JMD متلازمة تكيّس المبايض ( PCOS)
يعتبرمرض تكيس المبايض PCOS)) Polycystic Ovary Syndrome حالة مرضية شائعة ، قد تسبب هذه الحالة عدم إنتظام في الدورة الشهرية ، زيادة في نمو شعر الوجه و الجسم ، زيادة في حب الشباب كما أنه يمكن أن يكون سبب في تأخر الحمل . و كثيراً ما يكون مصاحباً بزيادة في الوزن (السمنة). أهم عناصر العلاج هو تنزيل الوزن و علاج الشكوى الرئيسية بشكل خاص . بهذه المعلومات الطبية بدأ الدكتور رامي حمزة استشاري أمراض العقم و أطفال الأنابيب
المبايض تفقد القدرة على اختيار البويضة
ما هو مرض تكيس المبايض؟
حتى نفهم هذا المرض سوف أوضح ماذا يحدث في الإباضة الطبيعية . كل شهر تقوم احد المبيضين بتحضير عدد كبير من البويضات ليتم اختيار أحدها للإباضة . كما أن المبيض يفرز الهرمونات اللازمة للحمل و الأنوثة مثل الإستروجين و البروجستيرون و كمية قليلة جداً من الهرمون الذكري التستوستيرون . أما في حالة تكيس المبايض بأن المبايض تفقد القدرة على اختيار البويضة فبالتالي لا تحدث الإباضة . و يظهر المبيض على جهاز السونار كبير الحجم (أكبر من 10سم3 ) و ممتلىء بالحويصلات الصغيرة أو الأكياس الصغيرة التي لا يزيد حجمها عن 9مم . و يصحب هذا اضطراب في النظام الهرموني و زيادة في إفراز هرمونات الغدة النخامية (LH) و زيادة في هرمون الذكورة التستوستيرون.
يعتبر مرض خلقي و المرأة مسؤولة عن تطور أعراضه
و ماذا عن أسباب هذا المرض ؟
هذا المرض شائع ، حيث أن حوالي 20-30% من سيدات المجتمع يعانون من هذا المرض إلى حد ما ، و هذا يجعله ظاهرة مرضية أكثر منه حالة مرضية . السبب المباشر لهذا المرض مجهول ، لكن بشكل عام هو مرض خلقي حيث يكون للمرأة القابلية لتطوير أعراض هذا المرض إذا توفرت الأسباب و أهمها زيادة الوزن . زيادة هرمون الأنسولين من العناصر المهمة في هذا المرض و تكون هذه الزيادة بسبب عدم إستجابة لواقط هذا الهرمون إلى تحفيز الأنسولين ، و ينتج عن هذا اضطراب في عمل المبيض . زيادة الوزن (السمنة) أهم سبب لزيادة تعقيد المرض و ذلك لما يسببه في زيادة في هرمون الأنسولين و اضطراب في عمل الغدة النخامية و زيادة هرمون (LH) الذي يزيد مشكلة إنعدام الإباضة . مرض تكيس المبايض ليس وراثيا بالتمام و لكنه قد يكون شائعاً أكثر من بعض العائلات.
تأخر في الدورة الشهرية من أهم الأعراض
و ما هي أعراض و مضاعفات مرض تكيس المبايض؟
تتفاوت الأعراض بحسب المشكلة ، فإذا كانت المشكلة إنعدام في الإباضة فأهم الأعراض هو تأخر الدورة الشهرية و عدم انتظامها . و إذا كانت السيدة متزوجة تكون هذه المشكلة مصحوبة أحيانا” بتأخر الحمل و الحاجة إلى أدوية لتحفيز الإباضة و المساعدة على الإنجاب . أما إذا كانت المشكلة زيادة في هرمون الذكورة فإن الأعراض تكون زيادة في نمو الشعر على الذقن و جانب الوجه و الجسم كما يكون مصحوباً في زيادة في حب الشباب على الوجه و الظهر . هذا و قد تتفاوت شدة الأعراض من سيدة لأخرى و من وقت لآخر . فقد تكون فقط على شكل زيادة خفيفة في شعر الوجه مع دورات شهرية منتظمة و قد تكون شديدة على شكل إنعدام في الدورة الشهرية و سمنة شديدة و زيادة في شعر الوجه و الجسم .
المحافظة على وزن طبيعي
ما هي المشاكل الطويلة الأمد؟
هناك زيادة في فرص الإصابة بمرض السكري و ارتفاع في ضغط الدم و زيادة في الكوليسترول و كذلك فرص الإصابة بالجلطات القلبية و الدماغية. أهم ما يمنع هذه التطورات هو المحافظة على وزن طبيعي بعيداً عن السمنة المفرطة . و في الحالات التي تنقطع الدورة تماماً في سن مبكرة هم أكثر عرضة لمشاكل بطانة الرحم و زيادة في نشاط خلايا بطانة الرحم .
إجراء السونار للمبيضين ضروري لتأكيد حجم و شكل المبايض
ما هي الفحوصات اللازمة ؟
الفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص هي مستوى هرمونات الغدة النخامية ، الغدة الدرقية ، هرمون التستوسترون ، هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) ، كما يفضل التأكد من فحوصات وظائف الكبد و الكلى و الكوليسترول و مستوى السكر . و إجراء السونار للمبيضين ضروري لتأكيد حجم و شكل المبايض ، كما أنه ضروري لقياس بطانة الرحم و شكلها .
ينصح بإستعمال أدوية هرمونية منظمة للدورة
ما هي العلاجات المتوفرة ؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض تكيس المبايض ، إنما العلاجات المتوفرة هي للتعامل مع أعراض المرض و السيطرة عليها و التقليل من المضاعفات المستقبلية . و أهم عناصر العلاج هو تقليل الوزن فهذا يحسن فرص الإباضة و انتظام الدورة الشهرية ، و تقليل الشعر الزائد و تقليل الأنسولين و بالتالي تقليل المضاعفات المستقبلية مثل مرض السكري . و تقليل الوزن ليس سهلاً فيجب الدمج بين برنامج غذائي مناسب و التمارين الرياضية و يمكن إستعمال بعض العلاجات في الحالات الشديدة . و يلاحظ أن أي تقليل في الوزن يكون ذات فائدة كبيرة لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية .
ينصح بإستعمال أدوية هرمونية منظمة للدورة الشهرية و ذلك لحفظ بطانة الرحم من التغير إلى خلايا نشطة أو حتى السرطانية في حالات نادرة . تكون هذه الأدوية على شكل حبوب مانع الحمل و يجدر الإشارة أن إستعمال هذه الأدوية لا يؤثر أو ينقص فرص الحمل في المستقبل بل على العكس تساعد في إستعادة النظام الهرموني . كما و يمكن إستعمال حبوب البروجسترون لمدة 5-10 أيام بشكل دوري و ذلك للحصول على دورة شهرية منتظمة .
بالنسبة لعلاج زيادة نمو الشعر فهي مشكلة ليست بالسهلة و بحاجة إلى وقت و المداومة على العلاج . و يمكن إستعمال أي من الطرق التجميلية الكثيرة و قد يكون إستعمال علاج الليزر من أفضل البدائل . بالإضافة إلى هذه الطرق يمكن إستعمال العلاجات التي تساعد على تنزيل هرمون التستوستيرون و هذه الأدوية تحتاج إلى 6-12 شهر لتظهر آثار العلاج و الإستفادة .
في حالات تأخر الحمل يكون المبدأ العام للعلاج هو تحفيز الإباضة ، و يمكن تحفيز الإباضة بعدة طرق أشهرها و أكثرها شيوعاً حبوب الكلومفين و تعطى لمدة خمسة أيام إبتداءً من أول أيام الدورة الشهرية ، و فرص الحمل بإستعمال هذا العلاج حوالي 50% . كما و يمكن إستعمال إبر الجونادو تروبن ، و هي تحتاج متابعة مستمرة خلال فترة العلاج و فرص الحمل حوالي 60-70% . و من العلاجات الجراحية لمرض تكيس المبايض هو كي المبيض عن طريق المنظار و فرص الحمل حوالي 40-50% كما أنه يسهل إستعمال العلاجات الأخرى . لكن يجب أن لا ننسى أن أهم جزء في العلاج هو تنزيل الوزن .
المتفورمين يحسن فرص العلاجات الأخرى من تحفيز الإباضة
نعرف أن علاج المتفورمين (الجلوكوفيج) من العلاجات المستعملة لمرضى السكري ، فما دوره في مرض تكيس المبايض؟
هناك العديد من الدراسات العلمية عن استعمال المتفورمين في علاج مرض تكيس المبايض ، و الفكرة من استعماله هو تحسين استجابة الجسم إلى الإنسولين الطبيعي فبالتالي يتناقص مستوى الإنسولين إلى المستوى الطبيعي و هذا قد يسمح للمبيض استعادة بعض من الوضع الطبيعي ، كما أنه يحسن فرص العلاجات الأخرى من تحفيز الإباضة . هذا و يعتقد البعض أنه بإستعمال المتفورمين في مرض تكيس المبايض قد يقلل من المضاعفات المستقبلية مثل أمراض السكري و ارتفاع ضغط الدم .
يختلف العلاج من سيدة لأخرى و من حالة لأخرى
هل هناك نصائح عامة لمرضى تكيس المبيض ؟
أهم شيء هو المحافظة على نمط حياة صحي ، فيه النظام الغذائي المناسب ، التمارين الرياضية ، عدم التدخين و المحافظة على الوزن المناسب .
كما أنصح بعدم الإستعجال في العلاجات قبل تنزيل الوزن و متابعة العلاجات في المراكز المتخصصة لأن العلاج يختلف من حالة إلى أخرى و من سيدة إلى أخرى .
د. رامي حمزة
استشاري أمراض النسائية و والتوليد
استشاري والعقم والمساعدة على الاتجاب
الانتقال لصفحة الدكتور رامي حمزة