العدسات الداخلية المصححة متى تكون الخيار الأنسب؟‏ / د. قدري حجاوي

 

العدسات الداخلية المصححة اخر ما توصل إليه العلم الحديث في علاج الأخطاء  البصرية في حالات قصر وطول النظر الشديدين سواء كان مصحوبا باستجماتزم (لابؤرية ) أم لا.

 يتم انعكاس الاشعة عن طريق القرنية 

(الجزء الشفاف الأمامي ) للعين وعدسة العين الداخلية ومن هنا فان سقوط هذه الاشعة المعكوسة أمام أو خلف الشبكية يؤدي إلى وجود قصر أو طول نظر على الترتيب.

أما بالنسبة للاستجماتزم (اللابؤرية) فهو عدم تركيز الأشعة المنعكسة وسقوطها بشكل صورة ممتدة أمام أو خلف الشبكية وعدم تركيزها في نقطه واحدة.

ومع تطور الحياة الإنسانية وحاجة الإنسان للمحافظة على نظره بشكل أفضل تواصل اختراع الأدوات المصححة للنظر ابتدأ من النظارات البسيطة ومن ثم العدسات اللاصقة وبعد ذلك التخلي التام عن كليهما بواسطة استخدام الليزر او الليزك (حديثا) لتصحيح النظر عن طريق إعادة تشكيل سطح القرنية بالشكل الملائم والمناسب لتركيز الضوء  على الشبكية.

ولغاية السنوات القلائل الأخيرة كان الليزر أو الليزك يستخدم  لتصحيح الأخطاء البصرية عن طريق إعادة تشكيل سطح القرنية وهو الحل للاستغناء عن النظارات الطبية والحصول على رؤية أفضل إلا انه كان مصحوبا بوجود عدة معايير يجب تطبيقها على الشخص المراد إجراء التصحيح له من حيث العمر وسماكة القرنية ومقدار الضعف من قصر او طول او استجماتزم. إلى أن توصل العلم إلى زراعة عدسات داخلية مصححة لتعالج الأخطاء البصرية التي لايمكن ويتعذر تصحيحها عن طريق الليزر أو الليزك لعدم توفر المعاير الملائمة لاجراء التصحيح .

لذا يعتبر الحل والعلاج الأمثل في الحالات التالية :

·  وجود درجات قصر متوسطة أو شديدة (ست درجات فأكثر وصولاً الى 18  درجه قصر) سواء كانت مصحوبة باستجماتزم أم لا .

· بعض حالات طول النظر خصوصا المتوسطة والشديدة  (يعتبر  استخدام هذه العدسات مؤخرا حلا جذريا لمشاكل طول النظر لحد 10 درجات) سواء كان مصحوباً باستجماتزم أم لا .

· عدم ملاءمة القرنية للتصحيح سواء كان ذلك من ناحية عدم وجود سماكة مناسبة او وجود تحدب اقل أو أعلى من المقبول .

· وجود أو اشتباه وجود  قرنية مخروطية حيث انه وحتى فترة قربية من الزمن كان المريض الذي يعاني من وجود قرنية مخروطية محدودا باستخدام العدسات اللاصقة الصلبة للوصول إلى أفضل حدة إبصار وما يرافقها من مشاكل، ابتداء من عدم قدرة المريض على تحمل ارتدائها كونها صلبه وشعوره بوجود جسم غريب في العين ومساهمتها في التهاب العين المتكرر وكل هذه الأسباب التي تعيق الشخص من ممارسه حياته بشكل طبيعي.

وبعد ان جاءت عمليات تثبيت القرنية  لعلاج القرنية المخروطية والحد من تطور وتفاقم المرض كان استخدام العدسات الداخلية المصححة لتعيد الأمل والقدرة على الرؤيا بشكل أفضل دون معوقات العدسات اللاصقة الصلبة بواسطة زراعتها بعد إجراء عملية التثبيت بفترة زمنية كافية لتأكد من عدم تطور في التحدب واستقرار قرنية المريض.

يتم تصنيع العدسات الداخلية المصححة بناء على عدة فحوصات يخضع لها المريض لتأكد من ملاءمتها للعين  حيث يتم تصنيعها بشكل يناسب العين. 

- حساب درجات المريض والتاكد من دقتها.

- صورة طبوغرافية لسطح القرنية.

- عمل قياس للحجرة الأمامية للعين والتأكد من اتساعها لزراعه العدسة.

- عمل قياس لعدسة العين الاصلية .

- فحص ضغط العين وقاع العين (الشبكية).

من أهم ميزات العدسات المصححة انه يتم زراعتها دون تغير شكل سطح القرنية وبطريقة تؤدي الى وصول قوة الإبصار ليس فقط إلى 6/6 ( قوه الإبصار الأمثل ) بل ان نوعية الإبصار تكون افضل من نتائج الليزك وذلك بسبب عدم وجود تشتت للإضاءة أو عدم وضوح في قوة الالوان التي يشكو منها بعض المرضى الذين خضعوا لعمليات تصحيح البصر بطريقة الليزك مما حدا ببعض مستشفيات ومراكز العيون في الخارج للاعتماد على هذه العدسات كبديل امثل.

العدسات  الداخلية المصححة تصنع من مواد خاصة ومعينة بشكل يضمن عدم حدوث تفاعل في العين وبقاءها شفافة وكرستالية مدى الحياة وسماكات قليلة ودقيقة للغاية كما انه من الممكن أزالة العدسات في حال عدم تقبل المريض لها.

ومن الفوائد الأخرى أيضا أن هذه العدسات لا تؤدي لحصول جفاف طويل الأمد  في العين كما يحدث في حالات التصحيح بالليزك حيث ان المرضى يستخدمون قطرات الترطيب لفترة تمتد لعدة سنوات بل يكون استخدام القطرات لشهر او اشهر قليلة بعد الاجراء.

ولا يوجد عمر مثالي لاجراء العملية  لكن يجب أن يكون المريض قد اتم 18 سنة على الاقل  وباشتراط وجود ثبات في درجات المريض في الاشهر الاخيرة.

 بعد إجراء الفحوصات والتأكد من ملاءمة العدسات للمريض فان العملية بحد ذاتها سهلة الإجراء وتتم تحت التخدير الموضعي ولا تستغرق إلا دقائق قليلة وعادة يشعر المريض بتحسن واضح وملحوظ بعد مرور عدة ساعات من إجرائها لتكون الخيار الأمثل لذوي الدرجات المرتفعة لينعم بحياة خالية من النظارات او العدسات اللاصقة.

 

الأفق للعيون

اختصاصي طب وجراحة العيون

د. قدري حجاوي 

 

الانتقال لصفحة الدكتور قدري حجاوي

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل