الصيام والحفاظ على الصحة والرشاقة

 

 

للصيام، قدرة كبيرة في الحفاظ على الصحة العامة، ورشاقة الجسم، وتخليصه من السموم والسمنة وبعض الأمراض. ويعد الصيام منذ القديم، وسيلة من وسائل المحافظة على رشاقة الجسم، وتخفيف البدانة، وزيادة لياقة الإنسان.

يقول ابن قيم الجوزية في كتاب (الطب النبوي): "الصوم جُنة من أدواء الروح والقلب والبدن، منافعه تفوق الإحصاء، وله تأثير عجيب: في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها، ولا سيما إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً وحاجة البدن إليه طبعا، ثم إن فيه من إراحة القوى والأعضاء ما يحفظ عليها قواها وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي تفريحه للقلب عاجلاً وآجلاً، وهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة، وله تأثير عظيم: في حفظ صحتهم".

ويضيف بالقول: "وهو يدخل في الأدوية الروحانية والطبيعية، وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعاً وشرعاً عظم انتفاع قلبه وبدنه به، وحبست عنه المواد الغريبة الفاسدة التي هو مستعد لها، وأزال المواد الرديئة الحاصلة بحسب كماله ونقصانه، ويحفظ الصائم مما ينبغي أن يتحفظ منه، ويعينه على قيامه بمقصود الصوم وسره وعلته الغائبة، فإن القصد منه أمر آخر وراء ترك الطعام والشراب، وباعتبار ذلك الأمر، اختص من بين الأعمال بأنه لله سبحانه، لما كان وقاية وجنة بين العبد وبين ما يؤذي قلبه وبدنه عاجلاً وآجلاً، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)، فأجد مقصودي الصيام: الجنة والوقاية، وهي حمية عظيمة النفع".

الصيام وسلامة المعدة:

إن عملية الطعام لا تنتهي ببلع اللقمة، وإنما تبتدئ بها، تلك اللقمة التي تحرك أجهزة البدن كافة لتدبريها، وإذا كان أكثرنا يقصر في أداء أعماله اليومية سواء أكانت تلك الأعمال جهداً عضلياً أو نفسياً أو فكرياً، فالقليل منا من يقصر في تشغيل معدته بما يلتهمه من الطعام طيلة النهار، ولذلك يغدو الجهاز الهضمي أكثر الأجهزة عملاً وتحملاً لأعباء الهضم الكبيرة، فإذا أمكن أن نريح أعضاء الجسم كافة والجهاز الهضمي خاصة، بنظام ثابت، طيلة شهر كامل لحصلنا بذلك على فوائد عديدة لا يمكن إنكارها ومنها:

1-  تخليص البدن من شحومه المتراكمة التي تشكل عبئاً ثقيلاً عليه، والتي تغدو مرضاً عندما تزداد، ذلك المرض هو داء السمنة، فالجوع هو أحسن الوسائل الغريزية المجدية في معالجة السمنة وإذابة الشحوم المتراكمة وتصحيح استقلاب الدسم بالبدن ككل، كما تقي الإنسان من مضار الأدوية المخففة للشهية أو الهرمونات المختلفة، التي قد يلجأ لها لمعالجة بدانته.

2-  طرح الفضلات والسموم المتراكمة.

3-  إتاحة الفرصة لخلايا الجسم وغدده لأن تقوم بوظائفها على الوجه الأكمل وخاصة المعدة والكبد والأمعاء.

4- إراحة الكليتين والجهاز البولي بعض الوقت من طرح الفضلات المستمر.

5-  تخفيف وارد الدسم على الشرايين، والوقاية من إصابتها بالتصلب.

6- الجوع يولد في الجسم رد فعل بعد الصيام، يتجلى برغبة في الطعام، وبشعور النشاط والحيوية، بعد أن اعتاد على تناول الطعام بشكل ممل.

أطباء غربيون ينصحون بالصيام:

فالصوم إذا أُحسن الالتزام بآدابه التي سنها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، يمثل أرقى أشكال المعالجة للجوع، هذا الشكل من المعالجة الذي بدأت أوروبا مع بداية نهضتها بالاهتمام به في معالجة الأمراض، فكتب الطبيب السويسري بارسيلوس يقول: "إن فائدة الجوع في العلاج قد تفوق بمرات استخدام الأدوية".

أمراض يعالجها الصيام:

بشكل عام فقد ثبت تأثير الصيام الجيد على الكثير من الأمراض وأهمها:

1-   أمراض جهاز الهضم: كما في التهاب المعدة الحاد حيث إن أساس المعالجة فيه هو الصيام لمدة 24 ساعة، كما يفيد الصيام في تهيج الكولون، وأمراض الكبد وسوء الهضم.

2-   البدانة.

3-   تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وخناق الصدر.

4-  التهاب الكلية المزمن الحابس للصوديوم، أو المسبب للوذمة.

5- الربو القصبي.

6-  الاضطرابات النفسية والعاطفية.

ولكي نحصل على فائدة الصيام المثلى، يجب الالتزام الصحيح بآدابه التي منها: تأخير السحور، وتعجيل الفطور، وعدم الإسراف في الطعام كمّاً وكيفاً، ولا يجوز التهام كميات كبيرة من الطعام، كما لا يجوز الإسراف في تنويع الأطعمة.

 

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل