التوحد / د. ايمن المومني

المجموعة الأم: الأخبار

JMDأصبح مرض طيف التوحد يعاني منه الكثير من الأطفال في الأردن والعالم، ولم يعد مقتصراً على القليل فقط، بل بات شبح هذا المرض يراود الكثير من الأهالي والعائلات، لكثرة ما يشاهده الشخص من أطفال حوله يعانون من اضطراب التوحد، وحرصاً مناعلى التطرق إلى كل ما هو جديد ومفيد حول الأمراض وعلاجها، قمنا باللقاء مع الدكتور أيمن المومني – حاصل على الدكتوراه في علم الأدوية، وزميل جمعية  «دان» الأمريكية لعلاج التوحد، المدير الإداري في عيادة أوكسي كير، ليحدثنا عن هذا المرض والطرق الحديثة المتبعة لعلاجه.

بداية حدثنا بشكل مختصرعن مرض التوحد؟ وهل هناك أسباب واضحة له؟

مرض التوحد اسمه الصحيح «طيف التوحد» وهناك مجموعة من الاضطرابات التي تنطوي تحت هذا الاسم وهذه الاضطرابات ليست تخلف عقلي ولم يثبت أنها أمراض وراثية بحتة، ولكنها فسيولوجية مكتسبة يكتسبها الطفل بعد الولادة.

هناك عدة نظريات لأسباب التوحد:

تراكم المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص بمستويات أعلى من المستويات الطبيعية.

اضطراب في جهاز المناعة الناتج عن كثرة استخدام المضادات الحيوية خلال السنتين الأولتين من عمرالطفل.

النفاذية العالية للجهاز الهضمي .

اضطراب في التمثيل الغذائي للأحماض العضوية والأحماض الدهنية.

هل لك بإعطائنا نبذه عن عيادة أوكسي كير؟

تأسست عيادة أوكسي كير منذ بداية عام  2009م، تعتمد العيادة طرق علاجية حديثة للعلاج الطبي لأطفال التوحد.

ما هي الخدمات التي تقدمها عيادة أوكسي كير؟

الخدمات التشخيصية: بما يتعلق بالاستشارات وإجراء التحاليل الطبية اللازمة، وتقييم الطفل بشكل كامل .

الخدمات العلاجية وتشمل:

بروتوكول «دان» الذي يعتمد على الأوكسجين المضغوط، وباستخدام المكملات الغذائية والفيتامينات، والعلاجات اللازمة لتصحيح مسارات التمثيل الغذائي في الجسم التي تكون مضطربة عند أطفال التوحد.

ما هو العلاج بالأكسجين المضغوط؟ وهل فعلاً يفيد هذا العلاج أطفال التوحد؟

العلاج بالأكسجين هي طريقة علاج متبعة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يوجد هناك 600 عيادة تتبنى هذه الطريقة في العلاج، وهي أحد ركائز العلاج في برتوكول «دان» ،ولا تستخدم لوحدها وإنم اتستخدم ضمن برنامج علاجي متكامل يشمل برنامج غذائي معين، علاجات تصحيح مسارات التمثيل الغذائي وتخليص الجسم من المعادن الثقيل إن وجدت، وضبط عمل جهاز المناعة بالإضافة إلى الأكسجين المضغوط.

هناك العديد من الدراسات والإثباتات العلمية التي تؤكد نجاعة هذه الطريقة في العلاجية، حيث أن نسبة الاستجابة لهذا البرتوكول العلاجي تصل إلى 89 %، ونسبة الاستجابة تختلف من طفل إلى آخر.

ماذا تقول للعائلات التي يعاني أحد أفرادها من مرض التوحد؟

أولاً إن وجود طفل يعاني من التوحد يجب أن لا يكون سبب لتفتت العائلة، وتفادي إلقاء اللوم على الآخر، وعلى الجميع أن يعلم للوالدين بأنه لا دخل للزوجة بأن طفلها مريض سواءً من الناحية الوراثية أو التربوية، ويجب توحيد الجهود في البحث عن طرق علاجية ناجعة.

يجب فهم أن هذا المرض مزمن وليس طارئ، أي قد يعاني منه الطفل لعدد من السنوات، وان 89 % منهم يتحسن وضعهم وقدراتهم الإدراكية ومهارات التواصل الاجتماعي والقدرات على التعلم.

يجب معاملة الطفل المتوحد كأي طفل طبيعي وتعليمه الخطأ والصواب، من خلال طرق التربية الحديثة التعزيز الإيجابي والسلبي.

إن وجود طفل متوحد في العائلة ليس عيباً، وإنما العيب هو أن يحرم الطفل من العلاج بسبب الاعتقاد بأن المجتمع سيرفضهم بسبب هذا المرض.

نتيجة لطبيعة هذا المرض يجب أن يكون هناك تكامل بين العلاج الطبي والتأهيلي ولا يغني أحدهما عنا لآخر لأ نتزامن العلاجين يسرع من تحسن الطفل ويرفع مستوى أدائه على كافة المستويات.

كلمة أخيرة توجهها لقراء الدليل الشافي للطب والعلاج في الأردن؟

أوجه كلمة للمدارس وخصوصاً الخاصة منها بأن تثري برامجها التعليمية ومجتمعها الطلابي، بإيجاد برامج دمج للأطفال الذين يعانون من طيف التوحد وإعطائهم الفرصة بالالتحاق بالمدارس والاختلاط مع الآخرين، حيث إن الأطفال الذين يعانون من التوحد لديهم القدرات العقلية الكافية لمتابعة دراستهم والتحصيل العلمي.

لدي عديد من الأصدقاء الذين يحملون شهادات عليا (دكتوراه) وهم يعانون من التوحد، احدهم يدعى (ستيف،Steve) يعمل حالياً بروفيسور في كلية العلوم في أحد أفضل الجامعات في أمريكا جامعة برنستون، Princeton  Universityفي ولاية نيوجيرسي، وهم أشخاص مبدعون وأفراد منتجون حيث أتيحت لهم الفرصة للتعليم والاندماج في المجتمع بشكل كامل.

د. أيمن المومني

المدير الإداري لعيادة أوكسي كير

الانتقال لصفحة أوكسي كير