آلام الرقبة.. الأسباب والعلاج / مركز التميز للعلاج الطبيعي

JMD الرقبة هي أكثر أجزاء العمود الفقري حركة فهي تحمل 15% من وزن الجسم ، ولكنها تحظى بحماية أقل من بقية أجزاء العمود الفقري كي تعطينا مدى حركة أكبر. ولأنها ليست محمية كالفقرات الصدرية المثبتة بالضلوع ، لذا فهي أكثر تعرضآ للألم والإصابة.

تتحمل الرقبة في الإنسان الكثير من الأعباء سواء في حال استخدامها بشكل سليم، وفي حال سوء استخدامها، وهو الغالب. والرقبة بالرغم من وظيفتها الأساس هي حمل الرأس والمساعدة على توجيهه في الاتجاهات المختلفة للحركة كالالتفات والنظر، إلا أن تلك ليست مهمة سهلة. وإذا ما أضفنا إلى هذا صعوبة وضعها بشكل صحيح واستخدامها بطريقة مناسبة لهيئتها وتراكيبها الداخلية، أدركنا سبب شيوع شكوى الكثيرين من آلامها المزعجة خاصة في آخر النهار وفي الليل.

 

ولو نظرنا إلى تراكيب الرقبة نجد أنها مكونة بالأصل من فقرات ضمن سلسلة العمود الفقري، تربط ما بينها أنظمة معقدة لكن محكمة الترتيب من الأربطة والأوتار والعضلات. وتمر من خلالها مجموعات كبيرة من الأوردة والشرايين والأعصاب وأعضاء أخرى كالمريء والقصبة الهوائية، ويلتصق بها عدد من الغدد الليمفاوية بالإضافة إلى الغدة الدرقية وجار الدرقية. منطقة مزدحمة إذن هي الرقبة.. نعم هي كذلك. وفوق هذا مطلوب منها الكثير في حين لا نساعدها كثيراً على نجاحها في أداء عملها، ثم ننزعج من شكواها بالألم! الرقبة متصلة بالجمجمة من عدة مناطق، وكذلك ملتصقة بالصدر والأطراف العلوية من عدة مناطق أيضاً. محاصرة هي الرقبة أيضاً.. نعم هي كذلك. وفوق هذا لا نعطيها مجالاً كي تتعامل بالطريقة الصحيحة مع ما هي ملتصقة به بقوة في الأعلى وفي الأسفل.

 

* أسباب ألم الرقبة

* ولو رجعنا إلى أسباب نشوء الألم في الرقبة، نجد أن عدة تراكيب قد تتسبب فيه، منها:

ـ إجهاد العضلات: الإفراط في الاستخدام وبشكل متكرر ولمدة طويلة. بمعنى شد أجزاء أو مناطق من عضلات الرقبة بلا مبرر أو داع، اللهم إلا الأوضاع غير السليمة التي نبقيها فيها لمدة طويلة أثناء الانشغال باستخدام الحاسب الآلي، أو مشاهدة التلفزيون أو استخدام الوسائد غير الصحية أثناء النوم، وحتى الضغط على الأسنان. كلها حالات تؤدي بالعضلات في الرقبة إلى الوصول إلى مرحلة الإجهاد وبدء الشعور بالألم من ذلك.

ـ التهابات المفاصل: والرقبة في هذا الشأن لا تختلف عن بقية الجسم. إذْ بها ما يكفي من المفاصل كي تكون عرضة للالتهابات فيها، وبالتالي بدء الشعور بالألم منها. وعلى وجه الخصوص نتيجة لسوء الاستخدام المتكرر ومع التقدم في العمر.

ـ اضطرابات الفتق للأقراص البينية فيما بين كل فقرة وأخرى: أو ما يُسميه البعض خطأً بالانزلاق الغضروفي، والتي في الحقيقة لا توجد فيها أية غضاريف ولا يصيبها أي انزلاق، بل هي وسائد مكونة من حلقة من الألياف القوية تحتوي في باطنها مادة جيلاتينية. وعند حصول الفتق تتسرب كمية منها لتضغط على الأعصاب المجاورة وتتسبب بالتالي في الشعور بالألم أو التخدير في مناطق أخرى كاليدين.

ـ الإصابة المباشرة، كالتي تحدث أثناء حوادث السير أو السقوط أو الارتطام أو الوقوع أو غيرها.

* مراجعة الطبيب

* والسؤال الذي يُلح كثيراً، هو متى تجب مراجعة الطبيب لفحص الشكوى من ألم في الرقبة. وحول هذا الأمر يقول الباحثون من مايو كلينك بأن ملاحظة أحد أربعة أمور تستدعي مراجعة الطبيب، فالألم العادي نتيجة إجهاد العضلات يعلمه الكثيرون ويدركون أنه يخف بالراحة وباتباع الطرق السليمة في الجلوس أو تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفزيون أو النوم أو غيره. لكن حتى هذا النوع من الألم لو لم يخف في خلال أسبوع فإن من الأفضل مراجعة الطبيب. والحالات التي تستدعي المراجعة تشمل:

ـ ألم شديد في الرقبة نتيجة إصابة في حادث أي كانت آلية حصوله، لأن هناك احتمالات تتجاوز الشد العضلي أو الإجهاد، لتطال تراكيب أخرى في الرقبة يجب فحصها والتأكد من سلامتها وخاصة العظام التي تشكل الفقرات. حيث ان الفقرات في الرقبة تختلف شكلاً عن بقية فقرات العمود الفقري بوجود زوائد على شكل شوكات تخرج من عدة مناطق فيها.

ـ الألم الضارب، بمعنى أن الألم ينتقل إلى الكتفين أو أجزاء من أحد الأطراف العلوية بطريقة سريعة. وربما مصحوبة بتخدير أو تنميل كما يُقال نتيجة لتأثر أحد الأعصاب المزدحمة في الرقبة والمنطقة السفلية فيها. والملاحظ أن بعض آلام الأعصاب قد تستمر لعدة شهور، لذا فإن المراجعة لدى الطبيب ضرورية لاتخاذ اللازم في سبيل وقاية العصب من الضرر الدائم.

ـ بدء حصول الضعف في القوة العضلية، كالذي يظهر في أحد الأطراف العلوية أو الأطراف السفلية كذلك. لأن الأمر هنا يحتمل تعرض العصب المغذي لإحدى المناطق العضلية للضغط أو غيره، مما تستدعي تحريره مما يُؤذيه وعودة قوة العضلات دون إبطاء.

ـ ومثله بدء الشعور بفقد القدرة على التحكم الجيد بعمليتي إخراج الفضلات.

ودور فحوصات الطبيب، بعد فحصه السريري للمريض، مهم هنا للتشخيص ولمتابعة التحسن في الحالة. والأشعة العادية تُعطي الطبيب فكرة عامة، لكن لا غنى عن الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتبين حال الفقرات والأقراص البينية لها والأعصاب. وقد يستدعي الحال فحوصات أخرى يراها الطبيب مناسبة في حينه.

* الثلج علاج

* المحاولة المنزلية لتخفيف الألم بالمسكنات من نوع غير الستيرويد كالبروفين والفولتارين أو حتى البنادول تجدي في غالب أحوال إجهاد العضلات أو التهاب المفاصل أو الالتهابات الناجمة عن الإصابة.

والثلج أحد الحلول المخففة للألم لو تم وضعها على المنطقة المُؤلمة، بينما الحرارة قد تفيد لكنها قد تعمل على تفاقم المشكلة.

وقد لا تُجدي هذه الأمور ويتطلب الحال علاجا طبيعيا أو الشد أو تناول عقار الستيرويد أو ارتداء حزام الرقبة أو غير ذلك. لكنها كلها ليست دون آثار سلبية، فالاستعمال المتكرر لحزام الرقبة يُضعف العضلات بدلاً من تقويتها. وتُعالج كل حالة على حسب سببها كفتق القرص بين الفقرات أو كسور عظام الفقرات وهكذا.

لكن تظل الوقاية هي الأساس في معالجة أكثر مشاكل الرقبة وآلامها.

* وسائل الوقاية من آلام الرقبة

* غالبية الآلام في الرقبة ناجمة عن إبقائها في وضعية سيئة أثناء استخدامها. والأساس في الاستعمال السليم للرقبة هو إبقاء الرأس في وضع منتصف (متوسط) ومتتابع مع امتداد العمود الفقري تحته، مما يعني أن الجاذبية الأرضية تساعد الرقبة وتخفف عن تراكيبها الضغط بدلاً من أن تتأثر الرقبة بها نتيجة حمل الرأس أو الوضعية بالنسبة للكتفين والصدر. ولتحقيق ذلك هناك عدة آليات وضعها باحثون من مايو كلينك والأكاديمية الأميركية لطب التأهيل الطبيعي:

ـ أخذ فترات من الراحة: أثناء قيادة السيارة أو العمل باستخدام جهاز الكومبيوتر مثلا، فيضع الإنسان رأسه إلى الخلف وفوق العمود الفقري لتخفيف الضغط على الرقبة. وأيضاً تخفيف الشد أثناء الضغط على الأسنان.

ـ وضع وسائد صغيرة أو ما شابهها خلف الرقبة والارتكاز عليها كي تراعي انحناءاتها الطبيعية وبالتالي تريحها أثناء الجلوس الطويل كما في الطائرة.

ـ إعادة التوازن إلى وضعية الطاولة والمقعد وجهاز الكومبيوتر كي يتم للعين التوجه بشكل متساو ومتوازن نحو شاشته. مع الحرص على الاعتماد على أجزاء اتكاء المرفقين في الكرسي والحرص على اقتناء الأنواع المزودة بها.

ـ استخدام سماعة الهاتف بشكل سليم وعدم الإطالة في ذلك. أي تجنب تثبيت السماعة بين الكتف والرقبة.

ـ تكرار إجراء تمرين الرقبة بشدها وإرخائها.

ـ تجنب النوم على البطن. واختر الوسائد التي تتبع الانحناء الطبيعي للرقبة والرأس.

 

صائح مهمة لمرضى الام الرقبة:

-
تجنب الإستمرار في وضع الجلوس لفترة طويلة خصوصآ الجلوس الذي تكون فيه مضطرآ لتثبيت وضع الرقبة في إتجاه واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون ، وإذا كان ضروريآ ذلك ، فإعتدل وإسترح كل 15 دقيقة على الأقل، وقم بعمل بعض التمرينات الخفيفة.

-
حافظ على وضع رأسك مستقيمآ أثناء الجلوس ، ويجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعمل عليها مناسبآ بحيث تمنع إنحناء رقبتك عليها ، ويجب أن يكون المكتب قريبآ منك.

-
يمكن وضع قاعدة خشبية مائلة صغيرة على المكتب لتساعد على القراءة أو الكتابة بدون إنحناء الرقبة بحيث يكون ما تكتبع أو تقرأه في مستوى النظر.

-
الوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة بحيث يكون مركزها في مستوى أنف الشخص الجالس أمامها، وتوضع لوحة المفاتيح (الكيبورد) بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل وغير مرفوعتين لأعلى ، ويكون الكوع مثنيآ بدرجة 90 (أي قائمآ) ، ويكون المعصم مسترخيآ في وضع 30 درجة.

-
الوضع الطبيعي للرأس هو أن تكون على إستقامة واحدة مع العمود الفقري بمعنى أنه عند النظر للشخص من الجانب تكون الأذن على خط واحد مع الكتف، وفكلما زاد تحرك الرقبة إلى الأمام من هذا الوضع زادت الضغوط على فقرات وعضلات الرقبة، فكل حركة للرأس للأمام بمقدار (2.5 سم)  معناه زيادة الضغوط على قرات الرقبة السفلي بمقدار وزن الراس وهكذا، لذا يجب المحافظة على الرأس في وضع مستقيم دائمآ.

-
تحنب وضع سماعة الهاتف أو المحمول(الجوال أو الموبايل) بين الكتف والرأس ، لأن ذلم يؤدي إلى تحميل زائد على فقرات وأنسجة الرقبة.

-
تجنب تعريض الرقبة لتيارات الهواء ، وحاول تحنب التغيرات المفاجئة للجو كالإنتقال من جو ساخن إلى التكييف البارد.

-
يمكن إستخدام وسادة تحت الذراعين بحيث يستند الذراعان عليها من الإبطين إلى الكوعين أثناء القراءة لضمان وضع الكتاب في مستوى النظر بدون إنحناء الرقبة ولتقليل التحميل الزائد على فقرات وأنسجة الرقبة وعلى الأكتاف ، حيث ستحمل الوسادة عنك وزن الذراعين والكتاب ، ويمكن إستخدام هذه الطريقة أثناء عمل التريكو أو الحياكة.

-
إن الجلوس على كرسي طويل مع مكتب قصير يضع الرقبة والظهر في وضع خاطيء.

-
تجنب القراءة أو مشاهدة التلفاز وأنت مستلق على السرير ، حيث تكون رقبتك في أغلب الأوضاع في وضع سيء.

-
عندما تعاني من نوبة تقلص والم بعضلات الرقبة والأكتاف ، يمكن وضع قربة المياه الساخنة وتحتها فوطة خفيفة على عضلات الرقبة والأكتاف لمدة 20 دقيقة ، أو تعريض عضلات الرقبة والأكتاف لتيار المياه الساخنة من الدش ، ولكن تحنب التعرض للتيارات الهوائية بعد ذلك مباشرة.

-
تجنب النوم أثنا ءالجلوس أو أثناء ركوب السيارة أو الباص.

-
على مريض الام الرقبة أن يتفادى حمل الأشياء الثقيلة أو دفع أو جذب الأشياء خصوصآ الثقيلة بقوة، وعليه تجنب الأوضاع التي يضطر فيها إلى رفع رأسه لأعلى لفترة طويلة مثل أعمل دهان السقف أو التأمل في السماء.

-
تحنب إستخدام النظارات ثنائية البؤرة(أي نظر وقراءة معآ) للقراءة من على شاشة الكمبيوتر.

-
أن يكون مقدار الضغوط داخل غضاريف الرقبة أقل أثناء النوم وأثناء الجلوس مع وضع معتدل للرقبة وتزيد مع إنحناء الرقبة وتزيد أكثر من رجوع الرقبة للخلف ومن ثم يجب تجنب هذين الوضعين (الإنحناء والرجوع بالرأس للخلف) قدر الإمكان لتجنب الضغوط ، ومن ثم الألم وتقلص العضلات.

-
حاول النوم مع الإحتفاظ برأسك ورقبتك في وضع مستقيم بحيث لا تكون الوسائد عالية جدآ أو منخفضة جدآ سواء كان ذلك وأنت نائم على جانبك أو على ظهرك.

-
تجنب إستخدام وسادة صغيرة جدآ أو صلبة أو من النوع الذي ينضغط بسهولة بحيث تصبح عديمة الفائدة، ويجب أن تكون الوسادة غير صلبة بحيث تأخذ شكل رأسك ، ولكن في الوقت نفسه ماتزال تملأ الفراغ ما بين السرير وبين رقبتك وعند النوم على جنبك ، وإذا كانا كتفاك عريضين إستخدم مخدة عالية بحيث تملأ هذا الفراغ ، وإذا كانا كتفاك غير عريضين إستخدم مخدة أصغر فما يحكم حجم الوسادة هو أن تجعل هذه الوسادة العمود الفقري للرقبة مستقيمآ مع باقي العمود الفقري ، ويجب ملاحظة أن المخدة لا توضع تحت كتفيك بل مابين رقبتك وكتفيك.

 

 

 

 

للمزيد من المعلومات الاتصال بمركز التميز للعلاج الطبيعي 

الدوار الرابع / شارع المتنبي (شارع مستشفى الخالدي ) / مجمع فيترو الطبي 67 

P.O.Box 830587
Amman11183 Jordan
Fax : +9624602024

Follow Us :
www.altamayuzcenter.com
https://twitter.com/AltamayuzCenter
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Phone +962/6/4602022/3 Mob : +962775222904

 

الانتقال لصفحة مركز التميز للعلاج الطبيعي

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل