يدفع حلم القوام المثالي الكثيرين إلى البرامج الغذائية أو حتى العمليات الجراحية، لكن بمجرد أن يتحقق الحلم تظهر مشكلة ترهل الجلد الذي يؤثر على الحالة النفسية والمظهر، فهل يمكن الجمع بين فقدان الوزن وصحة الجلد؟
بعد فقدان كيلوغرامات الوزن الزائدة تبدأ مشكلات أخرى في الظهور وعلى رأسها الترهلات التي تبدأ بالظهور على الجلد، علاوة على حدوث التهابات فيه وأحيانا روائح كريهة، ولا سيما عند فقدان الكثير من الوزن.
ويلعب العمر والنشاط الرياضي دورا مهما في حجم التغيرات التي تحدث في الجلد بعد فقدان الوزن. وفي بعض الحالات يستدعي الأمر الخضوع لعملية تجميل للتخلص من الترهل الذي يصيب الجلد بعد الوصول إلى الوزن المثالي، خاصة في أكثر المناطق التي يظهر عليها الترهل عادة وهي منطقة البطن والذراعين والفخذين والصدر.
ولا تتوقف المشكلة عند حدود الشكل الجمالي والتأثير السلبي على الحالة النفسية فحسب، بل إن ترهل الجلد يزيد من إمكانية الاحتكاك وبالتالي تزيد فرص حدوث الالتهابات والإصابة بعدوى فطرية، وفقا لما جاء في موقع "أبوتيكين أومشاو" الألماني.
كما أن ترهل الجلد يصعب تنظيفه، وهو ما يزيد أيضا من مخاطر التعرض لأنواع مختلفة من البكتيرياوالفطريات.
ونتيجة للضغوط النفسية والمشكلات الصحية الناتجة عن هذه الحالة، يلجأ البعض للتدخل الجراحي كوسيلة لشد الجلد واستعادة شكله الأصلي. وبالرغم من فاعلية هذه العمليات الجراحية التي يتم خلالها قص الجلد الزائد وخياطة الجلد مرة أخرى بعد شده، فإنها لا تخلو من مخاطر عديدة، إذ يتم خلالها خياطة طبقات عديدة من الجلد، وهو أمر يترك آثاره عليه بعد الجراحة.
ندوب
وقد لا ينتهي الأمر عند هذا الحد، إذ تحتاج بعض الحالات إلى جراحات تالية لمحاولة تقليل آثار الندبات التي تخلفها خياطة طبقات الجلد. في الوقت نفسه قد يتعرض المريض أثناء العملية لفقدان كميات كبيرة من الدم، فضلا عن الخطورة القائمة في جميع العمليات الجراحية نتيجة التخدير.
وثمة حلٌّ لتجنب هذه المشكلات أو على الأقل التقليل منها، وهو الفقدان التدريجي للوزن، فمشكلة الترهل تصيب عادة من يتبع أنظمة غذائية قاسية بهدف فقدان أكبر قدر ممكن من الوزن في أقل فترة ممكنة. وتكمن خطورة هذه البرامج في أن الجلد لا يجد الوقت الكافي ليعتاد على الوزن الجديد ويشد نفسه بشكل تلقائي.
وهنا يجب معرفة حقيقة مهمة عن الجلد وهي أنه يتسم بدرجة كبيرة من المرونة، وفي حال زيادة الوزنبشكل كبير فإن الجلد يبقى مشدودا لفترة طويلة من الزمن، وبالتالي يتأقلم على هذا الأمر. وعند فقدان الوزن بشكل مفاجئ يصعب على الجلد التأقلم على الوضع الجديد ويحدث الترهل. ومن المهم أيضا معرفة أن درجة مرونة الجلد تقل مع التقدم في العمر.
أما نقصان الوزن الناتج عن تغيير أسلوب الحياة وممارسة الرياضة والاعتماد على الأغذية المتوازنة الصحية، فهو يؤدي لفقدان الوزن بشكل بطيء، وبالتالي لا يشكل تحديا كبيرا على الجلد الذي يعتاد بدوره تدريجيا على الشكل الجديد.
كما أن الطعام الصحي يمثل تغذية مثالية للجلد أيضا بشكل يفوق مستحضرات التجميل المختلفة، وهنا يجب الحرص على تناول المواد المغذية والبروتينات والفيتامينات والدهون المفيدة.
والماء أيضا من أهم العوامل التي تساعد على الاحتفاظ بصحة الجلد عند اتباع الأنظمة الغذائية المختلفة، وهنا ينصح الخبراء -وفقا لموقع "غيزوندر آبنيمين" الألماني- بالماء فقط وليس العصائر الحلوة أومشروبات الطاقة وغيرها، والتي ربما تساعد في الاحتفاظ بنسبة السوائل في الجسم لكنها في الوقت نفسه تزيد من السعرات الحرارية وتعرقل عملية فقدان الوزن.
reference aljazeerah.net
reference aljazeera.net