JMD ماهي السمنة؟ وهل يمكن التخلص منها؟
السمنة هي زيادة الوزن بما يقارب 20%-30%من الوزن الطبيعي لذلك الشخص على شكل دهن متراكم على أعضاء الجسم، بحيث يثقل العبء عليها، ويرهقها لدرجة عدم القدرة على القيام بوظائفها على أكمل وجه، مما يؤدي بجسمه إلى الإصابة بالأمراض التي قد تكون مميتة، مما يضع السمنة على رأس أخطر الأمراض حاليا لارتباطها الوثيق بالعديد من الأمراض كمرض القلب وتصلب الشرايين،الضغط، الجلطات والسكري وأمراض الجهاز التنفسي والمفاصل وأمراض السرطان(الثدي،القولون) وعدم القدرة على الانجاب عند الطرفين، عدا عن آثارها في التقليل من القدرات العقلية والفيزيائية والاجتماعية، مما يدعو لإلى أخذ قرار في التخلص منها سريعا.
ما هي أسباب السمنة؟
هناك عدة أسباب تؤدي إلى ظهور السمنة منها خلل هرموني، عوامل وراثية كأن يكون أحد أفراد عائلتك يعاني من السمنة مما يزيد من خطر اصابتك بها، أو العادات الغذائية السيئة من زيادة تناول الوجبات وعدم الاهتمام بالنوعية وقلة التمارين الرياضية فضلا عن العوامل الفسيولوجية مثل زيادة تناول الطعام في حالة الغضب والسعادة والمناسبات، حيث تعتبرهذه من الاسباب الرئيسية للسمنة.
ما هي طرق علاج السمنة المفرطة؟
ليس هناك اثنان يختلفان في الرأي في أنها مشكلة ويجب إيجاد حل لها، وهذا يبدأ من المريض نفسه، حين شعوره برفض وضعه الحالي وصرخته في طلب التغيير، والتخلص مما هو عليه من سمنة تعيق نشاط حياته وتهددها بالخطر! والخطوة الأولى يجب أن تكون بالتعاون ما بينه وبين الطبيب المختص في هذا المجال، لتشخيص وضعه وكيفية التخلص من الوزن الزائد بالتدريج وبالطريقة الصحيحة، حيث يمكن أن تبدأ بمحاولة تخفيف الوزن عن طريق إرشادات وحميات غذائية واللياقة البدنية، وفي بعض الحالات يكون الوقت قد تأخر ومر زمن طويل على زيادة الوزن مع تكرارمحاولة تخفيفه من طرف المريض وحده، ولكن ومع تطور العلم فقد أوجد حل لمثل هذه المشكلة ومساعدة المريض على تقوية إرادته وعدم تركه معاودة المحاولة دون جدوى، مما يدفعه لليأس والإحباط وشاكل أخرى بلا حدود، وذلك عن طريق العمليات بامنظار الجراحي.
العمليات بالمنظار الجراحي، هو علم حديث بدأ في آخر الثمينينات وتطور في التسعينات، حيث لم يعد هناك داع لفتح البطن كاملا، بل عن طريق ثقوب في جدارالبطن لإدخال أدوات جراحية رفيعة وكاميرا دقيقة وبذلك يجري الجراح العملية بمتابعتها بشاشة مرتبطة بتلك الكاميرا عوضا عن فتح البطن ومخاطره وبمدة أقصر.
وظهرت هذه العمليات لما استدعته الحاجة من زيادة مطردة في الوزن لدى أشخاص لا يملكون القدرة على إنزال وزنهم للطبيعي أو المحافظة على ما فقدوه والثبات عليه بعد بذل جهد كبير في ذلك، بل على العكس! يعودوا لما كانوا عليه بعد فترة قصيرة، وربما بوزن أعلى! وهنا يظهر دور الجراحة في مساعدة هؤلاء الأشخاص من بداية نزولهم حتى الثبات دون العودة إليه، وذلك عن طريق عمليتين شائعتين في هذا المجال، لما أثبتتاه من نجاح لدى العديد من الأشخاص الذين سجلوا في تاريخهم الكثير من المعاناة والفشل، ألا وهي حزام المعدة وتدبيس المعدة، والتي ينصح بأي منها حسب كل حالة على حدة.
بالون المعدة في علاج السمنة:
- يجرى عن طريق الفم بدون تخدير عام او جراحه.
- يقوم البالون باخذ حيز داخل المعدة واعطاءالشعور بالشبع بعد وجبات صغيرة، هي عمليه تتم بواسطة منظار المعدة ويكون التخدير موضعيا، ولا يحتاج إلى أكثر من 30 دقيقة. و يجب أن يكون المريض صائما .يجرى البالون للمرضى الذين لا تتجاوز زيادتهم في الوزن اكثر من 20 كيلو غرام، والبالون فترته مؤقتة لا تتجاوز 6 اشهر.
حزام المعدة:
هذه العملية تحد من كمية الطعام بوضع حزام سيليكوني مملوء بسائل معقم حول الجزء العلوي من المعدة، والحزام موصول بخزان يوضع تحت الجلد أثناء العملية، حيث يمكن الطبيب من تغيير حجم السائل الموجود في الحزام بزيادته وتضييقه، أو التقليل منه ونوسيعه وذلك حسب الحاجة.
فهذه العملية تتم دون قطع أو وصل، مع إمكانية التحكم به أو إعادة الوضع لما كان عليه سابقا في حال وجود مشكلة مع الحزام، أو لا يستطيع التأقلم مع حياته الجديدة، ولكنها تتطلب متابعة منتظمة للحصول على أفضل النتائج المرجوة مع بعض النصائح والارشادات الغذائية والطبية.
. بعد العملية قبل العملية
تدبيس المعدة :
هي عملية قص المعدة بالمنظار الجراحي بشكل انبوب بدون تحويل وهذا ما يسمى بتكميم المعدة
وتجرى هذه العملية لتغيير حجم وتقليل كمية الغذاء الممتص من الامعاء .
قص المعدة مع تحويل مسار
هي عملية تدبيس المعدة في الجزء العلوي وإيصاله بالأمعاء الدقيقة مباشرة بحيت يقصر طريق مجرى الطعام للوصول إلى الأمعاء الدقيقة، ولا يستطيع الشخص إلا أخذ كميات صغيرة، وفي بعض الحالات تنقص كمية امتصاص الطعام من الأمعاء، وتجرى هذه العملية بالمنظار الجراحي أيضا.
في كلتا الحالتين، العملية الجراحية هي وسيلة لمساعدتك للحصول على الوزن المطلوب وتثبيته، ولا بد من التأكيد مرة أخرى على أن السمنة(البدانة) بعد حد معين تصبح حالة مرضية ويجب علاجها قبل تفاقم الوضع الصحي للشخص، وهذا يتطلب زيارة أهل الاختصاص لإعطاء النصيحة اللازمة.
فقد حان الوقت الآن للتحرر من السمنة والأمراض والتعب النفسي والجسدي.... حان الوقت لأخذ خطوة جادة نحو حياة جديدة..... أمامك الحلول وبيدك القرار، أيها تختار تستطيع أن تخلصك من السمنة، وتعود لتشارك أسرتك وأطفالك وأصدقائك حياتهم الطبيعية الصحية.
ماذا يحدث لمرضى السكري اللذين يعانون ايضا من السمنة المفرطة عند علاج السمنة ؟
مرض السكري نوعين:
1. النوع الأول هو الذي يعتمد على مادة الانسولين من الصغر
2. أما النوع الثاني من السكري والمصاب به معظم الاشخاص اللذين يعانون من السكري فيتحسن او يختفي مباشرة بعد علاج السمنة المفرطة، و تبلغ نسبة الشفاء من مرض السكري بنسبة 70-90 % والذي يتمثل إلى عدم حاجة الشخص الى اخذ اي نوع من انواع الادوية لمرض السكري. وما تبقى من الاشخاص يحدث لديهم تحسن جيد بحيث تقل كميات الادوية التي يحتاجون لها لتنظيم السكر في الدم. تعمل عمليات السمنة المفرطة على تخفيف السكرفي الدم باتجاهين: اولا كميات الاكل تقل وتتوزع على ساعات النهار بحيث يستطيع الجسم بما عنده من كمية انسولين بأن يحرق السعرات الحرارية المأخوذة. وهناك ايضا تغيرات هرمونية تساعد على تقليل كمية السكر بالدم. تخفيف كمية الدهن في الجسم تساعد على زيادة فاعلية الأنسولين المفرز من البنكرياس و حرقة لمادة الجلوجوز.
هل يمكن علاج مرض السكري عن طريق هذه العملية ؟
لذلك احدث التطورات الحالية لعلاج السمنة المفرطة هو ارتباط هذه العمليات الحالية بعلاج مرضى السكري . الدراسات التي تقام حاليا وظهرت ايجابياتها هي هل تجرى هذه العمليات لمرضى السكري حتي لو كانت اوزانهم الزائدة ليست كبيرة اي مشعر الكتلة اقل من 30.
اما الاشخاص اللذين يعانون من زيادة الوزن ومؤشر الكتله اكثر من 30 فتبدو النتائج ممتازة جدا وفي تجربتنا الشخصية لهذا الامر هناك شفاء لمرض السكري بنسبة 70% عند هؤلاء الاشخاص، ويتمتعون بصحة افضل بعد هذة العمليات. كذلك مرضى الكوليسترول والدهنيات الثلاثية العالية احتمالية تحسنهم عالية من 60-70%.ايضا الكثيرمن مرضى ضغط الدم يتعافون من هذة الحاله بعد علاج السمنة. لذلك ننصح كل شخص بالمحافظة على الوزن الطبيعي للتمتع بصحة جيدة.
د. سامي سالم
مستشار جراحة الجهاز الهضمي - جراحة عامة
الانتقال لصفحة الدكتور سامي سالم