جلالة الملك يفتتح التوسعة الجديدة لمركز الحسين للسرطان "جوهرة الأردن الطبية"

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، يوم أمس الأربعاء، التوسعة الجديدة لمركز الحسين للسرطان، لتتضاعف طاقته الاستيعابية من 173 إلى 352 سريرا، وتسهم في توفير أحدث تقنيات علاج أمراض السرطان ضمن مرافق متطورة ومتكاملة.

ونشر جلالته عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدة قال فيها: 'ما بدأ حلما لدى الحسين رحمه الله أصبح صرحا أردنيا عالميا ينقذ مئات الأرواح. نبارك توسعة مركز الحسين للسرطان ليستمر برسالته في خدمة الإنسانية'.

وشملت التوسعة إنشاء مبنيين جديدين، بمساحة بلغت 84 ألفا و700 متر مربع، لتتضاعف المساحة الإجمالية للمركز إلى 108 آلاف و700 متر مربع.

وجال جلالتاهما ترافقهما سمو الأميرة غيداء طلال، رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، في عدد من أقسام المركز، واستمعا إلى إيجاز من القائمين عليه حول أحدث المواصفات التقنية والطبية التي تم اعتمادها لخدمة المرضى والمراجعين.

كما اطمأن جلالتاهما على عدد من المرضى ممن يرقدون على أسرة الشفاء، وزارا غرفة الألعاب المخصصة لأطفال المركز.

ويتألف المبنى الأول الذي أطلق عليه اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من 13 طابقاً، ويضم 179 سريراً إضافياً، وقسما متكاملا للتصوير التشخيصي والعلاج الإشعاعي، ووحدة متكاملة لزراعة نخاع العظم، وغرف عناية حثيثة مخصصة للبالغين والأطفال، إضافة إلى أقسام للمرضى الأطفال وأخرى للبالغين وأجنحة خاصة.

أما المبنى الثاني، الذي أطلق عليه اسم سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فيتكون من عشرة طوابق تستوعب 250 ألف زيارة سنويا، ويشتمل على مركز خالد شومان التعليمي، ومركز طبي متكامل متخصص للمرأة، وأخر شمولي للأطفال، ومركز لعلاج الخلايا ومختبر الجينوم التطبيقية، الذي سيحدث نقلة نوعية في أبحاث السرطان التي يقوم بها المركز، كما يضم أول بنك عام لدم الحبل السري، وعيادات مرضى متعددة الاختصاصات.

ومن شأن التوسعة الجديدة تمكين المركز من إجراء 300 زراعة نخاع عظمي سنويا، وبذلك سيكون من أكبر مراكز زراعة النخاع العظمي على مستوى المنطقة.

وخلال حفل الافتتاح، أعربت سمو الأميرة غيداء طلال في كلمة لها عن التقدير الكبير لجلالة الملك عبدالله الثاني لدعم مسيرة المركز، الذي بات اليوم وبعد ستة عشر عاما على تأسيسه 'جوهرة الأردن الطبية'، ويمثل أرقى ما توصل إليه العلم في علاج السرطان.

وقالت سموها إن مهمة المركز بدأت عام ٢٠٠١ مع هيئة أمناء منحوا وقتهم وخبرتهم من أجل تميز المركز، وبعد عشرة أعوام من تكريس الجهود لضمان أفضل علاج للمرضى، كان من الملح إطلاق هذا المشروع الضخم، لاستيعاب الأعداد المتزايدة لمرضى السرطان.

وأضافت سموها أن هذا المركز الذي نرفع به رأسنا اليوم هو إرث جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، ويشكل فخرا للأردن.

وعرض، خلال الحفل، فيلم قصير عن المركز تضمن مراحل إنشائه والجهود التي بذلت لتمكينه من تقديم أفضل الرعاية الطبية والعلاجية للمرضى الأردنيين والعرب، مثلما سلط الضوء على دور جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم مسيرة مركز الحسين للسرطان، والتي تكللت بأن يكون المركز الشمولي الأول في المنطقة الحاصل على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة، والذي يعطي الأمل للآلاف من مرضى السرطان.

وكرّم جلالة الملك، خلال الحفل، عدداً من المؤسسات والشخصيات التي ساهمت في استكمال مشروعي المبنيين الجديدين، وهي الصندوق السعودي للتنمية، ومؤسسةْ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وصندوق أبو ظبي للتنمية، وعائلة المرحوم نزار النقيب، تقديرا لتبرعهم السخي الذي قدموه للمركز.

وحضر حفل الافتتاح سمو الأمير طلال بن محمد المستشار الخاص لجلالة الملك، وسمو الأمير حسين بن طلال، وسمو الأميرة رجاء بنت طلال، وسمو الأمير محمد بن طلال، وسمو الأمير مرعد بن رعد، وسمو الأميرة دينا مرعد، ورئيس الوزراء، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من الوزراء، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، وعدد من كبار المسؤولين والسفراء المعتمدين لدى المملكة.

يشار إلى أن التوسعة الجديدة ستزيد عدد الإدخالات السنوية للمركز إلى 14 ألف حالة سنويا، كما سيتمكن المركز من التعامل مع 7 آلاف حالة جديدة سنويا.

وأسهمت التوسعة أيضا في زيادة عدد غرف العمليات إلى 13 غرفة مجهزة بكل التقنيات الحديثة المتطورة، من ضمنها غرف متخصصة لإجراء عمليات الدماغ المتخصصة والدقيقة والمعقدة، كما زادت عدد وحدات العناية الحثيثة المتخصصة إلى 36 وحدة.

وحاز مركز الحسين للسرطان على عدد من الاعتمادات الدولية، أهمها اعتماد اللجنة المشتركة الدولية – شهادة برامج الرعاية الإكلينيكية، واعتماد الكلية الأمريكية لأخصائيي الأمراض. 

وفي مقابلة صحفية، قال مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور إن هذه التوسعة تشكل نقلة نوعية في رعاية مرضى الحسين للسرطان، وفي تاريخ الطب في الأردن والمنطقة، لاسيما وأن المركز بهذه 'التوسعة الطموحة' سيسهم في تخفيف الألم وإنقاذ الكثير من الأرواح.

وأضاف أن المركز سيعمل على إدخال برامج جديدة تضاهي البرامج في دول العالم المتقدم، وتؤثر إيجابا في حياة المرضى، من خلال توفير الدقة في التشخيص والعلاج، لافتا إلى أن المركز يحرص على تقديم أفضل الخدمات الطبية، وجذب أفضل التكنولوجيا في مجال العلاج والتشخيص، وإعداد الكوادر المؤهلة.

وقال إن التوعية من مخاطر مرض السرطان هي حجر الأساس، وقطعنا شوطا في مجال التوعية بسرطان الثدي ومكافحة التدخين وحاليا يتم التركيز على التوعية من سرطان القولون.

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف بن إبراهيم البسام إن المركز يعد من المراكز الرائدة التي تقدم خدمات جليلة للمرضى والمراجعين في الأردن والعالم العربي، فضلا عن دوره الإنساني النبيل.

وأشار إلى أن الصندوق أسهم بمبلغ 52 مليون دولار في مشروع التوسعة، مؤكدا أنه مع استكمال المشروع سيتم دعم الخدمات التي يقدمها المركز وبما 0يضمن زيادة طاقته الاستيعابية.

ولفت إلى أن المركز اكتسب سمعة عالمية متميزة، ولديه تعاون مشترك مع مستشفيات رائدة في العالم، منها مستشفى الملك فيصل التخصصي في السعودية، ومستشفيات في أميركا وأوروبا، منوها إلى دعم سعودي بقيمة 8ر1 مليون دولار لعلاج السوريين في المركز.

من جهته، قال نائب وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، نائب رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، أحمد جمعة الزعابي، إن مركز الحسين للسرطان يتمتع بسمعة مميزة، ويقدم خدماته للأردنيين وللمراجعين من خارج الأردن ضمن أفضل مستويات الرعاية الطبية والعلاجية.

وأضاف أن ما تم تقديمه للمركز هو تبرع في مكانه وللجهة المستحقة، ونسعى لدعم مثل هذه المراكز التي لها دور كبير في علاج المرضى وتقديم المساعدات العلاجية خصوصا لمرضى السرطان، مؤكدا أن ما يقوم به المركز من جهود ريادية وأبحاث طبية هو ما دفع مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية لتقديم هذا الدعم.

أما نائب مدير عام صندوق أبو ظبي للتنمية خليفة عبدالله القبيسي فأعرب عن الشكر للحكومة الأردنية والمركز على تسمية أحد المباني الجديدة باسم الشيخ خليفة بن زايد.

وقال حسنين النقيب، ابن المحسن العراقي المرحوم نزار النقيب، إن الأردن من الدول المتقدمة في المجال الطبي على مستوى المنطقة، مؤكدا أهمية مواصلة الدعم للمركز ولنشاطاته الذي أصبح يقدم خدماته ليس فقط للأردن بل لمنطقة الشرق الأوسط.

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل