JMD شلل ألأطفال و متلازمة المشي المرهق بمساعدة اليد" Hand to knee Gait"
شللِ الأطفال Polio- هو مرض معدي حادُّ سببه فيروس virus polio تنتقل العدوى من خلال دخول الفيروس لجسم الطفل عن طريق الفم أو الاستنشاق وبعد ذلك ينتقل الفيروس للنظام العصبي المركزي عن طريقِ الدم و يستقر في خلايا الحبل الشوكي (مكانه المفضل)، مسببا الشلل للأعصاب الطرفية. المرض معروف منذ النصف الأول من القرن التاسع عشرِ ووردت أوّل التقارير و الأوصاف له من قِبل بادهام في إنجلترا في 1834 .
هناك ثلاثة أنواع من هذا الفيروسِ - النوعِ الاول و الثاني و الثالث – و ليست بين هذه الأنواع مناعة مشتركة و عليه فان المطاعيم مختلفة حيث انه من الوارد اصابة نفس الشخص بالأنواع الثلاثة.
سريرياً هناك ثلاثة مِنْ أنواعِ أيضا من الاصابة، ففي النوعِ الأول تكون الأعراض شبيهة بأعراض الرشح الخفيف و أغلبية هذه الأعراضِ تنتهي خلال إسبوع واحد فقط بدون اثار سريرية. أما في النوعِ الثاني فتكون الأعراض هي أعراض إلتهاب سحايا فيروسي بدون شللِ.
أما في النوعِ الثالث فتكون الأعراض مع علامات تهيج السحايا تتطور بعدها للشلل .
في هذا النوعِ من الشللِ المرض يتطور عبر ثلاث مراحلِ:
1. المرحلة الحادّة (من 5 الى 10 أيام)، الشللِ يبدأ عادة بعد ثلاثة أيام من بداية ارتفاع الحرارة، حمى الشلل تواكبها أعراض مثل الصداع، تصلب في عضلات الرقبة تشنّجات مؤلمة.
و بعض الحالات يتأثر جذع الدماغ وهذا يترافق مع شلل في عضلات التنفس.
2. مرحلة النقاهة، و التي تصل مدتها لثمانية عشرة شهرا وبعد ذلك قد يحدث تحسّن تلقائي.
3. المرحلة المُزمنة – وهي مرحلة الاستقرار للمرض مع وجود شلل في العضلات و فيها يتم التحديد النهائي لحجم الاضرار التي وقعت على العضلات و أصيب بالشلل التام أو الجزئي.
متلازمة المشي بمساعدة اليد Hand to knee Gait
انتشار الشلل على عضلات الأطرافِ السفلية يحد من قدرةَ المريضِ على المشي بدرجات متفاوته. فعندما تكون احدى الساقين في وضع طبيعي و قوَّة عضلاتِها جيدةً، وتكون عضلات الطرف الاخر مشلولة جزئيا، يصبح من الصعب على المريض السير بدون دعم خارجي للطرف المشلول. إن وضعية مفصل الركبة المعطوفة اجباريا تجبر المريض لوضع يده على فخذه ليرجعها للخلف لتكون مدعمة و تستطيع حمل وزنه. و عندما تكون العضلة الرباعية مشلولة تماما يصبح المشي شبه مستحيل بدون استخدام أجهزة دعم خارجية.
و في هذه الظروف فان تعديل وضعية الركبة يصبح حيويا للغاية و يَسْمح لمفصل الركبة بأن ينفرد تماما و سيُؤدّي بالضرورة لتحسينِ مدهش في مشية المريض و سيستطيع الاستغناء عن الأجهزة و كذلك عن استعمال اليد لدعم مفصل الركبة. ان مشيةُ الركبةِ اليدويةِ مُتعِبة ومؤلمةُ لأقصى الحدود و هي تمتلك كذلك تأثيرات سلبية على نفسية المصاب. و كثيرا ما يتعرض هؤلاء المرضى للسقوط التي قد ينجم عنها كسور في الأطراف.
عدم ثبتان المفصل يؤدي لتآكل وتَلف و احتكاك لكُلّ المفاصل المشاركة في عملية السير. كما أن الضغط المفرط على مفاصلِ الطرف السليم يعجل بظهور إلتهابِ المفاصل التعظمي الاحتكاكي، حيث أن الطرف المصاب عادة ما يكون متخلفا في نموه و يكون في العادة أقصر وهذا يؤدي لإرهاق الطرف السليم.
عبر أكثر من قرن كامل فكر ألاطباء و الجراحون الرواد بايجاد أساليب و وسائل لمساعدة المصابين بالشلل و عليه كانت هناك العديد من الاقتراحات للعلاج الجراحي و كذلك العشرات من الأجهزة الخارجية الداعمة للعضلات و الأطراف لمساعدة المرضى و تخفيف الامهم و معاناتهمَ.
بدأ بذلك فلكسمان في 1987 و استمرت المحاولات حتى يومنا هذا، فبالرغم من أنّ هناك نجاحات هائلة في هذا المجال، الا أن التعدد و التنوع الوظيفي و التركيبي للمرض، لا يزال يشكل عائقا واضحا أمام الحل القريب من النهائي.
من الممكن جدا تقسيم مراحل العلاج الجراحي لمشكلة شلل الأطفال لمرحلتين أساستيين:
1- المرحلة الأولى – استمرت حوالي تسعين عاما، و هذه المرحلة تميزت بتكديس المعلومات عن المرض و كيفية تطوره و ايجاد المطاعيم له و حملات الوقاية في كافة أنحاء العالم، و مما يذكر في هذا السياق، أن الأردن كان من أوائل الدول في العالم الذي أولى اهتماما بالغا و حقق نجاحات مبكرة جدا في الوقاية من هذا المرض الشرس و مكافحتة. في هذه المرحلة تم اقتراح العشرات من العمليات الجراحية الترميمية للأطراف للمساعدة على المشي و تخفيف المعاناة، و كان هذا في عصر ما قبل اليازاروف. ففي هذا العصر بالذات فان هذا المرض لم يستثني حتى الرئيس الأمريكي روزفلت و الذي أصيب به في سن متأخر نسبيا.
2- المرحلة الثانية و عمرها حوالي 40 عاما – هي مرحلة اليازاروف- حيث أن نتائج العلاج بدأت بالظهور – و حيث انها تستطيع حل عدة مشاكل دفعة واحدة- فعلى سبيل المثال، فانه من الممكن تعديل محور الفخذ و تطويل الساق و تعديل وضعية القدم و تثبيت الكاحل دفعة واحدة، مما يؤدي لتحسن هائل في المشى و التخلص من استعمال اليد و الأجهزة الداعمة و الالام المزمنه و كذلك من الحصول على مؤثرات الشد العظمي و منها تحسين الدورة الدموية في الأطراف. و على الرغم من المشاكل و المضاعفات و الانزعاجات المنزلية اليومية المواكبة لطريقة اليازاروف طوال مدّة العلاج الا أن هذه الطريقة شكلت اختراقا كبيرا في العلاج الجراحي للأطراف المصابة بشلل الأطفال.
أساليب و طرق العلاج:
إن المعالجةَ الجراحية أو التحفظية لوضعية العطف لمفصلِ الركبةَ و محاولة التخلص من المشي بمساعدة اليد، يعتمد بالدرجة الأولى على درجة العطف. بعض الجراحين يقولون بوجود مجموعتين و بعضهم يقسمهم الى ثلاث مجموعات - و هذا ما نعتمده نحن أيضا- (تقسيم Leong JC, Alade CO, Fang D. ).
المجموعة الأولى- محدودية تقدر ب 15 درجة فما دون؛ و يمكن معالجته تحفظيا،
المجموعة الثانية- محدودية تكون زاويتها من 15 درجة الى 50؛ و لا يمكن معالجته تحفظيا، و من الممكن اجراء جراحة بهدف تعديل محاور الطرف عن طريق اجراء قطع في أسفل الفخذ،
المجموعة الثالثة – المحدودية اكثر من 50 درجةِ، هذا النوعِ يفضل معالجته على مرحلتين – تحرير خلفي للانسجة الرخوة لمفصل الركبة للحصول على زاوية 50 فما دون، على أن تكون المرحلة الثانية اجراء جراحة بهدف تعديل محاور الطرف عن طريق اجراء قطع في أسفل الفخذ،
ان هذه الجراحات عند اجراؤها حسب الاستطبابات و عند استعمالها مع طريقة اليازاروف تعطي نتائج نتائج جيدة سنقوم بعرضها لاحقا.
الدكتور كاسترو سفاريني
استشاري جراحة العظام والمفاصل وتطويل العظام
تعرف أكثر على الدكتور كاسترو سفاريني