بصورة أقل عند التعود على العادة السرية، هو تأثيرها السلبي فيما بعد على العلاقة الزوجية المشتركة، إضافة إلى الشعور بالذنب وتأنيب الضمير في الحالات التي يؤثر عليها موقف الدين من مثل هذه الممارسات.
وهنا بعض الإرشادات التي تنصح بها الدكتورة منى، والتي تساعد على التخفيف من مثل هذه الحالة من الإثارة الفردية في غياب الزوجة أو الزوج، وحتى لا يقع الشباب في المحرمات:
1. محاولة تجنب المواقف والمواقع التي تؤدي الى زيادة حدة الإثارة الجنسية مثل المواقع الإباحية.
2. التحكم في عدد مرات الإثارة الذاتية وعدم الإفراط فيها قدر المستطاع.
3. تدريب الدماغ على الاحتفاظ بالصورة الذهنية المحببة لما سيكون عليه أطفالهم في المستقبل والتركيز على صورهم الذهنية مما يساعد على تشتيت التركيز على الصورة الجنسية المرتبطة بالموقف.
4. وضع الزواج ضمن أولويات الحياة والعمل على توفير المادة قدر المستطاع يساعد على جعل الدماغ يفكر في الزواج ككل وليس فقط في جزئية الجنس.
sayidaty.net