"التحرر" من الشره إلى أكل اللحوم والتحول إلى الحبوب والحليب وغيرها هو المصطلح المتداول لأحدث صيحات الحمية الغذائية، مع إقبال متبعيها على منتجات توصف بـ"الصحية"، لكن البعض يقول إن هذا السلوك يشكل موضة مضرة.
كما يرى خبراء التغذية أن الإفراط في "المنتجات الصحية" ليس مفيدا دائما، وينصحون بالاستمتاع بالطعام وعدم المبالغة في مجاراة موضة التغذية الصحية بحرمان النفس من كل شيء.
ومن خلال موضة "التحرر" من اللحوم والتحول إلى الحبوب والحليب، يزداد ابتعاد الكثيرين بشكل طوعي عن تناول هذه المواد، وذلك لأنهم يشعرون أنهم غير قادرين على تحملها أو هناك مؤشرات تؤكد عدم تحملهم لها، حتى لو كان قادرا على تحملها في الحقيقة.
ومن بين هذه المواد الغلوتين (يوجد بنسب معينة في دقيق القمح) واللاكتوز (سكر الحليب) وسكر الفواكه والخميرة، وهذا يطرح تساؤلا عن ما إذا كان الجيل الحالي قد أصبح أكثر حساسية تجاه هذه الأطعمة وأقل قدرة على تحملها بالفعل؟
هذا التوجه استغله مصنعو المواد الغذائية مما تسبب في ازدهار تجارة بعض المنتجات ومن بينها مثلا، المنتجات الخالية من الغلوتين. إذ تضاعفت مبيعات هذه المنتجات مثلا بين عام 2007 و2013 بنسبة 100% في ألمانيا.
دراسة
لم تعد مشكلة "عدم تحمل" بعض الأطعمة عائقا بالنسبة لأولئك المتضررين منها، وذلك بوجود الاختيارات الواسعة من المنتجات البديلة. ولكن هذه المنتجات يقبل البعض على شرائها رغم أنهم لا يعانون من مشكلة "عدم تحمل" الأطعمة. إذ أظهرت دراسة أن غالبية المستهلكين للمنتجات "الخالية من اللاكتوز" هم من الأشخاص القادرين على تحمل الحليب الغني باللاكتوز. ولكن قناعتهم بأن "التحرر" من اللاكتوز هو أفضل وصحي أكثر، تدفعهم لشراء المنتجات الخالية من اللاكتوز.
وهذا السلوك ينتقده بعض خبراء التغذية، إذ يرون أنه لا بد من الاستمتاع بالطعام بدلا من المبالغة في التوجه نحو التغذية الصحية، خاصة عندما لا يكون لدى الشخص حساسية أو عدم تحمل من الأساس للغذاء المحذوف، وهو ما تراه البروفيسورة روكيرت جون.
وحسب الخبيرة الألمانية يبقى الطعام وسيلة تساعدنا على منح الجسم ما يحتاجه من طاقة ومواد ضرورية فضلا عن أن العلم يتطور بشكل مستمر، وكثير من الأطعمة اعتبرت في وقت ما مضرة بالصحة، لتظهر فيما بعد نتائج دراسات أخرى عكس ذلك.