يتغيّر النظام الغذائي في رمضان، وتختفي الوجبات الأساسية الثلاث، لتأخذ مكانها وجبة الإفطار التي تعدّ أساسا اجتماعيا وغذائيا، حيث اجتماع العائلة والأقارب والأصدقاء من ناحية، وإطفاء الجوع والعطش بأطيب وأشهى المأكولات والمشروبات.
ثم تأتي وجبة السحور سندا ليوم الصائم الطويل، وهذه الوجبة ليست ثانوية على الإطلاق، فهي تحدد ما إذا كان الصيام في اليوم التالي سيمضي سلسا وسهلا، أم متعبا للجسم.
يشعر بعض الأشخاص بالجوع والعطش خلال شهر رمضان ويعود ذلك الى نوعية الأكل التي يتناولوها كونها تؤثر في عملية الهضم وطريقة التخزين لتتحول الى طاقةٍ ونشاط مما يوجب عليهم اختيار المكونات المناسبة لتحمل هذه العوامل.
صيفُ حار ومتعب يفقد الصائم نشاطه وحماسه للعمل فقد وقع رمضان هذه السنة في فترة "قلب الصيف" أي شهري يوليو وأغسطس عندما يكون النهار طويلًا والليل قصيرًا لذلك لا بد من معرفة الطرق الغذائية والأساليب التي تبعد العطش وترقد الجوع ريثما يضرب المدفع ويبدأ الإفطار.
تسبب بعض الأكلات العطش وكثرة التبول مما يؤدي الى جفاف الجسم لذلك ينصح الصائم بتخفيف كميات الملح وعدم تناول الجبنة المالحة كالحلوم واستبدالها بالعكاوي إضافةً الى الابتعاد عن المخللات والزيتون التي تزيد العطش وطلب الجسم للمياه.
على غرار ذلك يؤدي شرب الشاي الى سحب المياه الموجودة في جسم الصائم، فيكثر التبول الليلي. نتيجةً لذلك يعطش الشخص في اليوم التالي ويصعب عليه تحمل نشاف الفم لذلك نصيحتي لك هي شرب المياه بعد الإفطار وطيلة فترة الليل قبل شروق الشمس والاستغناء عن المشروبات الغازية لأنها تحتوي على الأملاح المعدنية.
من ناحية أخرى يفضل أخصائيو التغذية أكلاتٍ معينة لمحاربة الجوع فعلى السحور مثلًا يفضل تناول السكر البطيء الموجود في النشويات كالأرز والخبز إضافةً الى الخضار الطازجة والحبوب كالعدس، الفصوليا، واللوبياء لأنها تنثر الطاقة تدريجيًا في الجسم. أما البروتيين الموجود في الألبان فهو العنصر الأهم في السحور. على هذا الأساس تناولي كوبًا من الحليب أو اللبن مع قطعة من الخبز دُهنت بالزبدة والمربى.
علاوةً على ذلك يجب التركيز على المياه، التمر والبروتيين في الافطار من دون نسيان السلطة أو الشوربة التي تحضر المعدة للأطباق الرئيسية.
يعتبر التمر عنصرًا مفيد لأنه يحتوي على السكر السريع الذي يمتصه الجسم والفيتامينات الضرورية التي تساعد على إبعاد الجوع. اما الافطار الافضل فهو عبارة عن حباتٍ من التمر، صحن من الشوربة أو السلطة ثم طبق رئيسي مكون من الدجاج أو اللحم أو البيض، حباتٍ من الفواكه الطازجة وكوبٍ من اللبن.
استفيدي من هذه المعلومات المهمة وأغني ثقافتك الغذائية لتقضي ساعات النهار من دون الاحساس لا بالعطش ولا بالجوع.