الحول: الأعراض والعلاج / د.منير آندي

تحتل أمراض الحول نسبة عالية من أمراض العيون؛ حيث إن 20 % من الأشخاص يعانون من الحول الظاهر بالإضافة إلى أن 4 % يعانون من الحول خفي (الشطور) وعدم القدرة على رؤية الأشياء ثلاثية الأبعاد (المجسمة).
الحول هو عدم توافق عمل العضلات؛ حيث إن عيناً واحدة تتجه وتنظر نحو الهدف، مع عدم توازي محاور الرؤية للعينين بالاضافة لعدم استقامة العينين تجاه الجسم المنظور؛ أي الوضع الذي لا تلتقي به محاور الرؤية على الجسم المنظور في جميع اتجاهات الرؤية.
وهنالك حول حقيقي وهو عدم تلاقي محاور الرؤية على الجسم المنظور أو حول كاذب، وهو تلاقي محاور الرؤية لا على الجسم المنظور رغم أن المريض يعطينا انطباعا بوجود الحول لديه.
أنواع الحول
- الحول الداخلي الإنسي:
 هو الوضع الذي يلتقي به محاور الرؤية قبل الجسم المنظور (اتجاه العين جهة الأنف والثانية مستقيمة)، ويعد هذا النوع الأكثر شيوعا خصوصا لدى الأطفال.
هنالك أسباب عدة يعزى لها الحول الإنسي الكاذب من عدم اكتمال نمو الوجه أو قرب المسافة بين العينين أو اتساع مع هبوط في جسر الأنف.
ويعد هذا النوع من الحول الأكثر انتشارا بين الأطفال، لذلك ينصح بإعادة فحص الطفل بعد ثلاثة أشهر للتأكد من عدم مصاحبة حول حقيقي للحالة وبالأخص في حال وجود تاريخ مرضي لدى العائلة.
- الحول الداخلي الإنسي الخلقي:
يظهر هذا النوع خلال الشهور الستة الأولى من عمر الطفل، يظهر بالعادة عند الأطفال الأسوياء رغم شيوعه عند الأطفال الذين يعانون من شلل دماغي.
لكن في هذه الحالة يعد التدخل الجراحي هو الخيار الأسلم والأفضل للمريض لوضع العينين بوضعية مستقيمة قبل بلوغ الطفل ثمانية عشر شهرا إلى عمر السنة. 
هنالك أمور عدة يجب أن تجرى قبل الخضوع للعملية:
* علاج الكسل البصري إن وجد.
* القياس الدقيق لزاوية الحول.
- الحول الداخلي الإنسي التطابقي
يظهر هذا النوع فجأة عند الأطفال على عمر السنتين والنصف ومن الممكن ظهوره بين 6 شهور و7 سنوات بحيث تتجه العين الى الداخل، ويكون بالبداية متبادلا ومن ثم لعين واحدة بعد حدوث الكسل وفي الأغلب يعاني أحد أفراد العائلة من مد بصري أو حول أنسي توافقي.
ويكون العلاج في هذه الحالة بالعادة بارتداء النظارة الطبية، إلا بالحالات المهملة؛ حيث يتم حدوث تصليب للعضلات، وفي هذه الحالة يكون العلاج بالتدخل الجراحي.
- الحول الداخلي غير التطابقي
وهنالك أمور عدة تؤثر عليه من إجهاد عضلي أو نفسي؛ حيث إن الإجهاد يؤدي إلى فك قدرة الاندماج للصورتين المتكونتين على شبكيتي العينين والمرسلة إلى الدماغ، مما يعمل على فك الارتباط بينهم فيتحول الحول الخفي إلى حول ظاهر ويكون العلاج في هذه الحالة بإجراء تمارين على جهاز تصويب الحول لإعادة قدرة الدماغ إلى الربط.
وفي حالات معينة، يكون اللجوء الى التدخل الجراحي.
- الحول الخارجي الوحشي 
وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
* الحول الوحشي الكاذب، ويظهر عادة بسبب اتساع المسافة بين العينين أو الطرف الخارجي من الجفن العلوي، ويغطي جزء من الصلبة أو قصر الرابط للجفن الخارجي.
* الحول الخارجي الخلقي، يبدأ هذا النوع في سن مبكر؛ أي قبل ستة شهور، وتكون العينان تتبادلان للرؤية الأمامية والعين اليسرى تراقب اللجة لليسرى واليمنى للجة اليمنى، ويكمن العلاج بتدخل الجراحي لوضع العينين بالوضعية المستقيمة قبل السنتين من العمر.
* الحول الخارجي المتقلب، حيث يتقلب بين الظاهر والمخفي، ويكمن العلاج بلبس النظارة المناسبة وإجراء تمارين تقويم البصر، أما التدخل الجراحي فيكون اللجوء له بعد سن الخامسة من العمر.
إن علاج الحول يعد من أصعب طرق العلاج كونه بحاجة إلى تكاثف الجهود بين المريض وأهل المريض والطبيب مع الصبر والمتابعة الحثيثة، فإن سرعة حدوث التصحيح تعادلها السرعة نفسها في رجوع الحالة بعد الإهمال في المتابعة أو عدم لبس النظارة الصحيحة، لذلك علينا أن نبذل أقصى ما نستطيع لتشجيع المرضى وأهلهم على عدم المماطلة في العلاج وبدفعهم للمباشرة في العلاج حالما تم اكتشاف المرض للمحافظة على العين من الناحيتين الوظيفية والجمالية.
 

د.منير آندي

 إستشاري أول طب وجراحة العيون

 

 

 

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل