الأمراض الجنسية تعرف عليها معنا !

تنشأ الأمراض الجنسية نتيجة الإتصال الجنسي بين رجل وامرأة لها عدّة اتصلات جنسية أخري. وأسبابها تكون بسبب مجموعة من الجراثيم والتي تعيش وتعشش في الأجهزة التناسليّة في الجسم. وهذه الجراثيم هي من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. بعض هذه الأمراض يسبب مشاكل في الأعضاء الجنسيّة فقط وبعضها يسبب سرطان في الرحم أو القضيب وبعضها يسبّب أمراض في جميع أنحاء الجسم. لذلك يجب معرفة هذه الأمراض للوقايه منها أو العلاج منها في بداية المرض.

الأمراض التي تسببها البكتيريا :

الزهري: تسببه بكتيريا حلزونيّة ويمر في جسم المصاب بثلاث مراحل، ويسبب عادة تقرح في القضيب في المرحلة الأولي. ويسبّب طفح جلدي في المرحلة الثانية. ويصيب في المرحلة الثالثة الجهاز العصبي والعين فيسبّب تدمير لخلايا الدماغ مما قد يؤدّي الي الشلل وفقدان البصر. ويشخص المريض بواسطة فحص دم لمضادات البكتيريا الحلزونية في الدم. ولكون عواقب المرض خطيرة جداً، فلذلك التشخيص المبكر مهم جداً. ويعالج المريض عادة بابر البنسيلين لمدة طويلة حسب المرحلة المصاب بها.

الكلاميديا: هي بكتيريا صغيرة جداً وتسبّب أمراضاً للجهاز التناسلي للذكر والأنثى. ولسوء الحظ معظم المصابين لا يشكون من أيّة أعراض. ولكن هذه البكتيريا تسبّب تدمير للأجهزة التناسليّة الذكريّة والأنثويّة . في الأنثى قد تسبّب تدمير قناة فالوب والمبايض ممّا يؤدي بالمريضة إلى زيادة في احتمال الحمل خارج الرّحم أو تؤدّي الى العقم. وإذا كانت المرأة حاملا قد تؤدي إلى الولادة المبكرة. أمّا في الرجل فقد تؤدي إلى التهاب البربخ أو الخصية وبالتالي إلى فقدان القدرة علي إنتاج الحيوانات المنوية. كما أنّها قد تؤدّي إلى التهاب مجرى البول فتؤدّي إلى حرقة في البول مع إفرازات من القضيب. ولتشخيص مثل هذه الحالات، ينصح بالأنثى بعمل مسحة من عنق الرّحم وطلب فحص الكلاميديا عليها أو عمل مسحة من عنق الرحم وطلب فحص "جينات" الكلاميديا عن طريق PCR واكتشاف إن كان هناك أي وجود للبكتيريا. أمّا في الذّكر فينصح بعمل فحص لمجرى البول وذلك بفحص جينات الكلاميديا في البول بطريقة PCR . والمشكلة الكبرى إن لم نستطيع التعرّف علي مثل هذه البكتيريا في مراحلها الأولى أن يكون التدمير الذي فعلته يصعب إصلاحه. ولذلك ينصح بشدّة عمل الفحوصات الدّورية لذلك. أمّا إن اكتشف أنّ أحد الأزواج يعاني من مثل هذه البكتيريا فينصح بعمل الفحص للزوج الآخر لأنّ رجوع العدوى قائم في حالة عدم معالجة الطرفين معاً. وتعالج عادة هذه البكتيريا بمضادات حيوية هي من مشتقات "التتراسيكلن".

" كثرة بكتيريا المهبل": في بعض الحالات، تستبدل البكتيريا "النافعة" في المهبل بالبكتيريا الضارّة. وفي هذه الحالة تشتكي المرأة بكثرة فرز السوائل البيضاء من المهبل والتي تتميّز بأنّ لها رائحة مميزة تشبه رائحة السمك الفاسد. يمكن التعرّف علي هذه البكتيريا من شكلها في مسحة عنق الرحم. في معظم الحالات يقتصر ضرر " كثرة البكتيريا" علي الإفرازات الزائدة ولكنها قد تشمل بعض الخطورة بإصابة الأعضاء التناسلية عند المرأة بالتليف وبالتّالي تؤدّي إلى زيادة الحمل خارج الرّحم. ومن الأمور العجيبة أنّ المرأة التي تعاني من هذه المشاكل وتحمل فيروس HIVتكون أكثر قدرة علي نقل فيروس الإيدز إلي من يخالطها جنسياً. وينصح بعلاج هذه الحالة بواسطة أدوية مثل "المترانيدزول".

السيلان: فهو من الأمراض الجنسية المنتشرة في العالم. وتنتج عن بكتيريا عنقودية. في الرّجال تصيب عادة البربخ والخصية والقضيب مما يتسبّب بالآم في الخصية ونزول إفرازات سائلة من فتحة القضيب. أمّا في النساء فتصيب عنق الرحم والرحم وقنوات فالوب وتؤدّي إلى تدمير أنسجتهم. وكثيراً ما يؤدّي المرض إلى عقم عند الجنسين وضمور في الخصية إن لم تعالج في الوقت المناسب. وتشخّص مثل هذه الحالات بزراعة الإفرازات النّاتجة من الأعضاء التناسلية وصباغة العينات بواسطة صبغات خاصة لرؤية البكتيريا العنقودية داخل كرات الدم البيضاء.

التهاب مجري البول: وهي مجموعة من الأمراض الجنسيّة التي تنتج عن عدّة أنواع من البكتيريا ويشتكي المصاب بها بافرازات من فتحة البول مع الآم وحرقة عند التبول. وتسبّبها بكتيريا مختلفة مثل uroplasma urelyticum و Mycoplasma Hominis . وتحتاج إلى علاج خاص لمعرفة سببها وعلاجها بالعلاج المناسب.

الأمراض الجنسيّة النّاتجة من الفيروسات:

  1. مرض نقص الناعة المكتسب (الإيدز): مسبّب هذا المرض هو فيروس HIV وهو فيروس صغير يحمل مادّة RNA ولكنه يحوّل هذه المادّة داخل خلية الإنسان إلى مادة DNA مما يجعلها تختلط في المادة الجينية للخلايا. ومع أنّ هذا الفيروس من الفيروسات الضعيفة إلا أنّه يستطيع الإنتقال من انسان الى آخر عن طريق نقل الدّم أو الإتصال الجنسي وخاصّة إن كانت هناك جروح في القضيب أو في المهبل . وخطورة هذا الفيروس أنّه يصيب خلايا المناعة في كرات الدّم البيضاء والتي تسمى "الخلايا المساعدة" والتي من أهم وظائفها هي التعرّف علي الفيروسات والبكتيريا التي تدخل جسمنا وتعمل علي محاربتها بتفعيل مجموعة من الأوامر والتفاعلات في الجسم تؤدّي في النّهاية الي تدمير الجراثيم الغازية للجسم. فإن أصيبت مثل هذه الخلايا وقل عدّدها فإنّ قدرة الجسم علي محاربة الجراثيم الغازية للجسم تكون شبه معدومة حتى وإن كانت مثل هذه الجراثيم ضعيفة ولا تسبّب أمراضاً في الإنسان العادي ، إلا أنّها تسبّب أمراضاً والتهابات خطيرة جداً عند المريض المصاب بالإيدز.

وينصح للتأكيد، عمل فحوصات تثبتيه بعد الفحص الأول. وللعلم، يمكن الكشف عن المرض بفحص مضادات الإيدز بعد حوالي 6 أشهر من بداية إصابة المريض بالفيروس. فإن كان المريض يحب أن يتعرّف علي وجود هذا الفيروس قبل هذه المدّة فيجب عليه عمل الفحوصات المتخصّصة والتي تفحص عدد الفيروسات بفحص عدد جينات هذا الفيروس بفحص PCR . ويقلل من سرعة نمو الفيروس عدة أدوية وأهما هو داوء AZT. . أمّا إن لم يعالج المريض الحامل للفيروس فهو قطعاً سيصاب بالمرض القاتل وهو مرض الإيدز. وتتراوح المدّة الزمنية من بدراية حمل المريض لفيروس HIV ومن الإصابة الفعليّة بمرض الإيدز بمعدّل حوالي عشرة سنوات. ويعيش المريض بمعدل 3 سنوات بعدها. وعادةً ما تكون الأعراض عند الاصابة بمرض الايدز هي كثرة الالتهابات والحرارة المستمرة الغير منقطعة بالإضافة إلى الإسهال والضعف الجسمي والوهن وظهور الأورام السرطانية مثل الأورام الليمفاوية. وأهم هذه الالتهابات هي الالتهابات الرئويّة والتهاب الجهاز العصبي والدّماغ والجهاز الهضمي. وقد أتى لنا مريضاً مؤخراً يشتكي من شلل في أطرافه وقد تبين لنا بعد أخذ عينات من الأعصاب أنّه يعاني من طفيليات نادرة لاتصيب إلا مرضي الإيدز . وبعد إجراء فحوصات الإيدز تبين أنه مصاب بالمرض. لتشخيص مثل هؤلاء المرضي فإنّنا نقوم بعمل فحص الدّم لمضادّات الايدز والذي يبين وجود الفيروس في الدم. .ومما يساعد المريض أن يصاب بفيروس الايدز هو اصابته بأمراض جنسية أخري حيث تتعاون الفيروسات أو البكتيريا المختلفة مع بعضها الي زيادة نسبة الإصابة بهذا الفيروس إن وجدت مع بعضها. ولذلك ينصح بشدة في العلاج من جميع الأمراض الجنسية.

الهيربس: فيروس الهيريس هو نوعان رئيسيان. النوع الأول يصيب منطقة الفم والشفّة. والنوع الثاني يصيب الأجهزة التناسلية ويظهر عادة علي شكل قرحة مؤلمة جداً في الأعضاء الخارجية للأجهزة التناسلية. وقد ترجع القرحة للمريض عدّة مرّات في السنة وخاصّة إن ضعفت مناعة المريض نتيجة مرض آخر أو حتى عند الدّورةالشهريّة. وهذا الفيورس معدي بطريقة كبيرة جداً بحيث إن تلامست الأعضاء فإنّ الإصابة عادة تحدث خلال أسبوع من الإتصال. وإنّ نسبة الاصابة تكون كبيرة جداً. فإن تكوّنت القرحة فإنها تستمر لمدّة أسبوعين الي أربعة أسابيع لكي تشفي. والفيروس من النّوع الثاني لا ينتقل إلا عن طريق الإتّصال الجنسي ويؤثّر وجوده علي المرأة الحامل حيث قد تصيب المولود الجديد بأمراض مميتة أو معوقة. يشخص مثل هذا المرض عن طريق أخذ مسحات من القرحة ، وعن طريق فحص الدّم للمصاب، ويجب معالجة الطرفين وذلك بإعطاء المريض حبوبا ومرهم يتكون من مادّة "أسايكلفير". .

التهاب HPV :وهو عبارة عن فيروس مكوّن من DNA ويدخل في خلايا المريض أمّا في عنق الرحم عند النّساء أو في القضيب عند الرجال. ويحدث هذا الفيروس تغيّرات تؤدّي في نسبة حوالي 10% إلى تكوّن سرطان عنق الرحم عند النّساء المصابات (ان ترك ولم يعالج). كما أنّها قد تؤدّي إلى تكوين أورام ثلولية عند الطرفين. ويتنقل هذا الفيروس عن طريق الإتّصال الجنسي. ويكشف عن وجوده عن طريق فحص مسحة عنق الرحم عند السّيدات. ويجدر بالذكر أنّ أنواع هذا الفيروس التي تصيب الإنسان حوالي 20 نوعاً. وحسب النّوع المصابة به المريضة ممكن توقع إن كان احتمالية الإصابة يسرطان الرحم هي كبيرة أم قليلة.

ويمكن فحص نوع الفيروس عن طريق فحص مسحة عنق الرحم بفحص PCR . فإن تبيّن أنّ نوع الفيروس هو رقم 16 أو 18 فان هذين النوعين هم الأكثر خطراً والتسبّب في سرطان الرحم. أمّا النّوعين 31و 36 فهما من أقل الأنواع تسبباً في السرطان. فحسب النّوع يحدّد الطبيب المختص طريقة علاج الإصابة. علاج HPV يتحدّد بطريقة توقّع الخطر القادم من هذا الفيروس. فقد يكتفي بعمل مسحة من عنق الرحم كل ستة أشهر أو قد يتطلّب الأمر كوي منطقة عنق الرّحم. أو قد يمتد الي إزالة جزء من عنق الرّحم أو حتى كامل الرحم. وينتقل هذا الفيروس من المرأة الي الرجل وبالعكس. وقد رأيت عدّة حالات من سرطان الرّحم كان سببها نقل الزوج لزوجته مثل هذا الفيروس. وللعلم فإنّ أكثر من 80% من النّساء في الولايات المتحدة مصابات بمثل هذا الفيروس عندما يصلن إلى سن الستين من عمرهن. أمّا في الأردن وإن كانت الإحصائيات الرسمية غير متوفرة فإنّنا نري مثل هذه الإصابة في حوالي 2% من مسحات عنق الرحم التي تأتي إلى مختبرنا. ومن أبحاث أجريناها في مختبرنا تبين لنا أن الأنواع الخطيرة من هذا الفيروس والمسبّبة لسرطان عنق الرحم، موجودة في الأردن كما هي في الولايات المتحدة.

 

التهابات الكبد "ب" و "ج". وهما عادةً ينتقلان عن طريق الدّم. ولكن يمكن أن ينتقلا عن طريق الإتّصال الجنسي. ون كانت فرصة التهاب الكبد الوبائي "ب" هي أكثر فرصة للانتقال من التهاب الكبد الوبائي "ج". ولمعرفة المزيد عن هذين الموضوعين يرجى الرجوع إلى طبيب المدينة في عدد جريدة المدينة رقم 20.

أمّا الطفيليّات التي تسبّب الالتهابات الجنسيّة فأشهرها هي "الترايكموناس" والتي تصيب المهبل وتسبّب حكّة في المنطقة المحيطة بها بالإضافة إلى إفرازات بيضاء كريهة الرائحة . في حال اكتشاف مثل هذا الطفيلي، فعلي الزوجين الفحص والعلاج. ويعالج المرض بواسطة دواء "المترنيدزول".

أمّا الفطريات التي تسبب الالتهابات الجنسيّة فأشهرها هو فطر الكانديدا. وإن كان هذا الفطر لايقتصر بانتشاره علي الإتّصال الجنسي ولكن الإتّصال الجنسي هو من أكبر مسبباته. وتصاب المرأة بافزازات كريهة الرائحة مع حكّة شديدة ويكون العلاج عادة بكبسولات مهبلية ضد الفطريات أو بمرهم خاص ضد الفطريات.

 

مما سبق يتبيّن لنا أنّ الالتهابات الجنسيّة هي أنواع مختلفة وكثيرة بعضها شديد الخطورة وبعضها أقل من ذلك. ومما يميّز معظمها أنّها وإن كان لايشعر بها المصاب ألا أنّها لها عواقب وخيمة بعضها يتمثّل في تدمير الأعضاء الجنسيّة أو إصابات وتقرّحات مؤلمة في البعض وفي البعض الآخر قد يسبّب مرض في جميع أعضاء الجسم مثل الزهري والإيدز. وللحقيقة فإنّ أي اتصالاً جنسياً لأشخاص يكون لهم أكثر من رفيق يؤدّي في غالب الأحيان إلى أمراض جنسية وإن كان لايشعر بها الطّرف المصاب. كما أنّه يجب معالجة الطرفين المشتركين جنسياً حتى لايعود لهم الالتهاب مرة أخري. كما يجب العلم بأنّ المظهر الخارجي للرجل أو المرأة لايدل بتاتا علي إمكانية أن يكون أحدهم مصاب بمرض جنسي أم لا.

 

 

المواد المنشورة في موقع الدليل الشافي

هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها

استشارة طبية أو توصية علاجية. 

    

تسجيل